أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - المستعربون: القرعاء التي تتباهى بشعر خالتها














المزيد.....

المستعربون: القرعاء التي تتباهى بشعر خالتها


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 6909 - 2021 / 5 / 25 - 11:05
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


إشكالية العرب والمستعربون كانت، ولا زالت، قائمة وتستدرج الكثير من التأمل وتثير العديد من التساؤلات الصعبة التي قد لا يمكن العثور على أجوبة شافية لها، فالمستعربون الذين ينسبون أنفسهم لما تسمى بالعروبة زوراً وبهتاناً أمعنوا في إنتاج ظواهر ديمغرافية وأنماط سياسية مريبة أدت لمآزق ومحن عارمة وعميقة لم تستطع من خلالها أن تنال عنب الشام ولا أن تقطف بلح اليمن، وبعبارة أخرى لم تستطع، مستوطنات الاستعراب، أن تحظى بشرف الانتماء لـ"العرب" واللحاق بهم، ولم تقدر بالوقت نفسه توحيد مجرد حي أو قرية من القرى التي تقبع تحت سلطان المستعربين والتي-أي القرية- تنخر فيها كل أشكال وأنماط التفسخ الطائفي والعشائري والعرقي والعائلي وينتشر فيها سوس التفكك والانقسامات المجتمعية المتعددة نتيجة فقدان الهوية وغياب الانتماء.
ومن الملاحظات اللافتة والأولى في سلوك المستعربين، هي أنه ومن المرات النادرة بالتاريخ البشري أن يتباهي ويتفاخر بشر تحت الاحتلال والاستعمار بمن استعمرهم واحتل أرضهم وطمس هوياتهم ولغاتهم وغيـّر تاريخهم وفرض ثقافته وتفكيره وسلوكه عليهم، ويرقى، وفي كثير من الأحيان، هذا التمجيد والإطناب، حد التقديس وعبادة الاحتلال والمحتلين ورموزهم من السفاحين الغزاة والطغاة المجرمين الذين ارتكبوا مجازر وإبادات بحق السكان الأوائل الأصليين، والتهليل لهم في صلواتهم وقيامهم وقعودهم آناء الليل وأطراف النهار.
يشعر المستعربون عموماً، وكما نرى، بدونية ما وبعقد جينية مستحكمة ومستفحلة، وبفراغ بالهوية وضعف بالانتماء وضياع وجودي عام، حاولوا التعويض عنه بنسب أنفسهم لعرب الجزيرة العربية، وقبائلها، وادعاء الانتماء لتلك البقعة الجغرافية من العالم التي حافظت نوعاً ما على هوية واضحة، وتمثلت وتبنـّت منظومة قيمية وسلطوية أبوية تراثية محددة ما زالت تحافظ عليها ، فيما يعاني المستعربون من تخبط عام على صعد شتى.
ولهذا، فقد اخترع وأنشأ المستعربون هياكل وأحزاب وكيانات سياسية وهمية ومؤسسات خاصة ومنظمات شعبوية أخرى، و"جامعة دول عربية" (آلت قيادتها لاحقاً للعرب الأصليين بعدما أسسها زقادها بالبدايات عسكر مستعربون)، ومن باب التعويض، لتمجيد احتلال العرب لبلدانهم والتغني بالغزو وباتوا يغدقون بـ"الهوية العربية" ولغة العروبة المزعومة على السكان الأصليين من غير العرب، ويوزعون شرف الانتماء للعرب على بقية البشر. ونشأت وازدهرت هذه الأحزاب وانتعشت في أعقاب سقوط دولة الخلافة الإسلامية العثمانية مبكراً في بدايات القرن الماضي، باعتبارها –أي الأحزاب- البديل الموضوعي والثقافي والإيديولوجي والسياسي لنظام حكم الخلافة الإسلامية، وباتت هذه الأحزاب القومية والعروبية في بلاد المستعربين ومستوطنات الاستعراب مصدر شرعية وقانونية النخب السياسية والعسكرية وكل الطامحين والطامعين للوثوب للقصور الرئاسية، وأقحموها بدساتيرهم كمواد مقدسة لا يجوز المساس بها.
وتظهر الخريطة الجينية والعرقية لآباء القومية العربية ومؤسسي الاستعراب السياسي انحدار وتجذر معظمهم، من كل تلكم الأعراق والطوائف والملل والنحل التي لم تكن عربية وإسلامية قحة كالأرسوزي وعفلق والحصري وسواهم من مدمني ومتعاطي حشيش الاستعراب.
ومن بين أهم الأسئلة، الأخرى، وربما الكبرى، التي تواجه المستقرئ المتابع لواقع المستعربين المر والأسود، وهي من نمط لماذا لا يوجد احزاب قومية وعروبية وبعثية وناصرية ووحدوية و"اشتراكية" في معاقل العرب وارض العرب في الحجاز والجزيرة العربية"؟ ولماذا اختص المستعربون، فقط، وأبناء المستعمرات والمستوطنات العربية وضحايا احتلال قبيلة قريش بإنتاج وتسويق وتشكيل الأحزاب القومية العربية وتفاخروا بالانتماء لما تسمى بالعروبة فيما لا يعترف العرب الأقحاح من أبناء الجزيرة العربية بعروبة المستعربين، ولا يأخذونهم على محمل الجد ويرفضونهم لا بل يتهكمون عليهم وعلى أصولهم وأنسابهم المجهولة وغير المعروفة، ولا يجدون، في الوقت نفسه، ومن باب العرف والمعرفة والثقة بالنفس، ثمة حاجة لإنشاء أحزاب "قومية عربية" تؤكد لهم هويتهم العربية الأصيلة، أما الستعربون المساكين الدروايش الضائعون التائهون في بحور الهوية والانتماء فباتوا كالقرعاء التي تتباهي بجدائل وسوالف بنت خالتها السابلة الفحماء....



