أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - تأملات دينية .. بعد فك الطلسمات















المزيد.....

تأملات دينية .. بعد فك الطلسمات


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6874 - 2021 / 4 / 20 - 08:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مرعلي البشريه زمن كان الصراع الديني هو الملمح الأساسي للحياة وكان بسببه يلحق الدمار بشعوب وحضارات لا حصر لها... فاندثرت الديانات الكنعانية و الفينيقية والسومرية و الأشورية و البابلية والمصرية واليونانية والرومانية والاسكندنافية.. فضلا عما حدث من خراب لحق بحضارات العالم الجديد( أمريكا و أستراليا).. و أديان سكان القارة الأفريقية السوداء.. علي اساس .. انها عقائد وثنية .
لقد كان المسيحيون الكاثوليك خلال تبشيرهم بدينهم يحاربون البروتستانت والانجيليين والمسلمين والهندوس وكل دين مخالف يرى البابا في روما بوجوب تصفيته .
كذلك كان المسلمون السنة لنشر دينهم يحاربون المسيحيين واليهود والهندوس بالأضافة للفروع الأخرى من الإسلام الذين يعتبروهم شيوخهم من الكفار وكل من يختلف معهم.
التاريخ ينبئنا أن هناك حروبا دينية استغرقت مائة عام وأن هناك شعوبا تم احتلالها وتدميرتراثها و هويتها وترويضها لتقبل عقيدة مخالفة ..
حتي زمننا هذا لا تنسي الشعوب في أوروبا قسوة العثمانيين وما فعلوه بأهلها .. و لم تهدأ نيران المعارك بين الهندوس و المسلمين في شبه القارة الهندية .
الحروب الدينية (صليبية أو اسلامية ) سواء كانت بهدف الغزو أو التبشير .. تركت ندوبا لا تمحى بين سكان الهند وجنوب شرق آسيا وأفريقيا السوداء ..
حتي بين أصحاب الديانة الواحدة لا ينسي أقباط مصر ما فعله معهم أتباع كنيسة روما من مجازر أدت الي شهادة مليون مصرى في عام اتخذوه بعد ذلك بداية للتقويم القبطي ..
مسلمو الشام والعراق( الهلال الخصيب ) لايستطيعون تجاوز ما حدث لهم علي يد تيمورلنك وهولاكو التتارى من قتل وإغتصاب وتدمير لمدنهم و سرقة ثرواتهم .
والهنود لا يتسامحون مع الأمبراطورية الأسلامية المغولية التي هتكت عرضهم و دمرت ممالكهم واستولت علي كنوزهم باسم الأسلام ..أو مع الأمبراطورية البريطانية التي حاولت تبشيرهم بالمسيحية الإنجيلية.
أحداث الصراع الديني و العنف ( القديمة ) و أسبابها ..في أغلبها .. لم تكن معلومة لنا إلي منتصف القرن التاسع عشر .. كنا نعيش في منطقتنا نقتات علي ما زودتنا به الإسرائيليات و المدونين المسلمين و العرب و الرحالة الأوروبيين عن تفوقهم ( السامي ) منذ زمن ( نوح ) .. و إنكسارنا ( الحامي ) عبر التاريخ التوراتي ....حتي بذل الباحثون الأجانب جهودا مضنية لإنطاق الحجر .. و تعلموا لغة الأجداد التي إنقرضت منذ الاف السنين و جعلوهم يتحدثون .. ليعلموننا كيف كانت الحياة في زمنهم .
الامور لم تكن بالبساطة التي توارثتها الأجيال عبر الفين سنة .. و لم يكن صراعا بين الشر( نمرود و فرعون ) و في مواجهة مع خير أبناء (إبراهيم) .
لقد كان بكل قرية أو تجمع سكاني في هذا المكان إله أو أكثر لقد فاضت الألهة علي أرضنا لتتعدى الألاف نعرفها الأن بالإسم .. تتحالف و تتصارع .. و كانت بينها معارك خاضها عنهم المؤمنين بهم ..أدت إلي أن تخفي بعضها.. و تنتحل بعضها صفات و دور المهزومين و تعلي بعضها مكانتها .. منحية أخرى علي سلم التدرج و الأهمية في ( البانثيونات المحلية ) التي تضم مجمعاتها .
