أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حلا عدي رجب - سيمفونية المطر














المزيد.....

سيمفونية المطر


حلا عدي رجب

الحوار المتمدن-العدد: 1628 - 2006 / 7 / 31 - 06:03
المحور: الادب والفن
    


ظل الشفق الأحمر بين بقية الظلال

يتباهى باحمراره كما وجنتاي عند الصباح

سر الشفق يلتمع في صدري دون بقية الأسرار

أضاع لونه فجأة بين ألوان قوس قزح بعد المطر

غسل المطر القرية وكللها مجددا بثوب حزين كئيب

ثوب من الوحشة والسكون

كان الناس في قريتي يهرعون خوفا من تلك الليالي الماطرة

الحمقاء التي كانت تثير في داخلي حدا جنونيا فاصلا

بين الغربة والخوف في وعاء واحد

بين أخيلة متجددة الأشكال واللمسات وبين بشر حقيقيين ذوو

أشكال لا تتبدل ولا يفنيها إلا الموت أو شيء مما يشبه ليالي

الوحشة

كان الموت يعبق من حفر الوحل ومن بقايا المطر في الأزقة

وكنت أنا أشاهد هذا الخروج الاستعراضي بجرأة حتى أني لا أستطيع

التفكير في الحب وفي الأشواق

في لذة الحياة بعيدا عن أناس ارتدوا أزياء الوحوش

كنت أخاف كثيرا من سقوط المطر و أعتبره نبأ لوقوع حادثة ما

كما كنت أستغرب أمي عندما تقول - بشارة خير –

أحب الناس كثيرا وأحب جو قريتي الهادئ

لكن كل شيء يتبدل في الحياة

حدث هذا التبدل بعد سقوط مطر غزير على مشارف القرية

وتخييم مفاجئ للظلمة والوحشة

والخوف في قلبي

عندما سمعت الصرخة قادمة من بعيد

ارتجف جسدي وامتدت الصرخة إلى أعماقي وبقيت رنينا طويلا

صرخة فتاة كانت تعشق المطر وتعشق الحياة

تعشق الرقص وصنع الدمى القطنية

تعشق الشفق الذي اختفى فجأة في تلك الليلة

تعشق أن تعيش وأن تبقى

كانت في عمر الزهور البرية التي تفتحت عقب المطر

في عمر الغيوم التي تشكلت سريعا

كانت من عمر اللحظات الجميلة

اختطف جمالها في تلك الليلة شخص ارتدى زي الوحوش وترك في أحشائها

جنينا مرتبكا

لم يعرف معنى للحب ولا معنى للذة الحياة ولا معنى للعطف والرحمة

لم يفكر إلا في أطياف الموت التي ترك الفتاة تصارع الجنون وتصارعها

حتى غلباها

أتكره أيها الإنسان المطر

ومن سابع أرض توافيها

الست تحب الزهور

الست تحب الصور

أتكره يا بن الذئاب احمرار الشفق

أتكره الدمى ورقصي على غصون الشجر

اسمع إذن صوتي

واسمع إذن صوتي لأني

ما عدت أعرف للحياة معنى

ألا يستدعيك الصراخ بنفسك

أم انك مثل الذئاب في الثلوج العامرة

تذبح الجميع بمخالبك

وتشرب من دماء المطر

الم ترى أن المطر جريح

حزين لا تفارقه دمعة

ولست إلا بتلك الدمى لا تعرف الحياة مطلقا

وعفوا منك يا دمى

عادت في تلك الليلة من خلف الضباب صامتة تجر بقايا ثوبها الممزق

وبقايا صوتها المنتحب

بقايا دموع على وجنتيها

بقايا كلام على شفتيها

بقايا حياة في عينيها

بقايا موت تلامس الجسد

وداعها الأخير للشفق

لشيء لا زالت تحبه

يا أيها البشر الغارقون في سبات

ألا تدرون أن العهد منذ الحياة هو الحياة

هو تلك السماء الزرقاء ولون عينين أدماهما طول السهر

تحدقان بالقمر

ومطلقا لن تعرفوا أيها الناس أن حياتكم مرهونة

كما حياة الآخرين الذين تشاهدون

والذين أحيانا تبكون

وأنت يا بن الذئاب ألم تقترف ذنبا تجاه الحياة

ولا ذنبا تجاه الفتاة

ألست تحس بأنك الغريب وان الصرخة إلى أعماقك

تأخذ المسافات في الطريق

وانك الميت لا هي

لن تحس ولن تدري أن عهد الحياة إلى الأبد هو الحياة





#حلا_عدي_رجب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم على أوراق مراهقة
- قصائد آخر الليل
- الانحدار مع الوطن
- فصول السنة
- ليست نساء سوريا غبيات بقدر رجالها
- في السكينة ج3
- في السكينة ج2
- كذبتي الصغيرة
- بقايا ضلوع متهتكة -الجزء الأخير
- بقايا ضلوع متهتكة ج4
- بقايا ضلوع متهتكة ج3
- بقايا ضلوع متهتكةج2
- بقايا ضلوع متهتكةج1
- أنا ووالدي وكؤوس الأصدقاء
- قطع البازل
- رسمت الحب
- ذكرى عشاق أمس
- يوم عطلة
- في السكينة


المزيد.....




- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حلا عدي رجب - سيمفونية المطر