أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد علي منصور - هل نستفيد من ميليس















المزيد.....

هل نستفيد من ميليس


فؤاد علي منصور

الحوار المتمدن-العدد: 1308 - 2005 / 9 / 5 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل القارئ للأحداث المتسارعة في هذا الأسبوع بما يخص لجنة ديتلف ميليس التي تتولى التحقيق الدولي في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في بيروت 14 /شباط /2005، وما جرى في هذه الفترة من أحداث استمرت أشهراً.
يستطيع أن يسجل من خلال عمل اللجنة ملاحظات هامة، بغض النظر عن النتائج التي ستتوصل إليها اللجنة، وهل هي مسيسة أم لا؟
لندع وجهة نظرنا إلى حين صدور قرار اللجنة، ونعود للملاحظات:
إن الوضع العالمي الراهن وانقسامه بعد أحداث الحادي عشر من أيلول وفق منهج الرئيس الأميركي بوش إلى عالمين فقط: (إما مع أو ضد الإرهاب)، هذا الوضع الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة وصقورها الجدد (القدماء) جعل العالم ينظر إلى هذه اللجنة بكثير من الأهمية لما صاحبها وصاحب إنشاءها عن طريق مجلس الأمن وإجماع الأسرة الدولية غير المسبوق على قرار إنشاءها, وبهذا المستوى،قصدت منه الولايات المتحدة إرعاب وإرهاب المنطقة عموماً وسوريا ولبنان خصوصاً.
المطلوب من هذه اللجنة اكتشاف قتلة الحريري، أي الإرهابيين الذين قاموا بهذا الاغتيال القذر هذا هو ظاهر هذه اللجنة،أما باطنها فإرهاب المنطقة عن طريق الأمم المتحدة ومجلس الأمن،حيث ستكون النتائج مفاجئة لكل أبناء المنطقة – مهما كانت – وستكون مصدر انقسام بين دول المنطقة وشعوبها وطوائفها ما بين مؤيد للنتائج ومعارض لها, ونلاحظ هذا الزخم الإعلامي حول اللجنة حيث شكلت بقرار من مجلس الأمن وتتابع على أعلى المستويات،وفي هذا الأسبوع انعقد مجلس الأمن مرتين للاطلاع على تقرير ميليس الإجرائي، وطلب منه الحضور للمناقشة، وسينعقد المجلس مرة أخرى بعد أسبوعين للاستماع.
وقد ظهرت أقوال كثيرة متناقضة حول عمل اللجنة،حيث أن هناك فريق ينزه هذه اللجنة ويبعدها عن الميل لإحدى الطائفتين (مع أو ضد) وله أسبابه ومنها:
أن هذه اللجنة شكلت من جنسيات وأطياف وديانات مختلفة بحيث يصعب اختراق كل أفرادها معاً.
ومن الأسباب أيضا المستقبل المهني لأعضاء اللجنة أنفسهم, فالتحقيق يشكل لهم تحديا مهنيا على صعيد شخصي، فلماذا يغامر محقق عالمي مشهور بمستقبله المهني وسمعته للانحياز إلى طرف معين؟
وكذلك لا ننسى أن العالم بأسره دولا وشخصيات ومؤسسات قضائيّة وإعلامية وو و…… يراقب عملها وينتظر نتائج تحقيقها لماله من انعكاسات بالغة الأهمية على مسألة (الإرهاب) في العالم.
ومن دواعي تنزيه هذه اللجنة إشادة كل أعضاء مجلس الأمم بمهنية وحرفية هذه اللجنة, ومن بينهم مندوبا روسيا والصين اللذين لا يقبلان بمداهنة الولايات المتحدة وحلفائها, ولم يسجل أي عضو إلى الآن ملاحظة على عمل هذه اللجنة.
الفريق الثاني الذي يسيس عمل ميليس لم تخدعه كل الحجج السابقة وعدها شكلا ظاهريا لأية لجنة أممية أو أميركية … وخاصة في هذه الظروف العالمية بالذات فلن تدع الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها نتائج هذه اللجنة تمضي دون أن تضرب بها عصافير مهمة في الشرق الأوسط وغيره…