لقد قرأنا بفضل من فكوا مغاليق كتاباتنا ..العديد من الأساطير و القصص و الحواديت .. التي كان يؤمن بها ألأجداد .. منذ 100 الف سنة حتي يومنا هذا . و عرفنا أصول .. افكارنا و طقوسنا و تطوراتها .. منذ الطوطمية .. و الشامانية ..و عبادة الأسلاف .. وتناسخ الأرواح.. حتي أصبح للدين منهجا .. و قواعد .. و كهنة ..و مفدسات .. وكتب .. و أساليب حياة تصبغ شكل التابعبن .
أديان العالم .. بعد تفاعل دام لألاف السنين .. يمكن تصنيفها تحت عنوانين رئيسيين ..
العبادات الكونية بما في ذلك عبادة السماء و الشمس و القمر و النجوم .. لقد كانت دائما أديان الملوك..و المترفين .. يربط فيها الخلود بمدى صحة أداء الطقوس ورضاء أرباب السماء ..فيها القيامة بعد الوفاة و الإرتفاع للسماء كنجوم .. حكرا علي القادرين .. أما الشعوب فلا ينتظرها إلا الفناء .
المجموعة الأخرى هي أديان ..التجدد و الخصب الذى إنتشر بين أبناء الشعوب الزراعية بما منحتهم من إمكانية الحياة الأبدية .. بعد الربط بين السلوكيات التقية الحميدة و الحياة الأبدية في الفردوس كمكافأة لمكارم الأخلاق..
في الأولي سنجد (( نو.. حورس .. ست .. نوت .. رع .. أمون ..إيل .. عشيرة .. شبس.. تيامات .. أنكي .. أنو.. إنليل مردوخ .. ذو الشرى .. سن ..اللات .. العزى .. مناة .. و ود .و غيرها من الألهه المرتبطة بالشمس و القمر و السماء و الهواء و المياة أو رئاسة البانثيون المحلي ))..
وفي التانية (( اوزيريس و إيزيس .. بعل و عناة .. تموز و عشتار .. دوموزى و أنانا .. بالإضافة إلي أقهات ، عشتروت ، نانشة ، ماعت ، أدوني ( أدونيس) .. و غيرها من الألهة التي ماتت ثم عادت للحياة مرة أخرى )) .
لقد عاشت تخريجات النوعين من العبادات متجاورة في سلام .. فأحدهما مجهولة تماما للشعب .. لا يطلب منه فيها إلا تقديم القرابين .. و حضور الإحتفالات للملك الإله ..و العقيدة نفسها سرية لا يطلع عليها إلا الملك و الكهنة .
أما الثانية فشعبية مرتبطة بالدورة الزراعية .. و الحرث و البذر و الجني و التي كل مرحلة فيها يرعاها إله .. ضحي بنفسة .. و نزل إلي متاهات العالم الأخر .. ثم عاد .. بسبب مساعدات من قرينته .. أو غيرها
حالة وحيدة إندمج فيها الخطان .. كان مع الإله (مردوخ) الذى حارب (تيامات ربه المياة ) و قطعها لنصفين .. نصف صنع منه السماء و النصف الأخر للأرض ببحارها .. و لكنه في نفس الوقت كان من الألهه التي نزلت إلي العالم السفلي و قضت ثلاثة أيام .. ثم عادت.. أى أنه يجمع بين إله كوني .. و في نفس الوقت إله من ألهة التجدد .
أرجو أن أؤكد عليأننا نتكلم عن أديان و عقائد إستغرقت الاف السنين .. في ظل وسائل إتصال أو إنتقال بدائية ..
وأنها لم تكن بالوضوح الذى نراه اليوم .. فلقد إختلطت في مراحل معينة .. و إنفكت أو إختلفت .. أو تأثرت جزئيا في مراحل أخرى
بمعني .. أن أوزيرس كان رب التجدد منذ القدم ..ثم تم ضمه إلي البانثيون الهليوبليسي في زمن رع .. ثم.. و حورس كان إلها سماويا .. و مع ذلك في مرحلة ما .. إندمج حورس في الثالوث الأوزيريسي كإبن ورث الممالك بعد الأب الذى حكم مملكة الموتي. . و هي أمور تكررت في كثير من العقائد .. و لكن ظلت هناك فروق بين عبادات التجدد .. و العبادات الكونية .
والآن بعد أن عاش البشر في قرية إليكترونية صغيرة تربطها الانترنيت والأقمار الصناعية ووسائل مواصلات سريعة و حديثة
ووكالات الأنباء تذيع أسرار اى بقعة في الأرض فيعرفها الأخر في أقصى ركن ..مع تبادل السلع والافكار والفلسفات وبعد أن أصبحت الأديان نفسها محط تساؤل ودراسة ونقد ...هل لا زالت النزاعات الدينية هي الوقود المحرك للصراع.
