أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - أين هم الشرفاء في سوريا















المزيد.....

أين هم الشرفاء في سوريا


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6870 - 2021 / 4 / 15 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الواقع الحنظلي، والدماء، والدمار الكارثي، جعلت من سوريا منبع الأوبئة، ومستنقع اختلط فيه كل الشرائح والأطياف، النزيهة والفاجرة، الخائنة والوطنية، الفاسدة والنقية، وولدت القيادات المنافقة المتلاعبة بمصير الأمة على كل المستويات، لا شك هذا هو نتاج الحروب الأهلية في التاريخ، لكنها هنا أنعدم الإحساس بالضمير، وتحورت الأحاسيس الإنسانية، التي أعدمتها ثقافة النظام الشمولي الدكتاتوري على مدى العقود الطويلة الماضية.
لم يعد الناس يبحثون عن القيم والكرامة، ومن النادر من يقف على الجريمة، أو يلتفت إلى موت عائلة، أو تؤثر فيهم مشاهدة طفل تائه بين الأنقاض يبحث عن لقمة العيش، فالواقع الكارثي تجاوز حدود عرضها كجدلية مؤلمة، إلى درجة بدأ الإنسان السوري يبحث عن الزوايا المنسية التي لم تصلها الفساد والنفاق والإجرام الممنهج، عله يجد بعض الأمان لنهاية هادئة.
القيادات الفاجرة المتحكمة بسوريا، من النظام إلى قيادات معظم المنظمات المدرجة تحت اسم المعارضة والذين جلهم من أيتام ثقافة البعث أو خريجي مؤسسات سلطة الأسدين، سخروا الشعب لأقذر مأربهم، لوحوا بمآسي سوريا في المحافل الدولية للارتزاق وجلب الأموال إلى ساحاتهم لنهبها.
فكما نعلم سوريا بأكملها تحترق، والحديث عن زاوية من الجهنم شبه سذاجة. خاصة وأن المسألة تتعلق بنهب أموال الشعب المرسلة لهم عن طريق المساعدات الدولية، إلى جانب أننا سنعرضها على عمومياتها، لأن التفاصيل فيها عالم ملئ بالتشعبات والخدع والنفاق والكوارث، تشترك فيها المافيا الدولية ومنظمات تجار الحروب الذين يحركون القادة السياسيين والمنظمات العسكرية كأدوات لمأربهم.
ومن المؤسف أنها طالت منابع الدستور ومخططي كتابة صفحاته التي يجب أن تكتب بأيدي نقية، لكن تقبل أعضاء لجان كتابة الدستور السوري، البالغ عددهم 150 فرداً، الرواتب على مدى قرابة سنة مع ركود الحوارات، تدرج ضمن مسيرة خداع الشعب، ومن الغرابة أن الوطنيين الشرفاء منجرفون حتى اللحظة مع تيارات الانتهازيين وناهبي الشعب، وبينهم من يؤمل منهم إنقاذ المعارضة النزيه من الضياع، وإعادة رفع راية أسقاط النظام.
لكن رغم ما تغوص فيه لجان الدستور إلا أنها لم تصل إلى سوية بشاعة قيادة الائتلاف، والحكومة المؤقتة، والهيئة العليا للمفاوضات، ولجان التنسيق بمختلف مهماتها، بسرقة أموال الشعب مقابل أعمال تزيد من عنجهية الفسادين، وهناك من يماثلهم في الداخل بدءً من قيادات التنظيمات العسكرية التكفيرية أو المرتزقة المدرجين تحت عباءة المعارضة، وجلها تكاد لا تختلف عما أمتصه سلطتي الأسد والبعث ونهبوه عن طريق الإجرام أو النفاق. معظم هؤلاء يعيشون في رفاهية تركيا وقطر والإمارات، والدول الأوروبية، تصلهم رواتبهم وهم ينعمون في تلك الدول، وليس بينهم من يعيش في المخيمات الملقية على أطراف جغرافية سوريا، ليروا ويتلمسوا ما يعانيه الشعب السوري وأطفالهم من الويلات، وكيف يصارعون الحياة، حيث غياب أدنى متطلبات المعيشة.
تستثنى منهم اللجان الثقافية والطبية والمهتمة بقضايا المهاجرين، والمخيمات، والمعنية بالشؤون الإنسانية بكل أنواعها، وبينهم الشريحة الوطنية التي غيبت عن الساحة.
الاختلافات بين المنظمات المنوهة إليهم ضحلة: الشريحة الأولى تحصل على رواتبها الشهرية بشكل سلمي وبقوانين دولية، مع ذلك فتقبلهم ديمومة واقع الجمود في مسيرة الدستور، على خلفية الحوار مع النظام، جريمة بحق المجتمع السوري، لذا يتطلب منهم إعادة النظر فيما عليه مسيرة كتابة الدستور، وعملية الركود، والرواتب التي يحصلون عليها، أو المصاريف التي تنفق من حصص الشعب المعاني للبحث في إشكالية من شبه المستحيل إنجازه، مع وجود النظام الإجرامي في دمشق، والمنظمات الإسلامية التكفيرية.
أما معظم الثانية، فهي الوجه الأخر للنظام المجرم، تقطع رواتبها من المساعدات الدولية للسوريين، وبعضها من دماء الشعب مباشرة، ومن جرائم النهب واغتصاب الممتلكات كالتي تحصل في عفرين والمناطق المحتلة تركيا. والثانية أي سلطة بشار الأسد، فجرائمها اكثر من معروفة، تنهب الوطن وتحرق المجتمع لتعيش في الرخاء، وهي أبعد من أن تعرف للعوز معنى، تبتذل متابعة الإعلام وواقع الشارع السوري، ولا يستبعد أن تكون شريحة مريضة نفسيا، وهو ما أصبح يدرج في الأوساط الطبية عن بشار الأسد، يتلذذ عند مشاهدة الشعب وهو يعاني الويلات ويصارع الموت جوعا.
لجنتي الدستور، المعارضة أو المحايدة، تشترك في الجريمة بشكل غير مباشر، بتقبلها الحوار مع السلطة الإجرامية، أي كانت المبررات. وهي بطريقة أو أخرى، تعطي بمشاركتها الشرعية للنظام، وتضع قيادة الائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات وقادة المنظمات العسكرية على منصة ممثلي الشعب السوري، على الأقل أمام الدول والقوى التي تقدم المساعدات الإنسانية للسوريين، وبالتالي يسهلون لهم طرق نهب الشعب السوري وامتصاص دمهم.
لكن يا حسرة، كيف يمكن أقناعهم على أن ديمومة اللجان بقاء اللجان رغم ركود كتابة الدستور، وخاصة انتخابات السلطة على الأبواب؛ جريمة بحق الأمة. وللأسف، ليس سهلا للفرد الذي تعود على أن يجد كل شهر كمية من الأموال في حسابه، التخلي عنها لبعد وطني وهو يرى كيف أن الجميع من حوله ينهبون، فالأموال المتدفقة عليهم وهو جالسون في بيوتهم نعمة! وعلى الذين يقضون الأيام في المنتجعات كبعض قادة المعارضة الذين نشرت صورهم على الإعلام مصاريف سياحة أو أتعاب ما كتبوه من مواد الدستور! أما قادة الائتلاف الذين يبتزون أموال الشعب مع وجاهة، واعتبارات، حتى التفكير في تغييره تحتاج إلى قوة وضمير حي، وللأسف الخاصيتين انعدمتا منذ سنوات، كانعدام الإنسانية عند شريحة النظام.
ويبقى بشار الأسد وحاشيته وشريحة سلطته، عرابو هذا النهب والإجرام وبكل المقاييس، يتحملون مسؤولية الدمار الكارثي في سوريا، وكل ما يتم امتصاصه من دم الشعب، ولا شك سيكون خريجي مؤسساتهم على نفس المنهجية حتى ولو تم تغطيتهم بكل عباءات المعارضة، وبالضبط كانت هذه من أحد أهم البنى التي استندت عليها السلطة للانتصار حتى الأن.
لذلك تظل عملية إزالة النظام وخاصة سلطة بشار الأسد، صمام الحل، ونهاية الكوارث، ووضع حد للخيانات والتجاوزات الجارية، وزوال المنظمات المدعية بالوطنية والمعارضة. وربما، بعدها، سيعود الأمل إلى الشعوب السورية للبدء بإعادة بناء جغرافية جيوسياسية على أنقاض ما تم تدميره وبمواصفات حضارية ديمقراطية.



