أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - أسئلة و أجوبة عن الكون(2 )















المزيد.....

أسئلة و أجوبة عن الكون(2 )


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6899 - 2021 / 5 / 15 - 08:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا الكون ..ما الهدف من وجوده..؟.
عندما نسأل هذا السؤال .. لمن نوجهه ..هل لرجال الدين أم للفلاسفة .. أم للعلماء .
رجال الدين علي إختلاف عقائدهم لديهم الرد الجاهز .. أوجد اللة الكون من العدم ..اي من لا شئ ..منذ زمن بعيد .. و إذا كان لكل سبب مسبب . فإن (اللة فطره) من أجل صالح الإنسان ..في نفس الوقت الذى سوى فيه الإنسان كي يعبده .
في راى قدامي الكهان أن الكون هو مساحة الأرض المعروفه لقومهم في زمنهم تعلوها قبة السماء أى محيط لانهائى من المياه يمتد خلف الأفق .. يحتضن هذه الأرض من كل اتجاه ..والشمس تبحر فيه بواسطة قارب ملايين السنين .. تهب الدفء و النور و الحياة بالعدل و المساواة تدخل العشة كما تدخل القصر .. و تتسبب رحلتها اليومية في تعاقب الليل و النهار.
السماء ليلا تزينها النجوم التي ترشد البشرفي حركتهم هي والقمر هادى الرحل بنوره في أسفارهم .. و بدورته تحسب الشهور و السنين .. الرياح خلقت لتحمل السحاب و المطر - في حالة رضا الألهة - و قد تحمل العواصف و الأتربة - إذا غضبت - ..و الحيوانات وجدت ليستخدمها البشر في الركوب و التحميل و العمل و ينتفعون بلحمها و جلدها و لبنها ..و النباتات من أجل الغذاء و الظل .. بمعني أن سبب وجود الكون.. هو.. الإنسان لذلك جاء تصميمة متوافقا مع ما يحتاج
يدير الكون في رأى كهان الأمس ..مجمع لالهه متخصصة ( بانثيون ).. كل إله يعمل في مجاله علي مدار الساعة .. يرأس هذا المجمع و يوجه أربابه.. إله أكبر ( رع ،زيوس ،جوبيتر،فشنو ، أمن ، أهورامزدا ،إيل ، إنليل ، ياهوة )
الكهان الأقرب لزمننا .. يعتقدون أيضا.. أن الذى يدير الكون ( ربهم ) وذلك بقدرته النابعه عن ذكاء تولد من داخل الكون و بأننا سنتعرف علي وجوده سبحانه من خلال فحص كل مفردات الكون بصفته خالقها ..و رغم أن قدرة الإله لا يمكن تصور ماهيتها أو مقدارها .. إلا أنها جاءت تدريجيا.. عبر الدهور ..حتي أصبح بمقدورة التحكم في الكون من أصغر خردله حتي أكبر جرم سماوى ..والعناية بالتفاصيل اليومية لكل كائن وتوجيهها نحو أهداف مجهولة لنا..
بمعني أن الشموس التي (تفني) أو (تولد).. والكواكب التي تغير كينونتها و مظهرها .. ومفردات الكون دائمة الحركة دون توقف.. و النبات الذى يزدهر بعد موات .. و الحيوانات التي تتكاثر في البر و البحر ..و طعام الطيورصغيرها قبل كبيرها .. و مطالب البشر الحياتية بما في ذلك نتيجة ماتش كرة قدم في كولالمبور تخضع كلها لأرادة القدير الذى خلق الكون و يغيره و يديره بكلمات ينطقها فيتحقق مضمونها طبقا لرغبته .
((تبنى بعض الفلاسفة الإغريق المثاليين .. فكرة ( الحلول) أي أن الخالق حل في كل شيء في هذا الوجود. وأن الكون بذلك ذو ماهية إلهية .. أي .. أن الكون هو الله لذلك هو عاقل وواعي وحساس)).
في المقابل طرح الماديون منهم أن الكون غير مخلوق بل هو أزلي غير قابل للفناء ومستقر ويتفاعل عبر سلسلة من التمديدات و التقلصات .. و أنه مطلق و إن كان في حالة تشكل مستمرعلي نحو تدريجي ..منبثق عن جوهره الخفي.
