أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - نتائج مواقف المعارضة السورية العربية




نتائج مواقف المعارضة السورية العربية


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6880 - 2021 / 4 / 26 - 12:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا تحتاج المعارضة السورية لتكون وطنية، وتتحرر من الترسبات العنصرية التي غرزتها الأنظمة السابقة في المجتمع السوري؟
متى ستدرك أنه بدون المصداقية تتجه وتجر معها البقية الباقية من المجتمع السوري نحو الكارثة، بشكل مشابه لما فعلته سلطة بشار الأسد؟
ماذا تحتاج لتنتبه أنها لو استمرت في علاقاتها مع الدول الإقليمية بالمنحى الموجود، ولم تضع حدا لعداوتها للحراك الكوردي، ستزيد ليس فقط الشرخ بين الشعبين الكوردي والعربي، بل ستدفعهما إلى كارثة لا يعرف عقباها، قد تكون مشابهة لما فعلته سلطة بشار الأسد بالمجتمع السوري. وربما على نفس السياق الذي أدى إلى سعير الحرب الأهلية؟
ماذا تحتاج لتقف مع الكورد في الصراعات الجارية لوضع حدا لاحتمالات تقسيم سوريا، ويجابها معا أدوات السلطة والمرتزقة الإيرانيين؛ على سبيل المثال ما يسمون بقوات الدفاع الوطني على أطراف قامشلو؟ المدينة التي أصبحت تثار فيها الفتن، بين فينة وأخرى، وزوابع عنصرية كارثية كالتي تجري في هذه الأيام؟
متى ستقتنع على أن الإيرانيين المتواجدين في المنطقة الكوردية، لم تعد تشاور السلطة في إدارة أدواتها، جلهم أيتام البعث من أبناء القبائل العربية؟ مثلما تركيا تدعم منظمات دون أخرى ليس حبا بهم بل لتثبيت مسيرة احتلالها لأجزاء من جغرافية سوريا.
إيران وعلى خلفية المشاكل الجارية في قامشلو، مع الصمت التركي والتي تعكس الرضى، بدأت تجمع إلى جانب ما تم ذكره، شخصيات مغمورة ومنبوذة من تلك القبائل، وتدفع بهم لإصدار بيانات ضد القوى الكوردية. لا شك ندرك أن أغلبية رؤساء القبائل ترفض نبرة العداء التي تنشر، وجلهم براء من تلك الوجوه. لأنهم يدركون أن قادة هذا الفصيل أصبحوا مرتزقة بامتياز، تدفع لهم إيران وتزج بهم في الأعمال التخريبية بعدما تمدهم بالأسلحة. ومن بين مهماتهم الإخلال بالأمن والأمان في المنطقة.
وهنا فإن صمت المعارضة المريب حتى اللحظة حيال ما يجري في قامشلو، تعكس التأييد غير المباشر لأدوات النظام والإيرانيين، فقط لأنهم يعادون الكورد، وهو ما تتلاءم وتركيا الداعمة لهم والتي من مصلحتها أن تتوسع الخلافات بين أبناء المنطقة الكوردية. وهنا المفارقة الغريبة أكثر من واضحة ما بين الوطنية الصادقة والنفاق باسمها.
وكدراية مسبقة لما قد ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة، نهيم بالنخبة من المعارضة السورية العربية دراسة ذاتها، لتتمكن من معالجة الترسبات العالقة في ثقافتها من الماضي المأزوم، وتدرك أنها لا تزال أسيرة مفاهيم الأنظمة الشمولية، والتي تقيدها، وتبقيها تائهة، ومترددة أو عديمة الجرأة في أخذ موقف وطني من مجريات الأحداث في المنطقة، وتصحح من الأحكام التي تملى عليها حول القضية الكوردية.
