أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهد المضحكي - الاتحاد الأوروبي وإعادة تقسيم العالم اقتصاديًا














المزيد.....

الاتحاد الأوروبي وإعادة تقسيم العالم اقتصاديًا


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 6871 - 2021 / 4 / 17 - 11:27
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


يبدو قيام كتلتين اقتصاديتين تتزعمان عالمنا، واحدة في عهد واشنطن والأخرى تقودها بكين، أضحى مسألة وقت، والسؤال هنا: أين سيكون موقع الاتحاد الأوروبي من ذلك؟

ثمة دراسة لمؤسسة «بروغنور» السويسرية للبحوث والاستشارات تشير حسب موقع «دويتشه فيله» الألماني إلى أن المد الصيني ينذر بفقدان الهيمنة الاقتصادية الأمريكية والغربية على العالم بحلول 2040، ومن جملة ما تفيد به الدراسة أن نهاية العولمة التي عرفناها منذ انهيار المعسكر الاشتراكي قبل ثلاثة عقود أضحت على الأبواب.

ومع هذه النهاية تتوقع إعادة تقسيم العالم اقتصاديًا بين كتلتين، واحدة بزعامة الولايات المتحدة والأخرى تحت زعامة الصين، ومن المؤشرات على ذلك استفراد الاقتصاد الصيني باستمرار في تحقيق النمو بنسبة زادت على 2% في عام 2020 على غير المتوقع رغم جائحة كورونا في وقت يتراجع فيه هذا النمو في جميع البلدان الصناعية الأخرى تقريبًا بمعدلات تتراوح بين 3 إلى أكثر من 7%.

في هذا الأثناء، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على لسان وزير خارجيته أنتوني بلينكن أن «الصين تشكل التحدي الأكبر للولايات المتحدة، وأن الأخيرة ستعتمد تجاهها نهجًا أكثر صرامة» من النهج الذي اتبعه الرئيس السابق دونالد ترامب، وما يعنيه ذلك المزيد من العقوبات الاقتصادية والحروب التجارية والخلافات والاستقطاب على الساحة العالمية.

وجاء في تحليل الدراسة تحاول الصين امتصاص صدمة الحروب التجارية والعقوبات والاستمرار بالنهوض من خلال تعزيز الطلب الداخلي في سوقها الضخمة ولهذا الغرض وقعت أكبر اتفاق للتجارة الحرة في العالم مع دول شرق آسيا والمحيط الهادي، كما أنها عززت علاقاتها مع روسيا وعشرات الدول الأخرى.

وجاء أيضًا أن سيناريو صعود الاتحاد الأوروبي كقطب ثالث ليس الأقل كلفة وحسب، بل أمر تقتضيه الوقائع والمصالح الأوروبية، أما الانحياز إلى تكتل صيني غير وارد بسبب الخلافات والتناقضات العميقة بين النظام السياسي الصيني والنظم الأوروبية، أو الانحياز إلى كتلة تهيمن عليها الولايات المتحدة على حساب العلاقات مع الصين، فليس بالأمر السهل رغم القيم المشتركة والنظم السياسية المتشابهة، ومن أسباب ذلك المصالح الاقتصادية التي تزداد تناقضًا بين ضفتي الأطلس والتي تدفع واشنطن إلى تشديد صلاح العقوبات ضد الشركات الأوروبية.

ويبدو خيار القطب الثالث هو الأفضل، لاسيما وأنه يضن لدول الاتحاد الحفاظ على الازدهار والاستقرار بأقل الخسائر.

ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية محاولات أوروبية تقودها فرنسا من أجل مزيد من الاستقلالية للاتحاد ويدل على ذلك الجهود المبذولة لتعزيز دور اليورو كعملة عالمية إلى جانب الدولار الأمريكي وإنشاء قوة عسكرية أوروبية مشتركة للدفاع عن مصالح أوروبا، غير أن هذه الجهود ما تزال خجولة وتسير ببطء رغم زيادة التأييد الألماني المتزايد لها مؤخرًا.

وتكمن المشكلة الأساسية هنا في غياب إرادة سياسية أوروبية موحدة تدفع هذه الجهود بشكل سريع وملموس وجوهري إلى الأمام، لكن تجاوز العقبات ليس من الأمور المستحيلة، لاسيما وأن المصالح الاقتصادية الأوروبية ستكون مضمونة أكثر في ظل صعود ثالث بين القطبين الصيني والأمريكي، هذا ومن المؤكد أن نشوء ثلاثة أقطاب أفضل لبقية دول العالم.