بل على العكس تماما فكل النتائج ستصب في مصلحة الولايات المتحدة ومن معها بكل الأشكال،فإلى أي طرف أشارت أصابع اللجنة،فسيكون هذا الطرف صيدا ثمينا،وسيبنى عليه ووفقه سيناريو خاص يخدم أهداف أميركا في المنطقة والعالم.
إن أية نتيجة ستتوصل اللجنة إليها هي نصر عظيم بالنسبة للمجتمع الدولي الأممي لأنه سيؤكد مقولة الإرهاب والإرهاب الأصولي،وأن منطقة الشرق الأوسط ودولها وحكوماتها هم الداعم الرئيسي للإرهاب،وسيستثمر هذه النتائج على أفضل وجه
وخاصة بوجود المراكز الأميركية المتخصصة في كل أنواع الدراسات والمدعومة مادياً ومعنوياً التي لن تدخر رأياً أو طريقة لاستثمار هذه النتائج.
المهم عند الولايات المتحدة الأميركية في النهاية أنها اخترقت ( قانونيا ) الدول الأطراف في هذه المعضلة التي ستتسع يوما فيوما، والمهم أنها استطاعت أن تضع يدها أو قدمها أو ما شاءت في شؤون دولتين عربيتين جديدتين، ولن تستطيع دولة أن تقول: لا.. لهذه اللجنة، وإن قالت لا… فالويل لها من المجتمع الدولي.
صحيح أن طريقة عمل ميليس منهجية وباحتراف كامل،وتتبع إجراءات قضائية قانونية بشكل لا يدع مجالاً لتقّول المتقولين، أو شك المتشككين، إلا أن قراراتها سياسية 100% مهما حاولت أي جهة أن تقول غير ذلك،ومع هذا فالقرارات ليست نهائية،وهي خاضعة للمعايير القانونية القطرية والدولية، وهي ستؤول لمحكمة لبنانية أو دولية سوف تنظر فيما أصدرت من اتهامات،وستجري مرافعات ومداولات لا يدري أحد إلى أين ستصل.
ومهما يكن من أمر سلبيات وإيجابيات لجنة ديتلف ميليس فهناك دروس وعبر يجب الانتباه إليها والاستفادة منها في دولنا العربية العزيزة،لعلنا نصل في هذا القرن إلى سوية مقبولة في التحقيقات الأمنية وغير الأمنية:
1ـ الاستقلالية:
أي استقلال أجهزة التحقيق عن المسارات الأمنية والسياسية والسلطوية،وتنفيذ عملها بدون استشارات أو وصايات أو خضوع لآراء غير الآراء التي تنبع من التحقيق نفسه، ونشير هنا إلى استقلال القضاء أيضا عن بقية أجهزة الدولة، بحيث لا يخضع لأحد،ولا يؤثر فيه أحد.
ديتلف ميليس يباشر التحقيقات بنفسه وبمنأى عن مجلس الأمن الذي كلفه بالتحقيق،وبمنأى عن سلطة أي دولة أو جهة ما.
2ـ المهنية والحرفية والعلمية:
إن أي عمل يستدعي الاحترام يجب أن ينفذ بطريقة مثلى على كل الأصعدة وعمل لجنة ميليس عمل احترافي متقن،إذ ضمت في صفوفها أطقم عمل من كل الاختصاصات المهنية المختصة في أدق أمور التحقيق العلمية المساعدة, فمن متتبعي الآثار،إلى المحللين المخبريين، إلى مختصي الأجهزة الصوتية والهاتفية والفضائية، إلى واضعي الفرضيات، ومحللي الفرضيات، وخبراء المعامل الجنائية…… إلى آخره، وكل اختصاص لا يتعارض مع غيره بل يتضافر مع الآخرين للوصول إلى فرضيات منطقية تبنى عليها نتائج جزئية، ثم تركب كل الأجزاء لتشكل نتيجة علمية، ولا ننسى استخدام أحدث الأجهزة العلمية الحديثة والدقيقة.
المؤسف أننا نحن العرب وفي القرن الواحد والعشرين مازلنا نتبع أسلوب (البصارة) للكشف عن المتآمرين!, ولا نملك من هذه التقنيات الحديثة شيئاً… لماذا؟