هذا( المطلق) بدأ قبل مليارات السنوات كمادة بسيطة نسبياً، ثم غدا ، بفضل مصادره الذاتية، يتحول إلي مادة حية، ثم مفكرة وعاقلة وواعية وذكية، بحيث أصبح العالم الموجود مادياً اليوم هو((كائن مطلق غير مخلوق وغير قابل للفناء)) .
الماركسيون يكتفون بالقول أن الكون المرئي هو( الكينونة) لا أكثر وإنه موجود وهذه يكفي و لا يحتاج الأمر لإضافة أي شيء آخر و يمكن ((مناقشة أطروحة الكون علي أساس أنه الكائن المطلق الوحيد الذي لا يعتمد على أي شيء آخرخارجه.. أو فلنقل الخيار الممكن الوحيد لكائن مكتف بذاته )).
يقول ماركس ملخصاً تفكيره حول موضوع الخلق (( لا يدين العالم والإنسان لأحد بوجودهما، فهما يكفيان نفسيهما، ولا يوجدان بفضل كائن آخر –غيرهما - متواجد خارجهما، ولا يعتمد وجودهما عليه.)) ..
(( إن عملية الخلق تصور يصعب استئصاله من الذهن والتفكير و الوعي الشعبي.... )) ..و(( أن فكرة الوجود المادي للعالم والطبيعة القائمة بذاتهما بدون تدخل من أحد، يتعذر على الفهم والإدراك والتصور لدى هذا النوع من العقل ..( وهذا الوعي الشعبي) ..فهو يتعارض مع العادات اليدوية للحياة العملية، إذ أن العامل والمهني البسيط اعتاد على عمل الأشياء بيده وقاده ذلك للتفكير بأن للعالم أيضاً صانع على غرار ما يقوم هو به في صنع الأشياء والأدوات.))
و هكذا فالمشكلة القائمة بين أبناء (العلم) الحديث وأنباء الأجداد المتوارثة.. هي أن الناس اليوم يعرفون ما لم يكن متيسرا معرفته للقدماء بفضل ما قدمته العلوم الحديثة والمعارف المعاصرة والانجازات التكنولوجية المذهلة من إجابات وتصورات فيما يتعلق بالكون المرئي وتطوره بحيث لا يمكن نفيها أو عكسها أو تجاهلها .
هذه المعلومات أثبتت أن لهذا الكون المرئي تاريخا..وبداية تكوين و صيرورة متطورة .. وبذلك فللتمسك بمقولة أن الكون المرئي هو (الكينونة) يتعين بعدها الاعتراف بأنه - حتي لو كان الأمر يبدو عشوائيا - فأن الكون كنظام في حالة إبداع وابتكار و تغير دائمين .
ما زلنا لم نجب علي السؤال .. ما وظيفة هذا الكون .؟
الدين يقول أنه خلق من أجل الإنسان ..والفلسفة تقول أن العالم موجود منذ الأزل و أنه يتطور و يتغير رغم أنه لم يخلق .. وسيوجد إلى الأبد لن يفنى، لانه الواقع الوحيد في الوجود، بل هو الكائن الأول الذي لم يسبقه شيء، وهو أيضا الأخير الذي لن يعقبه شيء...و العلم منشغل في عمل الدراسات و القياسات و متابعة النتائج و يقول .. أن حجم الإنسان الحالي و ادواته و قدرته علي الإستيعاب ..بالمقارنة بحجم الكون .. يجعله غير قادر علي معرفة شافية دقيقة للوظيفة المنوطة بها (الكون المترامي الأطراف شديد التعقيد) .. والذى تطور خلال 189 مليار سنة ضوئية .. و لذلك علينا أن نأخذة كواقع معاش ..مع الخربشة حولة لإستكشاف بعض من أسرارة .. و قد يصل الإنسان في يوم ما ..لهذا القدر من العلم و الفهم و إكتمال الأدوات بحيث يجعل ما نقوله اليوم.. مجرد إفتتاح للنقاش .
