أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - دلشاد خدر - الحزب الشيوعي الکوردستاني لم يعد رقما في المعادلات السياسية















المزيد.....

الحزب الشيوعي الکوردستاني لم يعد رقما في المعادلات السياسية


دلشاد خدر

الحوار المتمدن-العدد: 3068 - 2010 / 7 / 19 - 20:53
المحور: مقابلات و حوارات
    


الرفيق دلشاد خدر مسؤل لجنة تنظيم الخارج للحزب الشيوعي الکوردستاني: الحزب الشيوعي الکوردستاني حالياً ليس برقم في المعادلات السياسية، لقد ضعف الی مستوی لا تحس غالبية المواطنين بوجوده‌

أجری اللقاء رزگارکۆچر

قبل 17 عاماً أسس شيوعيو کوردستان الحزب الشيوعي الکوردستاني، وقبل ذلك کانوا يناضلون في صفوف الحزب الشيوعي العراقي، ومن أجل ذلك قدموا تضحيات کثيرة. کما کان للشيوعيين الکوردستانيين دوراً بارزاً في النضال التحرري الکوردستاني، وقدموا خلاله‌ آلاف الشهداء. لکن الحزب الشيوعي الکوردستاني يواجه الآن أزمة، کما کشفت الأنتخابات التشريعية الأخيرة (الکوردستانية والعراقية) ضعف نسبة المصوتين للحزب الشيوعي.
لألقاء الضوء علی الأوضاع الحالية للحزب الشيوعي الکوردستاني أجاب الرفيق دلشاد خدر مسؤل لجنة تنظيم الخارج للحزب الشيوعي الکوردستاني علی بعض من أسئلتنا.

* يحتفل الحزب الشيوعي الکوردستاني في هذه‌ الأيام بذکری تأسيسه‌ الـ 17. کيف تقيّمون وضع الحزب الحالي؟

- في البداية أهنئ جميع الشيوعيين الکوردستانيين بمناسبة الذکری الـ 17 لتأسيس حزبهم المناضل.
بصدد سؤالکم، يعلم جميع الرفاق حقيقة أن الحزب يعاني اليوم من أزمة متعددة الجوانب. وبسبب تراکمها، فأن الأزمة قد وصلت حداً بات معه‌ وجود الحزب مهدداً کحزب حيّ. الآن لو أمعنا النظر في مجريات الوضع السياسي في کوردستان، لوجدنا أن الحزب الشيوعي الکوردستاني ليس برقم في المعادلات السياسية، لقد ضعف الی مستوی لا تحس غالبية المواطنين بوجوده. أن الذي يمنع الحزب اليوم من الزوال الکلي هو التاريخ النضالي المجيد للحزب، المعمد بدماء شهداءه‌ الأبرار. کما أن للدعم المالي الذي تقدمه‌ حکومة الأقليم للحزب دور في بقاء الحزب علی وضعه‌ الحالي.
بعض من هذه‌ الأزمات هي قديمة، ولأنه‌ لم تجري محاولات لحلها، فأنها تعمقت کما تعقدت أکثر. لقد أنکرت قيادة الحزب لفترة طويلة حقيقة أن الحزب يعاني من بعض الأزمات. کانت تحاول جاهدة أخفاء حقيقة أن الحزب يعاني من أزمات جراء النهج والخطاب السياسي المتبعين. أنها تحاول تصوير وضع الحزب بأنه‌ أعتيادي.لکن جميع المراقبون السياسيون وقبلهم قيادة الحزب يدرکون حقيقة أن الحزب يعاني يوما بعد يوم من الأنکماش، صفوفه‌ تضعف أکثر، کمياً ونوعياً. لکن القيادة، أو بالأحری المُسلَّطون في القيادة، وبدون الحرص علی مستقبل الحزب، قد واصلوا ذات النهج والخطاب السياسي وهم يعرفون قبل غيرهم الی أين سيؤدي ذلك بالحزب.
لقد کانت غايتهم المحافظة علی العلاقة بالسلطة، قبل المحافظة علی الحزب وعلی موقعه‌ بين الجماهير. والآن، وبعد الأنتخابات التشريعية الأخيرة الکوردستانية والعراقية، نجد أن جميع أدبيات الحزب قد وضعت لخدمة الدفاع عن ذلك النهج والخطاب السياسي اللذين أوصلا الحزب الی حافة الهاوية. الأمر الذي يعني بأن قيادة الحزب لا تريد أيجاد حل لأنقاذ الحزب من الموت الحقيقي!