في العالم الان بعد أن تم غربلة الأف العقائد و الملل.. 22 ديانة رئيسية اذا اعتبرنا أن اعتناق 150 ألف شخص لعقيدة معينة يجعل منها دينا رئيسيا .
المسيحيه هي الدين الأكثر انتشارا بين الناس حيث يعتنقها ملياران موزعين بين 42 فرع أوسعها الكاثوليكية التي يدين بها مليارا من سكان هذا الكوكب ..المليار المسيحي الآخر يشمل الادفنتيست والبروتوستنت والإنجليين وأعداد محدودة من المسيحيين الشرقيين الأقباط والكلدان والأشوريين ..وكلهم يؤمنون بأن السيد المسيح قد صلب .. و مات ثم عاد للحياة .. و يرتبط هذا الفعل.. بالربيع و التجدد .. في نصف الكرة الشمالي .. أى أنها تقليديا دينا للتجدد باق بيننا حتي يومنا هذا
الأسلام هو الدين التالي للمسيحية من حيث العدد إذ تجاوز معتنقيه الألف وثلاثمائة مليون انسان منهم 940 مليون مسلم سني والباقي موزعين بين التيارات الشيعية المختلفة والدروز والطائفة الاسماعيلية و الطوائف الصوفية والقرآنيون المحدثون وآخرون ..و كلهم يؤمنون باللة الواحد الأحد الذى لا نراه و لا نعرف عنه إلا ما يصلنا من عطاياة .. و أنه هناك رهط من الكائنات المقدسة الملائكية التي تقوم بإدارة الكون .. و أخرى شريرة شياطين و أباليس .. تعرقل أعمالها و تضر بالإنسان المؤمن .. أى أنه دين كوني يعيش المؤمنين به في القرن الحادى و العشرين .

الهندوسية هي الديانه الثالثة من حيث العدد ففي العالم 900 مليون هندوسي في صراع دائم مع جيرانهم المسلمين في باكستان و بانجلاديش ..ولا زالوا يتنازعونعلي خلفية دينية حول منطقة كشمير. يقدسون البقر وكل مظاهر الحياة.. و لديهم عشرات الأفرع و النحل و الكتب ..و فصائل لها ألهتها الخاصة .. و طقوسها المختلفة . . تظهر معتقداتهم في "الكارما"، وتناسخ الأرواح،((من لم يرغب في شيء ولن يرغب في شيء وتحرر من رق الأهواء، واطمأنت نفسه، فإنه لا يعاد إلى حواسه، بل تنطلق روحه لتتحد بالبراهما.)) و وحدة الوجود.. أى أنها دين من ديانات البداية .. حيث الطوطمية .. و الشامانية .. و تبادل الأجساد لازالت قائمة .و تناسخ الأرواح .

الديانة الرابعة من حيث العدد يتبعها 850 مليون بشرى..لا نستطيع أن نقول أنها دين بمعني أن أتباعها لا يؤمنون بالأديان جميعها , فهم ما بين طبيعي أو علماني أو ملحد أو بدون دين .. يعيشون بيننا مرفوضين من المؤمنين ..مضطهدين في بعض الأماكن لدرجة إهدار حياتهم .. و تصبح هدايتهم هدفا للمبشرين
كارل ماركس (( الدين زفرة الخليقة المقهورة، مزاج عالم بلا قلب، الروح لأحوال بلا روح، إنه أفيون الشعوب)).. وهذا يعني أن الدين مجرد تخدير للشعوب كما هو عقبة أمام تقدم البشرية وتطورها لأنه كما دكرت سابقا، يجعل الفقراء يعيشون الظلم والحرمان والتهميش في هذه الحياة الواقعية، وينتظرون حياة أخرى في عالم آخر غير هذا الذي نعيشه،
كما يرى ماركس أن الدين يخدم مصالح الطبقات الرأسمالية والبرجوازية لهذا يجعل هذه الطبقة الفقيرة المتأثرة بالدين ترضى بالإهانة والذل ويتسامحون في الحقوق ويبقى نظام الطبقات مستمر ،
ويوكد ماركس أن الحل الوحيد لتقدم البشرية ..أن تعيش الحياة والجنة الحقيقية لا تنتظرها في عالم آخر و أنه يجب التخلص من الدين لأنه مخدر للعقول وهكذا ستتحقق السعادة والرفاهية الحقيقية

ثم تأتي البوذية 360مليون و أتباع كونفوشيوس 225 مليون والديانات البدائية أو الطوطمية 150 مليون والافريقية (دياسبوريك )95 مليون ثم السيخ 23 مليون واليهودية 14 مليون والبهائية 6 مليون
وبالتالي فان من غير الحكمة مع هذا الكم الهائل من الديانات والمذاهب أن يتصور أحدهم أنه ودينه فقط من يمتلك مفاتيح الحقيقة المطلقة دونا عن باقي الأديان المندثرة .. و الباقية متهما اياها بالكذب و الإدعاء والنفاق والبهتان والإفك والضلال مرددا ما تعلمه من رجال دين الكتل الرئيسية الثلاث (الكاثوليكية والأسلام السني والهندوسية المطعمة بالبوذية ) التي يدين بها نصف سكان الأرض ..
