أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - الطاهر المعز - أوروبا والعباءة الأمريكية














المزيد.....

أوروبا والعباءة الأمريكية


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 6870 - 2021 / 4 / 16 - 20:28
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


أوروبا، بين مصالحها الإستراتيجية وولائها للولايات المتحدة

لم يتبقّى سوى تركيب 93 كم (من إجمالي 2460 كم) من الأنابيب في المياه الدنماركية و 28 في المياه الألمانية، في قاع بحر البلطيق، لاستكمال بناء خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2"، قبل نهاية العام 2021، لكن الولايات المتحدة تضغط على ألمانيا (التي طلبت من روسيا بناء خط الأنابيب هذا) للتخلي عن المشروع وشراء الغاز الصخري الأمريكي، وهو أغلى ثمناً وأقل جودة من الغاز الروسي. لم تهدأ، بل زادت الضغوط الأمريكية التي تضر بالعلاقات بين ضفتَيْ المحيط الأطلسي، وتضر بالعلاقات بين روسيا وبقية دول أوروبا، وكذلك العلاقات داخل أوروبا وداخل المجتمع الألماني، حيث تُؤَجّجُ التهديداتُ الأمريكيةُ الجدلَ السياسيَّ في ألمانيا.
خط الأنابيب "نورد ستريم 2" هو ثاني أنبوب بحري يربط روسيا بشمال أوروبا ويضاعف طاقة "نورد ستريم 1" لتزويد أوروبا الغربية بـ 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويًّا، ما يدعم مخططات حكومة ألمانيا التي أعلنت التخلي عن الطاقة النووية، واستبدالها بالغاز الروسي، وهو رخيص الثمن وذو نوعية جيدة، كما يسمح هذان الخطان لألمانيا بأن تصبح مركزًا لتوزيع 110 مليارات متر مكعب من الغاز الروسي سنويًا، في بقية دّول أوروبا. أما بالنسبة لروسيا، فإن المردود المالي لهذَيْن الخَطَّيْن من الأنابيب ضعيف، لكن من شأن خط "نورد ستريم 2" أن يُعيد إلى روسيا هيبتها، والإسْتغناء عن تمرير الغاز عبر أوكرانيا التي أصبحت حليفًا، بل تابعًا للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
إدّت التّهديدات والدّعاية الأمريكية، إلى تَخَلِّي جميع الشركات الأوروبية المشاركة في تحقيق أو تمويل أو بناء أو إصدار الشهادات لخط أنابيب الغاز عن المشاركة في بناء خط الأنابيب "نورد ستريم 2"، في مواجهة تهديدات الولايات المتحدة بفرض عقوبات عليها. كان لهذه الاستراتيجية الأمريكية أثر في تأخير تقدم المشروع، بينما يعجز الاتحاد الأوروبي على عصيان الأوامر الأمريكية، حتى لو كانت تلك "الأوامر" تضر بمصالح الدّول والشّركات الأوروبية، وبذلك نجحت الولايات المتحدة في تحقيق بعض أهدافها المتمثلة في إزاحة روسيا وفي زيادة حصة الغاز الصخري الأمريكي في السوق الأوروبية.
لم يتغير موقف أمريكا بانتخاب "جو بايدن"، بشأن خط الغاز الألماني الروسين وبشأن تعزيز الهيمنة الأمريكية، فهذه مواضيع تنال إجماع الأحزاب السياسية ومختلف المنظمات ومكاتب الدّراسات ومراكز البحث، والمسؤولين المنتخبين ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة.
وصف وزير الخارجية الأمريكي (الصهيوني أنتوني بلينكين)، في آذار/مارس 2021، مشروع خط أنابيب الغاز الروسي بأنه "صفقة سيئة للغاية" وهدد بمعاقبة أي مشارك في إنجازهن فيما دعا أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون الرئيس "جو بايدن" إلى "اتخاذ إجراء حازم"، لوقف المشروع نهائيا، بدل تعطيله وتأجيل موعد بداية خدمته، وربما يريد هؤلاء النواب إعلان الحرب على روسيا.
ارتفعت وتيرة هذه التهديدات الأمريكية، ضد المزيد من البلدان والشركات، ما يُثير تساؤلات حول تجاوز قرارات وعقوبات الولايات المتحدة، حدود أمريكا، حيث فرضت الولايات المتحدة نفسها بالقوة ، لتصبح حاكمة العالم، وما على بقية الدّول سوى تنفيذ القرارات الأمريكية، دون أي نقاش أو تشاور.
تستضيف أراضي ألمانيا وإيطاليا أكبر القواعد الأمريكية في أوروبا، وكانت الحكومات الألمانية (الغربية) المختلفة، منذ العام 1953 (سنة تقسيم ألمانيا إلى غربية وشرقية)، مطيعة ولا تعارض أبدًا سياسة الولايات المتحدة، وتشارك في جميع الاعتداءات الأمريكية. ومع ذلك، وفي مواجهة التهديدات الأمريكية خلال السنوات الأخيرة، بدأ جزء من الرأي العام والمنظمات السياسية والمسؤولين الألمان المنتخبين، في معارضة التهديدات والعقوبات الخارجية التي قررت الولايات المتحدة.
تدين حكومات بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (بخجل) الانتهاكات الأمريكية للقانون الدولي وتطالب بالسيادة الأوروبية في مجالات الاقتصاد والطاقة. من جهة أخرى، تطالب بعض الأطراف في أحزاب ومنظمات الدّفاع عن البيئة (بما في ذلك حزب الخضر الألماني الذي "تُقدّر الولايات المتحدة موقفه") بوقف العمل في خط أنابيب الغاز الروسي، حفاظًا على العلاقات المتطورة مع أمريكا، في حين لا تهتم الولايات المتحة سوى بمصالحها، فالعقوبات أحادية الجانب تَضُرُّ بمصالح الشركات الأوروبية التي تعمل بشكل قانوني وشرعي في القارة الأوروبية، لكن الحكومات الأوروبية لا تستطيع معارضة الولايات المتحدة، بل تسعى هذه الحكومات للتفاوض (من موقف ضُعْف) على تسوية دبلوماسية واقتصادية، أما الولايات المتحدة فتعمل على فَرْضِ شراء الغاز الصخري الأمريكي، وهو أغلى ثمنا وأقل جودة من الغاز الروسي، لكن ليست هذه مجرد مسألة اقتصادية أو مسألة سعر. لقد أصبح الغاز مسألة ذات ذات طبيعة جيوسياسية، بالنسبة للولايات المتحدة، كما بالنسبة لروسيا وألمانيا، وكذلك بالنسبة للاتحاد الأوروبي ...
لم تتجاوز مثل هذه المسائل الجَوْهَرية في الإتحاد الأوروبي، مجال الكواليس والحلقات الضّيّقَة، وتم إبعاد الشعوب والكادحين من مثل هذه النقاشات، ما يُشير على طبيعة ديمقراطية الرأسمالية، سواء في الولايات المتحدة أو في أوروبا أو في أي مكان آخر...



