أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اياد حسن دايش - اخلاق الضباع














المزيد.....

اخلاق الضباع


اياد حسن دايش

الحوار المتمدن-العدد: 6912 - 2021 / 5 / 29 - 16:22
المحور: الادب والفن
    


خرج فتيان في صيد لهم فأثارو ضبعا فنفرت ومرت فأتبعوها فلجئت الى بيت رجل فخرج اليهم بالسيف مسلولا.
فقالوا له يا عبد الله
لم تمنعنا صيدنا فقال استجارت بي فخلوا بينها وبينكم
فنظر اليها فاذا هي مهزولة مضروبة فجعل يسقيها اللبن صبوحا ومقيلا حتى سمنت وحسنت حالا فبينما هو ذات يوم راقد عدت عليه فشقت بطنه وشربت دمه.
فقال ابن عم له:
ومن يصنع المعروف في غير اهله.. يلاق الذي لاقى مجير ام عامر
اعد لها ولما استجارت بقربه ..مع الامن ألبان اللقاح الدرائر
فأشبعها حتى اذا ما تمكنت.. فرته بأنياب لها وأظافر
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من.. يوجه معروفا الى غير شاكر
في الحكايات الشعبية تسمى الضباع( بأم عامر) لترمز عن خسة ونذالة هذا الحيوان . يوصف الضبع بأنه حيوان مفترس، يخرج للبحث عن طعامه لوحده ،يفضل دوما أن يقتات على الجيف، وبقايا الحيوانات الاخرى ،يتميز بقوة فكيه التي تمكنه من سحق عظام فريسته.
الضباع من الحيوانات المعروفة بكرهها للإنسان،
يلتهم فريسته وهي ما تزال حيا لجعلها تعاني وتتألم أكثر ، عكس الاسد الذي يقتل فريسته قبل ألتهامها.صوته القبيح المنفر جدا شديد الازعاج بشكل مقزز، لا يعوي الا مع قدوم الليل مما يجعل صوته مرعبا ومخيفا. مولع بنبش القبور والتهام الجثث. الكثير من الناس لا تتردد اذا ما وصفت ببعض اسماء الحيوانات كالاسد الذي يرمز لقوة الشخصية،والنمر والفهد يرمزان للسرعه ،الا ان الاغلب ينفرون حين تصفهم بالضباع ،لما يتصف به هذا الحيوان من صفات الدناءة والسلوك الخسيس. مما يؤسف له إن الكثير من الناس اصبح ضبع في سلوكه وتصرفاته.ابتداء بأكل لحوم الناس بالباطل بالغيبة والبهتان والافتراء والكذب عليهم ، قبح الاصوات ممثلا بنشر الاكاذيب والتضليل والتسقيط، اذ تشبه هذه الاعمال بقبح صوت الضبع ونفور من يستمع له .يقتات البعض على موائد الفاسدين واللصوص ،كالضباع تعتاش على الجيفة وبقايا فضلات ما أصطاده الاخرون من سرقات من قوت الناس وحقوقهم.يتواجد حملة اخلاق الضباع في كل مكان خاصة وسائل التواصل الاجتماعي ،كأدعياء للحقوق ونشر الحريات والدفاع عن الكرامة ،حيث يعطيك من طرف اللسان حلاوة ،لكنة يخبئ تحت فكية انياب مفترسة لينتهز الفرصة ليثبتها في جسدك .أن عملية كشف هولاء تظهر في الابتلاءات والفتن ، اذا تكون مواقفهم في منتهى الانانية والخبث والتفكير بمصالحهم فقط ،لا يهمهم إلا ملئ بطونهم حتى لو كان على حساب دماء الناس وحياتهم ،كالضباع تعتاش على حياة الاخرين .تتحد هذه الضباع البشرية مع كل خفافيش الظلام لتحويل كل ما هو جيد وجميل الى خراب ودمار لنشر كل الوان البؤس والياس وإنعدام الامل بين الناس، وقتل روح الخير بزرع الشكوك وبث الفتن .يجيدون صناعة الحرائق وخلق الازمات لاتجد لهولاء الضباع اي موقف ينم عن شرف أو بطولة .تجدهم امام الكاميرات في المؤتمرات داخل الفنادق الفخمة يجيدون خداع الناس وتضليلهم ،لكن مستحيل ان تجدهم قريبين من الناس البسطاء وحياتهم، بل الادهى يبخسون شجاعة الاخرين ونبلهم، لانهم يمثلون خطر عليهم اذا يكشفون جبنهم ودناءتهم . الضباع البشرية من صفاتها الجشع والطمع ،لاتحركهم سوى المصالح الفئوية. التلون وعدم الثبات على موقف ديدنهم ، كل يوم مع جهه كل موسم مع تيار أو كتله او حزب .حين يختلف هولاء يقوم كل الطرفين بإتهام الاخر وتخوينه وكشف أسراره، لانها ضباع لا تجيد العمل المشترك ولا يهمها سوى ان تفترس أكبر قدر ممكن من أجل مصلحتها . الضباع البشرية تحتاج لصياد ماهر يجيد كشف هولاء وتعريتهم .حتى يسلم الناس والمجتمع من شروروهم وخبثهم .

ومضة:
لا شئ اسوء من خيانة القلم ، فالرصاص الغادر
قد يقتل أفرادآ بينما القلم الخائن قد يقتل أممآ.

تشي جيفارا



#اياد_حسن_دايش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن بحاجة للدين
- احلام الرجل الابيض
- التطعيم بالجهل
- المغفل
- النزعة الظلامية
- أنا حر
- شخصانية التفكير
- خصائص المنافقين
- فاشية التيارات الدينية
- طائفة الانانيين
- أقرأ أم أكتب
- حيونة الانسان
- في انتظار غودو عراقي
- نقد الفكر السائد
- عاشق طواحين الهواء
- المثقف بعيون مصريه
- المستبد العادل
- رمزية رجل الدين
- كيف اصبحت غبيا
- خصائص العبيد


المزيد.....




- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اياد حسن دايش - اخلاق الضباع