كهنة الديانات الثلاث لا يكلون من دعوة مؤمنيهم بالتمسك بمظاهر وطقوس ديانتهم والي مصارعة باقي العباد الآخرين , رغم أن أسباب هذا الصراع إنتهت منذ عصر التنوير والنهضة الأوروبية عندما أعلن فلاسفتها أنه قد آن الأوان لأن تلزم الأديان معابدها وكنائسها وجوامعها ..وتترك تسيير أمور البشرللعلم والفلسفة والفنون والقانون المدني .
العضو الذى ينتمي الي الفروع الطلبانية للإسلام أو لحماس والأخوان المسلمين أوللوهابية المستخدمة لأموال البترول في نشر الدعوة هل يعرف حجم تنظيمه الحقيقي بين سكان هذا الكوكب !!
وأن طائفته هذه محدودة التأثير لاحول لها ولاقوة .. وأنها في أفضل أحوالها لن تصل أبدا لأعداد البوذيين أو أتباع كونفوشيوس أوالسيخ أو اليهود أو حتي البهائيين..!! وأن هناك ملايين من البشر الذين لهم أفكارهم وتوجهاتهم المخالفة واجبة الأحترام أذا أراد أن يشارك في عالم القرن الحادى والعشرين .!!
عندما يتحدث أحدهم عن كونهم مليار و نصف يمثلون قوة شرائية يحسب لها حساب فعلينا تنبيهه إلي أن هذا الرقم خادع .. فبين مسلمي هذا الكوكب شقاق و نزاع .. و حروب و إغتيالات .. و تهديدات .. تجعل منهم جماعات صغيرة متنافرة .. يكفر بعضها بعضا .. غير قادرة علي توحيد أسس عبادتها..فما بالك لو طلبت منها أن تقاطع البضائع الفرنسية .. أو البريطانية المتضامنة معها لمقاومة سلوك و فكر ارهابي لا يتورع عن تفجير نفسه بين الابرياء أو ذبح ضحية في الشارع أمام المارة .
بقاء الأديان بهذا التنوع حتي يومنا هذا وتأثيرها الذى لازال متزايدا علي المجاميع العريضة من المؤمنين يعود لأسباب خارج منظومة الأديان نفسها ..
أهم هذه العوامل تدور حول أسباب اقتصادية وهو أمر واضح من حجم الإنفاق الذى يصاحب الأعياد الدينية الرئيسية( الكريسماس ورأس السنة وعيد الأضحي وبداية السنة البوذية وأعياد الهندوس المرتبطة بالحج لنهر السند )
كذلك من مقدار الأموال التي تتدفق علي المعابد ورجال الدين والتي تجعلهم يعيشون في رفاهية يحسدهم عليها حتي مريديهم .. وما ينفق علي طقوس العبادة من ملابس وأطعمة ومشروبات وإنتقالات وخدمات...
إنها صناعة واسعة يعيش علي خيرها الالآف وينفق عليها بطيب خاطر المليارات التي تزداد مع كل تطور للحياة كما يحدث الآن من إستخدام شبكات التلفزيون والتليفونات المحمولة في تقديم خدمات دينية يسيل لعائدها لعاب العديد من النساء والرجال الذين تفرغوا للوعظ والأرشاد.
العامل الآخر هو دعم السلطة السياسية وإستخدامها للدين ورجاله لتحقيق أهدافها.. أبرز مستخدمي سلاح الدين لترويض الجماهير في العصر الحديث كان معظمهم فاشست (هتلر و موسيليني و من شرقنا السادات وصدام حسين) .وهكذا فالأديان بعمومها تعيش تحت حماية رجال السياسة ورجال الأقتصاد وتنمو وتزدهر بفضلهم .
