أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - الخطأ والصواب يصحّحان الحرام والحلال!














المزيد.....

الخطأ والصواب يصحّحان الحرام والحلال!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6894 - 2021 / 5 / 10 - 17:15
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كل الكُتُب المقدّسة حقٌ لا ريب فيه، وبها توجيهات إلهية لا شك فيها، ومع ذلك فكلها بدون استثناء يستطيع إبليس تفسيرَها انطلاقا من عقل وقلب مُنكرها أو الجاهل بأسرارها أو المُغرض في تشويهها أو الراغب في تأويلها وفق هواه وقناعاته.
هذا لا يقلل من شأنها قيد شعرة، لكنه يضع العقلَ البشري في صورة التحدي الأكبر للكتب السماوية حتى لو كان هذا العقلُ هشّــًا، وباطلا، ومُفَبرِكــٍا وخصمــًا.
خذ مثلا القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل العزيز الحكيم؛ فطوال مئات الأعوام والعالـــِـم والجاهل يخوضان فيه، والمؤمنُ والكافر يستخرجان من أنفسهم ما ليس فيه ويؤكدان وجودَ الرأيين المتعارضين في آيات الله البينات.
المذاهب، والآراء، والأفكار، والتيارات، والتفسيرات تصطاد ما يروق لها أو يعكس ما في نفوس أصحابــِها، ثم يبدأ تركيبُ الفِكْر المسبــَق عليها كأنه لصيقٌ بها.
تحدّث مع سُنّي أو شيعي أو إباضي أو علوي أو معتزلي، وحاور فارسيـا أو هنديـًا مسلمــًا أو قاديانيا أو اخوانيا أو سلفيا أو داعشيا أو عقلانيا أو أزهريا أو فيلسوفا إسلاميا أو مُفسّرًا مستنيرًا أو بوكوحراميا أو أحد شباب الجماعات الإسلامية في الصومال أو توحيديا أو بلحاجيا أو تُرابيا أو غنوشيا أو متسامحا أو إرهابيا أو شحروريا أو مثقفا أو جاهلا مهووســًا في مقارنة الأديان أو لغويا أو درويشا مهبولا أو موسوعيا عبقريا أو قرويا أمّيــًا أو دمويـًا أو جهاديـًا أو منافقـًا تابعا للسلطة السياسية أو الدينية أو مُفسّرًا بورنوجرافيـًا أو مؤمنا نقيا وطاهرًا أو مستغْرِبـًا أو مستشرقـًا أو .... فكل واحد أو مذهب أو تيار أو نظام اجتماعي أو مؤسسة في زمن ما وفي مكان مُحَدَّد سيجد فيه ضالته، ويستطيع أن يقاتل من أجلها ويسفك الدماء ثم يسبح بحمد الله .. أو يكفر به.
لهذا يجب أن يكون هناك مدخلٌ آخر يصحّح مفاهيمَ ثابتة أو يُحرّكها أو يثيرها أو يُعَوصفها فتخرج من دائرة السكون المتجمدة إلى رحابة الحركة الدائبة.
الخطأ والصواب ليسا دائما مناهضين للحرام والحلال؛ لكنهما رابطان لهما بحركة الزمن، فإذا حدّثك الدينُ عن الرقيقِ جاء الخطأ والصواب بتحريمه في صورة منعه، وإذا وافق مُفَسّرو الدين على الزواج من طفلة قاصر صحّح الصوابُ والخطأ أوهامَ الاعتداء هذا إلى الجانب الإنساني في زمن آخر، وإذا شرح لك الدينُ الفروقات بين الناس على أسس القُرْب من الله جاءتْ الشــِرْعة العالمية لحقوق الإنسان بالمساواة بين البشر دون المساس بجوهر الكُفر والإيمان الذي يتراجع إلى أعماق النفس بعيدا عن السلوك المُشين في التفرقة.
كل إنسان لديه دينه الجمعي الذي ينقاد له مع جماهير تطيع بحُكْم العادة، ولديه دينه الخاص الذي يسمح له بمساحة فكرية للقبول والرفض.
كل إنسان يتنسّم الحرية الفردية وتُقيّده الجماعة وتسجنه الجماهير في عادات وتقاليد موروثة لا يستطيع التنصلَ منها بسهولة.
