أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - فلسفة توحيد الأحزاب الكوردية- الجزء الثاني














المزيد.....

فلسفة توحيد الأحزاب الكوردية- الجزء الثاني


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6902 - 2021 / 5 / 18 - 22:33
المحور: القضية الكردية
    


سذاجتنا مستمرة، جلية من خلال ديمومة مطالبتنا طرفي الحوار المنوه إليهم سابقا، وعلى مدى سنة وأكثر، تشكيل مرجعية أو شراكة في إدارة المنطقة، مع إدراكنا أن معظمهم دون مستوى قيادة المجتمع والتعامل مع القوى الخارجية، وتوضحت مصداقيتهم وسويتنا يوم صدقنا أنهم أنجزوا خطوات في حواراتهم، وأصدروا بيانا أدعوا فيه أنهم أتفقوا في الجانب السياسي، وفيها كانت طامة خداع المجتمع.
1- هل توحدت مواقفهم من المعارضة العربية والسلطة والأنظمة الإقليمية؟
2- وهل أتفقوا على ما يجب أن تكون عليه سوريا القادمة، والمنطقة الكوردية؟
3- هل أتفقوا على النظام الفيدرالي، أو الإدارة الذاتية؟ وإن كان، فهل هي قومية، أم جغرافية، أم مبنية على التنوع الديمغرافي.
في الواقع غابت الشفافية منذ السنة الأولى بعد اجتماع رؤساء الأحزاب في هلالية، مع غياب الحوارات، وعلى خلفية التصريحات العشوائية الفوضوية، (رغم أن الاجتماع القصير ذاك، كان بأوامر من المربع الأمني يوم كانت لا تزال مهيمنة، وليتهم استمروا في توافقات مماثلة، بعيداً عن طوباويات الوحدة، خاصة بعد ضمور السلطة الشمولية في منطقتنا) وبدأت الكارثة، ليس مع عدمية الوحدة الكوردية بل بظهور نوع من الحوارات لخداع الشعب، وتصعيد خطاب وحدة الأحزاب، المرافق مع تهم التخوين. تفاقمت المآسي عندما عمت الهجرة كلية الشعب الكوردي، وبدأت موجات ترهيب الشارع الكوردي دون العربي، وظهور الاختطافات والاغتيالات، وعمليات إسكات المجتمع بالعنف، مع ذلك ظلت مستمرة نداءات وحدة الأحزاب رغم وضوع عدميتها، وكانت الغاية امتصاص غضب الشعب عليهم، على خلفية خلافاتهم الحزبية الساذجة، وجر المجتمع معهم إلى المستنقع، وهنا لا نتحدث عن الأحزاب المشتتة والتي وجودها كعدمه.
والمؤلم لم يبحث أحد منا، لا في الحراك الثقافي ولا السياسي عن أساليب بديلة عن النداءات الطوباوية حول الوحدة، ولم نخرج من الدائرة المغلقة والمرسومة لنا منذ عقود طويلة وبثقافة ضحلة، والأكثر ألما أننا ساهمنا إلى حد ما في الترويج لهذه الطوباوية وبها ساعدنا في تعمية المجتمع، وإدراجه إلى جهالة الخلافات الحزبية.
نحن أمة نعاني من النظريات الطوباوية، المتكررة كل نصف قرن وبلباس مختلف، ومن عدمية خبرة التعامل السياسي، وعبقرية الخلافات الحزبية. فطوال العقود التي تصاعدت فيها المطالب والنداءات من أجل الجلوس على طاولة الحوارات لترميم التشتت، نتهاوى نحو الحضيض مقارنة بمن يحتلونا من الأنظمة، تسارعت الكارثة بعد الانشقاق الأول في البارتي، يوم تخلى عن الساحة حملة الفكر الحضاري وأصحاب الخبرة، وقادها شباب كانوا في بداية العشرينات من العمر، سوياتهم الثقافية لم تتجاوز المرحلة الثانوية، وتراكمهم المعرفي دون عشرة كتب بسيطة، إلى أن بلغنا ما نحن عليه اليوم وحيث الحضور الأمريكي والروسي في أحضاننا ونتعامل كالخصوم والجهلاء.
نادراُ ما نوهنا ككتاب ومثقفين أو سياسيين، إلى أن الجهتين المتحاورين، على طرفي النقيض ليس فقط على الطاولة، بل في المصالح الذاتية والحزبية، وساحاتهم الحزبية تتحكم بها قوى خارجية أقوى من إمكانياتهم وإرادتهم، يراكمون فيها وفيهم كل عوامل التنافر وفشل الحوارات، إلى جانب اكتسابهما لصفات، حديثة العهد، جلها بدون إرادة، فاقمت العداوة ليس فقط بينهم، بل وبين المجتمع الكوردي المنقسم على ذاته، وقد يذكرنا البعض من الكتاب بأنهم كتبوا في النقد، وعملوا على تعريتهم، ومن الجهتين، لكن نود التنويه إلى أن نقد أي طرف من البعد الفكري الذاتي، وبالأساليب الكلاسيكية التي لا نتمكن من تجاوزها، نزيد من طامة الخلافات بين المجتمع الكوردي الواحد، وبها نعقد الإشكاليات، بل ونعدم احتماليات الحلول.
هل هناك أمل؟
تغيير الواقع المؤلم ونقل الأمل في النجاح إلى حقيقة، وتجاوز الخلافات لمرحلة ما، نحتاج إلى:
1- الوعي والتراكم المعرفي.
2- الحكمة السياسية.
3- قوتين، السيف والمال.
بالأخيرة سيتجهون إلى جادة الصواب، ومصادر هذين العاملين معظمها يجب أن تكون خارجية، لتتلاقى مصالحهم ونجاحنا، والولايات المتحدة الأمريكية تترأس قائمة القوى المعنية بالأمر، وإلا فأية قوة ذاتية وإقليمية وأموال داخلية ستزيد من الصراع الداخلي، وما يجري بيننا على المنطقة وفي الإدارة الذاتية خير مثال. ودونها فالخلافات ستظل، والتبريرات والاتهامات ستسيل جزافاً، وكل طرف سيعرض منطقه وحججه، بنفس المنهجية الكلاسيكية المهترئة، لإقناع الشارع الكوردي بوجهة نظره.
القوتين لن يكونا العصى السحرية، ولن يتمكنا من خلق وحدة أو مرجعية صلدة، وتجربة جنوب كوردستان خير مثال، إلا أنها ستفتح أبواب المكتسبات، وبدون وعي من السهل خسرانها، تاريخ حراكنا الكوردستاني تعكس هذه الحقيقة، خاصة وأن مبعوثي الدول الضالعة في القضية، باستثناء الأمريكية، لا يملكون القوة الكافية. وأمريكا حتى اللحظة لم تدرج القضية السورية وبالتالي الكوردية ضمن قائمة اهتماماتها الرئيسة، لكنها تملي وتنور وعلينا أن ندرك قبل فوات الأوان، خاصة ولا تزال هناك عدة مناطق ساخنة تجذب معظم اهتمامات إدارة جو بايدن، وهنا لا نعني ضياع الوقت على خلق مرجعية أو الاتفاق على شراكة، والتي نجدها شبه مستحيلة، بل يجب التنافس على النجاح والعمل على تطوير الذات كل من جهته، والخروج من حلقة الصراعات الحزبية إلى التعامل السياسي داخليا وخارجيا.

