أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - الإنسحاب من التواجد في مجتمع فاشل















المزيد.....


الإنسحاب من التواجد في مجتمع فاشل


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6905 - 2021 / 5 / 21 - 09:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن تعيش في مجتمع ينهار بكل القياسات .. عاجز عن إحداث التغيير أو التأثيرأومزاولة الصراع .. بين بشر ينهكهم السعي من أجل توفيردرجة مناسبة من الأمان يستحيل الحصول عليها .. يرعبهم الخوف من السقوط الطبقي و الإحتياج ..مهما راكموا من أموال .
مجتمع إستولت علي المقادير فيه عصابات مسلحة.. تسيره بجشع من أجل جني مزيد من الأرباح و النفوذ تعيش فيه بسبب خلق الفقر و إفتقاد العدالة كل أنواع الكراهية ..وتديره أجهزة أتقنت الغش و خداع الناس بأوهام لا يمكن تحقيقها ..يبثها من خلال وسائل إعلامهم المنحطة أخلاقيا هؤلاء الذين يصخبون ليل نهار.
ترى حولك بجانب ترف ورفاهية و تبذير و سفة الإنفاق لعدد محدود من أفراد العصابة المتسلطة . بشر ينافسون القطط و الكلاب الضالة.. بعد أن جعلتهم الحاجة يبحثون عن طعامهم في صناديق قمامه المتخمين.. أو يقفون في الشوارع لا حول لهم و لا قوة ..في البرد أو الحر بالساعات في إنتظار مرور التشريفة .. بؤس في كل مكان .. و ظلم و إهانة للبشر ..و سحق لأنسانيتهم .
فالشيخ المسن ليس أمامة إلاأن يقتدى بما كان يفعله حكماء الهنود للوصول إلي النرفانا ..
و ((إطفاء الشمعة)).. والإنسحاب من ميدان الإقتتال.... بتخفيض احتياجاته حتي مستوى العدم .. و تطهير نفسه من أدران مجتمع موغل في الفساد .. والقضاء على جميع رغباته المادية التي تتزايد حوله و تجذبه بواسطة .. اليات يتصورها البعض تقدم .. و عصرنة ،
بعبارة أخرى إفناء الأغراض الشخصية الباطلة التي تجعل الحياة بحكم الضرورة دنيئة، أو ذليلة مروِّعة، ويصبح القياس هو: كل من شاء منا أن ينقذ حياته عليه أن يخسرها. بإدارة ظهره لما يحدث في الدنيا .. ويتفرغ للتأمل .
الخطوة الأولي : هو أن تقطع كل القيود التي تربطك بهذا المجتمع ..و تبدأ بالتخلص من كل ممتلكاتك ( سيارة ..منزل ..شالية .. عقارات .. أسهم في شركات .. و دائع في البنوك ..ذهب .. دولارات ..تحف ..أثاث )).. و خصوصا التليفون المحمول .. والكومبيوتر أو اللاب توب الذين يمتصون حياتك و يجعلونك تدور في دوائرهم .. منذ أن تستيقظ .. حتي تنام .
لا تبق لديك إلا الضرورى من الملابس و الأدوات الشخصية ..للنظافة ..أو الطعام ..و بعض من الأثاث البسيط الخاص بالسكن . . بالإضافة إلي الكتب التي ستصاحبك في إبحارك نحو النرفانا .
الخطوة الثانية : التحرر من أسر العصابة الحاكمة لعقلك ..بمقاطعة التلفزيون و السينما و المسرح و الإذاعة والفيس بوك أو ما يشبهه .. من أدوات السيطرة .. ثم معاداة ..الجرائد ..و المجلات .. و النشرات الحكومية.. و البعد عنها كما لو كانت أوبئة ..
و هذا يشمل بالطبع عدم السماح لخطب و أحاديث و تصريحات المسئولين من الوصول لمسامعك كاملة أو مختصرة أو مقتطفة ..فهي في كل أشكالها سموم ... حتي يصل بك الأمر أن تدير و جهك في الطريق كي لا ترى صورة الرئيس .. يبتسم أو يرحب أو يفكر أو مندهش ..أو متعاطف مع بائعة خضار تبيع علي الناصية موز أو ليمون ..