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكيانات الموازية: والطريق إلى الشرق أوسطية
- العرب والمستعربون: مصطلحات يجب ان تعرفها
- انهيار المنظومة القومية العربية وتفككها
- بايدن: الإخوان المسلمون قادمون
- سوريا: ثلاثة وزراء خارجية في خمسين سنة
- سوريا: سياسات مبهمة واستراتيجيات فاشلة
- كيف تخدم الصهيونية مجاناً؟
- الحريري الصغير وحكاية التوزير:
- روسيا: إلحق البوم سيدلك على الخراب
- لآثار الجيو-سياسية الكارثية لانهيار سايكس- بيكو
- في اسباب انهيار وتمزق الكيان السوري
- السوري وكبر المعلاق؟
- قطار التطبيع السريع
- فقط في سوريا: إذا كان طباخنا جعيص شبعنا مرق
- لا تراهنوا على الروس أبداً
- الملكيون أكثر من الملك
- رسالة إلى الرفيق الأمين العام المساعد
- بروفة ودرس عملي بالصمود والتصدي
- حقائق استراتيجية: احذروا من أي تحالف مع الروس
- استعمار حلال واستعمار حرام


المزيد.....




- قطة تشق طريقها إلى ولاية أمريكية أخرى دون علم أصحابها.. شاهد ...
- صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية على الطاولة من جديد
- المسؤولون الإسرائيليون في مرمى الجنائية الدولية
- الاحتجاجات تتصاعد ضد الحرب في غزة.. عشرات الطلبة يتحصنون في ...
- الولايات المتحدة: مقتل 4 ضباط شرطة في مواجهة استمرت 3 ساعات ...
- محامون حكوميون يحثون بايدن على وقف تسليح إسرائيل لإنتهاكها ا ...
- الحوثيون يهاجمون أربع سفن بالمحيط الهندي والبحر الأحمر
- اتصالات أميركية قبيل تسلم رد حماس بشأن وقف إطلاق النار بغزة ...
- قاعدة أميركية في الأرجنتين لتضييق الخناق على الصين!
- اجتماعات عربية أميركية في الرياض لبحث تطورات الحرب الإسرائيل ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - المستعربون: القرعاء التي تتباهى بشعر خالتها