أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - الحسن زهور - الى الكاتبة حميدة نعنع : قليل من الحياء فأنت الآن في المغرب















المزيد.....

الى الكاتبة حميدة نعنع : قليل من الحياء فأنت الآن في المغرب


الحسن زهور
كاتب

(Zaheur Lahcen)


الحوار المتمدن-العدد: 4467 - 2014 / 5 / 29 - 06:00
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الى الكاتبة حميدة نعنع : قليل من الحياء فأنت الآن في المغرب

بماذا سأبدأ لك كلمتي أيتها الكاتبة، أيتها الروائية صاحبة رواية " الوطن في العينين " التي قرأتها سابقا زمن استلابنا الفكري ، زمن طغيان الأدب القومي الإيديولوجي القادم الينا من الشرق، لينزع عنا هويتنا المغربية الأمازيغية و يلبسنا جلبابا ليس لنا، وقد نجح في فترة ما من إيهامنا بهوية ليست لنا ، فصحنا باسمها حتى بحت حناجرنا لنكتشف فيما بعد كم كنا مغبونين نصفق للطغاة لطغيانهم باسم قومية سلختنا من هويتنا و من ثقافتنا، و حكمت شعوبها بالقهر و الاستبداد باسم الاشتراكية و التحرير.
سيدتي سيبقى الأدب الحقيقي أدبا حين يتحدث عن قضية الإنسان كإنسان بعيدا عن إيديولوجية مبنية على الجنس و الدين ، لكن حين يتحول على يدك سيدتي إلى سلاح إيديولوجي باسم القومية الدمشقية لتشهريه في بلدي المغرب من أجل تزيين إيديولوجية تنبني على العرق القومي ، فسأقول لك : لا ، لأنك أجنبية عنا. فدعي إيديولوجيتك سيدتي في دمشق الأموية التي فررت منها الى المغرب بلد التنوع هربا من الحرب التي أشعلتها هذه الايديولوجية التي خربت كل البلدان التي حكمتها.
سيدتي : دعي إيديولوجيتك القومية في عاصمة كانت تحلم بدمشق الأمويين لتنطلق منها جيوش و أقلام الفكر الإيديولوجي لتعريب البلدان أو الأقطار(كما تسمينها) من "الخليج الثائر االى المحيط الهادر" كما حلم به الأولون من القوميين و ما زال البعض منهم يحلم بايديولوجية بنت أوطانا من الرمال سرعان ما انهارت بهبوب نسيم من الحرية ، و دمشق الجريحة الآن أصبحت، بفعل حماقة حكامها، عاصمة الجرائم الانسانية مما يدمي الفؤاد.
سيدتي حميدة نعنع حين كتبت في الصفحة الأولى لجريدة مغربية متحزبة، كانت في ما مضى وجها سياسيا لهذه الايديولوجية في وطني، تتحدثين عن نفسك بأنك ".. أنت القادمة من دمشق الجرح المفتوح و خرائب تدمر و أدلب و حمص..." جريدة الاتحاد الاشتراكي ليوم الثلاثاء 27ماي 2014، جئت الى المغرب " .. جئت تتكلمين عن اللغة و الهوية كعامل حفظ كيان الوطن.."، فهل تريدين سيدتي تعليمنا الأبجدية الأولى للفكر القومي الذي دمر البلدان التي فرضته أحزابها بالحديد و النارعلى شعوبها ؟ انظري الآن مصير هذه البلدان. نعرفك سيدتي بعد خروجك من الجزائر رفيقة لديكتاتور العراق صدام حسين الذي ما زلت الى الآن تمجدين أفعاله، و بعده نصيرة لبشار الاسد ، فهل حافظت سيدتي اللغة و الهوية ، التي تومنين بها و المفروضة قسرا على الشعب السوري، على وحدة هذا الشعب؟ فما بال اللغة و الهوية المفروضتين قسرا على هذا الشعب أخفقتا في تحقيق حلمه في الحرية و الكرامة و الديموقراطية؟ لماذا سيدتي يحرم مئات الالاف من الكرد السوريين من الهوية السورية؟ ألأنهم كردا لا يدينون بالإيديولوجية القومية التي تومنين بها؟.
سيدتي اتركي ايديولوجيتك في اللغة و الهوية بدمشق الجريحة لأنك الآن في المغرب بلد التنوع اللغوي و الثقافي، فما تومنين به رأينا ما جلبه للبلدان التي كنت فيها و كتبت عنها مدحا و تلميعا لحكامها ( الجزائر و اليمن و العراق و سوريا) ، فدعي أفكارك فأنت الآن في المغرب .
