أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - دلشاد خدر - التواصل مع القوى والشخصيات - صفحات مضيئة من انتفاضة أربيل في 6 آذار 1991














المزيد.....

التواصل مع القوى والشخصيات - صفحات مضيئة من انتفاضة أربيل في 6 آذار 1991


دلشاد خدر

الحوار المتمدن-العدد: 6858 - 2021 / 4 / 3 - 20:38
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    




الجزء الخامس

في إحدى الأمسيات التقيت في السوق بالأخ (اسماعيل سه ر سپی) وكان يرافقه الأخ شيروان. أنا عن نفسي كنت على علم بأنهم كانوا يعملون مع تنظيمات (ره وتى کۆمۆنیست) التيار الشيوعي وفي الحقيقة كان هذا التنظيم نشطاً جداً وله حضور في المدينة ومن ناحية العدد فهم كانوا كثرة، في البداية تكلمت معهم عن برنامجنا وفيما بعد طلبت منهم باسم الحزب المشاركة معنا وباسم (ره وتی کۆمۆنیست) أجابني شيروان متشنجاً..
ـ أولاً أنت عليك أن تتخلص من بدلتك العسكرية هذه، ثم عليك أن تتحدث عن الانتفاضة..
وفهمت منه ليس في نيتهم مشاركتنا. لكنني تحدثت مع الغالبية ممن اعرفهم من الناشطين في التيار الشيوعي ووعدونا بالمشاركة الفاعلة.
باختصار شديد خلال تلك الأيام الأربعة عدا الخطوط الحزبية الأخرى، وكنت أشرف على البقية منهم. الأكثرية ممن كانوا موضع ثقتنا أخبرتهم مساء اليوم الخامس من آذار.. أي قبل يوم من الانتفاضة رجعت الى البيت مبكراً بعض الشيء.. تخلصت من جميع الأشياء الممنوعة والمحضورة وبالتفصيل الممل تكلمت مع والدتي وقلت لها غداً من الأفضل أنْ لا يتواجد أحد في البيت.
من الممكن أن تأتي الأجهزة الأمنية للبيت ويعتقلوكم. أمي كانت على دراية ببعض من توجهاتنا وكانت تعرف ما في حوزتنا. في البداية هي أظهرت عدم رضاها.. وبيأس سألت:
ـ هل أنتم تنون أن ترموا بأنفسكم بصدور مفتوحة أمام أيادي المرتزقة من الجحوش القتلة! لا أحب أن أقول لك لا تذهب، لأنني أعرفك تماماً وأعرف بأنك سوف تفعلها وتذهب فليحصل ما يحصل. لكنني لا أريد أن يمسك بك، ثم تقع في أيديهم ليعذبوك في دائرة الأمن..
جاوبتها بهدوء وقلت لها:
أمي الغالية غداً صباحاً سوف تكون المدينة حرة تماماً.. والبعث لن يبقى فيها سيهرب المرتزقة معهم..
لكنها قالت بقناعة:
ـ لا يا ولدي.. هناك سوف تجد أربعة من المرتزقة والقتلة ممن يفضلون العيش على الفتات.. باقون ليرشقوكم بالرصاص.. لأنهم لا يشبعون من الدماء..
في ذلك المساء زرت الأخ أدهم في منزله خلف بيتنا، كان يعمل مساعد طبيب في مستشفى الطبابة العسكرية في شعبة القلم. بعد السلام كيفك وحالك مباشرة ً قلت له أنا سوف لا أتي الى دوام المستشفى غداً لقد أتخذنا القرار بأن نقوم بالتظاهر ضد النظام. إذا أمكن لا تسجلني غائباً.. وإذا لا تستطيع فهذه ليست مشكلة فقط خبرني بما يحصل.. لأنني قررت مع نفسي إذا سجل غيابي سوف لا أرجع الى الدوام والعسكرية بتاتاً.
قال:
ـ سوف أحاول بكل جهدي أنْ لا أسجلك غائباً. شكرته ورجعت أدراجي الى منزلنا. في تلك الليلة أخذت أفكر بما قد يحصل في الصباح.. ماذا سوف يحصل؟ والحدث الى أين سوف يأخذ بنا!
لا أعرف كيف ومتى نمت.. لكنني كنت أعرف أن الوقت كان متأخراً.
في الصباح الباكر استيقظت من النوم.. وجدت أمي كعادتها قد نهضت قبلي وأحضرت كل شيء، معاً تناولنا فطورنا.. في ذلك اليوم لم تتكلم معي كعادتها لكنها كانت تنظر نحوي وترمقني بنظراتها بشيء من الخوف والقلق.
بعد الأكل غيرت ملابسي ارتديت الملابس العسكرية ثم جلست، كنت بانتظار (فؤاد صديق) الذي كان مقرراً أن يأتي في الوقت المحدد الى بيتنا لنذهب معاً الى المكان المقرر للتظاهر.
في الصباح جاء فؤاد مبكراً.. طرق الباب.. توجهت فوراً لأفتح الباب. وتحركنا معاً مغادرين البيت وحين ابتعادي ووصولي الى زاوية ومنعطف من محلتنا أدرت بوجهي للخلف.. وإذا بي أجد أمي واقفة أمام الباب وهي تواصل النظر الينا بحزن شديد، كانت تنظر الينا كأنها المرة الأخيرة التي سترانا فيها.. وتمسح من خلال نظراتها اجسادنا بحنان امومي يصعب وصفه.. ومن المؤكد انها ذهبت بخيالها الى أقصى مدى في تلك اللحظات الحرجة.!
أخذنا نقطع الطريق على أقدامنا مروراً بأزقة محلة سيداوة متوجهين نحو السوق، في البداية تفقدنا (كازينو مجكو) ونحن أما مدخلها ألتقينا بالأخ گوشاد. بدا لنا كأنه هو أيضاً قد جاء الى السوق لنفس الغرض، فيما بعد بقينا نتجول ونراوح في المكان لنعرف ما يدور هناك، لم نلحظ شيئاً غريباً، وجدنا بأن الرفاق يظهرون ويتوافدون، وأن العدد في ازدياد.. وبدى لنا أنهم مثلنا يحومون حول المكان المخصص للتظاهرة الموعودة بثقة وقلق الشجعان والثوار..



