أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حسين يونس - يا خسارة فلوسك يا مصر














المزيد.....

يا خسارة فلوسك يا مصر


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6813 - 2021 / 2 / 13 - 09:36
المحور: المجتمع المدني
    


في مدرسة المهندسين العسكريين .. كانوا بيعلمونا إن حقل الألغام الذى لا تحمية المدفعية .. أو المدرعات .. لا قيمة له .. لان العدو بيفك الألغام و يصنع ثغرات به .. دون مقاومة .. لذلك فقبل أن نرص الألغام كنا ندرس إسلوب حمايتها الدائم .
في حالة عدم حماية منشأ مثل خطوط المياة الذاهبة لمرسي مطروح .. أو خطوط البترول التي تخترق الصحارى .. فإن أسهل شيء أن يطلق عليها العربان أو السكان المحيطين الرصاص يحدثون بها فتحات .. و يستخدمون ما يتسرب منها
حدث هذا و يحدث بإستمرار .. خصوصا مع خطوط السكك الحديدية غير المحروسة .. فلقد سرق السكان المحليين الفلنكات و القضبان .. و عاد القطار .. من الواحات محمولا علي العربات .. هذا تكرر في خط من الوادى للبحر الأحمر أعتقد أنه قنا سفاجا .. فلقد سرقت القضبان . و لم يعمل الخط .
بناء مستشفي أو مدرسة أو مفاعل ذرى أو قصر للرئاسة .. أومقر للحكومة .. لا تنتهي تكاليفه عند حدود الإنشاء .. فإن مصاريف تشغيلة و صيانته ..إن لم تتوفر يصبح المكان خرابة في مدة زمنية قريبة.. إدخل إى مبني حكومي أو محكمة أو قسم بوليس و حاول تستخدم دورة المياة ..لترى ماذا فعل به الزمن نتيجة الإهمال في الصيانة .
إنه نفس ما حدث في الخط الأول للمترو بعد أن إنتهت فترة ضمانه بواسطة الفرنسيين ..لقد كان تغيير لمبة محروقة يحتاج لدورة مستندية عقيمة .. ثم لا يتحقق ..
السكة الحديد لها نفس القصة ..و شبكات التليفونات ..الأرضية التي تديرها الحكومة لا تختلف كثيرا ..
إذهب بشكل مفاجيء لمحطة توليد أو توزيع كهرباء أو محطة تنقية مياة الشرب أو معالجة مياة الصرف الصحي .. حتي الحديث منها و سترى العجب من إسلوب إدارتها أو صيانتها الذى يجعلها في النهاية خردة .. مثلما يقولون الان عن مصانع الحديد و الصلب أو الغزل و النسج .
تصور حضرتك حجم الميزانية التي ستنفقها دولة مفلسة مديونة علي صيانة مباني العاصمة الجديدة لتظل مستخدمة أو نضرة ..
و من الذى سيغطي ذلك الجهد المتخصص .. و ما مؤهلاته و خبرته .. أم أن الهيئة الهندسية ستقوم بالواجب .
لكي تدرك معني السؤال إذهب إلي محطات المترو العلوية في جسر السويس أو الهايكستيب ..التي فتحت منذ شهور قليلة و شوف المحطة إللي علي هيئة أسطوانة لامعة الغلاف .. إتوسخت قد إيه و إنطفت .. و أنها ستبقي علي حالها هذا لصعوبة تنظيفها و صيانتها ..و عدم وضع المصمم الإعتبار لظروف البيئه المحيطة .
أو شوف كوبرى المشاة اللي عملته بيتروجيت علي محور جوزيف بروز تيتو .. و كيف تصدع غطاؤة اللامع المبتكر لعدم صيانته و أصبح منظره قبيح .
أغطيات غرف التفتيش الزهر التي لا تحرس أو تصان تسرق و تتحول إلي بؤر خطورة .. سيحدث نفس الشيء لمصاعد ناطحات السحاب الحكومية في المدن الجديدة .
نظام مقاومة الحرائق إذا حدثت في الدور الخامس و العشرين .. هل مخطط أن تترك لأيام حتي تنهي النار علي المبني أم ستنفق الحكومة علي صيانتها و توفير قطع الغيار فلا تتكرر حريق الأوبرا و قصر الجوهرة و البرلمان
هناك فارق .. بين أن تقيم متحفا .. و تقيم معرضا .. الأول سيبقي لمئات السنين فيجب أن يكون متزنا و قويا و قادرا علي المحافظة علي ما به من ثروات .. الأخر عليه أن يكون جاذبا للنظر مبهرجا و مش مهم قوته لانه سيرفع بعد أسابيع قليلة .
نحن نصنع مبانينا ( كوبرى المشاة أو الكوبرى المعلق فوق النيل ..و محطة المترو و مسلة و كباش ميادين التحرير ) ومباني العاصمة الجديدة و العاصمة الصيفية بإسلوب المعارض رغم أنه يجب أن تكون ثابته كالمتحف
