|
البدايات- صفحات مضيئة من انتفاضة أربيل في 6 آذار 1991
دلشاد خدر
الحوار المتمدن-العدد: 6851 - 2021 / 3 / 27 - 11:39
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الجزء الثاني قبل الأنفال كانت هناك مجاميع من تنظيمات الحزب في أربيل يشرف عليها كوادر كانوا على اتصال بمفارز (الپێشمه رگه) لكن بعد غياب وجود (الپێشمه رگه) في المنطقة أجبر الحزب أن يغير من أسلوبه في التنظيم وأرسل عدد من أعضائه القياديين وكوادره الى المدن، الغالبية منهم كانوا متخفين. هذه الخطوة التي اتخذها الحزب قد أعطت لتنظيماتها زخماً وحماساً منقطع النضير الى حد وسعت من قاعدة التنظيمات بالرغم من أنه بعد الأنفال مباشرة قد أنخفض الحماس لدى الغالبية العظمى من الشعب العراقي المنكسر وخصوصاً شعبنا الكوردي. القلة القليلة من الناس كانوا على استعداد لدعم قوى المعارضة. أنا شخصياً قد أبلغت من قبل أشخاص قد عَرفوا أنفسهم على أنهم من مناصري وداعمي الثورة ولكن بعد الانكسار والانتكاسة أبلغوني مباشرة بأنهم لا يرضون بأن أفاتحهم بأي شأن من شؤون الانتفاضة أو حتى القيام بزيارتهم في بيوتهم. ولكن مع هذا كنا نجد بأن تنظيمات الحزب في أربيل والمدن الأخرى كانت في طور النمو والتيقظ والترقب استعداداً لهذا الحدث المتوقع. في هذه الفترة كنت جندياً ووحدتي العسكرية في بغداد ومنسباً لمركز الطبابة العسكرية. وهناك التقيت بمجموعة من رفاقي من سكنة بغداد.. من هؤلاء قد المنقطعين عن الحزب وبعد عدة لقاءات معهم استطعت أن أعيد علاقتي الحزبية معهم، كثيرون من هؤلاء الرفاق كانوا يعملون في مجال الطبابة. فيما بعد.. وفي أحد الأيام رجعنا أنا والرفيق سرود الى بغداد.. ومع الوقت استطعنا تنظيم الكثيرين منهم.. سلمناهم لاحقاً الى رفاقنا في تنظيمات بغداد. في تلك الفترة الصعبة والمعقدة وبالرغم من أن عناصر أجهزة الأمن كانوا يتواجدون في كل مكان.. لكن بالمقابل نحن أيضاً كنا واعيين وحذرين تماماً، كنا نقوم بنشاطاتنا بهدوء.. وإذا لم نكن متأكدين من نقاء معدن أحد ما لم نكن نطلب منهم الدخول في تنظيماتنا.. وكان بينهم مجموعة من رفاقنا الذين اضطروا أن يسلموا أنفسهم في مرحلة الانفال يطالبوننا باستمرار بأن نؤمن لهم صلة بالحزب.. إلا أننا كنا نتحفظ وننسحب بحذر.. على سبيل المثال الأخ فؤاد صديق (كاك فؤاد كان في السابق معنا و كان شاباً ذكياً و واعياً و نشطاً، و فيما بعد أصبح في صفوف (الپێشمه رگه) ، وعمل في الإعلام الحزبي ولكن بعد حملة الأنفال المشؤومة سلم نفسه الى الحكومة وبعد التسليم وفي كثير من الأوقات كان يلتقي بنا وينتظر أن نطلب منه العودة الى الحزب، في إحدى الأمسيات أنا وكاكه هاشم ( هاشم كان شخصاً واعياً ومتابعاً جيداً ومحل ثقة الجميع وصديقاً مخلصاَ للحزب، وبدوري كنت أزوده بأدبيات حزبنا) كنا نجلس مع السيد فؤاد في نادي الإعلاميين وكان فؤاد في حديثه يشكو من الرفاق بأنهم من دفعوه وقالوا له بأن يسلم نفسه وفيما بعد ونحن في المدينة سوف نتصل بك، كان يوجه كلامه لي شخصياً، لأنه قبل انخراطه في صفوف (الپێشمه رگه) كان على علم بنشاطاتنا الحزبية ، و ما أن انتهى فؤاد من كلامه و إذا بهاشم مباشرة يدير رأسه لي، كان هاشم ثملاَ بعض الشيء ويقول لم لا تتصلون به! وأنا لم يكن لي شيئاً أقوله غير أنني قلت بأنني أنا أيضاً بعد الأنفال لم يبقى لي اتصال بالحزب! وإذا بهاشم يلح مراراً ويقول لم لا تتصلون به؟! أنا من طرفي لم أكن أمانع برجوعه الى صفوفنا.. إلا أنه في تلك الفترة كانت هذه من القرارات الصارمة في العمل التنظيمي وتوجيهات الحزب تؤكد: أنه لا يجوز الاتصال بهؤلاء ممن سلموا أنفسهم وباعتقادي القرار كان صائباً وهذه للحفاظ على تنظيمات الحزب في تلك الفترة. المرحلة العصيبة والخطرة.. لكن حالة بقائه معلقاً لم تطول ومع احتلال الكويت من قبل الجيش العراقي أصبحت الساحة سالكة وتغير الوضع بشكل ملحوظ وكانت أعمالنا تأخذ طابع المكاشفة نوعاً ما وفيما بعد حقق فؤاد رغبته بعد أن اتصلت به شخصياً وللأمانة في هذه الفترة بالذات كان فؤاد نشطاً جداً وفي نفس تلك الفترة أصبح سهلاً أن نعيد الاتصال الحزبي بالعديد من المنقطعين عن العمل الحزبي..
#دلشاد_خدر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المقدمة - صفحات مضيئة من انتفاضة أربيل في 6 آذار 1991
-
الحزب الشيوعي الکوردستاني لم يعد رقما في المعادلات السياسية
المزيد.....
-
بعد انتقاده استيراد ورق -الفويل- والشوكولاتة.. السيسي يدعو ل
...
-
تهديد نتنياهو بـ-حرب طويلة- في لبنان وواقعية -التخلص من حزب
...
-
سورية بتركيا وسودانية في مصر.. قصة جين وندى حتى جائزة -نانسن
...
-
عاجل: الجيش الإسرائيلي يعلن ارتفاع عدد الإصابات إلى 67 إثر ا
...
-
رفض مصري وسوداني لاتفاقية عنتيبي: نهر النيل يمثل شريان الحيا
...
-
-في إطار سلسلة عمليات خيبر-..-حزب الله- يعرض مشاهد من استهدا
...
-
-حزب الله-: كمنا لسريّة إسرائيلية واشتبكنا معها من مسافة صفر
...
-
-حزب الله-: استهدفنا معسكر تدريب للواء غولاني في بنيامينا ج
...
-
إيران وحزب الله.. قدرات تتحدى إسرائيل
-
مشاهد من مكان اصطدام قطار ركاب بجرار في جنوب مصر
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|