* ماهي برأيکم أسباب تعرض الحزب لهذه‌ الأزمات؟

- کما أشرتُ سابقاً، فأن بعضاً من هذه‌ الأزمات قديمة العهد. علينا أن نأخذ بعين الأعتبار أن بعضاً من أسبابه موضوعي، لکن الأسباب الذاتية ليست بقليلة. فمنها مايتعلق بالهوية الفکرية للحزب، التي تتسم بالضبابية وليس من الواضح أي حزب نحن: شيوعي، أشتراکي أم أشتراکي ديموقراطي؟ ومن هنا ما يعانيه‌ الحزب علی الصعيد السياسي من عدم امتلاکه‌ لأستراتيجية واضحة. فبحجة الحفاظ علی وحدة صفوف البيت الکوردستاني وعلی أنجازات أنتفاضة آذار المجيدة، يتهرب الحزب من مهمته‌ الحقيقية، والتي هي بطبيعة الحال الدفاع عن مصالح الکادحين وشغيلة اليد والفکر والتي تتطلب أيضاً محاربة الفساد وليس ستره‌! في وقت يتزايد فيه‌ يومياً أعداد الفقراء في کوردستان، بسبب خصخصة القطاعات الأقتصادية، حيث وصل الأمر في بعض المناطق الی أضطرار بعض المواطنين لبيع کليتهم لغرض تأمين لقمة العيش!
لم يعد الحزب بنهجه‌ وخطابه‌ الحاليين حزباً طبقياً. منذ فترة طويلة، لم تعد صحيفة (رێگای کوردستان) تشبه‌ منشوراً لحزب شيوعي، وهذا ما أوصلها‌ الی مستوی لم تعد فيه‌ نسبة قراءها تتجاوز الـ (0.02% - أثنان من کل عشرة آلاف قاریء).

ان النهج والخطاب السياسيين، اللذين تبنيناها وما زلنا نواصل ذلك، ترکز فقط علی تعزيز تحالفنا مع أطراف السلطة (حدك وأوك)، هذا التحالف الغير کفؤ الذي تسبب بشکل رئيسي في أنقطاعنا عن الجما‌هير. جميع مواقف الحزب، في السنوات الماضية وحتی الآن، قد وضعت لخدمة تحالفنا مع أطراف السلطة، وما زلنا نواصل ذلك. وهذا ليس بمعزل عن رعاية المصالح الشخصية لبعض الرفاق القياديين!
فعلی سبيل المثال: الحزب يدافع عن الحکومة أکثر من طرفي السلطة نفسها، في الوقت الذي تصادر فيه‌ هذه‌ الحکومة الکثير من حقوق الشيوعيين وعوائل الشهداء الشيوعيين والپيشمرگة القدامی الشيوعيين. الجماهير تری، قبل الشيوعيين وعوائل الشهداء، کيف أن السلطة تقابل مواقف الحزب الموالية لها بمنح المغانم والأمتيازات لعدد من قياديي الحزب وبشکل سخي!

وعلی صعيد الحياة الداخلية نعاني من ضعف في الممارسات الديمقراطية، حيث يجري مثلاً التعامل بشکل غير ديموقراطي مع تلك الأصوات التي تنتقد هذا النهج والخطاب السياسي المتبعين، أو التي تنتقد ممارسات بعض المتسلطين من قيادة الحزب. وبالرغم من أن هذه‌ الممارسات ليست بجديدة علی الحزب، الا أنه يجب الأخذ بنظر الأعتبار بأن الوضع الحالي للحزب يتطلب شکلاً آخر من التعامل مع الآراء المخالفة والناقدة. ينبغي الأبتعاد عن فکرة أن الحزب ملك لجماعة معينة، ووضع الآراء الغير راضية بالتالي في خانة المخربين وأعداء الحزب. وفي نفس الوقت لا يجري مساءلة الرفاق الذين من أجل مصالحهم الشخصية يسيؤن للحزب، طالما انهم يوالون المتسلطين في الحزب.