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نص المحاضرة التي ألقيناها في ندوة نداء سوريا
- دولة المواطنة أم الفيدرالية
- بين الأممية والوطنية تذوب القضية الكوردية
- جدلية جورج واشنطن وحراكنا الكوردستاني
- أردوغان وأئمة ولاية الفقيه ما بين فلسفة السياسة والقيم الدين ...
- هل سنحرر كوردستان
- انتفاضة-ثورة 12 آذار عام 2004
- لماذا استقبله السيد الرئيس مسعود برزاني-الحلقة الثالثة-الأخي ...
- كوردستانية الجزيرة وموجة الفكر القومي -الحلقة السابعة
- لماذا استقبله السيد الرئيس مسعود برزاني -الحلقة الثانية
- لماذا أستقبله السيد الرئيس مسعود برزاني التأويل الدولي للمعا ...
- كوردستانية الجزيرة تؤكدها تاريخها وفولكلورها- الحلقة السادسة
- كوردستانية الجزيرة في مرحلة التعريب- الحلقة الخامسة
- لمن نكتب نحن المتقوقعون
- كوردستانية الجزيرة وسموم بعض الأقلام- الحلقة الرابعة
- من ماذا يخاف المجلس الوطني الكوردي
- كوردستانية الجزيرة تتعرض للعبث -الحلقة الثالثة
- كوردستانية الجزيرة- الحلقة الثانية
- كوردستانية الجزيرة- الحلقة الأولى
- هل نطلب الكثير من الإدارة الذاتية في المنطقة الكوردية - الحل ...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - أين هم الشرفاء في سوريا