هذا يقودنا لسؤال أخر .. هل كوننا كونا وحيدا حقا أم هناك أكوان أخرى.. غير معروفة ؟
الاعتقاد بوجود أكوان أخرى هو محض تخمين مسبب ، ومع ذلك لا يمكن الإجابة على هذا السؤال عن طريق تقديم أدلة علمية إننا نعيش في كوننا الذي نعرفه ونحاول دراسته وتفسير ظواهره، ونحن (محبوسون) داخلة.. ولا تزال تشغلنا أمور فيزيائية واقعية وليست تخمينا، و لم نتوصل حتى الآن لحلها، فنحن لا نعرف ماهية المادة المظلمة، أو الطاقة الناتجة عنها ،أو مقدارها .. ولا نعرف كيف حدث الانفجار العظيم ؟ من ((لا شيء!))
و لكن من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة ..و تحت عنوان (تعدد الأكوان) سنجد رصد لمحاولات تمت و إفتراضات مبنية علي نظرية الكم
Quantum theory قد يستغلق فهمها علي غير المتخصصين خصوصا ما يتصل بنظرية الأوتار و لكن علينا وضعها في الإعتبار فقد تكون الإفتتاح لتحول جذرى في المعرفة البشرية
((في عام 1954، كان هناك مرشحا لشهادة الدكتوراه من جامعة برنسيتون اسمه هيو إيفيرت جاء بفكرة غريبة لدراسته أنه يوجد أكوان متوازية، شبه كوننا بالضبط . كل هذه الأكوان على علاقة بنا،وفي الواقع هي أكوان متفرعة منا، وكوننا متفرع أيضاً من أكوان أخرى.. خلال هذه الأكوان المتوازية، حروبنا لها نهايات مختلفة عن ما نعرف، الأنواع المنقرضة في كوننا تطورت وتكيفت في الأكوان الأخرى، وفي تلك الأكوان ربما نحن البشر أصبحنا في عداد الفصائل المنقرضة.))
إن طبيعة هذا التفكير يذهل العقل وإلي الآن لايزال عصي علي الفهم فالأفكار العامة عن الأكوان المتعددة أو الأبعاد المتوازية التي تشبهنا ظهرت في أعمال الخيال العلمي، و لكن في الواقع لم يوجد من ذهب لكون مواز و عاد منه .. أو نقل عنه خبرا .. فلماذا يقوم فيزيائي شاب بالمخاطرة بمستقبلهِ المهني عن طريق تقديم نظرية عن الأكوان المتوازية ؟
كان إيفريت يحاول الإجابة عن سؤال صعب متعلق بفيزياء (الكم )Quantum لماذا الأجسام (الكمية) المكتشفة حديثا ( 1900) بواسطة ماكس بلانك تتصرف بشكل غير منضبط؟
دراسات بلانك للإشعاع حفزت بعض الاكتشافات التي تتعارض مع قوانين الفيزياء التقليدية. هذه الاكتشافات أدت لمعرفة وجود قوانين مختلفة في هذا الكون، تعمل على المستويات العميقة تخالف تلك التي نعرفها.
لا أريد أن أناقش نظريات ميكانيكا الكم ..و ما توصل له إيفيرت من إثبات إمكانية وجود عوالم متعددة،.و لكن ما أود الإشارة إليه أن الأمر قد تطور بعد ذلك .. وتسبب في إنقسامات بين النظريات المؤيدة و الأخرى الناقدة ونتيجة هذا انشغل الفيزيائيون بتطبيق ما يسمي بالهندسة العكسية reverse engineering علي الكون .. تعاملوا مع المنتج النهائي ( أى المعروف حاليا في العالم الفيزيقي ) متجهين نحو مستويات أصغر وأصغر( نانو ) يحاولون أن يصلوا للمستوى الأكثر أولية أوما يسمونه نقطة البداية .