سيدتي أتيت إلى المغرب ، بلد التسامح و الحضارة، هربا من جحيم دمشق ، فبدلا من شكره الشكر اللائق و احترام تعدده وهويته تتحدين عن المغرب ذي 5000 سنة من الحضارة و كأنه بلا تاريخ و بلا حضارة ، و تسلبين منه حتى لغته العربية لترجعيها إلى الأندلس، حين تقولين في مقالك الاعترافي : " ..اللغة العربية على لسان المغاربة ذات اللكنة الاندلسية تذكرك بامجاد مضت و زمن عربي ما زال المغرب يحفظه في الذاكرة" نفس الجريدة.
سيدتي رجاء فلست الآن في دمشق، أنت ألان في المغرب الذي استضافك، فاحترمي ضيافتنا لك، إن كانت لديك مروءة و أخلاق، و احترمي أعراف الضيافة إن كنت أهلا لها، فليست في لغة المغارية لكنة أندلسية، لسبب بسيط سيدتي فالمغاربة هم من فتحوا الأندلس و صنعوا حضارتها و ليست الأندلس من صنعت الحضارة المغربية، فمن لا يعرف تاريخ المغرب عليه أن لا يحشر أنفه فيه.
سيدتي : لم تستح من المدينة المغربية خريبكة التي استضافتك فتنزعين عنها هويتها المغربية و تتكرمين عليها بمنة آتية من الاندلس ، و كأن خريبكة المغربية لا يمكن لها أن تدخل التمدن و الحضارة الا إذا أتاها من الأندلس ، تقولين " ..و في هذه الزيارة الى خريبكة تلمست على مهلك تراب المغرب و نوافذ و شرفات البيوت ذات الطابع الهندسي الاندلسي.." نفس الجريدة.
سيدتي، لا تعلميننا تاريخنا فنحن أعرف الشعوب به، لأننا نحمله في ثقافتنا ، في حضارتنا ، في لغتينا الامازيغية و العربية، في تقاليدنا و أعرافنا ( المختلفة عن أعرافكم)، في أرضنا ن في جبالنا و سهولنا و صحرائنا و بحرنا و برنا و سمائنا... فلا تتحدثي عن تاريخنا ما دمت تحرفينه بما تريده ايديولوجيتك العرقية، تقولين في مقالك : " ..و كان من لم يقرأ تاريخ المغرب و العدوة المغربية لا يعرف الى أي مدى كان هذا البلد بدوله المتعاقبة حافظ للعروبة و الهوية "، فرجاء سيدتي احترمينا و احترمي خصوصية هذا البلد المغربي الذي استضافك و آمنك من خوف، فلست هنا في دمشق التي فررت منها بسبب ما أنتجته الايديولوجية العرقية من دمار فيها و ما آلت اليها بغداد عندما كنت فيها عشيقة لهذه الايديولوجية و مقربة من ديكتاتورها السابق الذي تمجدينه في كتاباتك.
فرجاء سيدتي دعينا و شأننا، فنحن أدرى بشؤوننا، احترمي خصوصيتنا و ضيافتنا لك الى أن ترجعي الى وطنك الذي نتمنى له الخروج من مأساته معافى، بتعدده و ديموقراطيته و حريته.
سيدتي أثناء إقامتك معنا في المغرب ستتعلمين منا مبادئ التسامح و الانفتاح و التنوع و التعدد في إطار الوحدة التي تجمع هذا الشعب، إذ ذاك ستعلمين أن الأفكار الإيديولوجية التي عشعشت في فكرك طوال السنوات الستين التي تحملينها كانت كارثة و وبالا على البلدان التي فرضت على شعوبها بالقوة و القهر كسوريا و العراق و ليبيا .. ، و سترين كم هو جميل هذا الوطن المغربي المتميز بتعدده الثقافي و اللغوي و بأعرافه العريقة المختلفة عن اعرافك سيدتي.
فتعلمي منا كيف تبنين الوطن و تحافظين عليه.



#الحسن_زهور (هاشتاغ)       Zaheur_Lahcen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الموريسكي - رواية للمفكر المغربي حسن أوريد ...
- فضائح الاسلامويين و القوميين المغاربة
- تهديدات التيار السلفي بالمغرب للمفكر العلماني أحمد عصيد
- فلسطينيوا الثورة و فلسطينيوا الثرثرة


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - الحسن زهور - الى الكاتبة حميدة نعنع : قليل من الحياء فأنت الآن في المغرب