أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أنور فهمي عبده - لماذا تستمر في نسياني؟















المزيد.....

لماذا تستمر في نسياني؟


أنور فهمي عبده

الحوار المتمدن-العدد: 6872 - 2021 / 4 / 18 - 17:56
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


إلى متى ستستمر في نسياني؟
قراءة في كتابات الملك داود و خبراته العملية.
قوة الظروف قد تؤثر علي الأنسان و لكن المؤمن لا يستمر منزعجا
تغيرات سريعة لكن كل ظلام يعقبه نور و كل ليل يعقبه فجر
قوة الصلاة تغير الدفة و تقودنا لأفاق روحية جديدة
هو وحده قادر ان يحول المرارة اللي في حياتي لترنيمات
في مزمور 13 نجد داود:
يشكو الله الي الله
يشكو نفسه لله
يشكو العدو لله
ثم يصلي قائلا: انظر استجب أنر
ثم يفرح للاستجابة و يسبح الله
إِلَى مَتَى يَا رَبُّ تَنْسَانِي كُلَّ النِّسْيَانِ؟ إِلَى مَتَى تَحْجُبُ وَجْهَكَ عَنِّي؟
كان داود هاربا من ابشالوم و يشعر بغضب الله عليه و يتذكر خطيته و نتائجها المرة.
و السؤال هو: هل الله يهملنا او يتجاهلنا؟ هل تسأله "الي متي تخفي وجهك عني؟ و ترفض ان تساعدني و لا تمنحني المشورة الي متي تستمر حيرتي و قلقي و لا اعرف كيف اتخلص من مشاكلي و لا المسار الذي اسلكه"؟
أربع مرات تَرِد هذه الكلمات على شفتي داود: فالعدو يُطارده بشراسة، داود يتساءل ما الذي يُعطِّل مركبة الله. ألن يأتي العون ليُحرِّره من الأربعة أحمال الثقيلة التي تسحقه تحتها؟ شعوره كأن الله قد نسيه. واعتباره نفسه قد قُطع عن مَعزَّة الله. واختباره الكآبة العميقة في روحه كل يوم. ومعاناة الإذلال الدائم لكونه في الجانب الخاسر. فلا بد أن يُحس الله ببلوى داود ويرسل له العون السريع لكي يُفلت من كارثتين. الأولى هي موت داود، والثانية هي شماتة العدو. وإذا لم يتدخل الرب بسرعة ليُعيد النور إلى عيني داود، ستُغلق إلى الأبد في الموت و سيشمت الأعداء أنهم انتصروا، وأن داود قد تزعزع تمامًا.
إِلَى مَتَى أَجْعَلُ هُمُومًا فِي نَفْسِي وَحُزْنًا فِي قَلْبِي كُلَّ يَوْمٍ؟ إِلَى مَتَى يَرْتَفِعُ عَدُوِّي عَلَيَّ؟"
الي متي أتشاور مع نفسي؟ و اجتر المتاعب و المرار؟
استفسار غاضب (مثلما قال ايوب "لماذا جعلتني عاثورا لنفسك")
الي متي أري عدوي الشرير يبتهج و انا انحني؟ هو يضحك و انا ابكي .لقد نفذ صبري
و كأنه يسمع ردا مقتضبا: اعلم ان الليل و الظلام مفيدان للزهور و ضوء و الندي افضل من الشمس المستمرة
فالطروف الصعبة تضفي علينا التواضع و الحرمان يضفي الفضيلة.
هل الله انسحب و تركني في الظلمة أتخبط؟
يصرخ الخاطي من هول الفتور محاولا الرجوع لله و يشعر ان الامر شبه مغلق و بهذه المشاعر الحزينة يري الحبيب تحول عنه و عبر
داود لم يشتكي من مؤامرة ابنه وخيانة الناس، بل ما يزعجه هنا هو نسيان الله له. "لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك" (إش7:54).
أولئك الذين ظلوا بدون فرح لفترة طويلة ، يبدأون في أن يكونوا بلا أمل.
(3): "انْظُرْ وَاسْتَجِبْ لِي يَا رَبُّ إِلهِي. أَنِرْ عَيْنَيَّ لِئَلاَّ أَنَامَ نَوْمَ الْمَوْتِ،"
في زمن المرض والحزن تكون "العيون" مملة وثقيلة. و مع كبر السن أكثر فأكثر
، تجعل الصحة والبهجة تتناقص عند البعض لكن العيون المستنيرة تشرق بالنور
حالة من اليأس جعلت داود يصرخ طالبا الغفران ...لا تتركني اموت في خطيتي
. ويصلي أَنِرْ عَيْنَيَّ = فننال فهمًا جديدًا لمحبة الله ونعاين أمجاده السماوية فلا نعود نفرح بتفاهة العالم وخطاياه. بهذه الاستنارة لا يبقي للظلام موضعًا في الإنسان