أحد هذة التطورات كانت نظرية الأوتارالتي أنشئت بواسطة الفيزيائي اليابانى-الأمريكي ميشيو كاكو. والتي تقول أن كتل البناء الأساسية لكل المواد و لكل القوى الفيزيائية في الكون مثل الجاذبية..موجودة (في مستوى الكم).. علي هيئة أربطة مطاطية صغيرة جداً - أوتار- وهي التي تصنع الكواركات (جسيمات كمية)، وتباعاً الإلكترونات، والذرات، والخلايا وهكذا.يتحدد بالضبط نوع المادة بواسطة عدد الأوتار التي تحتويها و ترتيبها داخلها..و يتحدد كذلك سلوك المادة، طبقا لتذبذب ( ألاوتار ) فتؤدي إلى نشوء القوى المختلفة الحاكمة للكون.
بهذه الطريقة فإن كوننا بأكلمه عبارة عن معزوفة موسيقية. ووفقاً لنظرية الأوتار فهذا العزف لا يحدث عبرالأبعاد الأربعة المعتادة .. بل من خلال 11 بُعد منفصل. !!..هذه الأبعاد تلتف حول نفسها بحيث لا ندركها في عالمنا.. وبما أن الكون يحتوي على (هذه الأبعاد المختلفة) بهندساتها العديدة والمتنوعة، ، فمن المتوقع أن تُشكِّل أكواناً مختلفة في قوانينها وحقائقها.
من الصعب تبسيط مثل هذه الأمور أو فهمها بواسطة غير المتخصصين .. و مع ذلك فوفقاً للنظرية، فإن كوننا يشبه فقاعة تسبح بجوار أكوان أخرى موازية شبيهة. و نظرية الأوتار تفترض أن هذه الأكوان يمكنها أن تكون على اتصال مع بعضها البعض.
و في الواقع أنه مع نهاية القرن العشرين ..أصبح هناك أكثر من طريق يوصلنا إلى العوالم المتوازية. ليس فقط ليتمكن العلماء من حل الغموض في نظرية الأوتار التي تقودنا إلى وجود أكوان أخرى .. ولكن لمعرفة أسباب تصرف مكونات الذرة التي من الممكن أن تكون في أكثر من مكان في نفس الوقت.. بالإضافة إلى الرد علي تساؤل مشروع وهو أن توقف الثوابت الكونيه عند أرقام معينه مثل ثابت الجاذبيه والقانون العام للغازات وغيرها.. يعني أنه لابد أن تكون هذه الثوابت لها في عوالم أخرى قيم مختلفه بحيث تصبح هذه القيم لها تنويعات لا متناهيه.
نختم حديثنا بهذا الخصوص بما يقوله الفيزيائي ميشيو كاكو منشئ نظرية الأوتار؟
((إنه بمجرد السماح لإمكانية نشوء عالم واحد، نفتح الباب أمام احتمال نشوء عوالم أخرى ممكنة ولا متناهية.)) ..مضبوط لك حق .
((بالنسبة إلى ميكانيكا الكمّ، الإلكترون لا يوجد في مكان مُحدَّد بل يوجد في كل الأمكنة (الممكنة) حول نواة الذرة. و لان الكون(عند بداية الانفجار الكبير)، كان أصغر من الإلكترون فإننا إذا طبقنا ميكانيكا الكمّ على الكون ككل، تصبح النتيجة أن الكون يوجد في كل الحالات المتعددة والمختلفة والممكنة في آنٍ معاً.)) ...((هذه الحالات الممكنة والمختلفة ليست سوى الأكوان العديدة.))
من هنا، يستنتج كاكو أنه لا مفر من الاعتراف بإمكانية وجود الأكوان التي قد تشبه عالمنا وقد تختلف عنه، و قد تكون بعض هذه الأكوان تختلف في قوانينها الطبيعية وحقائقها وظواهرها عن الأكوان الممكنة الأخرى وعن عالمنا الذي نحيا فيه... ويتفق الفيزيائي روجر بنروز مع استيفين هوكنج علي ذلك وبأن تطبيق ميكانيكا الكم على الكون تكون نتيجته عوالم متعددة.
أن العلوم النظرية و التجارب المعملية .. تقودنا إلي أن هناك أكوان أخرى .. لها طبيعة مختلفة و قد تحكمها قوانين مغايرة .. و لكن الواقع العملي .. أننا لم نصل لهذه الأكوان أو نتعامل معها أو نوجد الأدوات التي تسمح بالولوج إليها إلا في أفلام الخيال العلمي .