إحذر أن يغسلوا لك عقلك بأساليبهم الشيطانية . . و تصدق أن ضلالاتهم تصب في مصلحتك .
الخطوة الثالثة .. قاطع كل الأجهزة الحكومية .. فلا تحتفظ بحساب في البنك و لا تمتلك كارت إئتمان أو صرف من الماكينات .. أو باسبورت ..أو رخصة سواقة .. أو كارنية نادى ..أو بطاقة تأمين صحي ..أو بطاقة ضريبية ..أو تأمينات إجتماعية .. إحرقها كلها صبيحة تحررك من سجونهم ..
إحرص ألا يكون إسمك مكتوب في أى مؤسسة من مؤسسات الظلام إنهم يحاولون أن يقنعونك بأن النظام أهم من الحرية و أنك عليك أن تكون ترس منتظم مستعبد في الأتهم .. إهرب ..إختفي .. و إذا إستطعت أن تعيش في مكان بعيد عن أيدى الشرطة ..و الجباة فلا تتردد و لا تحمل بطاقة شخصية أو شهادة ميلاد .. فلتكن شبحا لا تراه أجهزة السيطرة أو الجباية و كومبيوتراتهم .. و عدسات مراقبتهم ..و جباتهم وعسسهم و جواسيسهم .
الخطوة الرابعة .. إبعد عن كل رجال الدين .. ذوى العمة البيضاء .. و ذوى العمة السوداء ..لا تجادلهم و لا تستمع إليهم أدى طقوس ديانتك بعيدا عنهم .. فهم أشرار .. يستخدمهم الحاكم لتسطيح فكرك و ترويضك ..و جعلك تائة .. غير قادر علي التفكير و الفهم و التدبير .. أما بالنسبة لاخرتك .. فلن يتحكم فيها مثل هؤلاء المدعين انت من سيقرر إلي أى إتجاه سيكون مستقبلك .. من خلال .. ترقية ( الكارما ) خاصتك و تدريبها علي إتيان الخير ..و تجنب المعاصي .
حياتك .. بهذه الصورة لا زالت تربطها بمؤسساتهم خيوط رفيعة..فرغم أنك قد تخلصت من معظم أعباءها .. إلا أنه يلزمك بعض الطعام .. و أن تدفع فاتورة الكهرباء و الغاز ..و الماء .. مهما كانت منخفضة ..و حتي لو تخلصت من هذه الخدمات .. فستحتاج إلي ثمن الشمع للإنارة .. و تكاليف جلب المياة من أماكن مجاورة .. و للقيمات صغيرة .. تبقيك علي قيد الحياة .
الحكماء الهندوس و البوذيين .. حلوا هذه المشكلة بالهجرة للغابات أو القرى البعيدة ..والعيش في أحضان الطبيعة و تحت حمايتها ..و الإعتماد علي التسول و الشحاته من السكان المحليين بواقي الطعام الذى لم يستهلكوه ..هكذا فعل بوذا ..نفسة .
اليهود كونوا مجتمعات تعاونية في الأماكن البعيدة عن العمران .. و سموها كيبوتزات .. يعمل فيها الجميع و يستفيدون من ناتج عملهم بالتساوى بعيدا عن السيطرة.
المصريون .. هربوا للصحارى .. و بنوا أديرة للرهبان.. ونسوا تخصصاتهم فعملوا في أشغال يدوية .. تجعلهم ينتجون طعامهم .. و إحتياجاتهم بعيدا عن يد الحكومة .
في حالتنا .. فإن التسول سيحتاج لإقامة صلة ما غير ملزمة ببعض المحسنين ..و ليكن قريب لك أو جار ..أو سكان قرية من الذين يعطفون علي الغريب ..
و لكن حتي لو كان هذا إختيارك فإحرص علي عدم بناء عواطف إرتباط معهم .. سيكون تحركك..بين القرى و الكفور البعيدة .. و عدم الإستقرار في أحدها .. حاميا لك .. أن تقع في أسر المجتمع للمرة الثانية.
الطريق الأخر يقوم البشر به لتطهير أنفسهم بأن يعيشوا علي الكفاف .. من دخل عمل يدوى في أماكن نائية غير معروفين فيها .. قرية بعيدة تصطاد سمك .. أو تزرع قيراط أو إثنين حول مكانك تأكل منهم .. أو تربي كام فرخة ... أو تصنع أقفاص جريد .. أو تقلي طعمية و بطاطس و بذنجان علي الناصية .. أو تدرس للأطفال لقاء وجبة العشاء .. أو تعالج بطريقة الأطباء الحفاة في الصين ... إن جدودك الهاربون من الطاغوت .. قاموا بهذا لمئات السنين و كانت الحرية لديهم .. أحب من النظام .