يتبع....
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
15/5/2021م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة توحيد الأحزاب الكوردية -الجزء الأول
- المهمات التنويرية للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكورد في ج ...
- عقدة المثقف العربي
- نتائج مواقف المعارضة السورية العربية
- من سيفوز في انتخابات الرئاسة السورية؟
- أين هم الشرفاء في سوريا
- نص المحاضرة التي ألقيناها في ندوة نداء سوريا
- دولة المواطنة أم الفيدرالية
- بين الأممية والوطنية تذوب القضية الكوردية
- جدلية جورج واشنطن وحراكنا الكوردستاني
- أردوغان وأئمة ولاية الفقيه ما بين فلسفة السياسة والقيم الدين ...
- هل سنحرر كوردستان
- انتفاضة-ثورة 12 آذار عام 2004
- لماذا استقبله السيد الرئيس مسعود برزاني-الحلقة الثالثة-الأخي ...
- كوردستانية الجزيرة وموجة الفكر القومي -الحلقة السابعة
- لماذا استقبله السيد الرئيس مسعود برزاني -الحلقة الثانية
- لماذا أستقبله السيد الرئيس مسعود برزاني التأويل الدولي للمعا ...
- كوردستانية الجزيرة تؤكدها تاريخها وفولكلورها- الحلقة السادسة
- كوردستانية الجزيرة في مرحلة التعريب- الحلقة الخامسة
- لمن نكتب نحن المتقوقعون


المزيد.....




- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا
- ارتفاع الحصيلة إلى 30.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان بسبب الم ...
- الخارجية الأمريكية تتهم مقرّرة الأمم المتحدة المعنية بفلسطين ...
- تقرير أممي: نحو 60% من وفيات المهاجرين كانت غرقا
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الأسرى: تعرضنا للتخويف من ...
- واشنطن ناشدت كندا خلف الكواليس لمواصلة دعم الأونروا
- الهلال الأحمر: إسرائيل تفرج عن 7 معتقلين من طواقمنا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - فلسفة توحيد الأحزاب الكوردية- الجزء الثاني