لكل هذا يستطيع ملاك وشيطان تفسير أي كتاب مُقدّس، ورفع المصحف أو السيف، وبالرغم من ذلك فتظل للرسالة السماوية القدرة على الخير في مواجهة تسلل الشرّ لفرض تفسيراته.
يلجأ أي ديكتاتور أو سفّاح أو إرهابي أو داعشي إلى أقدس موقع في النفس حيث يلوذ سلامُ العقيدة، فيستخرج بفضل مُفسّرين أو بقدرته الشخصية تبريرات تتيح له الفرصة لقطع رقبة مُخالفه( كما كان يفعل آية الله خلخالي إبان بداية الثورة الإيرانية)، ويستريح الضمير في غياب دستور إنساني وضعي يمدّنا بقوانين واضحة وغير هلامية مثل تلك المنزوعة من كتب مقدسة بأوامر سلطة باغية.
في حياة المرء الشخصية نبحث عن الاثنين معا: الضرر والحرام لنبذهما، وعن المناهضين لهما: الخير والحلال، فإنْ أغمض الضمير عينيه عن واحدة مقدسة كبحته الأخرى الأرضية، فالأولى رائعة لكنها هُلامية، والثانية غير مقدسة لكنها متماسكة بدولة.
تستطيع أن تكره مُخالفك باسم الدين أو تضمه إلى صدرك باسم نفس الآيات المقدسة، وهنا يأتي دور الحياة الأرضية التي عَمّرنا بها دنيانا فتحدد لك في الخطأ والصواب طريقا لا عوج فيه إلا بنيّة الضرر العمد.
هل كل ما سبق ينتقص من إيماني؟
قطعا لا؛ لكنه يضع حارسا أرضيا وواضحا ومحددا لا يتلاعب به فكر ديني أو حكايات الأقدمين أو تفسيرات الدراويش أو توجيهات سلطة كهنوتية تزعم صلتها بالسماء.
ربما هذا ما جعلني أكره التيارات الدينية وأفصلها عن جوهر الدين، ولا أحترم حكايات ماضوية غير موثقة يقصّها علينا متخصصون في الفبركة أو .. تلميعها سماويا.
ما أسهل أن تتهم خصمك مستشهدا بالقرآن الكريم، فإذا الذي يعارضك أو يختلف معك كأنه عبد مطيع أو شاة تهشّ عليها بعصاك أو بتفسيراتك أو بصوتك أو بلحيتك أو برنين جرس قرآني جميل في غير موضعه.
ينجح المحاور في هزيمتك إذا سحبك إلى مكانِ تمترسه فيَمَسَّك ضعفُ الخوف من مخالفة الدين، وتنجح في جعله ندّا لك إذا التقيتما في مكان فكري محايد لا تحارب فيه الملائكة أو الشياطين مع أي من الطرفين.
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 10 مايو 2021



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف لم يفهم المسيحيون دعوة المسيح؟
- السيسي: حاسبوني لو فيكم من روح الله!
- عالم الحيوان.. والافتراس المتسلل لمسارب النفس!
- الخطر على الأردن ما يزال قائمًا!
- الموكب الملكي بين ثوار يناير والمتحف الجديد!
- ضرورة تغطية وجه الرجل!
- ماذا لو أنك استغفرتَ اللهَ لإبليس؟
- رسالة شُكر لمعارضي نوال السعداوي!
- الدكتورة نوال السعداوي والجراد النتّي!
- إلا رسول الله!
- غزو الثقافة الجديدة!
- وداعا أيها الصادق الأمين!
- مقطع من يومياتي بعد موتي! الجزء السادس
- السقوط المصري و.. التطبيع العربي!
- مقطع من يومياتي بعد موتي! الجزء الخامس
- مقطع من يومياتي بعد موتي! الجزء الرابع
- مقطع من يومياتي بعد موتي! الجزء الثالث
- مقطع من يومياتي بعد موتي! (الجزء الثاني)
- مقطع من يومياتي بعد موتي!
- ستة أيام في المستشفى!


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - الخطأ والصواب يصحّحان الحرام والحلال!