أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فؤاد علي منصور - رسالة إلى سيد المقاومة














المزيد.....

رسالة إلى سيد المقاومة


فؤاد علي منصور

الحوار المتمدن-العدد: 1629 - 2006 / 8 / 1 - 11:34
المحور: المجتمع المدني
    


خليك عربي!!

عشرة أيام من بدء الحرب.. وكثيرة كثيرة الأشياء التي دارت في رأسي.. كيف أنظر إلى هذه الحرب؟! وكيف أعالج في رأسي كل الموازين؟ كيف أنظر إلى حسن نصر الله؟
كيف أنظر إلى ردة الفعل العربية الرسمية وغير الرسمية؟!!.
عشرة أيام خجلت فيها من نفسي كيف أنني لم أنتمِ إلى موقف واضح..
وتذكرت أننا في الشرق نعاني من الفصام والازدواجية، وتذكرت أننا مذبوحون من أقصى الكرامة إلى أقصاها.. وتذكرت أننا محبطون ومهزومون وضائعون.. وتحديداً منذ سقوط بغداد..
تذكرت أننا نعاني من هزال مزمن في الذاكرة.. وندمن الحلول الجاهزة أو الرسمية أو الغربية أو.. أو..
تذكرت أننا كعرب مطوقون بالهم اليومي وبكسرة الخبز وبأجرة الميكرو.. ومربوطون بالمذياع والقنوات الفضائية.. نعم.. نعم نحن حاويات إعلامية وإعلانية.. وتذكرت هموم الشرق كله.. وأنا أفتش عن شيء أجهله.. أفتش عن انتماء واضح وصريح..
لا أخفي بدايةً خوفي من مسألة الطوائف في هذه الحرب أو في غيرها.. وعموماً يحزّ في نفسي أن أنظر إلى الإنسان من خلال دينه أو طائفته..
ولكننا في الشرق أجبرنا على ذلك.. بحيث أننا نرى السني والشيعي والكاثوليكي والماروني.. والمسلم وغير المسلم.. و.. و.. وتنشط بعض الأجهزة الإعلامية في رفد المد بالآراء والحكم والفلسفات التي تؤيد آراءها وتبطل آراء غيرها.. ولو توقف الأمر هنا.. فلا بأس..
ولكن الأدهى والأمرّ أن إلغاء الآخر، بل واجتثاثه أصبح موضة العصر.. حتى يكاد المرء في العراق مثلاً يخفي اسمه لأنه يحمل دلالة طائفية.. وربما يقتل جراءها..
ولا أخفي أيضاً أنني لا أؤمن بحكم الحركات الدينية سياسياً.. لأنها تبقى في النهاية أسيرة أيديولوجيتها.. ولا بد أن تقع في (فخ عقائدي ما) ومهما كانت منفتحة على الآخرين فإنها ستبقى ضمن إطار ضيق من المعايير الذاتية.. رغم أن المساحات والمسافات الداخلية كبيرة وممتدة.. لكن الأهداف الشخصية تغلقها وتمنعها من الاقتراب من الآخر.. وبالنتيجة لم يقدم التاريخ دولة دينية(بعد فترة الرسول الكريم والخلفاء الراشدين) تمتلك سيرة ناصعة إلا خلال فترات قليلة بحكم أشخاص مروا على هذه الدول..
وهذا العصر بالذات يشهد حرباً ضد كل ما هو ديني عامة وكل ما هو إسلامي خاصة.. والمتتبع للأحداث يعلم أن مقتل أي حزب في تسميته بالإسلامي.. وانظروا إذا شئتم إلى جبهة الإنقاذ الإسلامية.. وحركة حماس الإسلامية.. وأخيراً المحاكم الإسلامية.. لتروا أن القضاء عليها بدأ من الاسم والعكس صحيح.. و(حزب الله) هو أحد هذه الأحزاب الدينية.. بدأ من هذا المنطلق، وإن كانت أهدافه (الطائفية) ليست دائماً ضد الطوائف الأخرى (مع أنني حزنت عندما سمى حسن نصر الله المقاومة العراقية ـ السنية (إرهاباً) إرضاء لمصالح إقليمية..
ودخول حزب الله في تشكيلة الحكم اللبنانية ـ برأيي ـ أعطاه بعداً طائفياً أكثر إذ كان يمثل المقاومة الوطنية في لبنان، أما في السلطة فهو وحركة أمل يمثلان الطائفة الشيعية في لبنان..
أعود لهذه الحرب...
فقد سرني فيها الصمود والرد والحنكة، الصمود قولاً وفعلاً.. لأنه يعبر عن (حالة) فقدناها منذ زمن بعيد.. وكسرت خوفنا من هذا العدو المتغطرس.. وأعاد هذا المقاتل العربي الجنوبي الأمل إلى النفوس المحترقة..
وسرني الرد قولاً وفعلاً.. فخطاب حسن نصر الله في اليوم الثالث كان منهجياً دقيقاً ممتلئاً ثقة بالنفس وبالقدرات متوجهاً فيه لجماهير الأمة بأكملها.. ووقفت كثيراً عند قوله: (الآن هناك بارجة في البحر.. انظروا إليها.. ستنفجر..).. وكم سررت بل ودمعت عيناي حين صدق هذا الرجل..
وتتالت الأيام والصمود يعظم والرد يعظم.. وترى أن هذه المقاومة ليست مقاومة عادية بل جيش منظم ومدرب ويمتلك العتاد القوي والاستطلاعات المهمة وبعد النظر.. والحنكة العسكرية التي فاقت (حنكة) كل الأنظمة العربية المستترة خلف الكراسي في قصورها.. والتي أسقطت ورقة التوت الأخيرة عن هذه الأنظمة التي لم تقم حتى ـ على عادتها ـ بشجب هذا العدوان الإسرائيلي وهذا الدعم الأميركي اللا محدود عسكرياً وسياسياً..
الغريب في هذه الأنظمة أنها لا تخجل لا من نفسها ولا من شعوبها.. ولا حتى من مقدار انبطاحها أمام سيدها الأوحد.. حتى أنها تفعل أكثر مما تؤمر.. وبأرخص الأثمان..
(حزب الله) عرّى هذه الأنظمة من (فذلكاتها) و(واقعيتها) ليريها للعالم، ربي كما خلقتني، بل أعوذ بالله أن يخلق قبحاً وخزياً بهذا الشكل..
وإذا فكرت وحللت ما صنعت هذه المقاومة على كافة الأصعدة لضاقت بي السبل.. لكن إحساساً خفياً ظل يعتمل في نفسي إعجاباً يقودني إلى المقارنة بين هذا (الحزب) وبين الأنظمة العربية الحاكمة.. بين هؤلاء المقاومين وبين الشعوب العربية..
بين ردة الفعل الشعبية العربية وبين ردة الفعل الشعبية الغربية..
أين نحن من هذا العالم؟ أين شعوبنا من شعوب العالم؟
هل ما فعله الحزب أسطورة أم قصة خيالية؟
هل يوقظ الضمائر الميتة.. والعقول الواقعية؟
هل تشجع (مغامرته) الآخرين على خوض مغامرات جديدة؟
هل... وهل.. وهل..
كل النتائج المقطوفة من هذه الحرب تصب في مصلحة (حزب الله) لأنه تبنى خطاً عربياً.. ولم يتقوقع في الطائفية الضيقة.. بل انطلق إلى رحابة العروبة وأمدائها الواسعة، لأنها السماء التي تظلل الجميع في هذا الوطن الكبير.. وهي القادرة على استيعاب كافة التيارات الدينية والسياسية..
هذا الخروج من الضيق إلى الرحب.. أراحني وجعل شيئاً من التماسك يتسلل إلى أعماقي.. وانتمائي..
هذا النصر العروبي ـ لا الطائفي ـ رفع رأسي وأثلج صدري وأعادني إلى زمان أفتخر فيه بأنني عربي..
ختاماً.. أقول للشعب العربي من المحيط إلى الخليج: ادعموا هذه المقاومة بما استطعتم.. لأنها هي التي سطرت معجزة القرن الحادي والعشرين.. وعلى الأقل وأضعف الإيمان (احسبوها فريق كرة قدم عربياً..لم يخسر في إحدى مبارياته 8 ـ 0 بل انظروا إلى فريق قدّم الانتصار تلو الانتصار)..
وأقول لسيد المقاومة: خليك عربي...