* يبرر بعض قياديوا الحزب الوضع الحالي للحزب بانهيار الأتحاد السوفييتي. ما هو رأيك في ذلك؟

- کان لانهيار الأتحاد السوفييتي ولکشف ممارسات بعض من قياديي الحزب الشيوعي السوفييتي أثر سلبي علی جميع الأحزاب الشيوعية في العالم بشکل عام، وعلی الأحزاب التي کانت تدور في الفلك السوفييتي بشکل خاص، وسيدوم هذا طويلاً. ولکن علينا أن لا نغفل أيضاً بأنه‌ کان للأتحاد السوفييتي حين وجوده‌ مواقف أثرت سلباً علی نضال الشيوعيين العراقيين. مثلاً علاقة الحکومة السوفيتية المتينة بنظام البعث، وجميعنا يعلم کيف کان البعث يوظف هذه‌ العلاقة لأضعاف الحزب الشيوعي العراقي. لفترة طويلة قبل انهيار الأتحاد السوفييتي، لم يعد للحزب الشيوعي السوفييتي أية مواقف مبدأية من نضالات الشيوعيين.
نحن لا نستطيع جعل إنهيار الحزب الشيوعي السوفييتي في 1991 مبرراً للتراجع السياسي الذي يشهده‌ الحزب الشيوعي الکوردستاني في السنوات الأخيرة. بعد أنهيار الأتحاد السوفييتي، أثناء إنتفاضة آذار المجيدة عام 1991 وبعدها لفترة طويلة، کان الحزب مازال يحظی بدعم جماهيري واسع في کوردستان.
في الأنتخابات البلدية الکوردستانية لعام 2002 کان الحزب ما زال يملك جماهيرية جيدة، هذا بعد 11 عاماً علی أنهيار الأتحاد السوفييتي. لذا لا نستطيع اليوم، وبعد 20 عاماً علی ذلك الحدث، القول بأن هذا الخبرقد وصل تواً الی کوردستان.
أن الانکماش في دور الحزب قد بدأ منذ اللحظة التي اخترنا فيها خندق السلطة بدلاً عن خندق شعب کوردستان. کلما أقتربنا من خندق السلطة أکثر، کلما أزداد التراجع في دور الحزب ونفوذه‌ الجماهيري.

* قبل فترة جری الأعلان عن بعض المعلومات عن ماموستا علي زنگنة، من قبل (ناطق بأسم) قيادة الحزب (لم يکشف عن اسمه‌) علی بعض صفحات الأنترنيت. الی أي مدی يخدم ذلك الحزب في الوضع الحالي؟

- قبل کل شیء کان هذا عملاً غريباً علی سلوك الحزب، وبعيد عن الأخلاقية الرفاقية. هذا العمل قد عکس أمام الرأي العام صورة سلبية عن الحزب قبل أن يعکس صورة سلبية عن ماموستا علي زنگنة. انه قد أوصل رسالة مفادها أن قيادة الحزب الشيوعي أيضاً فاسدة اسوة بحزبي السلطة!!! وکان الی حد ما تبريراً ضد الأنتقادات الموجهة للسلطة حول الفساد.!!! للأسف، أن مثل هذه‌ التصرفات هي من أخلاقيات المافيا عندما يتم التهديد بمحاولات التشهير واسقاط من يحاول مواجهتهم. فجميعنا يعلم أن لماموستا علي مثل هذه‌ العلاقة بالسيد جلال الطالباني منذ مابعد أنتفاضة 1991، وجميع قياديوا الحزب علی علم بذلك، ولم يقدم أحد منهم يوماً علی وضع حدود لمثل هذا النوع من العلاقات، بل علی العکس من ذلك کان يُحرَّض علی ذلك کي يحصل من خلالها علی مکاسب للحزب دون مراعاة الطريقة التي يتم فيها ذلك. لکن حينما باشر ماموستا علي زنگنة بأنتقاد أداء بعض الرفاق القياديين، أخذ هؤلاء بالتشهير به‌. وللأسف لم تصدر قيادة الحزب حتی الآن أي توضيح رسمي تتنکر فيه‌ لذلك الناطق بأسمها. لقد أثار ذلك عشرات الأسئلة ومنها: لو أن ماموستا علي قد بقي علی وضعه‌ السابق عضواً في المکتب السياسي وغير منتقداً أولئك الرفاق القياديين، فهل أن ‌هؤلاء قد تناولوه‌ بسوء؟ لذلك يعتقد الکثير من المراقبين أن صمت الکثير من الرفاق القياديين الآخرين أزاء وضع الحزب الحالي ناجم عن تخوفهم من مثل هذه‌ الضغوطات.