أما إذا كان لديك معاش حكومي حتي لو كان قروشا ..أو تجد مؤسسة رعاية تقدم العون للمحتاجين تتولي إحتياجاتك دون أى إرتباط.. فأنت محظوظ .. تستطيع أن تتفرغ بالكامل للتأمل .
صديقي الباحث عن التحرر من هذا المجتمع الظالم أهله .. كلما كانت حياتك بعيدة عن العمران .. كلما تحسنت .. و عندما يذبل جسدك و تتخلص من الدهون المتراكمه علي معدتك .. سيتحرر عقلك .. و تستطيع أن تفكر بإسلوب غير الذى رسمته لك الشياطين .
كل منا عليه أن يرتب حياة التقشف بالصورة التي تناسبه و كلما كان الأمر أقرب للبدائية .. كلما كان الخلاص أسرع .. فلنترك لهم حياتهم باضواء الليزر و التكالب علي البضائع المستوردة .. و العقارات مرتفعة الثمن ..وإنجاز أكبر و أطول .. و أوسع .. و اقصر..و أحدث .. و كل ما تجيء به أفعل التفضيل من معان رخيصة ترددها أجهزة إعلامهم المريض .. و نرحل إلي الهدوء و الطمأنينة و الأمن الداخلي .
الأن أصبحنا بعيدا إلي درجة كبيرة عن أيديهم و تسلطهم .. و شيطنتهم .. فلنبدأ في التأمل .
1 - ((المجتمعات .. منذ بدأت في التشكيل . تخضع لتميز طبقي مرجعه هونمط العمل السائد بين أفرادها .. من هم الذى يستحوذون علي أدوات الإنتاج و لديهم القدرة علي تمويلة ؟.. ثم من الذين يديرون الإنتاج .. و من ينتجون . .. و من يروجون له .. و من يستهلكونه؟ ...توفر الإنتاج .. و نقصة .. مع زيادة الطلب من عدمة فيما يسمي مجتمع الوفرة أو العكس .... يحكم العلاقة بين الأطراف المختلفة .. و هذة العلاقة تحدد من الذى سيسيطر في النهاية)).
في بلدنا يدير الإنتاج عصابات .. علي رأسها ضباط الجيش .. و بعض مستثمري دول الخليج .. و عدد من المليارديرات .. و المليونيرات الذين كونوا ثرواتهم .. من العمولات و سرقة القروض و المنح و إستغلال النفوذ .. هذه العملة الرديئة طردت العملة الجيدة من السوق حتي علي مستوى البقال و الجزار و العلاف الصغير .. و حولت الإنتاج إلي فتونه و فرد صدر .... (أيوة حنبني مدن لا تستخدم .. و قصور غير مأهولة .. و منشئات حكومية مرفة لأطقم الفاسدين ). و اللي مش عاجبة يضرب راسه في الحيط.
و نحن لا يعجبنا .. و لكن لن نضرب رأسنا في الحيط .. بل سنقاطع كل المؤسسات التي يتحكم في إنتاجاها السادة اللواءات .. و أذنابهم ..و إبقوا إسكنوا إنتم في الشقق التي تبيعون الواحدة منها يملايين الجنيهات .

2 - ((المجتمعات .. حتي لا تسقط في دوامات العشوائية .. تضع لنفسها الدساتير و القوانين .. و تحرص علي أن يوجد من بين أفرادها .. من يطبقون هذه الشرائع كرجال دين .. ثم الشرطة .. و رجال القانون .. وهم عادة من يتولون فرض النظام ..ويعيشون علي ما يمنحهم إياهم المجتمع من حصيلة الضرائب و الجمارك و الرسوم.. كذلك المجتمعات المنتجة تحتاج .. لمن يحميها من العدوان الخارجي لأقوام لا ينتجون .. و المجتمعات الضنينة الإنتاج تحتاج لمن يقودها في إتجاه السطو علي الجيران .. و هكذا أصبحت الجيوش تمثل صمام الأمان للشعوب .. سواء كانت دفاعية أو عدوانية )).