السؤال الأخير.. هل يمكن أن تكون هناك حيوات (عاقلة أو غير عاقلة ) في أماكن أخرى من الكون .؟
قد لا يتصور البعض أنه لو لم يوجد حول الأرض قمر لإنعدمت الحياة علي سطحها .. فالقمر بكتلته الكبيرة نسبيا جعل المحور الذى تدور حوله الارض يميل ..و بسبب هذا الميل تكون التنوع في الفصول ( شتاء ربيع صيف خريف ) و أصبح الكوكب صالحا للحياة ..
((لو لم يكن هناك قمر لزادت سرعة دوران الأرض حول محورها الراسي بدرجة كبيرة... هذا الاختلال في دوران الأرض سوف يؤدي إلى حدوث تأثيرات بالقشرة الأرضية وموجات تسونامي وتزايد كبير في الأنشطة البركانية فضلاً عن تأثيره على الحياة البيولوجية البحرية. وتشير بعض الدراسات إلى أن هذا الاختلال كفيل بإنهاء الحياة على كوكب الأرض وفقدان الغلاف الجوي ، وقد ينتهي الحال بأن تصبح الأرض نسخة من كوكب المريخ.))
بمعني أن حجم الأرض ( الذى يؤدى إلي جاذبيتها ) ..و بعدها المتوسط عن الشمس (لا درجة تجمد مستمرة .. و لا غليان دائم ) ..و وجود القمر بحجمه و بعدة عنها .. و حماية الكواكب الأكبر لها عن طريق جذب النيازك و السابحات الخطرة في الفضاء ..و بعد الثقوب السوداء بقدر كاف يمنع إبتلاعها للكوكب .. جعل الحياة تنمو .. و تتطور علي سطحه في أمان نسبي .. إنتهي عبر ملايين السنين بوجود كائنات عاقلة .. فإذا ما تكررت نفس الظروف في أماكن أخرى .. فلماذا لا تتطور لتصل إلي كائنات عاقلة ..
المشكلة هي التواصل بين الكائنات العاقلة هذه .. فسكة اللبانه .. و المجموعة الشمسية .. في أطراف الكون بعيدة عن معظم المجرات وهذا يجعل هذه الكائنات - لو وجدت - لا تلتفت لما يحدث علي كوكب الأرض .. خصوصا أن الرسائل التي تصلهم اليوم عنا في الغالب قديمة.. تنبيء بكوكب قاحل كثير البراكين ..كما كان علية الحال منذ الاف السنين الضوئية
هذا الكون شديد الإتساع و القدم .. لم نعرف بعد كيف وجد أو كيف يعمل أو إلي أى شيء سينتهي بدرجة يقين تجعل منها حقيقة .. و حياتنا ( العاقلة )علية قصيرة للغاية .. بحيث لا يمكنها متابعة ما يحدث من تطورات علي الوحدات الأخرى في الكون حتي مكونات سكة اللبانة
و هكذا حركة النجوم و الكواكب ولادتها .. و إنتهاء قوتها .. و إنفجارها .. بالإضافة إلي المادة السوداء التي تضم بقايا النجوم بالمليارات .. و التي تتحرك كلها طبقا لتأثير قوى الجذب و الطرد و الإنفجارات و الصدامات التي تحدث كل ثانية .. تجعل ..لا مجال للسكون ..الذى معناه ..الخضوع لقوى جذب شديدة تبتلع ذلك العنصر الساكن ..
كثرة النيازك التي تسبح دون هدف في الفضاء المحيط بالمجموعة الشمسية ..تجعلك تتصور أنك تقود عربة في شوارع مدينة القاهرة ساعة الذروة .. لا تعرف من أى إتجاة سيأتيك موتوسيكل أو عجلة أو توكتوك أو تريلة محملة تجرى بسرعة 100 كيلو و لا تتورع عن سحقك أو أتوبيس لا يهتم إلا بالوصل في موعده أو ميكروباس يضع السائق يدة علي الكلاكس و يتحرك بصورة لا ضابط لها .. و اللي خايف علي نفسة يبعد عنا ..هذا هو حالنا ككوكب صغير داخل هذه الفوضي .