* ما نلاحظه‌ هو أن قيادة الحزب، بدل أن تصغي الی آراء الرفاق، فأنها تواجهها عن طريق توجيه‌‌ العقوبات!!. الی أي مدی يخدم ذلك الحزب؟

- من المؤسف أن تصل الأمور الی هذا المستوی!! کما أشرت سابقاً فأن هذه‌ التصرفات ليست بجديدة في صفوف الحزب الشيوعي، بل لها ماضي أيضاً. هذه‌ الـسلوکيات کانت السبب الرئيسي الذي جعل من الذين يخالفون قيادة الحزب في التفکير، أن لا يکون لهم مکان في صفوف الحزب. وما زال الکثير من هؤلاء يحافظ علی مواقفه‌ ووفاءه‌ لمسيرة الحزب. ان ابعاد الرفاق واخراجهم من صفوف الحزب هو من أسهل الأعمال، لکن ماذا عن عواقب ذلك علی مکانة الحزب ومستقبله‌؟ علی سبيل المثال، کان يجري محاربة الرفيق الراحل ملا حسن لمواقفه‌ المضادة لـ (الجبهة الوطنية) و للبعث. کان يجري تعيين العديد من الرفاق الغير مناسبين في لجنة منظمة الأقليم، بينما ظل الراحل عضواً في اللجنة المحلية لـهولێر. أثناء الحملة البعثية الأرهابية التي تعرض لها الحزب أواخر السبعينات من القرن الماضي، أنهار الکثير من أولئك الرفاق، بينما ظل الرفيق ملا حسن وفياً للحزب ومتمسکاً بخندق الدفاع عنه‌. ومثل هذه‌ الأمثلة کثيرة في حياة الحزب.
أن تصرفات القيادة الحالية تقول بأن لاقوة تحيدنا عن هذا النهج والخطاب السياسيين، والذي لايعجبه‌ ذلك يستطيع ترك صفوف الحزب (لقد قالوا هذا الکلام صراحة وفي أکثر من مکان). هذا النهج والخطاب السياسيين يوصد الأبواب بوجه‌ الحزب لأنقاذه‌ من هذه‌ الأزمة متعددة الأوجه‌.

* ما هي برأيك سبل أنقاذ الحزب من هذه‌ الأزمة متعددة الأوجه وأستعادته‌ لموقعه‌ الحقيقي؟

- کما أشرتُ سابقاً فالأزمة متعددة الأوجه وباتت معقدة. لقد تم لفترة طويلة العمل لتغيير ترکيبة الحزب، من مکون للمناضلين الی مکون للموظفين. لذا اذا ألقينا نظرة متعددة الجوانب الی الحزب ومواقف قيادته‌، نجد أن المعالجة ليست بسهلة، لا سيما أن مواقف قيادة الحزب ما زالت تدافع عن هذا النهج والخطاب السياسيين، الذين أوصلا الحزب الی هذا الوضع الذي هو فيه‌. حتی هذه‌ اللحظة لم تجري عملية تقييم شاملة وموضوعية لهزائم الحزب في الأنتخابات البرلمانية الکوردستانية والعراقية. علی العکس من ذلك، يحاولون هنا وهناك تصوير هذه‌ الهزائم للرفاق والقواعد الحزبية علی أنها أنتصارات، وأن الحزب في توسع. في محافظة دهوك حصلنا علی 1600 صوت فقط!!! لاحظ هذه‌ القراءة!! في الثمانينات من القرن الماضي، خاض الحزب في هذه‌ المنطقة، بقوة ملحوظة من الپيشمرگة والکوادرنضالاً مسلحاً مدوياً ولدينا فيها من الشهداء ما يفوق هذا عدد الأصوات آنفة الذکر!!! حرکة گۆران لم تتواجد في هذه‌ المنطقة ولو ليوم واحد، لکنها أستطاعت أن تحصل علی 22000 صوت!!