يرى بعض الأكاديميين في تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية أن انتهاء الهيمنة العالمية الأمريكية يعني حدوث تحول إلى نظام عالمي ثنائي القطبية، ويبدو أن الاتحاد الأوروبي يميل إلى الصين، ولا شك أن الصين تكسب نفوذًا من خلال الاستثمارات الهائلة في الاتحاد الأوروبي. وبصراحة، الصين هي أفضل خيار لدول الاتحاد الأوروبي لتخليص نفسها من الولايات المتحدة واستعادة مجدها ونفوذها السابقين، وربما كان هذا هو السبب وراء اندفاع دول الاتحاد الأوروبي في تحقيق تكامل اقتصادي أكثر قربًا مع الصين.

والأمر الأكثر أهمية أن التوترات المتزايدة في العلاقات الصينية الأمريكية للأسف يؤدي إلى قصر المدة التي يمكن أن تفكر فيها هذه الدول في اختياراتها بالنسبة للمعسكر الذي تنضم إليه.

وإذا رجعنا إلى المواجهة بين أمريكا والصين، لا بد من التوقف عند التقارير الدولية والتحليلات الاقتصادية والسياسية التي تؤكد تنامي القدرات الصينية بصورة كبيرة طال الفترة الماضية في مواجهة الولايات المتحدة، ومن ثم فإن الرهان الأمريكي - وفق منظور الدكتور طارق فهمي - على تصدير أزمة للصين وروسيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي سيؤدي لخسائر حقيقية للسياسة الأمريكية مبكرًا، بل وسيؤدي لمزيد من الصدامات الحقيقية لإدارة بايدن.

وليس بخافٍ أن الرئيس جو بايدن يسعى لإيجاد مكان محدد للشراكة مع الاتحاد الأوروبي في مواجهة الصين.

هل ينضم الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة في ردع الصين؟

هذا السؤال يجيب عليه أستاذ العلوم السياسية في جامعة «BUCKnell» بالولايات المتحدة، زيتشون زو قائلاً: «كانت الرسالة الرئيسة التي وجهها الرئيس جو بايدن في خطابه في مؤتمر ميونخ لأمن هي أن (أمريكا عادت)، وأن المنافسة مع الصين ستكون شرسة، هذا لا يعني أن الخلافات بين القوتين سوف تتعمق إنما يعني ببساطة أن التحديات الاقتصادية والتكنولوجية والأمنية حقيقة، ويجب على الولايات المتحدة وحلفائها الاستعداد».

ويتضح من خطاب بايدن أن الولايات المتحدة تريد من حلفائها في أوروبا أن يواجهوا الصين معًا، لكن لدى أعضاء الاتحاد الأوروبي مصالحهم الاقتصادية الخاصة في الصين فهل تضحي أوروبا بهذه المصالح من أجل الولايات المتحدة! لا يعتقد ذلك، لأن أفضل نهج للولايات المتحدة هو شحذ قدراتها التنافسية مع الصين، ويبدو أن هذا هو النهج الذي تفضله الدول الأوروبية.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن العقل والعقلانية
- التنظيم الدولي للجماعة
- رحلت نوال السعداوي المدافعة عن المرأة
- يعقوب صرّوف.. العالم والأديب
- قاسم أمين.. رائد تحرير المرأة
- بايدن والتحدي الذي تفرضه الصين
- الجائحة زادت من التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية
- عن احتجاجات تونس
- الشيخ علي عبدالرزاق.. المفكر العقلاني
- التعليم في ظل جائحة كورونا!
- وداعًا.. شاعر العراق الكبير الفريد سمعان
- حديث عن التقدم
- الدول الفقيرة ولقاحات كورونا!
- زكي نجيب محمود الفيلسوف والأديب
- رحل اسحاق الشيخ ولم يرحل
- السياسة الخارجية التركية بين الفشل وافتعال الأزمات
- وعود بايدن الاقتصادية!
- الصين ومكافحة الفقر
- العقل النقدي
- «المرأة ميراث من القهر»


المزيد.....




- -روساتوم- تسجل إيرادات قياسية في 2023
- شركات عالمية تتنافس على 30 مشروعا للطاقة في العراق.. ما أهمي ...
- تويوتا تحقق مستويات إنتاج ومبيعات قياسية
- الين بأدنى مستوى في 34 عاما وبنك اليابان المركزي يتدخل
- دراسة تحدد سلعة التصدير الرئيسية من الهند إلى روسيا
- شركة تعدين روسية عملاقة تنقل بعض إنتاجها إلى الصين
- شح السيولة النقدية يفاقم معاناة سكان قطاع غزة
- اشتريه وأنت مغمض وعلى ضمنتي!!.. مواصفات ومميزات هاتفRealme ...
- صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية
- وظائف جانبية لكسب المال من المنزل في عام 2024


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهد المضحكي - الاتحاد الأوروبي وإعادة تقسيم العالم اقتصاديًا