في السكينة ج2

حلا عدي رجب

الحوار المتمدن-العدد: 1351 - 2005 / 10 / 18 - 10:17
المحور: الادب والفن
    

اهداء الى
الشاعر حسين عجيب
يعود الصباح ألف مرة
ويطوف في الجو عبق الحياة
وأنسام الربيع القادم تداعب بشرتي بنعومة
تسأل عن خفقات الفرح والسرور
التي مرت من هنا
لم ألتفت إليها
كنت أفكر
أفكر بسكينة كانت تطرق بلور عيناي
كي لا أشرد في اللحظات القليلة التي تمر أمام حاجز جبهتي
شديدة هي حيرتي من أكثر الأمور
موسيقى الحياة الإيقاعية
نسمعها
نفضلها
نكثر من الاسطوانات والعلب الفارغة
نكثر الحديث عنها
نكثر الأوراق التافهة الممزقة
نرميها للزوايا
ثم نتناول مواضيع الكتابة ونعود
تختلف وجهات النظر وأبعاده وزواياه
نتائج مختلفة
نظريات متباعدة
والحياة واحدة
يأسنا وقنوطنا
وألم لاذع
نلتف به لحاف الشتاء
وأما مهمته في الصيف
فهي ثقيلة جدا
أطرح عن نفسي رداء التفكير بما هو قادم
وألوذ بصمت خفيف تقطعه زفرات طويلة
في السكينة يخطر للجميع التفكير بما هو بعيد عن الالتزام
واللازم
يخربشون على أوراقهم قليلا
يخربشون على سجلاتهم التي تتأخر جدا
يبتعدون بأذهانهم القوية وخيالهم الخصب إلى أهميات سخيفة
يغسلونها وينشرونها ومن ثم يعيدون الكرة حتى تكوى وتطوى لأول مرة
و يهملونها في أحد زوايا الخزانة
ومن ثم يعودون إلى طرح بقية الأهميات التي كانت صدأه متصدعة الجوانب
ليعاودوا الكرة
وبعد هذا وذاك يستيقظون من شرودهم اللاحسي إلى الأعمال الأخرى
ويتابعون حياتهم يرتدون ملابسهم ويخرجون مسرعين كأن من سيهرب هي الدنيا
مضحكة بعض الشيء طريقة مشيهم السريعة
لكنني كنت أهمل رؤيتهم تلك
وأتناول عود كبريت سرعان ماينطفئ وينطفئ معه ضجيج الناس في الشوارع مسرعين
تلك هي
اللحظات المعدودة التي يختبئ وراءها الزمن
بأوجه عدة
منها ماهو يشبه وجوه البشر ومنها مالا أدركه
بما أني خلقت فعلي أن أعيش
وبما أني أكثر التفكير ويدي تتورم من كتابة الأفكار
فهذا يعني بأني أعيش أكثر من الآخرين

#حلا_عدي_رجب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل