أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبد الكريم يوسف - للحوار آداب لا بد من إحيائها














المزيد.....

للحوار آداب لا بد من إحيائها


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 6868 - 2021 / 4 / 13 - 00:40
المحور: المجتمع المدني
    


تكثر في وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الآراء الكثيرة حول الحرية والرأي والرأي الآخر والمعاملة بالمثل والنظراء لكننا نادرا ما نجد تطبيقا عمليا لقواعد النقاش والجدل على المستويات الشخصية والعامة وعلى مستوى المؤسسات والشركات والدول وكأن الوصاية صفة ملازمة للأقوياء في هذه الحياة .
-1-
يحكى أنه في يوم من الأيام أراد إله الرعد والبرق أن يقضي وقتا مع أحد الفلاحين في حقولهم. وفي كل يوم تعودا أن يتسامرا حتى ساعة متأخرة من الليل . وفي كل يوم كانا يتناولان موضوعات شتى في الحياة وطموحات الفلاحين وشؤونهم وشجونهم .وفي كل مرة كانا يتفقان على الموضوعات التي يناقشانها.
في إحدى السهرات ، رأى الفلاح أن المطر هذا العام كان غزيرا وأدى إلى تلف جزء من المحصول. لكن إله الرعد استنكر الفكرة من أساسها . واعتبر أن الفلاح قصّر في العناية بالمحصول. حاول الفلاح عبثا إقناع إله الرعد بفكرته لكنه تعنت ورفض فرضيات وطروحات الفلاح. ثم تابع إله الرعد قائلا: يا صديقي إذا لم تقنع بفكرتي سأرسل رعدي وغيمي ومطري إليك .وسترى! لن تنفعك الشمس أو الهواء أو الرياح.
وافق الفلاحُ إلهَ الرعد . وحمد الله أن انصرف راضيا ً تلك الليلة.
-2-
يحكى أن مدرسا للتربية الدينية روى لتلامذته حكاية سيدنا يونسوكيف دخل جوف الحوتثم لفظه الحوت بعد عدة أيام . سأل أحد التلاميذ الأستاذ : ولكن يا أستاذ كيف دخل سيدنا يونس جوف الحوت ولم يمت؟.إذا دخل أي منا جوف الحوت أو بركة ماء سيموت من ساعته. تعكر مزاج الأستاذ كثيرا وأجابه : وما دخلك أنت يا قليل التهذيب حتى تنكر رواية القرآن الكريم .. ماذا يعمل أبوك ؟ ومن أي منطقة أنت؟ وبدأ الأستاذ يوبخ التلميذ وكلما تذكر الأستاذ الحادثة عاد ووبخ التلميذ.
شعر التلميذ بالنفور من التربية الدينية ومعلمها بسبب هذه الحادثة.
عرفت بما حدث عندما حضرني إلى مكتبي والد التلميذ يصحب ولده الحائر وسألني ما يفعل. كثيرا وابتسمت في وجه الطفل الحائر وقلت له يا صغيري، حكاية سيدنا يونس عليه السلام ليست حكاية عادية ولا نراها كل يوم .لا تحدث معي أو معك أو مع والدك إلا بمشيئة عزيزة. حدثت مرة في التاريخوكانت معجزة.والمعجزات يا صغيري لا تتكرر وإلا صارت أحداثا عادية . أفهمت ؟ سيدنا يونس عليه السلام ليس شخصا عاديا .كان يحمل رسالة السماءإلى الناس كل الناس والمعجزات كثيرة لكنها نادرا ما تحدث.... هاك مثلا أولئك السبعة أطفال الذين تكلموا في المهد. أنت وأنا نناغي ونكاغي ولكن لا نتكلم كلاما يفهمه الكبار لأننا عاديون. أفهمت الآن؟
وقف الطفل على كرتونة ورق في المكتب . قبلني وشكرني كثيرا. لاحظت على وجهه أمارات الرضى والقبول.
-3-
في إحدى المرات سئل برناردشو عن الحوار فقال:
إذا كان لديك تفاحة ولدي تفاحة.... وتبادلناها.... سيصبح لدى كل واحد منا تفاحة .....
أما إذا كان لديك فكرة أو رأي وتبادلناها ..... سيصبح لدى كل واحد منا رأيان أو فكرتان....
فما بالك إذا كنا عشرة...........
أو عشرون.........
أو مئة
وإذا كان للحضارة قوانينها وللتخلف تشريعاته فالجدل مظهر من مظاهر الحضارة وعنوانها يأخذ لدى الشعوب المتحضرة أشكالا راقية هادئة ويأخذ لدى الشعوب المتخلفة أشكالا عنيفة أقلها قعقعة السلاح ومصادرة الحريات تحت عناوين شتى .
المهم في الأمر ، أن للجدل آداب لا بد من إحيائها......



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيل يا ملك الزمان
- الحق أمام البيرنيه خطأ وراءها
- قصة حب- الدكتورة ت س توماجيان
- مناجاة فاوست الأخيرة
- ألف ليلة وليلة ، لعنة أو نعمة؟
- مدونة سلوك
- الحجاج ظالم ومظلوم
- من تجارب الأيام
- كي لا يقال:-ذهب الوفاء في الناس-
- الانحدار
- النزاعات المائية في الشرق الأوسط ( تركيا و العراق و سورية نم ...
- أبانا الذي في فرساي
- درس في الاحترام
- استراتيجيات للتغلب على الألم العاطفي
- لغة مفقودة
- المياه وحروب المستقبل
- مدخل لفهم اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة (الحلقة الأو ...
- حكمة فلاسفة اليونان الخالدة
- سميت نفسينا الحزن
- الذهب الأزرق: الأصول السائلة من وإلى الأرض


المزيد.....




- الاحتلال يواصل اقتحام جيوس وينفذ اعتقالات ومداهمات
- لاحتفائهم بالقصف الإيراني.. اعتداءات إسرائيلية وحشية على الأ ...
- إيران تعلن اعتقال عميل للموساد الإسرائيلي يعمل في مركز حساس ...
- منظمات غير حكومية تُعرب عن مخاوفها بشأن مئات الأجانب المعرّض ...
- منظمات غير حكومية تُعرب عن مخاوفها بشأن مئات الأجانب المعرّض ...
- قتل المدنيين المجوعيّن أصبح نهجاً يومياً للاحتلال في غزة
- يديعوت أحرونوت: تقدم كبير جدا نحو صفقة لتبادل الأسرى ووقف إط ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات في الضفة الغربية
- الأمم المتحدة: الجوع الشديد يهدد جنوب السودان ومالي بسبب الص ...
- مندوب إيران في الأمم المتحدة: إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمر ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبد الكريم يوسف - للحوار آداب لا بد من إحيائها