في غرناطة صخرة كبيرة...سموها زفرة العربي الاخيرة لأنه وقف هناك آخر ملوك العرب يبكي (ابا عبدالله الصغير) فقالت له امه مالك تبكي كالنساء...هناك تناحر الملوك و تشتتوا و ماتوا....غلا15:5
15 فَإِذَا كُنْتُمْ تَنْهَشُونَ وَتَأْكُلُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، فَانْظُرُوا لِئَلاَّ تُفْنُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.
آية (4): "لِئَلاَّ يَقُولَ عَدُوِّي: «قَدْ قَوِيتُ عَلَيْهِ». لِئَلاَّ يَهْتِفَ مُضَايِقِيَّ بِأَنِّي تَزَعْزَعْتُ."
العدو هو إبليس (أو الخطية) وهو يفرح بسقوط الإنسان قطعًا، ويشمت فيه (مز 25: 2).
لكن التغييرات المفاجئة الرائعة و المبهجة تنقلنا من عمق اليأس الي ذروة الثقة و الفرح. تتحول الكآبة القاتمة و المخاوف المؤلمة الي رحمة و عناية مخلصة
رحمة الله تدعم ايماننا و تزيل مخاوفنا و شكوكنا
فنسكب امامه صلواتنا و ننتظر في أمل و رجاء فنستعيد راحتنا و نتخلي عن الشكوي
المزامير 5:30 لان للحظة غضبه. حياة في رضاه. عند المساء يبيت البكاء، وفي الصباح ترنم.
مز18: 39 تُمَنْطِقُنِي بِقُوَّةٍ لِلْقِتَالِ. تَصْرَعُ تَحْتِي الْقَائِمِينَ عَلَيَّ.
40 وَتُعْطِينِي أَقْفِيَةَ أَعْدَائِي، وَمُبْغِضِيَّ أُفْنِيهِمْ.
(5): "أَمَّا أَنَا فَعَلَى رَحْمَتِكَ تَوَكَّلْتُ. يَبْتَهِجُ قَلْبِي بِخَلاَصِكَ."
نهاية أمر خير من بدايته
هنا نرى الإيمان المتزايد، فهو يلقي بثقته على الله أن ينجيه، ليس لبر في نفسي يا رب ولكن من أجل مراحمك لنا. ولاحظ أنه ظل يصلي حتي سمع صوت الروح القدس داخله قائلًا "لا تخف أنا معك" فإبتهج قلبه
آية (6): "أُغَنِّي لِلرَّبِّ لأَنَّهُ أَحْسَنَ إِلَيَّ."
حصل داود هنا على حالة السلام الداخلي نتيجة صلواته وإيمانه فبدأ التسبيح ولم يتوقف. والتسبيح علامة على الامتلاء من الروح القدس الذي أعطاه الفرح، والتسبيح هو تعبير عن حالة الفرح الداخلي الذي يعطيه الروح القدس. فأليصابات وزكريا حينما إمتلئا من الروح القدس سبحا الله (لو1).
سألوا اسقف يعمل مع عمال الفحم في القرن ال19 و سألوه لماذا انت متهللين و سعداء فقال لهم و لماذا كان بولس و سيلا مبتهجين رغم شقاوتهم
في مكان مظلم في وقت مؤلم في حبس و ألم شديد في حالة من البؤس الحقيقي و مع ذلك لم يغضب و لا يتذمر، هكذا نقوم نحن مع 6 من السجناء بالعمل في فرح و سرور نطرد كل احباط
فبالرغم ان بيت الفحم شديد السواد الا انه نافع للآخرين.
عندما يدخلوننا السجن يحررون ارواحنا فنتحدث مع الله و اذا قتلونا يرسلونا للحياة الابدية.
اي مجد اعظم من ان تكون مثل رأسنا المسيح ..في كل ضيقهم تضايق ..الاله الصالح الذي صنع معنا الرحمة العظيمة و صار لنا الطريق و قال انه طريق ضيق و كرب لكنه وعد ان يمنحنا السلام و يقودنا الي النعيم الأبدي رغم عدم استحقاقنا...كيف لا يقفز قلبي من الفرح و هو بدلا من عقابي المرير علي خطاياي غفرها و رغم عدم استحقاقي للمجد العظيم منحني اياه
مهما كنت في وقت مظلم و مرير لكني سعيدا نهارا و ليلا و مهما ضايقوني الأعداء و صروا علي اسنانهم فان سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلبي و فكري في المسيح يسوع



#أنور_فهمي_عبده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يستطيع ان يغفر ذنوبي و يحمل دينونتي و ينقذني من الهلاك؟
- من هي اعظم انسانة في التاريخ؟
- من هو رئيس السلام؟
- تحدي الامبراطور
- من هو الاعظم؟
- خاشقجي اشهر مقتول في العصر الحاضر
- هل يحدث انقلاب عسكري في امريكا؟
- أين الله؟
- قرار بسيط و نتائج هائلة
- اعظم مولود
- أنين الخليقة
- ثورة روحية


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أنور فهمي عبده - لماذا تستمر في نسياني؟