وإلا فما الذي يعرقلها لإصدار القرارات الصائبة، والتي كثيرا ما أصبحت مقتنعة بها، ولماذا لا تزال تتلكأ ما بين انعداميه التفكير المنهجي والادعاءات، وتتخبط ما بين الإلهام حول ما ستأتي به دولة المواطنة وبين المخطط السليم المنطقي الذي يجب أن تكون عليه سوريا القادمة؟
لماذا تحجب الشريحة المتنفذة من قياداتها الحقائق عن الشعب، على أن الحراك الكوردي بنشاطاته ومقترحاته هم منقذو سوريا من التقسيم الحتمي؛ وأن التوطين الإيراني، كالاحتلال التركي، وكلاهما مشابه لما كانت عليه لواء اسكندرونه، وما آلت إليها قبرص؟
متى ستقتنع على أنه لا بد من حوارات جادة مع الكورد مبنية على الاعتراف المسبق بحقوقهم كشعب يعيش على أرضه التاريخية، والتنديد بالتغيرات الديمغرافية الكارثية التي جرت للمنطقة خلال القرن الماضي.
تذبذب أغلبية الحراك الوطني العربي في مواقفه، والبحث عن بديل يحل مكان طرح الحراك الكوردي، دلالة على أن ترسبات ثقافة الأنظمة الشمولية لا تزال مهيمنة، وهو ما يؤدي إلى خلل واضح ما بين الحدس والمعرفة، وأن الصور النمطية المشوهة عن الكورد لا تزال مسيطرة على ذهنية المثقف السوري وسياسييها عامة، بينهم شريحة غير قليلة من المعارضة الوطنية، إلى درجة أن قدرة التحرر من الأحكام المسبقة ضعيفة، وحتى الذين انتبهوا للمسألة وأصبحت لديهم رؤية واضحة؛ تنقصهم الجرأة، إما رهبة من المجتمع العربي الذي لا يزال أغلبه محتل فكريا، أو لا يريدون التنازل عن منطق الاستعلاء الذي حصلوا عليه خلال القرون الماضية، ورسختها الأنظمة العروبية الشمولية.
في الواقع صعوبة تقبل أن الحكمة هي ما يعرضه الكورد، تكمن في كثيره من رهبة التنازل عن منطق السيادة والموالي، مثلما رهبة الانتقال من السيطرة الشمولية إلى حيث المنطق والتعامل الوطني، تؤثر على سويات انتقاداتهم لطرح الحراك الكوردي، إلى درجة أصبحنا نسمع تحذيرات من بعض النخبة للمحاورين الكورد، بعدم السقوط في المستنقع الذي عاشوه طوال العقود الماضية، وانجرارهم وراء مفاهيم الأنظمة الشمولية، من التعصب القومي، إلى التحكم في الجغرافيات، ومنهجية الاستعلاء، وغيرها من الأوبئة التي سادت العالم العربي، لكن لا نرى مقابل هذا التحذير أو الوصايا خطوات عملية للتحرر من الثقافة والمفاهيم التي يطالبون الكورد بعدم الانجرار إليها، فهم وحتى اللحظة يقدمون الحلول للقضية الكوردية والأمازيغية، من منطقهم وبالأساليب التي تتلاءم ومنهجيتهم، من تكوين الدولة القادمة، إلى مفهوم الوطن، في الوقت الذي يتوجب عليهم الاستماع إلى ما يريده الكورد، كيف يرون الوطن القادم الذي يجب أن يكون عليه، الوطن الذي سيجمع الكل تحت سقفه دون أن يشعروا أنهم يخسرون حريتهم.