#فؤاد_علي_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنويعات على ناي جبران
- الضرب تحت مستوى الوعي
- الموانىء والإعلام الأميركي
- المدير
- بركان
- الإعلان العربي وثقافة الاستهلاك
- نقطة العنبر
- عيب اتهام إسرائيل
- غاب نهار آخر
- قراءة نقدية في (سطوة الألم)
- أنثى استثنائية
- ليتني
- ورق الورد
- محمد الدرة
- إلى نزار قباني
- الحلاج ومقصلة الإلغاء
- مساحة للقطار
- هل نستفيد من ميليس
- مهلهلة أحزابك يا وطني
- هل أنت مسلم..؟


المزيد.....




- اعتقال 3 أشخاص بعد اكتشاف مخبأ أسلحة في مرآب سيارات في شمال ...
- إصابات.. الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة والقدس
- شهداء وجرحى باستهدف خيام النازحين برفح ولجان توزيع المساعدات ...
- غزة: كابوس المجاعة لن يطرد إلا بالمساعدات
- الأمم المتحدة: مكافحة الإرهاب تتطلب القضاء على الفقر أولا
- غزة تحولت اليوم إلى معرض لجرائم الحرب الحديثة في العالم
- لماذا ترفض إسرائيل عودة النازحين إلى شمال القطاع؟
- تعذيب وترهيب وتمييز..الأمم المتحدة تكيل سلسلة من الاتهامات ل ...
- كابوس المجاعة في غزة -يناشد- وصول المساعدات جوا وبرا وبحرا
- فيديو خاص حول الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فؤاد علي منصور - رسالة إلى سيد المقاومة