في بلدنا تحول البرلمان خلال السبع سنين السابقة لماكينة إنتاج قوانين .. القهر و الجباية .. و تمكين الكهنة و الضباط من رقاب العباد .. و بذلك فالشرطة و رجال الدين و رجال القضاء لا يقوموا بدورهم في حماية الشعب .. بقدر ما هم أدوات ترويضه و قهره .. و إخضاعه .
الجيوش التي مهمتها حماية المجتمع .. في بعض الأحيان تستبد بهذا المجتمع .. و تفرض عليه مطالبها بالقوة .. هنا يصيب المجتمع خلل أن من ينتجون يجوعون .. و من لا ينتج يستمتع و يعيش في رفاهية .. فتتدهور تدريجيا أساليب الإنتاج .. و تنحط .. و يتدهور المجتمع .. و ينعكس هذا علي الظالمين أنفسهم .. فلا يعد أمامهم مفر إلا زيادة قهرهم .. و تضليلهم .. و إستنزاف كل ما يمكن إستخلاصة حتي لو ببيع القطاع العام .. و مناجم الذهب .. و الأثار .. بأرخص الأسعار .
في بلدنا منذ 1952 .. تسلط علي المجتمع ضباطة .. بقوة السلاح و المعتقلات و السجون و ظلوا ينهبونه و يوجهونه لصالح أطماعهم .. حتي سقط في براثن الديانة .. و تسديد الفوائد و خدمة الدين .. فتوقف المجتمع عن أن يكون مكانا يحمى الناس ليصبح .. مكانا لإستعبادهم و إستغلالهم .. و قهرهم .
3 – ((الفكرالساكن غير المتجدد الذى سيطر علي هؤلاء غير المؤهلين للحياة المعاصرة .. جعل منهم توابعا للقوى الفاعلة المتحكمة في الأسواق العالمية .. تحصر إنتاجهم في دوائر ضيقة لا يخرجون عنها .. تجعل منهم ..كومبرادور ، مستهلكين لا منتجين)).
في بلدنا .. كان الدور المرسوم لنا منذ أن ذهب السادات للقدس حاملا كفنه .. أن نكون مكانا للسياحة و الترفية يمتلك أصحابة شواطيء بالاف الكيلومترات وآثارا تجذب المثقفين من أبناء العالم الأكثر وعيا ثم تصدير العمالة إلي الدول المجاورة التي تمتلك النفط و تشجيعهم علي الإستهلاك الترفي ثم إنتاج البترول و المعادن بواسطة الشركات متعددة الجنسيات لا ننال من خيرة إلا القليل و تحسين المرور في قناة السويس ..و لا مانع من بعض الصناعات الملوثة للبيئة التي إستغنت عنها أوروبا مثل إنتاج الحديد و الألمونيوم و الكيماويات .. ثم أن بعض الزراعات غير القمح ..بهدف التصدير لن تضر
و هكذا ..في بلدنا كان دور الإنتاج مخططا له بحيث لا يسمح بأى إكتفاء ذاتي.. أو تدريب كوادر مؤهلة لتناول علوم و صناعات الزمن الجديد و إستمر هذا لعقود طويلة لا نفكر في تعديله.. فتخلفنا .. خصوصا بعد إنتشار وباء الكورونا .. و توقف السياحة ..و عوائد العاملين بالخارج .. فلم يعد أمام المسئولين إلا باب القروض يطرقونه ..و ينفقون الديون علي مشاريعهم الوهمية .. و فرض الضرائب و الرسوم و الأتاوات و تحصيلها بالقوة .
4–(( الإنتاج الحديث لا يقوم به إلا أفراد أحرار .. يتمتعون بالحرية و المساواة .. و لا يساقون بأحكام الطواريء .. و الخوف من المعتقلات .. أفراد مقتنعون بأن مصيرهم بيدهم .. خاضع لقدرتهم علي العمل و الإتقان و تطوير و سائل الإنتاج ..و التعلم من الأخرين والإستعانة بالمعامل و الأبحاث والدراسات المتخصصة .. و بأنهم يعملون تحت مظلة علاقات انتاج تضمن لهم عدالة في الأجور و الترقي و رعاية وأمن و إهتمام )). .