#دلشاد_خدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخطيط - صفحات مضيئة من انتفاضة أربيل في 6 آذار 1991
- التحضير - صفحات مضيئة من انتفاضة أربيل في 6 آذار 1991
- البدايات- صفحات مضيئة من انتفاضة أربيل في 6 آذار 1991
- المقدمة - صفحات مضيئة من انتفاضة أربيل في 6 آذار 1991
- الحزب الشيوعي الکوردستاني لم يعد رقما في المعادلات السياسية


المزيد.....




- المتهم بمحاولة اغتيال ترامب -مصدوم- من التهمة الموجهة إليه
- الخارجية الروسية: نقل الولايات المتحدة منظومات -ثاد- إلى إسر ...
- دراسة مفاجئة عن عواقب شرب الحوامل للقهوة!
- الحمض النووي يحل لغز مكان دفن كريستوفر كولومبوس
- وزير الخارجية البريطاني يشارك في اجتماع للاتحاد الاوروبي لأو ...
- الجيش الصيني يجري مناورات ضخمة بالقرب من تايوان
- غوتيريش: أي هجمات على اليونيفيل قد تشكل جريمة حرب
- الدفاع المدني: مقتل 15 شخصا في قصف مدرسة تؤوي نازحين في غزة ...
- -استفزاز- صيني جديد قرب تايوان
- -كنا نلعب-.. غزة: أطفال بين أكثر من 40 قتيلاً في الغارات الإ ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - دلشاد خدر - التواصل مع القوى والشخصيات - صفحات مضيئة من انتفاضة أربيل في 6 آذار 1991