هل افتقدنا هذا الإنسان القادر على إنجاز عمل ما بدقة و(حرفنة)؟
ألم يدرس آلاف من (محققينا) الكثر في الجامعات والمعاهد الغربية والأميركية؟ ألم يستطع محقق واحد في وطننا العربي أن يبلغ ما بلغه ديتلف ميليس؟ أم أن المصداقية الغربية والعالمية لا تقبل محققاً عربياً… ولماذا….؟
3ـ عدم التسرع في إصدار القرارات:
اللجنة جاءت إلى لبنان في 25/5/2005 بموجب قرار مجلس الأمن 1595 ولم يصدر عنها إلا بعض التصريحات أو الإشارات، ولم تتهم أحدا إلا منذ أيام، وقد مضت تلك الأشهر واللجنة تعمل بصمت تام، ولا ترسل التصريحات الإعلامية المجانية،مع العلم أن آلاف عدسات الأجهزة الإعلامية مستعدة للتطبيل والتزمير لأي كلمة يتفوه بها ميليس، ومع أنها ستعطيه شهرة عالمية في مجاله وفي كل مجالات اختصاصات اللجنة، إن هذا العمل المنظم المحترف لا يمكن الانتقاص منه، لا يمكن التشكيك فيه رغم المغريات ورغم التسهيلات السياسية والإعلامية وو وو وهل نتعلم من ميليس ولجنته عدم اتهام أحد إلا بدليل مادي ملموس؟؟؟
ما زالت اللجنة تدرس وتعاين وتحلل وتستجوب وتستدعي الشهود منذ ثلاثة أشهر وإلى الآن…. وقد طلبت منذ أيام من مجلس الأمن مهلة أخرى لإصدار قرارها.
تصوروا الضغط العالمي على هذه اللجنة… الامم المتحدة، مجلس الأمن،والولايات المتحدة، وأوروبا واللبنانيون ومن معهم ينتظرون لحظة بلحظة أي قرار يصدر، يدين أو يشير إلى أحد، واللجنة تعمل عملها المعتاد, ولا تلفلف الأمور لتصل إلى نتيجة ما… ترضي جهة ما.
هل نتعلم؟
4ـ لا أحد فوق القانون:
نحن نردد هذه العبارة ونسمعها كثيراً من أجهزة الإعلام العربية, ومع ذلك لا نسمع أن دولة عربية ما حققت مع مسؤول كبير كما فعل ميليس ولجنته منذ أيام.
في تقرير ميليس الإجرائي الأخير تمت الإشارة إلى خوف معظم الشهود أثناء إدلائهم بإفاداتهم من السلطات اللبنانية؟ مثل كل العرب.
وورد أيضاً تشكيك اللجنة بقدرة المؤسسة القضائية اللبنانية.
إن القانون لا يسمى قانونا إذا لم تنفذ مواده, وإذا وجد من يستطيع اختراقه بدون حساب أو مساءلة!!
فأي قانون عربي لا يخترق؟؟ وأين الحساب والمساءلة ؟؟ بل أين القانون أصلاً؟؟
ناهيك عن هيبته!
وأخيراً.. ملاحظة لابد منها:
أين جامعة الدول العربية؟؟.. لقد مضى على تأسيس الجامعة أكثر من نصف قرن، وصرف عليها مليارات الدولارات، ويعمل فيها آلاف الموظفين والمختصين وحملة الشهادات العليا, وبرغم ذلك لا تملك القدرة على إنشاء لجنة عربية للتحقيق بمستوى لجنة العزيز ميليس, وإذا عجزت الجامعة العربية عن إدراك أبسط الآليات العالمية في مختلف الشؤون, فما نفع الجامعة؟ وأين تصرف أموالها؟ وعلى ماذا؟
أليس من اختصاصات الجامعة العربية ـ حسب نظامها الداخلي ـ النظر في الخلافات العربية العربية, والتحقيق في مختلف المشاكل الإقليمية لدولها؟
هل تصر جامعة الدول العربية على دورها القزمي الذي رسمته لها بريطانيا العظمى؟؟؟؟
هل نتعلم؟
فؤاد علي منصور
[email protected]








#فؤاد_علي_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهلهلة أحزابك يا وطني
- هل أنت مسلم..؟
- بعيدا عن السياسة ...مرة أخرى


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد علي منصور - هل نستفيد من ميليس