أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن مدن - بحثتُ ذلك بنفسي














المزيد.....

بحثتُ ذلك بنفسي


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6870 - 2021 / 4 / 16 - 13:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لهيراقليطس الفيلسوف الإغريقي الذي عاش قبل خمسمئة عام من الميلاد تعود العبارة: "بحثتُ ذلك بنفسي"، وكان يقولها ليؤكد أن ما يقوله من أحكام واستنتاجات هو حصيلة بحثه الخاص، وأنه لم يأخذ بما قاله الأولون، ولا حتى المعاصرون له، فهو لا يركن لما يعدّ بديهيات أو مسلّمات قارّة في أذهان الناس، وإنما هدفه البحث عن الحقيقة، الذي يتطلب أن توضع موضع المساءلة كافة الأحكام .
ما أحوجنا للبحث بأنفسنا عن الأمور، بأن نتقصاها ونفحصها، وأن يكف حديثنا عن البدء بمفردات من نوع: "لا بد"، و"مما لا شك فيه"، و"من المؤكد أن"، و"من الثابت أن"، و"لا يختلف اثنان على أن"، أو بكلمات من نوع: "ينبغي"، و"يجب"، و"من الضروري" .
من الذي يجزم أن ما نعتبره مؤكداً هو كذلك، ومن يحسم أن ما نعتبره من الأمور التي لا شك فيها كذلك، ولسنا في حاجة لبذل جهد كبير لملاحظة ذلك . تكفي نظرة على خطابنا المكتوب، نظرة سريعة جداً لنخرج بحصيلة وافرة من هذه المفردات، سواء في مطالع الكلام أو في خواتمه أو بين ثناياه . يقال إن الشك، لا اليقين، هو طريق الحقيقة، وينسب إلى الشاعر أدونيس قولٌ مفاده: "ليست المعرفة هي ما يستهويني إنما الطريق إليها"، ولكن من النادر أن نجد عبارات أو مفردات تحتمل الشك من نوع: "ربما"، و"من الجائز"، و"من المحتمل" .
لو دقق المرء في أمر استخدام هذا النوع من المصطلحات الجازمة، لوجد أن باعثه مستقر في العقل الباطن تعبيراً عن حقيقة أننا، وبنسبٍ تزيد أو تقل نتاج ثقافة اليقين . ونعني باليقين هذا الشعور بأن ما نراه أو نفكر فيه هو الحقيقة المطلقة، لأنك حين تقول: "إنه لا يختلف اثنان على أن . ." إلخ، تكون قد جزمت بأنه ليس من حق الثاني، أو الآخر - حسب التعبير الشائع - أن يختلف معك، لأنك تكون قد قررت سلفاً أن ما تقوله هو الحق، ولا شيء غير الحق .
ولأننا بدأنا الحديث بهيراقليطس، فإننا نختم بقوله الشهير أيضاً: "لا يمكن ولوج النهر نفسه مرتين"، الذي يحرضنا على نبذ البداهة، فالماء الذي لامس أجسادنا في المرة الأولى ليس هو نفسه الذي سيلامسها في المرة التالية . إنها ذاتها سيرة المعرفة المتجددة، غير القارّة على حال، التي تتطلب "أن نبحثها بأنفسنا" في سيرورة لا تنتهي .



#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألبرتو مورافيا في الصين
- الفلسفة تأتي في الصباح
- في الفرق بين الحشود والجماعات
- رفات لوركا
- عائد إلى القدس
- لماذا أكتب؟
- التاريخ الخفي
- شفافية الدولة الاستبدادية
- حرب باردة -كورونية-
- تفاؤل الفكر وتشاؤمه
- نساء على دروب غير مطروقة
- حضارات لم تقل كلمتها بعد
- العرب والغرب .. النقطة الزائدة
- أوجاع سوريا
- مجتمع الفرجة
- نجيب في عين نجيب
- هوس الموت.. هوس النهايات
- النساء ونجاة المجتمعات
- مصالحة الذاكرة أم التوبة؟
- سايكس بيكو من جديد


المزيد.....




- من محمد علي حتى العصر الحديث: ما هي الاستراتيجية المصرية لكب ...
- صحافة عالمية: مسؤول إسرائيلي يتمنى تدخل ترامب لإنهاء حرب غزة ...
- واشنطن تتحرّك: طلب أميركي مفاجئ لإسرائيل بشأن سلاح حزب الله ...
- ترامب يحتفل بـ-نصر كامل- بعد إلغاء محكمة أميركية غرامة باهظة ...
- الاحتلال الإسرائيلي يوجّه أوامر للمستشفيات بنقل المرضى من شم ...
- ترامب: سأخرج مع الجيش والشرطة في دوريات بواشنطن
- الإبادة في غزة وتقويض الديمقراطية في عالم رأسمالي
- -إنهاء الحرب أم استمرارها-.. ماذا تعني تصريحات نتنياهو الغام ...
- مُنع من المرور فوق سوريا.. ماذا جرى في رحلة أمين المجلس الأع ...
- تجمع نقابي حاشد في تونس دفاعا عن الاتحاد العام للشغل


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن مدن - بحثتُ ذلك بنفسي