أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - دلشاد خدر - المقدمة - صفحات مضيئة من انتفاضة أربيل في 6 آذار 1991















المزيد.....

المقدمة - صفحات مضيئة من انتفاضة أربيل في 6 آذار 1991


دلشاد خدر

الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 25 - 10:42
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    




الجزء الأول

بالرغم من أنه في كل سنة وتحديداً في ذكرى انتفاضة 6 آذار يدور الحديث عنها في وقتها بمناسبة أحياء ذكراها نقوم نحن شيوعيو كوردستان بنشاطات تاريخية، ولكن بقدر علمي للآن لم تعطى هذه الانتفاضة حقها وهذه لأهميتها وحجمها ولتعريفها للأجيال الجديدة متناسين تسليط الضوء على أهمية هذا الحدث التاريخي من مسيرة نضال شعبنا. ومن هنا وبهدف استيعاب حقيقة ما جرى قبل وبعد حصولها لأسباب أجبرت لأدلو بدلوي لأقول ما عليّ الضمير وهذا فقط لفهم حقيقة ولتصحيح المسار وإنصاف الحق.
الكل حسب علمي يشهدون على هذه الحقيقة بأن انتفاضة 6 آذار تعتبر انعطافه مضيئة في مسيرة نضال شعبنا والتي ترجع الى شجاعة الشيوعيين عامة والشيوعيين في مدينة أربيل بالخصوص. أنا وفي كثير من المرات قد قلتها علانيةً وجهاراً بأن ما قام به الشيوعيين من نشاطات في وقتها لو قام بها أطراف أخرى غيرهم لكانوا اليوم يقيمون القيامة ولا يقعدوها واعتبروها من الأيام المشرقة في تاريخ نضالهم الشخصي وجعلوا من الانتفاضة ملكاً لهم..
وهناك من فعلها بالفعل دون أن يعلنوا أو ينصفوا دور الحزب الشيوعي والشعب عامةً، لكن للأسف أن حزبنا قد نسي وأغفل كغيره تلك النشاطات ومر عليها مرور الكرام.. ولم يعطي الانتفاضة حقها وأهميتها التاريخية منذ ذلك اليوم ولم يستطع أن يستثمرها بذكاء وموضوعية.. او على الأقل وضعها في سياق مسارها التاريخي. الحزب فقط أشار اليها بخجل وفي كل سنة في ذكرى الانتفاضة يستطرق اليها بشكل عابر ومقتضب ومن جانب أخر نرى بأن عدد من الرفاق في الجهاز الإعلامي يشيرون بكلمتين خجولة وباقتضاب للحدث ويختصرون عظمة هذه الانتفاضة ويتكلمون عن أحداثها كأنهم كانوا من مخططيها ومن أوائل من قاموا بهندسة محتوى الخطط وإذا بنا نكتشف بأنهم يتكلمون عن ظاهر تلك الأحداث والنشاطات دون أن يشيروا الى مشعلي شرارتها الاولى من الرفاق والجماهير المشاركة.. هؤلاء الدخلاء الآن قد جعلوا من أنفسهم عارفين بتفاصيلها والتخطيط لها وأبطالا في ميدانهاً.
وهذا هو السبب الرئيسي ضياع الحقائق وتغيبها وتشويهها، لأن الأغلبية من هؤلاء الدخلاء منذ مدة وتحديداً من قياديي الحزب ومن جهازها الإعلامي من الذين لم يكونوا على بينة ولم يكونوا حتى على علم بفحوى تلك النشاطات.. والبعض منهم قد سمع من الأخرين بشأنها.. ولهذا نرى بأن البعض منهم وبدون حق أقحموا أنفسهم في ميادينها.. وبدأوا يتكلمون بمغالطات عنها وتغافلوا عن جوهر نشاطاتها.
في السنوات الأخيرة قرأت مقالة في جريدة (ڕێگای کوردستان) عن الانتفاضة وظهر لي بأن كاتبها كان غائباً تماماً عن تلك الأحداث وعلى حد علمي وهو حتى لم يكن على علم بأصغر نشاطات الانتفاضة لا من قريب ولا من بعيد..
وفي مقاله تحدث عن إصابة الرفيق (فاروق عينكاوة) بجروح وأرجع يوم إصابته لذلك اليوم أي يوم انتفاضة 6 آذار.. دون أن يعلم بأن الرفيق فاروق قد أصيب بعد أيام من هذه النشاطات.. أي في الأيام الأولى من الانتفاضة الكبرى ..!
ولهذا أجد من الضروري وهذا باعتقادي ذو أهمية للجميع ممن شاركوا في الانتفاضة الأولى بأن يبدأوا بالكتابة بشأنها لكي يوثقوا للمستقبل حقيقة ما جرى ويضعوا الأدلة والحقائق أمام القارئ.