ضحالة التعليم و انخفاض مستوى استخدام المنطق والفكر الفلسفي في مقابل أداء الطقوس وإتباع تعليمات الكهنة سبب آخريجعل من الدين حلا سهلا لا يحتاج لجهد لتبرير وفهم وتسيير الحياة اليومية لدى الأتباع .
. وهو البوابة الواسعة لإنتشار الخرافة وتأثير كائنات غير مرئية .. والتنبؤ بالغيب ..والرضي بالقهر والإستسلام لتحكم الآخرين والصبر على المكاره وضعف المقاومة والثورة ضد الظالمين ماداموا مدعومين برضا رجال الدين .
إنتشار التعليم الدينى ( مسيحى , مسلم , يهودى , بوذى , هندوسى ) أخرج كوادر دينية كل محصلتها العلمية دراسة الكتب المقدسة وتعليمات الأقدمين ..مع ما يدره هذا التعليم – خصوصا فى البلاد المتخلفة – من رزق على صاحبه , أصبح من العوامل المساعدة على ترسيخ وجود الأديان
وهكذا
الأديان بصورتها الحالية وبتنويعاتها غير المحدودة واقع يصعب تجاهله أو التهوين من حجم تاثيره .. وبالدعم – غير المنتظر تبديله قريبا – من السياسة والاقتصاد والتعليم يصبح المصدر الأساسى لمجموع القيم البشرية وسلوك الأفراد قادم عبر المعبد والكاهن والتراث المحفوظ للأقدمين ..
وهو أمر محير , فكل دين أو فرع من دين أو ملة أو تنويع على ملة , تدعى أنها هى التى تمتلك كامل الحقيقة ويعتقد أتباعها أنهم على صواب وأن الآخرين إذا ما تمعنوا فى أسس ديانتهم فسوف يتحولون لها .
وهم لا يكفون عن الدعاية لمعتقداتهم فى بعض الأحيان تتحول هذه الدعاية إلى عدوان وتدمير كما حدث للأبراج الأمريكية أو التفجيرات الإنتحارية .. أو الإغتيال..وفى ظروف أخرى يتحول إلى سجون ومعتقلات وتعذيب
ومع ذلك فالتدمير و الإغتيال والمعتقلات لم يغيرا من الأمر شيئا لقد بقى كل على حاله يدين بما دان به الآباء والأمهات ويحرص على نقل قناعاته للأبناء والبنات فى تتابع ميئوس من توقفه إلا بصدفة أو إغواء .
وهكذا حتى لا يصل العالم إلى حافة الجنون العقائدى..لا يوجد إلا فرصة وحيدة متاحة أمام البشر .. أن يتفقوا على أن (إحترام الآخر وعقيدته )هو (إحترام ذاتى لنفسه وعقيدته) .. و أنه لا جدوى من التوسع بالعنف و الإرهاب
وأن العودة بالدين إلى المعبد والقلب هو الأفضل للدين والمتدين وأن محاولة إقناع الآخر ( سلما أو قهرا ) بترك دينه والتحول لدين آخر محض خيال وأن تدنيس وتلطيخ رموز الأديان حتى لو كانت بقرة تسعى بأمان بين معتنقى ديانتها هو لعب أطفال مراهقين لن يجلب إلا تحفز الآخر لتدنيس رموز من بدأ.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنما يبني الزومبي ناطحات سحاب
- عندما حكم المليونيرات .
- لم تكن أم الدنيا ..كانت فجر الضمير .
- م فتش عليكم الديب الديب السحلاوى .
- ست سنوات من التدجين
- الإنفصال عن القطيع و برودة القمم
- فلنرتكب جريمة التفكير معا
- يا خسارة فلوسك يا مصر
- حنبني قصور ونعمل كبارى في أى مكان .. ورونا حتعملوا إيه.
- قراءة في خطاب التنحي لعبد الناصر
- قراءة في خطاب السادات بالكنيست الإسرائيلي
- لا لدخول الجيش المصرى ليبيا .
- هل شكلوا ثقافة العالم من هوليوود
- ثقافتنا و ثقافتهم ..ركود و إنطلاق .
- المصرية خلال قرن 1919 - 2019
- نعم المصريات يختلفن عن الجارات
- 3 - هل الجيش يحمل البلد علي كتفة.
- 2 - هل الجيش يحمل البلد علي كتفة.
- هل الجيش يحمل البلد علي كتفة
- منافيستو للأجيال القادمة


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - تأملات دينية .. بعد فك الطلسمات