أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد علي منصور - إلى نزار قباني














المزيد.....

إلى نزار قباني


فؤاد علي منصور

الحوار المتمدن-العدد: 1320 - 2005 / 9 / 17 - 09:08
المحور: الادب والفن
    


تمضي السنين، ودمشق ثكلى، والشعر يتيم.
سنوات سبع مرّت على الرحيل، والوطن يدور، في مجرّة التقهقر، في زمن الانحناء العربي يدور..
ولا كلمة.. ولا قصيدة.. ولا شاعر..!!.

رسالة صغيرة.. إلى المعلم الكبير
انتظر يا سيدي.. انتظر حتى أبوح لك بعشقي.
انتظر.. ففي القلب أحاديث وأحاديث، ولا يدرك أحاديث القلب أحد سواك.
ما ضرّك يا سيدي لو انتظرت.. فأنا ما زلت أسمع منك أحلى الكلام وأعذب الكلام.
وأنا ما زلت أنهل الحب من شاعر فكّر وفكّر، وحلّق وحلّق، ولم يجد أرحب من السماء مسكناً ومستقراً..
يا سيد العشق والعشاق وسيدي..
هلاّ انتظرت حتى ترى الشام تستقبلك؟
هلاّ انتظرت عشاقك ومحبيك؟ فالكلام لديهم عنك لا ينتهي، وكيف ينتهي وأنت الذي وضعت أبجدية العشق الأولى؟؟
وأنت الذي جئت بحجم أحلامنا وطموحاتنا، شكراً لك من الأعماق، شكراً لزمنك الأخضر، شكراً لك لأننا تلاميذك، شكراً على كل حديث كان منك، شكراً لحبك العظيم فهو مروحة وطاووس وماء ونعناع..
انتظر يا سيدي.. لدي بوح كبير.. أرجوك لا تبتعد عني، فأنا منك وأنت مني..
أرجوك أجّل موعد السفر، فأنا لن أصدق أنك سترحل، لأني متأكد من عودة الطيور في كل موسم للحب..
انتظر يا سيدي..
فالحب عنوان: نزار
والعشق عنوان: نزار
ودمشق عنوانها: نزار
ولن تسكن دمشق إلا في عينيك
* * *
أعلم الآن... أنك تسمعني، أعلم الآن.. أنك رحلت.
أعلم الآن... أنك مُلك السماء.
أعلم الآن أنك تعلّم الملائكة الحب والعشق..
كما علمت أهل الأرض!!...
* * *
إليك يا سيدي رسالتي..
إلى نزار... إلى أستاذي في العشق.. إلى سيد العشاق..
إلى من علمني حب الشام، وحب نيسانها وفلها..
إلى من علمني احترام قطة الدار، والعناية بالياسمينة الدمشقية..
إلى الذي كتبته دمشق في شعرها، وزهت بأمومتها له..
إلى سيد العشاق وسيد الشام:
علمتني يا سيدي أن أحب الشام، وحاراتها وكل ذراتها..
علمتني أن التاريخ يبدأ من دمشق..
وعلمتني أن الحب أصله دمشقي..
علمتني كيف أقول لحبيبتي: يا حبيبتي..
علمتني روعة الحب والعشق في زمان دمشق، وعلمتني أن العشق كله لا يكفي لوردة دمشقية تفوح في أرض الديار..
يا أستاذي وسيدي: تعلمت الحب على يديك..
قبلك كنت أحيا في دمشق، وبحبك عاشت دمشق فيّ، وفي شراييني، وتحت جلدي وفي لون عيوني..
قبلك كان البنفسج ورداً حزيناً، وبشعرك أزهر وتفتح وأصبح أنضر وأجمل..
يا سيدي:
كل الكائنات والجمادات تبكي فراقك..
قطتنا حزينة، الياسمينة حزينة، الشربين حزين..
الوزال حزين، أباريق الدار حزينة..
بردى حزين، أسماؤنا حزينة..
قلبي حزين....
دمشق حزينة على ابنها..
حزينة على ابنها الذي سطر العشق قصيدة أزلية اسمها: دمشق.
حزينة على ابنها الذي تركها تعيش من بعده بانتظار رسائله الدافئة.
حزينة على ابنها الذي
ألبسها سيفاً مرصعاً بالذهب والجواهر والفل.
حزينة على ابنها الذي
كان يتوضأ بماء عشقها، ويصلي خاشعاً في محرابها.
قلبي يا سيدي حزين مع دمشق في حزنها عليك..
ولا يجد سلوى، ولا يجد تصريفاً لبكائه على سيد الشام والعشاق..
اسمح لي يا سيدي أن أبثك حزني وألمي، فأنت أقدر الناس على فهم حزن العاشق..
اسمح لي يا سيدي أن أبثك حزني وألمي فمن غيرك يعرف مرارة الفقد ومرارة أن يفقد الحبيب حبيبه..
باسمك يا سيدي أعلن ولائي لحبيبتنا دمشق.
باسمك يا سيدي أعلن أني أحب الشام..
وسأردد لها دائماً أشعارك، وأغاني عشقك وحبك..
يا سيد العشاق: لن تذهب بعيداً عن أعيننا، فأنت باقٍ خالدٌ في قلوبنا..
* * *
يا سيد الشام: كلّ الكلام صغير، وكل ما قيل فيك ضئيل..
فأنت الشام، وفرحتها، وأنت طفلها المدلل..
وسيبقى مدللاً..
كنت عملاقاً بحبك للشام، وعادت دمشق عملاقة لأنها استردتك، وأعادتك إلى رحمها، وكما قلت:
(هكذا يعود الطفل إلى صدر أمه، والطائر إلى عشه..).
نم هادئاً يا حبيبي..
نم في قلبي..
نم.. إن قلوب أهل الشام مثواك..
وما مات من تحضنه الشام، وينام على صدرها الحنون..



#فؤاد_علي_منصور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلاج ومقصلة الإلغاء
- مساحة للقطار
- هل نستفيد من ميليس
- مهلهلة أحزابك يا وطني
- هل أنت مسلم..؟
- بعيدا عن السياسة ...مرة أخرى


المزيد.....




- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر
- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد
- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد علي منصور - إلى نزار قباني