أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - الإجماع مخالف لطبيعة التجمع البشري !














المزيد.....

الإجماع مخالف لطبيعة التجمع البشري !


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6893 - 2021 / 5 / 9 - 00:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإختلاف أمر طبيعي وشيء إيجابي تكاملي في حياة الناس ، وسمة من سمات العقول الراجحة ، وخصلة من خصال النفوس الراقية ، وقانون من القوانين الفاصل فى سلوكيات البشر ، والذين إذا غابت عنهم فلسفته ، واستشرى بينهم التطابق في الأفكار ، والتماثل في الأذواق ، والتوحد في التوجهات، والإستنساخ في التجارب ، لانكشفت مجتمعاتهم ، واهتزت أركانها ، وتحول فيها الاختلاف والتنوع إلى خلاف مؤدٍّ إلى النزاعات والصراعات المستدامة بين الأفراد والجتمعات ، الأمر الذي جعله الله مستحيلا في خلقه بدليل قوله سبحانه وتعالى: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً " صدق الله العظيم.
هكذا خلقنا الله سبحانه وتعالى مختلفين عن بعضنا في الأفكار ، وغير متساويين في العقول ، وغير متوازين في الآراء ،وغير متوجدين في الرؤى ، وجعلنا سبحانه متباينين عن بعضنا في كل شيء ، في شفرتنا وفي جيناتنا الوراثية وفي بصماتنا الخاصة ، دون أن يجعل سبحانه وتعالى من الاتفاق في الأفهام ، والعلوم ، و التساوي في المعارف ، والعلوم ، والفطرة ، والطبع، ضرورة لتساكننا وتعايشننا ، ولم يتشرط سبحانه لذلك أن ترى أنت ما أرى أنا ، وأقتنع أنا بما تقتنع به أنت، لأنك أنت لست أنا وأنا لست أنت ، وما تصلح له أنت قد لا أصلح له أنا ، فلماذا إذن لا نجعل من اختلافنا اختلاف تكامل ومصدر غنى ، يساعد على ابراز أنماط تفكير جديد متجدد ، يتطوير بها الفكر الإنساني في عمومه ، لا اختلاف تطاحن وتنافر وصراع واحتراب وإنتصار لوهم الحقيقة الوحيدة المطلقة ، التي تحرمني وإياك من أن نعيش اختلافنا في هيآتنا ومشاعرنا وعقولنا وطريقة تفكيرنا ، بكل حرية ووفق ما نراه وما نحبه وما نفكر فيه وما نقتنع به ، دون أن يحدد لنا غيرنا كيف نعيش ، وكيف نلبس ، وكيف نمشي ، وكيف نفكير..
هكذا أراد الله ،سبحانه وتعال وشاءت قدرته أن نكون أحرارا ، نحب ونكره كما نشاء ، لكن الذي لا يريده ولا يرضاه لنا ، هو أن يحاول الواحد منا تغير الآخر ليلائم هوى نفسه ، التي ألزمنا ربنا تغييرها وتطويرها لتتقبل اختلافي عنك، وأحترم اختلافك عني ، الأمر الذي يخيف بنية التفكير الإسلام/السياسي الذي يرفض الإختلاف ، لما ينتجه من تبدل في سلوك وتفكير البسطاء الذين يصر شيوخ التأسلم على تحويلهم باسم الدين إلى نسخ مستنسخة لنمط واحد، في تفكيرهم ، وأفكارهم ، ووجهات نظرهم، وعلومهم ، ومعارفهم ، وهواياتهم ، ورغابتهم ، وحتى في هيآتهم وأشكالهم ، التي يجب الا تحيد عنما حددته العقلية الإسلاموية من معيار لسلوكات الناس ، والتي يريدها الشيوخ المتحكمين في الدين ، بلا حياة نابضة ، وخارج العقل والوجود والواقع ، حياة مدفونة في الماضي المقدس المسمى بـ"السلف الصالح" الذي يحرم الإقرار بكينونة "الآخر المختلف"، ويمنع من التمرد على النمطية والاعتيادية بكل ما فيها من اغفال للتنوع الذي أراده الله لصنع عالم متكامل ، تترتـفع فيه العقول ، وتتعالى خلاله النفوس وتتحقق بهما الفرادة والتميز، ويفرضون أن ينظر الأتباع إلى الحياة بعين واحدة ، ويزنون الأمور بميزان واحد ، ويرون كل الألوان أبيض وأسود ، ويفصّلون الناس بين عدو وصديق .
وأختم بمقولة فرنسوا ليوتار:" أنه لا قرار في الكون يحظى بالإجماع ، لكون الإجماع مخالف لطبيعة التجمع البشري ، اللهم إذا كان الإجماع قسريا مفروضا بالقهر، الذي يشكل نهاية الحرية ونهاية الفكر" ..
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليالي رمضان في فاس الجديد قبل كورونا.
- رمضان وحرفه الموسمية في ظل كورونا!
- مابه رمضاننا هذه السنة صامت خامد !؟
- نوستاجيا رمضان.
- أمة تجيد العبادة ولا تجيد العمل.
- إذا اردت ان تُطاع فسل ما يستطاع.
- تعنيف المعلمين يفتح أبواب التساؤلات الصعبة والملحة!
- منشورات -طنجة- دليل على إفلاس الفكر الإرهابي.
- ماذا لو كان شهر رمضان إجازة فعلية مدفوعة الأجر؟
- رب ضارة نافعة !
- عبثية حربٍ ضروسٍ على رُفات امرأة !
- صمت المرأة على الشماتة أكثر وقعا من الشماتة وأشد إيلاما منها ...
- لا تحيق الشماتة إلا بأصحابها !
- رفض تقنين القنب الهندي لا صلة له بالدليل العلمي .
- في تكريم لاعب كبير في حياته وكبير في مماته.
- ريادة المغرب في عملية التلقيح.
- انتفاضة نيام الأمة ، عفوا، نوابها !
- الكمامة Le baillonوخطورتها على البيئة.
- الأمزيغي رائد في تقديره للمرأة .
- اعادة التدوير ، توفير وليس تقتيرا !


المزيد.....




- فرحهم وسليهم.. مع أحدث تردد لقناة طيور الجنة 2024
- “اغاني اطفال طوال اليوم “ اضبطي الآن تردد قناة طيور الجنة عل ...
- حاخام يهودي يدعو لإبادة الفلسطينيين ويتفاءل بأحداث السابع من ...
- “استقبل الآن” ترددات القنوات الدينية الإسلامية 2024 بأعلى جو ...
- أكبر 10 دول منتجة ومصدرة للقطن في العالم.. بينها إسلامية
- لكل صلاة مؤذن وملازم ومؤذن احتياط.. تعرف على غرفة المكبرية ب ...
- “أغاني البيبي شغاله ليل ونهار” تردد قناة طيور الجنة بيبي على ...
- القوى الوطنية والإسلامية تندد بالجرائم الإسرائيلية شمالي غزة ...
- المسيحيون في غزة يمرون بأسوأ المراحل ويحتمون في كنيستين كآخر ...
- الفاتيكان: استهداف الأراضي الروسية قد يؤدي إلى التصعيد


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - الإجماع مخالف لطبيعة التجمع البشري !