أهمية هذه النشاطات التي قمنا بها هي في تنفيذها في تلك الفترة العصيبة والحساسة. في مدينة منسية قد مضى قرابة أكثر من سبع سنوات دون أن يجرؤ أحد ما في العلن وفي شوارعها بالمطالبة بإسقاط النظام.. ولم يحصل بأن أجتمع معارضي النظام فيها ليعلنوا عن استيائهم من النظام.. وخصوصاً بعد أن أنتصر النظام على قوى (الپێشمه رگه) في عمليات الأنفال المأساوية.. لدرجة تشعر بأن الناس قد كسرت شوكتهم. ا
الخوف والرعب كان متربصاً بالجميع وأنعدم الأمان وحالات الثقة بالآخر. ومن جانب أخر حول النظام المدينة الى ثكنة عسكرية ـ أمنية رهيبة من خلال عشرات أجهزة القمع البعثية ومئات المفارز الخاصة مع وجود تشكيل عسكري بقوام فيلق هو الفيلق خامس فيها.
نقطة أخرى بشأن بدايات التخطيط للانتفاضة حين أتخذ القرار للمضي بتنفيذها.. لم تكن تجد في بقعة أو زاوية من زوايا كوردستان معارضة فعلية علنية ضد النظام البعثي. باستثناء الخلايا والحلقات التنظيمية السرية المدنية..
في الصباح الباكر من 6 آذار عندما تجمع الرفاق وأصدقاء الحزب في شوارع مدينة أربيل حينها.. لم تكن تجد أحداً بعد قد سمع لا بانتفاضة رانية.. وحتى لم يسمعوا ولو أشار لها من أجهزة إعلام القوات الكوردية المعارضة للنظام.
في هذه السنة وجدت من الضروري في الذكرى الـ 30 لاندلاع الانتفاضة المجيدة وحسب رؤيتي ومشاهداتي ومعيشتي للحدث.. أود أن أتحفكم بهذه الاسطر عن تلك الأيام العظيمة والخالدة. ومسبقاً أحب أن أقول شيئاً بأنني في كتابتي هذه أستند على تفاصيل ما شاهدت من تلك الأحداث.. الأحداث التي أنا على علم بها.. أو أطلعت عليها في خضم ذلك المخاض.. من يوم حدوثها.. بمعنى إن هذا هو جزء من أوجه تلك الأحداث.. وربما يكون لها مجموعة أوجه.. لهذا باستطاعتي أن اتحدث بفيض وعمق عن الحدث وتبيان وتغطية جميع جوانب وجهات النظر المختلفة ووضعها أمام القارئ العزيز..
وجميعنا نعرف جيداً حقيقة أن الأحداث التأريخية تروى بأوجه مختلفة لأنها متنوعة، ودون النظر وتغطية جميع جوانب الأحداث سوف تبقى الأحدث مبتورة وناقصة. وهذه تتطلب من الأغلبية الساحقة ممن شاركوا في نشاطاتها المشاركة في الكتابة والتوثيق وليتحدثوا عن الجزء الذي كان لهم دور فيه لكي تصل للقارئ الحقائق بكافة أوجهها ونحن لا نبتغي من هذا التوثيق الا الصدق.
سبب أخر دفعني لهذه الكتابة يرجع الى ما يقوله البعض ممن شاركوا فيها.. حين يتكلمون عن هذه البطولات العظيمة ويغضون الطرف عن هذه الحقيقة بأن هذه الانتفاضة هي ثمرة مخاض طويل وهي من نتاج نضال تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي تحديداً في تلك الفترة العصيبة من تاريخ مدينة أربيل.
صحيح بأننا كنا مجموعة من الرفاق وفي اجتماع 2 آذار 1991 قد أتخذنا هذا القرار الخطير بدون وجود ومشاركة بقية تنظيمات الحزب الفاعلة في تلك الفترة العصيبة في أربيل.. ولم نكن نستطيع أن نقوم أو ننفذ هذا العمل الجبار لولا ثقتنا بأنفسنا وثقتنا بأن الجماهير ستدعمنا.
ولهذا يجب علينا جميعا أن نقر بهذه الحقيقة.. وأن الانتفاضة هذه كانت ثمرة نضال ونتاج تنظيمات الحزب الشيوعي في تلك الفترة.
رغم أننا سمعنا قبل يومين من 6 آذار قد حصل في (مجمع خبات) بعض الاشتباكات وتشنجات بين رجال النظام ومجموعة من الناس.. في المحصلة أدت الى وجود شهداء ومصابين.. لكنّ هذه التظاهرات والاحتجاجات لم تكن منظمة بقدر كاف بل إنها كانت رد فعل عفوي نتيجة احتجاز وحبس مجموعة من الأشخاص من قبل النظام.



#دلشاد_خدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي الکوردستاني لم يعد رقما في المعادلات السياسية


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - دلشاد خدر - المقدمة - صفحات مضيئة من انتفاضة أربيل في 6 آذار 1991