متى ستتحرر من الشكوك الداخلية، وستقتنع الحركة العربية المعارضة، الثقافية والسياسية، أن رفضهم للنظام اللا مركزي والدولة الفيدرالية هي نتيجة الاعتلال الذي لا يزال يسيطر على مفاهيمهم، والذي يدفع بأغلبيتهم، بالبحث عن بديل يلائمهم، وأنهم خرجوا بمفهوم دولة المواطنة بديلهم لسوريا القادمة، لم عن قناعة على أنها الأفضل، وأنها ستشرع الديمقراطية بين المجتمع السوري المنعدم الثقة بينهم، وستدرك أن الطرح طوباوي، لا يختلف عن طوباوية جمهورية أفلاطون، وأن المفهوم ظهر ليس لأن الفيدرالية كما يروجون بداية التقسيم، وهي الأكثر ملائمة لقادم الشعوب السورية، بل لأن النظام اللا مركزي يضع نهاية لذهنية الاستعلاء المترسخة فيهم على مدى القرون الطويلة الماضية أصبحت كصور نمطية ثابتة، ولا يريدون لها بديلا.
وللتغطية على التردد في قبول الحقيقة، وعدم الجرأة في أخذ الموقف الوطني، يقدمون التبريرات والحجج والتأويلات حول ملائمة دولة المواطنة لواقع شعوبنا والجغرافيات التي لعبت السلطات الشمولية بديمغرافيتها، وخلقت الكوارث من ورائها. متناسين أن الفيدرالية أعلى مراحل الدول الديمقراطية، وأن 70% من دول العالم وأكبر 10 دول تطبق النظام الفيدرالي اللامركزي.
نتائج الاستمرارية على المنهجية التي أدت بهم إلى السقوط في مستنقع السلطة، وحيث الحرب الأهلية التي أفتعلها النظام لأنقاد ذاته من السقوط الحتمي، قد تؤدي بهم إلى كارثة مماثلة، وهذه المرة ستكون على حساب جغرافية سوريا، حيث التقسيم، ما بينها وبين أركان النظام، والاحتلال التركي، والتوطين الإيراني.
وبالتالي يظل الحراك الكوردي قادة التوجه الوطني، فهم كانوا حملتها منذ الستينات والسبعينات يوم كان المد القومي العربي العنصري في أوجه، واليوم عندما يتم تقديم النظام الفيدرالي لسويا عامة وللمنطقة الكوردستانية، تعني الرؤية الأوضح لما هو قادم عليه سوريا، وليس كما يحللها بعض الإخوة من الكتاب العرب على أنها الإيديولوجية المشابهة التي أوقعت الأنظمة الشمولية الشعب العربي فيه، بل هذه لأنقاد الشعب العربي قبل الكوردي من كوارث الإيديولوجية العنصرية.
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
24/4/2021م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سيفوز في انتخابات الرئاسة السورية؟
- أين هم الشرفاء في سوريا
- نص المحاضرة التي ألقيناها في ندوة نداء سوريا
- دولة المواطنة أم الفيدرالية
- بين الأممية والوطنية تذوب القضية الكوردية
- جدلية جورج واشنطن وحراكنا الكوردستاني
- أردوغان وأئمة ولاية الفقيه ما بين فلسفة السياسة والقيم الدين ...
- هل سنحرر كوردستان
- انتفاضة-ثورة 12 آذار عام 2004
- لماذا استقبله السيد الرئيس مسعود برزاني-الحلقة الثالثة-الأخي ...
- كوردستانية الجزيرة وموجة الفكر القومي -الحلقة السابعة
- لماذا استقبله السيد الرئيس مسعود برزاني -الحلقة الثانية
- لماذا أستقبله السيد الرئيس مسعود برزاني التأويل الدولي للمعا ...
- كوردستانية الجزيرة تؤكدها تاريخها وفولكلورها- الحلقة السادسة
- كوردستانية الجزيرة في مرحلة التعريب- الحلقة الخامسة
- لمن نكتب نحن المتقوقعون
- كوردستانية الجزيرة وسموم بعض الأقلام- الحلقة الرابعة
- من ماذا يخاف المجلس الوطني الكوردي
- كوردستانية الجزيرة تتعرض للعبث -الحلقة الثالثة
- كوردستانية الجزيرة- الحلقة الثانية


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - نتائج مواقف المعارضة السورية العربية