فإذا ما كان هذا الفرد يعاني من الخوف علي لقمة العيش الضنينة أو الطرد .. فهو بذلك يصبح غير مؤهلا نفسيا للعمل .. وهذا الفرد إن لم يكن مدربا متفهما طبيعة ما يقوم به من المهام .. فسيخرب بجهله ما تحت يده من أدوات ...أما إذا كان شرها لما بيد الغير طامعا في كسب سريع فلن ينتج إلا الفشل و أسوأ البضائع وأقلها تميزا .
الشخص الحر المتعلم المدرب الواثق من نفسة .. هو أساس أى نهضة و بدونه مهما أدلي خبراء البنك الدولي بتصريحات .. و توقعات لن يقوم للمجتمع قائمة
5 – (( أسلحة الدمار التي أصبحت لا تقاوم ولو إستخدمت فستمحو الكوكب من مجرة سكة اللبانة .. أقل خطرا من إنفجار هؤلاء الذين يعيشون مهمشين في ظل نظام حكم فاشيستي ديكتاتورى يداوى مشاكلة بالمعتقلات و التعذيب بدلا من التنمية و التعليم ...فهم بعدم توافقهم مع مجتمعهم سيمثلون سببا في تعويق مسار التقدم و الإنتقال به إلي أفق التحديث.
و مع ذلك
أسلحة الدمار التي يستعرض بها مالكوها وتجعل البشر يعيشون في رعب من تأثيرتدميرها فيحاولون بكل الوسائل الممكنة إمتلاكها .. لا تمثل بالنسبة للأفراد العاديين المهمشين المسحوقين أكثر من لحظة يفني فيها الجميع (إنه يوم القيامة ) .. في حين أن عذابات الظلم و التجاهل و السيطرة و الإحباط ..لا يتوقف وخزها ليل نهار وتمثل كابوسا يوميا لصاحبها يعكسه علي من حوله أو يتعامل معهم)). .
إن ما يهدد البشر حقا .. هو الفقر و العوز و الإحتياج ..
أما ما يهدد الحكام .. فهو العصيان المدني أن ينسحب الناس من الحياة العامة .. و يقاطعون الحكومة و أجهزتها .. و أدواتها في صمت . .الشعوب تريد سلاما و محبة و عالما موات أمنا يستمتعون فية بحياتهم
و لا يحتاجون لمهرجانات الحكام .. و نقل جثث الأجداد في (زيطة ) مفتعلة غبية و مكلفة .. أو تكرار ذلك مع إفتتاح العاصمة الجديدة .. التي سينالها في يوم قريب ما نال عاصمة إخناتون ب تل العمارنة من إهمال ,و تدمير نتيجة إرتفاع تكاليف الصيانة ..و المعيشة بها ..
6 - (( نعيش تحت وقع الصدمات الإقتصادية و السياسية المفاجئة .. نأمل أن يأتي اليوم الذى تتحول فية بلدنا إلي فردوس (قد الدنيا ).. كل منا يرى الطريق بإسلوب مختلف عن جارة ..طبقا لخبراته السابقة و قدرته علي الإستيعاب .. و الأعمال التي زاولها..والأهداف التي تداعبه ..و الفلسفة التي يؤمن بها ..وقد يكون للكرسي الذى يجلس فوقة طقوسا و شروطا تلزمه ألا يغادر حدود أحلام الخطاب الرسمي ))..
أغلبنا لا يشتكون من أن يتم التحكم في مصيرهم بواسطة التشريعات المجحفة .. و القوانين الصادمة .. والقرارات الغريبة و التي في بعض الأحيان تصبح عبثية .. إنهم لا يقرأونها و لا يستوعبون تبعاتها و يصدقون المسئولين عندما يقولون لهم أنها تصب في مصلحتهم وأن الفرج قريب .
كل أو جل ما يهمهم .. هو ما ترتب علي هذة الإجراءات من اعباء مالية تتضاعف يوما بعد يوم للحصول علي نفس البضائع أو الخدمات ، هنا تبدأ موجات البكاء و النوح .. وفي بعض الأحيان الصراخ و الندب عندما تنخفض القيمة الشرائية للجنية ..و تزداد الشكاوى حول إرتفاع أسعار الطماطم و الكوسة و اللحوم .. وما يدفع من أجل ترخيص سيارة .. و ثمن زجاجة الماء او الدواء .
