أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - كوردستانية الجزيرة وسموم بعض الأقلام- الحلقة الرابعة















المزيد.....

كوردستانية الجزيرة وسموم بعض الأقلام- الحلقة الرابعة


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6825 - 2021 / 2 / 26 - 09:05
المحور: القضية الكردية
    


رحبت العشائر الكوردية في الجزيرة بالقبائل العربية المهاجرة من شمال شبه الجزيرة العربية في نهايات القرن الثامن عشر، بقدر ما استطاعت في ظل هيمنة الإمبراطورية العثمانية، وتقبلت العيش المشترك، بعد خساراتهم في معارك الحائل (1901-1921)، على مبدأ الأمة الإسلامية، وتنازلت لهم عن قسم واسع من مراعيها في شمال نهر الفرات، بشكل سلمي، لترعى فيه قطعانهم، خاصة بعد الصراعات الدامية بينهم في بادية الشام، ولكن وبعد عقود من وجودهم كضيوف رحل، بدأت مرحلة التمدد نحو الشمال، وظهرت المناوشات، خاصة خلال مرحلة التحضر في بداية العشرينات من القرن الماضي، والتي صعدت مع الأيام لتصل إلى مرحلة التحريض الممنهج من قبل الأنظمة العروبية.
مع ذلك وفي مرحلة ظهور مفهوم الوطن السوري بعد الاستقلال، في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، تقبلها الكورد رغم المعاناة من إشكاليات إقامة الحدود الاصطناعية وتقسيم كوردستان وشعبها، تبناها الحراك الكوردي، السياسي والثقافي، على السويتين النظرية والعملية، لكن وللأسف كان رد فعل الأنظمة العربية سافراً، لربما رهبة من ردود فعل الشعب الكوردي، أو عدم القناعة على ما تم من تقطيع لأوصال الشعب الكوردي وجغرافيتهم؛ تمزيق عشائرهم وعائلاتهم عن بعضها.
في هذه المرحلة تأثرت شريحة من أبناء القبائل العربية المهاجرة، ليس بمفهوم الوطن، بل بما نشر من أفكار عن سيادة القومية العربية، وإلغاء الأخر، متناسية المودة التي قدمها الكورد لهم، وتمادت فيما بعد مع الموجة العنصرية البعثية العروبية، قادتها مجموعة من الكتاب والسياسيين، الذين لا يمتون إلى ثقافة القبائل العربية الأصيلة، مع ذلك ظلت العشائر الكوردية وفيما بعد الحراك الكوردي متمسكين بالمفاهيم الوطنية، ويعملون على أن تكون الجزيرة أرض مشتركة، لوساعة المنطقة في مرحلة كانت النسب السكانية قليلة فيها مثلما كانت في كل العالم، والوداعة الكوردية المعروفة، والتي استغلتها الأنظمة العربية العنصرية المتتالية، والتي دمرت على أسسها الوطن والتآلف بين الشعبين الكوردي والعربي.
فما حصل، هي أن الوطنية همشت، وألغيت أمام الموجة القومية العربية، وقوبلت الوطنية الكوردية بمخططات التهجير وبناء المستوطنات العربية وتعريب الجزيرة، وهو ما أدى إلى ظهور شريحة ثقافية عروبية من بين أبناء القبائل، تسخر ذاتها وقلمها للسلطات العنصرية، وقد سهلت هذه عمليات تجنيدهم وتوجيههم نحو محاربة الكورد بشكل خاص في وطنهم وعلى أرضهم، لأنها القومية الوحيدة المنافسة ديمغرافيا وجيوسياسيا، ومن حينها بدأت مرحلة تعريب الجزيرة الكوردستانية بشكل ممنهج، وكدعم لهذه المخطط نشرت كتب ودراسات محرفة عن تاريخ الكورد في الجزيرة، رافقتها كتب تفتقر إلى المصداقية عن تاريخ القبائل العربية فيها، والمراحل التي قدموا إليها، وهو ما نود أن نبينه هنا وبعجالة.