نحن في لجنة تنظيم الخارج للحزب عقدنا في أعقاب هزيمتنا الأنتخابية لبرلمان کوردستان اجتماعاً مخصصاً لتقييم الهزيمة وأصدرنا بياناً، حددنا فيه أسباب الهزيمة وکذلك سبل معالجتها. لکن للأسف لم يصغي الينا أحد، بل دخلنا الأنتخابات البرلمانية العراقية بنفس النهج والخطاب السياسيين فواجه‌ الحزب هزيمة أکبر.
کان من الضروري أن يعقد الحزب في أعقاب هزيمتنا الأنتخابية لبرلمان کوردستان مؤتمراً أستثنائياً لهذا الغرض. کان هذا أولی الخطوات لأستعادة ثقة الرفاق والجماهير بالحزب. لکنهم وللأسف، جعلوا من المشارکة في حکومة الأقليم مهمتهم الأولی، وترکوا مصير القضايا التي برزت جراء هزيمتنا الأنتخابية ((للقدر))!! وليس في برنامج قيادة الحزب أتخاذ أية خطوة لمعالجة هذه‌ القضايا، غيرتبني سياسة معاقبة الرفاق الذين ينتقدون هذا النهج والخطاب السياسيين ولا يريدون أن يروا بأم عينيهم موت الحزب! هؤلاء ناضلوا لسنوات طويلة في صفوفه‌ وقدموا التضحيات الجسيمة، ولدی بعضهم
أعزاء أستشهدوا في مسيرة الحزب المجيدة.
السبيل الوحيد لأنقاذ الحزب يبدأ بعقد مؤتمرأستثنائي لمعالجة أزماته‌ المتراکمة منذ فترة. جميع السبل الأخری ليست سوی تهرب من المعالجات الحقيقية، ورغبة في مواصلة اضعاف الحزب. وعلی عاتق رفاق القيادة تقع مسؤلية معالجة الوضع الذي أوصلوا الحزب اليه‌.

* اذا کان رفاق القيادة لا يصغون الی الأنتقادات، ويواصلون هذا النهج، فأي سبيل يتوفراذاً أمام الرفاق الغير راضين؟

- هذا السؤال مهم جداً ويردده‌ يومياً العديد من الرفاق. في البداية لا بد من القول بأنه‌ جراء أتباع هذا النهج السياسي، فأن عدداً من الرفاق القياديين أستفادوا من حصولهم علی المغانم من السلطة. هؤلاء يقفون بقوة ضد أي طرح يطالب تغيرهذا النهج . ولأضعاف الطرح المقابل يسلکون کل الطرق، واليوم يستحوذون علی الکثير من مفاصل الحزب، ولا يستبعد أن تکون رغبة السلطة أيضاً أن يبقی الحزب الشيوعي الکوردستاني علی حاله‌ هذا.
لکن علينا جميعاً الأنتباه‌ الی ضرورة خوض النضال من أجل التغييربطريقة لا تلحق الأذی في النهاية بالحزب، لأن وضع الحزب اليوم هو ضعيف جداً، ولا يتحمل أعباء شقه‌ وأنفصال رفاقه‌.
عملية التغيير هي عملية طويلة وتتطلب التحمل، ومهما أتخذت قيادة الحزب من أجراءات فأنها لا تستطيع أنهاء القضايا التي تتصدع بالحزب. وفي النهاية لا بد من أجراء التغير واعادة الحزب الی موقعه‌ الحقيقي، الذي هو الدفاع عن مصالح الکادحين. علينا من خلال الکتابة واقامة الندوات أن نلقي ضوءاً أکثر علی المخاطر التي تواجه‌ الحزب.
صحيح أن معظم الذين أنقطعوا عن الحزب لم يستطيعوا مواصلة النضال، لکن عندما يبتعد الحزب عن الأهداف التي تأسس من أجلها، فأن امور أخری قد تحصل.
اليوم هناك مسؤلية تاريخية تقع علی عاتق قيادة الحزب وهي أن تحسن التعامل مع الوضع الحالي للحزب بطريقة تنهي الأمور‌ لصالحه‌. أن تبني وسيلة محاسبة وأخراج الرفاق من صفوف الحزب تعمق فقط من أزمات الحزب وتضعفه‌ أکثر.
مازال للحزب الکثير من المؤيديين، جراء جهود المناضلين القدامی و شهداء الحزب. للحزب رأسمال نضالي کبير في کوردستان، لکن الکثير من عوائل الشهداء ومثلهم من الپێشمرگه‌ القدامی ومن المناضلين القدامی هم الآن بعيدون عن الحزب بسبب نهجه‌ السياسي، وهذه‌ خسارة کبيرة للحزب. جميع هؤلاء مع کثيرون من غيرهم يتطلعون الی عودة الحزب الی موقعه‌ الحقيقي، الموقع الذي ناضلوا وضحوا فيه، کي يجد هؤلاء أنفسهم من جديد، کما في الماضي في صفوف الحزب، الذي فيها ناضلوا ومن أجله‌ ضحوا بالکثير.



#دلشاد_خدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - دلشاد خدر - الحزب الشيوعي الکوردستاني لم يعد رقما في المعادلات السياسية