و رغم الصراخ و الندب الذى لا يتوقف ..إلا أن أصحاب القرار يزيدون بدم بارد من معاناة البشر فيرفعون تعريفة المواصلات .. ويضاعفون رسوم الجامعات .. و تستهلك جزء كبير من دخل الأسرة خدمات المحمول و الإنترنيت .
7 – (( آلجندى تعلم وتدرب بأن لا يهتم إلا بتحقيق المهام التي توكل إلية في الوقت المحدد .. بغض النظر عن تكلفتها أو كفاءتها أو قدرتها علي الصمود و الإستمرار لفترات طويلة .. فهو لا يهتم كثيرا بما يسمي دراسات الجدوى أو المنفعة .. أو الكوليتي أشورنس أوكوليتي كونترول ...إن أمامه مهمة سينجزها بأى وسيلة .. حتي لو كانت تكاليفها فوق طاقة المجتمع.. ولهذا يبدو أنه الأكفأ في حين أن الدراسات المتأنية .. ستجد أنه كان من الأفضل تكريك قناة السويس في ثلاث سنوات بدلا من سنة .. بتكلفة لا تزيد عن جزء ضئيل من التكلفة التي دفعها الشعب لأداء هذا العمل دون عائد يذكر.))
ماذا ينقص القطاع المدني كي يؤدى دوره الجنود .. هل الخوف يعوقه .. هل الطمع يشتته.. هل عدم الكفاءة .. هل التواكل و عدم الإنضباط .. هل نظام توزيع عائد الإنتاج الجالب للإحباط .. أم لأن المدنيين يعقدون الإجراءات .. و يضعون العقبات البيروقراطية وقد يكون لأنهم غير أمناء
لقد طفا علي السطح خلال السنوات المحدودة الماضية شريحة من مواطني هذا المكان .. تطور .. و توهج .. و إزدهر نشاطهم مع هذا النمط من الأداء العسكرى للعمل .. هذه الفئة أصبحت تسيطر علي الإقتصاد في مصر .. لقد كسبت القوة السياسية .. و القدرة الإقتصادية .. و تريد أن يستمر نفوذها و مكاسبها ....و تريد تأبيد اللحظة بتغيير الدستور فهي لا تتصور أن من المحتمل أن يأتي بين يوم وليلة من خلال صناديق الإقتراع حزب شعبي يوقف تمددها و نفوذها و سيطرتها . و يعيدها إلي المكانة التي كانت عليها ..هؤلاء بالذات الذين علينا مقاومة نفوذهم بقوة الإستغناء .. بالإنسحاب من التواجد في مجتمعهم .. و عدم العيش ((في مجتمع ينهار بكل القياسات .. عاجز عن إحداث التغيير أو التأثيرأومزاولة الصراع .. بين بشر ينهكهم السعي من أجل توفيردرجة مناسبة من الأمان يستحيل الحصول عليها .. يرعبهم الخوف من السقوط الطبقي و الإحتياج ..مهما راكموا من أموال .. أو كما قال حكماء الهند .. كل من شاء منا أن ينقذ حياته عليه أن يخسرها.))



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكاذيب و دجل في أخبار الكهان
- أسئلة و أجوبة عن الكون(2 )
- أسئلة و أجوبة عن الكون
- تأملات مصرية.. في قضايا مصيرية .(( جزء 3من 3 ))
- تأملات مصرية.. في قضايا مصيرية .(( 2 / 3 ))
- تأملات مصرية.. في قضايا مصيرية .(( جزء 1 من 3 ))
- عندما حكمنا الاطفال.. لمدة قرنين .
- الصراع و الغدر مع حكم الاتابكة .
- جولة إستكشاف في عقل معادى .
- ليست شوفونية .. و لا تبشير بدين مصرى.
- إنحسار دورالطبقة الوسطي .
- حكم البكباشية أو اللواءات .. فشل و ضياع
- تأملات دينية .. بعد فك الطلسمات
- عنما يبني الزومبي ناطحات سحاب
- عندما حكم المليونيرات .
- لم تكن أم الدنيا ..كانت فجر الضمير .
- م فتش عليكم الديب الديب السحلاوى .
- ست سنوات من التدجين
- الإنفصال عن القطيع و برودة القمم
- فلنرتكب جريمة التفكير معا


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - الإنسحاب من التواجد في مجتمع فاشل