ففي مقولة للقلقشندي (1355-1418م) من كتابه (قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان) الصفحة (11-12) حول الفترة التي قدم فيها العرب إلى الجزيرة يقول " وجزيرة العرب هذه تشمل على خمسة أقسام...ويدخل في هذه الجزيرة قطعة من ببلاد الشام، منها: تدمر وتيماء، وتبوك... ولم تزل العرب بعد ذلك كله في التنقل عن جزيرة العرب والانتشار في الأقطار إلى أن كان الفتح الإسلامي، فتوغلوا في البلاد حتى وصلوا إلى بلاد الترك وما دناها، ونزلت طائفة بالجزيرة الفراتية) ويضيف على لسان صاحب مسالك الأمصار في الصفحة(71) "وبالرحبة قوم من ربيعة" والرحبة هي منطقة تقع في جنوب مدينة الميادين أي جنوب الفرات الأوسط.
كما وأن استناد بعض المؤرخين العروبيين حديثي العهد، على رسالة الخليفة عمر بن الخطاب، لأبي عبيدة أبن الجراح التالية: " فإذا قرأت كتابي هذا فأعقد عقد لعياض بن غنم الأشعري وجهز معه جيشا إلى أرض ربيعة وديار بكر" غير كافية، أولاً، لأن الرسالة ليست متواترة فقط، بل مطعونة فيها، وشكك فيها العديد من المؤرخين المسلمين، وجعلها البعض جناية، وهي سذاجة وتلاعب وفبركة في التاريخ إلى حد السخرية، لأن، أبا عبيدة توفي في عام 18 هجرية، بمرض طاعون عمواس، التي رجع بسببها عمر بن الخطاب إلى المدينة، من رحلته نحو القدس. وكانت حينها جيوش العرب لا تزال تقاتل على أطراف الشام، وكان عياض بن غنم لا يزال في جيش أبي عبيدة، وحتى البادية الشامية جنوب إمارة الغساسنة التي لم تكن قد فتحت بعد، ولا مدينة قيسارية ذاتها على غرب الشام وهي مدينة ساحلية بأجناد أرض فلسطين، فتحها معاوية في عهد أخيه يزيد ابن أبي سفيان والي الخليفة عمر بن الخطاب بعد وفاة معاذ بن جبل الذي خلف أبي عبيدة، ويقال بأن مجموعة من جنوده بلغوا الفرات الأوسط، لكنهم رجعوا إلى فلسطين.
وثانياً، لأنه في الرسالة يتم ذكر أرض القبائل وهي تقع في جنوب الفرات الأوسط، وأطراف بادية الشام، ولا تعني أرض الجزيرة، ولا المناطق الكردستانية التي أضفيت عليها أسماء هذه القبائل لاحقاً.
ويقول البلاذري(820م-892م) في كتابه فتوح البلدان، الصفحة (205) " ...قالو ورتب أبو عبيدة ببالس جماعة من المقاتلة واسكنها قوما من العرب الذين كانوا بالشام فأسلموا بعد قدوم المسلمين الشام وقوماً، لم يكونوا من البعوث نزعوا من البوادي من قيس واسكن قاصرين قوماً ثم رفضوها أو أعقابهم. وبلغ أبو عبيدة الفرات، ثم رجع إلى فلسطين" ويقول في الصفحة (245) "لما ولى معاوية الشام والجزيرة لعثمان بن عفان (رضه) أمره أن ينزل العرب بمواضع نائية عن المدن والقرى، ...فأنزل بني تميم الرابية، وانزل المازحين والمدبر أخلاطا من قيس وآسد وغيرهم، ... ورتب ربيعة في ديارها على ذلك" وربيعة كما ذكرنا سابقاً، وحسب المصادر التاريخية العربية، كانت تسكن في شمال الجزيرة العربية وحتى جنوب الرحبة (جنوب مدينة الميادين) أي جنوب الفرات الأوسط.
أما بالنسبة لحضور بعض القبائل العربية إلى المنطقة وزمن سكنها، فتتوضح في الصفحة (248) كيف أن القبائل العربية استولت على الأراضي التي هجرها أهلها بسبب الغزوات، واسكن الأمراء فيها القبائل العربية فيقول" سألت المشايخ عن أعشار بلد ..، فقال هي أعشار ما أسلمت عليه العرب أو عمرته من الموات الذي ليس في يد أحد أو رفضه النصارى، فمات وغلت عليها الدغل فأقطعه العرب".