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمن تُقْرَعُ الأجراس في أوروبا؟
- لماذا ولِمَنْ يُكَدَّسُ السلاح؟
- تونس، بأي حال عُدْتَ يارمضان
- الهند - متابعة لاحتجاجات صغار المزارعين
- تضامنا مع سوريا الشعب والوطن والدّولة
- جنين في الذّاكرة
- باريس وَكْر المُخابرات والإغتيالات
- فلسطين للتحرير وليست للتقسيم
- بعد سنة من إعلان الحجر الصحي آذار/مارس 2020/2021
- من تأثيرات الصّراع الصيني الامريكي
- معركة -الكرامة-
- ذكرى -كمونة باريس-
- تونس تَوسّع رقعة النضالات
- في ذكرى وفاة كارل ماركس
- إفريقيا والمغرب العربي في عين العاصفة الإمبريالية - الجزء ال ...
- إفريقيا والمغرب العربي في عين العاصفة الإمبريالية - الجزء ال ...
- إفريقيا والمغرب العربي في عَيْن العاصفة الإمبريالية
- الولايات المتحدة خطر على مواطنيها وعلى مواطني العالم
- تونس في ظل حكم الإخوان المجرمين، إخوان الإمبريالية
- أولَوِية الأرباح على صحة الإنسان


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - الطاهر المعز - أوروبا والعباءة الأمريكية