أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - قصة حب- الدكتورة ت س توماجيان














المزيد.....

قصة حب- الدكتورة ت س توماجيان


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 6867 - 2021 / 4 / 12 - 10:43
المحور: الادب والفن
    


ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

رأيته للمرة الأولى عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري. ربما كنت صغيرة لا أفكر بالحب. دخلت إلى متجر لتأجير الأفلام، وكان هناك، شاب طويل وسيم. نظر إلي طويلا. ارتبكت قليلا لكنني لم أعره أي اهتمام. تظاهرت أنني لم أنتبه إليه أو لنظرته؛ لكنني أتذكر جيدا شعورا مميزا غريبا اجتاح قلبي في تلك اللحظة.

في عيد الفصح وفي باحة الكنيسة، رأيته للمرة الثانية تماما بالصدفة وكانت صدفة جميلة. هذه المرة لم ينظر إلي لكنه اقترب مني بحماس وتحدث معي. تحرك شيء ما في داخلي واجتاحت رعشة جميلة كل جسدي. وتساءلت إن كان سبب ذلك أنه أخبرني أنه طالب في كلية الهندسة الكهربائية ؟ نظرت إليه بتمعن هذه المرة. كان طويل القامة وسيم الطلعة أسمر اللون. عيناه البنيتان الفاتحتان اخترقتا قلبي. كانت عيناه محبتان مليئتان باللطافة والحنان. اعتقد أنني وقعت في حبه هذه المرة.

تقابلنا مرات عديدة بالصدفة المحضة وكأن القدر يدفعنا نحو بعضنا. في كل مرة كنت أراه فيها كانت علاقتي به تتعمق أكثر. في احدى المرات ذهبنا في رحلة، وقتها رأيت الأشجار أكثر خضرة وأكثر طولا ورأيت بركة ماء صافية. خُيّل إلي أنني في الجنة. مشينا وتحدثنا ثم تسلقنا الصخور المجاورة. كنا في غاية السعادة معا. أخبرني أنه وقع في حبي منذ اللحظة الأولى التي رآني فيها في متجر تأجير الأفلام. عندها شعرت أنني صرت فوق القمر فرحة سعيدة. شعرت أن حبنا أكتمل في تلك اللحظة. لا أنسى أبدا ذلك اليوم الرائع من بين كل الأيام – الرابع عشر من شباط. نما حبنا وازدهر لدرجة أن أصدقاءنا أطلقوا علينا اسم "روميو وجولييت".

لايزال أمامنا طريق طويل قبل تحقيق حلمنا الرائع للأبد. بعد التخرج من الجامعة كان عليه أن يؤدي الخدمة العسكرية. في تلك الفترة من الزمن، كنا نشعر معا بالحنين نحو بعضنا. وبعد الانتهاء من الخدمة العسكرية أقمنا حفلة خطوبة. وهو يوم انتظرناه طويلا. كنت تلك الليلة سعيدة جدا وفرحة لدرجة أنني لم استطع النوم طوال الليل. أخيرا تمت الخطوبة وصار حلمي حقيقة واقتربت أكثر لحظة سعادتي الكاملة التي تمنيتها دائما. قضينا أوقاتا سعيدة جدا ومباركة معا.

لكنه مع مرور الوقت، ايقن أن عليه أن يعمل بجد طيلة حياته ليصبح قادرا على تأسيس نفسه ويوفر بعض المال ليبدأ ببناء منزلنا. قرر أن يسافر للخارج ليجرب حظه. كانت اللحظات التي عشتها بعيدة عنه خانقة ويصعب علي تذكرها. انفجرت بالدموع عندما اخبرني بقراره. كان مجبرا على ذلك، لأنه أراد أن يوفر حياة كريمة ومريحة لي ولأطفالنا في المستقبل. كانت التجربة مؤلمة لكن علي خوضها. وعندما غادر شعرت أن روحي انتزعت من صدري. فقدت الحياة بهجتها وصارت الشمس باهتة وأقل حرارة وصار القمر باردا وفقد حيويته. غيابه ترك فراغا قاتلا في حياتي وشعرت أنني فقدت الحياة. أصبحت هيكلا بلا حياة.

شيئا فشيئا، بدأت أرى خيوطا فضية وسط الغيوم الداكنة الكثيفة. فكرت جاهدة وأقنعت نفسي أن الألم الذي يحل بنا له غاية نبيلة وسيحقق زواجنا المبارك. وهذه الفكرة ساعدتني كثيرا فقد بدأت أشغل نفسي في الدراسة وتخرجت بدرجة شرف. لم يكن لدي نية في ترك الفراغ المؤلم يدخل حياتي. قررت أن أشغل نفسي بأشياء نافعة. اتبعت دورات في اللغات والكومبيوتر. وهذا ما خفف ثقل الوقت علي.

يتصل بي بين الحين والأخر، فأشعر بالسعادة الغامرة حين يفعل ذلك. صوته الحنون يساعدني في التغلب على قسوة الغياب واحتمال الآم الشوق والحنين. وبعد فترة قصيرة انشغلت في تحضيرات العرس. سنتزوج في شباط.

كل امرأة تحلم بيوم عرسها وفستانها الأبيض وحبيبها يقف بجانبها لكن لا تحقق كل الفتيات هذا الحلم. أشعر بالامتنان والشكر لله الذي وهبني هذا الحب المبارك وسهل أمر زواجنا. أن تقع في الحب شيء عظيم، أن تجد من يحبك شيء يفوق الخيال لكن أن تُحِب وتُحَب هبة من السماء. انتظر يوم زفافنا بفارغ الصبر. ويضنيني انتظار اللحظة التي نتحد بها معا في زواج مبارك.
...................

الحواشي:

(1)- المصدر :من كتاب Love story ,Comprehension Passages , Damascus University,2008

(2) الدكتورة ت س توماجيان : محاضرة في كلية الآداب، قسم الترجمة، جامعة دمشق



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناجاة فاوست الأخيرة
- ألف ليلة وليلة ، لعنة أو نعمة؟
- مدونة سلوك
- الحجاج ظالم ومظلوم
- من تجارب الأيام
- كي لا يقال:-ذهب الوفاء في الناس-
- الانحدار
- النزاعات المائية في الشرق الأوسط ( تركيا و العراق و سورية نم ...
- أبانا الذي في فرساي
- درس في الاحترام
- استراتيجيات للتغلب على الألم العاطفي
- لغة مفقودة
- المياه وحروب المستقبل
- مدخل لفهم اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة (الحلقة الأو ...
- حكمة فلاسفة اليونان الخالدة
- سميت نفسينا الحزن
- الذهب الأزرق: الأصول السائلة من وإلى الأرض
- خوف لا استطيع تغييره
- درس من شاطئ البحر
- حبيب أم فريسة مستساغة


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - قصة حب- الدكتورة ت س توماجيان