وبالعودة ثانية إلى كتاب البلاذري، فتوح البلدان، الصفحة (464) تتوضح أكثر، عدمية وجود العنصر العربي في جغرافية الجزيرة الفراتية، فيقول "حدثني العباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن جده قال: أول من اختط الموصل وأسكنها العرب ومصرها هرثمة بن عرفجة البارقي" وهرثمة هذا هو والي عمر بن الخطاب بعد أن عزل عنها عتبة بن فرقد. ومعروف تاريخيا أن الموصل كانت من أحد معاقل الأكراد التي تم فتحها في عهد عمر بن الخطاب. ويتمم في الصفحة ذاتها (464) فيقول " ووجد بالموصل ديارات، فصالحه أهلها على الجزية، ثم فتح المرج وقراه وارض باهذرى، وباعذرى وحبتون والحيانة والمعلة ودامير، وجميع معاقل الأكراد".
كما ويقول ابن حوقل (...-988م) وهو من مواليد مدينة نصيبين-الجزيرة، تعلم وعاش فيها وكان كثير الترحال، يقول في كتابه (صورة الأرض) ص (199) “وقد سكن طوائف من العرب من ربيعة ومضر الجزيرة حتى صارت لهم بها ديار ومراع، ولم أر أحداً عزا الجزيرة إلى ديار العرب لأن نزولهم بها وهي ديار لفارس والروم”.
يتبع...
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
13/2/2021م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ماذا يخاف المجلس الوطني الكوردي
- كوردستانية الجزيرة تتعرض للعبث -الحلقة الثالثة
- كوردستانية الجزيرة- الحلقة الثانية
- كوردستانية الجزيرة- الحلقة الأولى
- هل نطلب الكثير من الإدارة الذاتية في المنطقة الكوردية - الحل ...
- هل نطلب الكثير من الإدارة الذاتية في المنطقة الكوردية- الحلق ...
- هل نطلب الكثير من الإدارة الذاتية في المنطقة الكوردية- الحلق ...
- هل سنعود إلى الوطن
- الكوردي المنبوذ
- قضايا كوردية أمام مبعوث إدارة جو بايدن
- عفرين ضحية الصفقات الدولية- بصدد السنة الثالثة لاحتلال عفرين
- المتوقع للكورد من إدارة جو بايدن
- الدكتور نور الدين ظاظا والهجرة إلى الأزل
- مسيرة (بينوسا نو) المئة
- هل درس داروين الكورد عندما كتب أصل الأنواع
- ذهنية طغاة محتلي كوردستان
- مؤتمر دول الخليج والجغرافية الكوردستانية
- سيرة دونالد ترمب باختصار
- تصريحات مريبة من المبعوث الأمريكي السابق (جيمس جيفري) حول ال ...
- قضية كوردستان خلف الكواليس


المزيد.....




- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا
- ارتفاع الحصيلة إلى 30.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان بسبب الم ...
- الخارجية الأمريكية تتهم مقرّرة الأمم المتحدة المعنية بفلسطين ...
- تقرير أممي: نحو 60% من وفيات المهاجرين كانت غرقا
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الأسرى: تعرضنا للتخويف من ...
- واشنطن ناشدت كندا خلف الكواليس لمواصلة دعم الأونروا
- الهلال الأحمر: إسرائيل تفرج عن 7 معتقلين من طواقمنا
- حركة فتح: قضية الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين تحتل أولوي ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - كوردستانية الجزيرة وسموم بعض الأقلام- الحلقة الرابعة