السادة المسئولين أى كانوا .. يبنون المباني الحكومية و العامة بإسلوب المعارض المؤقتة المزخرفة الملفته للنظر بالألوان و الإضاءات و فرقعات الالعاب النارية .. إنظر لسور الكلية الحربية وبالوناته المزخرفة .. ألمطل علي شارع العروبة .. او الحدائق الوسطية للشارع في نفس المكان .. أو سور نادى الضباط الذى علي شارع الطيران في مدينة نصر ..لتعرف كيف تنفق الأموال علي حليات غثة لا تصمد للبيئة و الزمن..ثم يحزنون عندما تتسخ و تتشوه و تهجر و تخرب .. و تصبح مكبا للنفايات . .لانه عادة لا تتوفر الأموال التي ستخصص لحراستها ولصيانتها ..و جعلها تضوى و نظيفة
في بلاد الواق الواق .. توجد ميزانيات وشركات متخصصة للصيانة و الإدارة .. و الوقاية .. وفي بلاد الذهب الأسود يؤجرون من يعرف كيف يحافظ لهم علي ثروتهم العقارية و خدماتهم الحديثة شديدة التعقيد و يدفعون الكثير
.. في بلدنا - كما هي العادة - سنحيل الموضوع لمجموعة من الضباط معدومي الخبرة ..كما حدث عند إنتهاء فترة ضمان و صيانة و تشغيل الشركة الإيطالية لمحطة معالجة الصرف الصحي بالجبل الأصفر
فهي عندما إستلمتها وزارة الإسكان من الطلاينة ..كان ملفتا أن الشركة الحكومية التي أدارتها بها أعداد كبيرة من اللوءات و الضباط الذين إختارهم الوزير محمد إبراهيم سليمان بنفسة.. لا يدرون ما معني التشغيل أو الصيانة أو حتي إسلوب عمل محطات الصرف الصحي ..
المديرون الجدد تخلصوا من المهندسين المتخصصين و من الخبراء الأجانب لانهم تكلفة زائدة .. و أصبحوا يديرونها بشوية صنايعية .. و ملاحظين .. فكادوا أن يكهنونها في عدد من السنين لا يزيد عن عقد .. ولم ينقذها منهم إلا وفاة رئيسهم و تولي أخر أبعد اللواءات عن الإدارة و سلمها لمهندسين شباب من المدنيين أكثر إستيعابا للغة العصر
إيدى علي قلبي .. عندما (سيجرب) لون المظلات اللي متركبة علي واجهة البرلمان الجديد و تسقط عليها الأمطار فتختلط بالتراب .. و تمتليء الحليات بالرمل و يصعب صيانتها ..و تذبل المزروعات و يجف النهر الأخضر .. و يتحول إلي مقلب قمامة ..
حقا سأكون في قبرى .. و لكن من سيعيش منكم سيقول .. كان ليه حق ..حقل ألغام من غير صيانة وحراسة لا يحمي . و غيط مش واقف عليه صاحبة .. حيتسرق محصولة . . و مدينة حديثة بدون إنفاق علي صيانتها ستتحول لعشوائيات .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنبني قصور ونعمل كبارى في أى مكان .. ورونا حتعملوا إيه.
- قراءة في خطاب التنحي لعبد الناصر
- قراءة في خطاب السادات بالكنيست الإسرائيلي
- لا لدخول الجيش المصرى ليبيا .
- هل شكلوا ثقافة العالم من هوليوود
- ثقافتنا و ثقافتهم ..ركود و إنطلاق .
- المصرية خلال قرن 1919 - 2019
- نعم المصريات يختلفن عن الجارات
- 3 - هل الجيش يحمل البلد علي كتفة.
- 2 - هل الجيش يحمل البلد علي كتفة.
- هل الجيش يحمل البلد علي كتفة
- منافيستو للأجيال القادمة
- عندما يبني الرئيس دولة عمرها6360 سنة
- اللي تعوزة العشة ... يحرم علي القصر
- تسعين مليون كومبارس صامت
- عملك .. سيحدد سلوكك
- ما أريد قولة.. لا أستطيع كتابتة .
- نظرية المسلك الطبيعي .
- يا طالع الشجرة
- أسئلة أمام صندوق الإقتراع


المزيد.....




- الأونروا: ادعاءات إسرائيل بوجود مناطق آمنة بغزة كاذبة ومضللة ...
- -الأونروا-: ادعاءات إسرائيل بوجود مناطق آمنة في غزة -كاذبة و ...
- مشاهد من مداهمة الشرطة التونسية مقر عمادة المحامين واعتقال ا ...
- -طعنها بآلة حادة ونحرها-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الأسعد ...
- صحة غزة: استشهاد 493 كادرا صحيا واعتقال 310 آخرين واستهداف 1 ...
- إيران مستعدة لتقديم خدمات الإغاثة لأسر ضحايا الفيضانات في أف ...
- -اليونيسف-: لا مكان آمن ليذهب إليه 600 ألف طفل في رفح
- أغنية الثعبان يستعملها ترمب لـ-ذمّ- المهاجرين
- مسؤولون إسرائيليون: مفاوضات إعادة الأسرى لم تتوقف
- القوات الإسرائيلية تواصل عملياتها بمخيم جباليا للاجئين شمال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حسين يونس - يا خسارة فلوسك يا مصر