أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اياد حسن دايش - النزعة الظلامية














المزيد.....

النزعة الظلامية


اياد حسن دايش

الحوار المتمدن-العدد: 6519 - 2020 / 3 / 20 - 14:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


)الظلامية اشد ضررا على المعرفة من ضرر الجهل ومن افة الأمية، لأن مجتمعا جاهلا هو مجتمع حيث الناس لا يعرفون، لكن مجتمع ظلاميا هو مجتمع حيث الناس فية يتوهمون بانهم يعرفون كل شيء او بانهم يمتلكون سر المعرفة .الجهل هو عدم المعرفة، أما الظلامية استحالتها( .يضع الكاتب سعيد ناشيد مجموعة من الخصائص عن (النزعة الظلامية) التي تخيم على اي مجتمع ،لتحوله الى مرتعا لكل الوان الجهل والتخلف والتطرف. ان مجتمع الظلامية هو مجتمع يحجر على السؤال، يستبدل كل سؤال مفتوح، بسؤال مغلق، ليبقى السؤال أو التساؤل محط شك وإتهام .ثمة ما هو اخطر من عدم المعرفة في مجتمع الظلامية،هو توهم المعرفة أي تغلغل الظلامية داخل المجتمع حيث الاعتقاد بإمتلاك المعرفة . الظلامية اشد خطرا وضررا على الحرية من الاستبداد ،لأن الاستبداد هو ان تراقب الدولة الناس وتتسلط على رقابهم، اما الظلامية أن يقوم الناس بالتسلط على رقاب بعضهم البعض، لأنهم يحسبون انفسهم في اقصى مظاهر الحرية .في مجتمع الاستبداد قليل من يخول لهم الحاكم الحق بالجريمة، اما المجتمع الظلامي، فأن اي أحدا هو مخول بواجب الجريمة المقدسة والاقتصاص من الاخر .الظلامية اشد ضررا على الاخلاق العامة من فساد الاخلاق، لان مجتمع فاسد لن يمنعه فساده أن يصبو نحو الاصلاح ،اما الظلامية تلف الفساد بلفافة النفاق عند الاقتضاء والتستسر عند الابتلاء .تحارب الظلامية العلم والمعرفة بدعوا الايمان الجاهز الذي هو أم من العلم ، تقتل الحرية الفردية لتترك مكانها العصاب الجماعي ،تقتل الاخلاق فلا تبقي سوى النفاق والتحايل .الظلامية افة اجتماعية تفتك بالمجتمعات وتقطعها الى اوصال .تقتل الظلامية روح الابداع والجمال داخل المجتمع، تحارب ايضا الحداثة بدعوا الغزو الثقافي. الوقوف امام قيم العقل ومبادئ الديمقراطية بدعوا التمسك بقيم الاسلاف .لطالما صمدت الظلامية اما قوة العقل وصرامة العلم لانها تطحن من يحاول اختراقها، وتنبذ من سعى لإحتوائها . تنتعش في اجواء المشاحنات والملاسنات حيث تزيدها عمرا كثرة المشاحنات والجدالات .تتحول رسالة التنوير من معركة مع خصوم نبلاء يحاورون ويتحاورون ،الى معركة ضد قطاع طرق فكرية ولصوص أدعياء للمعرفة والعلم .الظلامية كما يصفها ناشيد ليست موقفا سياسيا، لان الموقف السياسي يستدعي الارادة ويتطلب القدرة على الاختيار، اما داخل الظلاميات فاننا نتعلم شي وحد فقط، كيف لا نريد شي ولا نختار شيء وبذلك قادرين على فعل اي شي .الظلامية هي الحالة القصوى لإنتفاء القدرة على امتلاك الارادة ،وانحدار القوة على الاختيار وعدم القدرة على اتخاذ القرار .الظلامية حين تسكن في اي مجتمع تجعله مجتمع خاوي غير قابل للامتلاء إلا بالخرافات والجهل .الظلام والظلامية افة المجتمعات التي تريد ان تتخلص من كل مظاهر التيه والضياع والتخلف .ما نحتاجه الان معرفة كمشعل ديوجين ، ليعيد لهذه المجتمعات بريقها الذي سرق منها ونورها الذي أنطفئ.




ومضة :
نسمي عصور الظلام كذلك ، لا لأن النور لا يسطع فيها و لكن لأن الناس يرفضون رؤيته
جيمس ميتشنر



#اياد_حسن_دايش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا حر
- شخصانية التفكير
- خصائص المنافقين
- فاشية التيارات الدينية
- طائفة الانانيين
- أقرأ أم أكتب
- حيونة الانسان
- في انتظار غودو عراقي
- نقد الفكر السائد
- عاشق طواحين الهواء
- المثقف بعيون مصريه
- المستبد العادل
- رمزية رجل الدين
- كيف اصبحت غبيا
- خصائص العبيد
- الخلاص الفكري
- تفاهة الشهرة
- دولة الاستبداد العبودي
- الاستحمار الالكتروني
- ما التنوير


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اياد حسن دايش - النزعة الظلامية