تخيل أن كل رمال الصحراء الكبرى .. و حجارتها دبت فيها الحياة وتسير بسرعات رهيبة .. دون توقف .... ماذا سيحدث لما يتحرك بينها .. هذا هو المكان الذى نحاول أن نستطلعة بمركبات فضاء تسيح بين وحداته ..
مكان مخيف .. خطر .. لا تتوقف فيه الأحداث الدامية و لو لثانية مما يجعلنا علي شك من أنه قد تم تخيلة (تصميمة) قبل تكوينة ..أو تنظيمة أو أن حركة الكويكبات و الشموس .. و المجرات .. مدروسة بقدر ما تغلب عليها العشوائية و الصدف تحدد وجودها و فنائها و تحورها ..و تصادمها .
و مع ذلك في داخل الفوضي يكمن نظام..إن كل شيء في هذا الكون مرتبط ببعضة ..و يحمل نقيضة .. و النقيضين في حالة صراع دائم عن طريق تراكمات كمية بطيئة تتحول إلي تغير نوعي سريع .. فتلد السدوم نجوما .. و تختفي أخرى داخل الثقوب السوداء .. ليظهر في كل حالة عنصرا جديدا يحمل نقيضة .. و يبدأ فورا في الصراع .. الكون في حالة وحدة و صراع لا يتوقف .. بما في ذلك سكان هذا الكوكب المنسحق بين عمالقة الكون .. لا يتوقفون عن الصراع .. و سحق بعضهم بعضا .
بمعني أن .. كوكبنا الضعيف هذا يمكن في ثانية أن يتصحر أو حتي يختفي من الوجود فالعشوائية التي تدير الكون رغم أنها غير هادفة للإضرار .. إلا أنها لا تعمل أيضا عمدا لصالح عنصر أخر .
الكون ليس لديه أخلاق أو قيم ليس لديه الثواب أو العقاب .... قد يؤدى جسم سابح في الفضاء دون هدف إلي ضرب الكوكب فتفني الحياة التي إستغرق تطورها ملايين السنين و لا يحزن من أجلها .. أحد .. كما حدث من قبل عدة مرات .
في النهاية ..لقد عرفنا ( خلال قرن لا يزيد كثيرا ) ما يكفي كي لا نصدق أن السماء جزء من جسد تيامات وضعه مردوخ في مكانه .. و لكننا لم نعلم بعد .. كيف حدث الإنفجار العظيم .
ومع ذلك هناك دائما أمل أن يأتي يوم .. تكتمل فيه أدوات الإنسان ويستطيع سكان كوكب ضئيل غير منظور مثل كوكبنا .. أن يديروا الكون .. و الأكوان الموازية عن قصد لصالحهم ..هذا لو لم ننقرض بفعل وباء الكورونا أو حرب نووية .. أو غباء الكهان .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة و أجوبة عن الكون
- تأملات مصرية.. في قضايا مصيرية .(( جزء 3من 3 ))
- تأملات مصرية.. في قضايا مصيرية .(( 2 / 3 ))
- تأملات مصرية.. في قضايا مصيرية .(( جزء 1 من 3 ))
- عندما حكمنا الاطفال.. لمدة قرنين .
- الصراع و الغدر مع حكم الاتابكة .
- جولة إستكشاف في عقل معادى .
- ليست شوفونية .. و لا تبشير بدين مصرى.
- إنحسار دورالطبقة الوسطي .
- حكم البكباشية أو اللواءات .. فشل و ضياع
- تأملات دينية .. بعد فك الطلسمات
- عنما يبني الزومبي ناطحات سحاب
- عندما حكم المليونيرات .
- لم تكن أم الدنيا ..كانت فجر الضمير .
- م فتش عليكم الديب الديب السحلاوى .
- ست سنوات من التدجين
- الإنفصال عن القطيع و برودة القمم
- فلنرتكب جريمة التفكير معا
- يا خسارة فلوسك يا مصر
- حنبني قصور ونعمل كبارى في أى مكان .. ورونا حتعملوا إيه.


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - أسئلة و أجوبة عن الكون(2 )