أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حلا عدي رجب - يوم على أوراق مراهقة














المزيد.....

يوم على أوراق مراهقة


حلا عدي رجب

الحوار المتمدن-العدد: 1601 - 2006 / 7 / 4 - 07:40
المحور: الادب والفن
    


كان ذلك شيئا جميلا عندما تنتهي حياة الحزن الهرمة في هذا الكون
ويبدأ التخطيط لمشروع السعادة الجديد
كنت أرتجف كلما فكرت بالمستقبل
أحاول أحيانا عدم التفكير بهذه الأمور لكنني لا أستطيع ألا أفكر بها
وخصوصا عندما انتقلت حياتي نقلتها النوعية من حياة يملؤها الحزن إلا قليلا من السعادة
إلى حياة السعادة الرائعة
خضت تلك التجربة بجدية بادئ الأمر
لكنني اكتشفت بأن درب الحزن جدي أكثر من درب السعادة
كان عبق الحياة الجديدة ينتشر في الغرفة كنت أحبها
لا اكف عن التفكير اليومي بأشياء ستحصل لاحقا
بريدي الذي كان فارغا أصبح الآن يمتلأ تماما كحياتي
أدخل غرفتي دائما من الباب كنني لم أجرب مرة أن أدخلها من النافذة خلسة بل مرح
أنظر من النافذة التي تقابلني وأنا أكتب
أرى الأشجار التي تسطو عليها أشعة الشمس أمام منزلنا
أنظر إلى السماء
أحس بأنه ينبغي علي التفكير مجددا بالمتممات والملحقات
أبتسم
وأعود إلى الكتابة
كان اليوم يوما مدرسيا حيث كنت الذهاب إلى المدرسة بمفردي
أفكر
أبتسم
تلك الخطوات الأولى التي كنت أقوم بها
ومن ثم ألاحظ وجود الأشياء الكثيرة في المكان
لم أكن أهملها فحسب
بل كانت اعتقاداتي أن المكان فارغ للغاية
يأخذني التفكير ولا أحس بالطريق التي كنت أقطعها لوحدي
تتبخر كل تلك الأفكار عند اضطراري للترحيب بأحد
ونادرا عند وصولي إلى المدرسة ومع ذلك كنت أتابع التفكير
مع أول قافلة أقلتني إلى السماء حيث ابتعدت عن هذا الكوكب
لا أقصد الأرض بل ذلك الكوكب الذي أدعوه "عالمي الصغير"
ذلك العالم الذي أراه كلما قمت بخطواتي الدقيقة نحو أي مكان أتقصّد الذهاب إليه
سرعان ما تتلاشى الأفكار خصوصا عندما أحاول كتابتها
كأنّ الكلمات لا تتقبّل سطح الورقة الرديء الجاف أو رأس القلم الرخيص الواسع
كانت دوامة الأفكار تقلقني أحيانا، هل أنا مريضة؟ أو لربما مجنونة؟
قد أنتظر يوما دموعي التي أنا بحاجة إليها، لقد كان من الجميل جدا أن أبكي وأنا وحيدة
كان كل شيء حتى الآن جميلا ، كأن الدنيا تجري بلا شك
كان من الصعب أيضا اقتراح طريقة للعيش وفرضها على الواقع
كان كل ما أملكه هو رغبة متآكلة وسريعة الذوبان ، لكن التفكير مازال قائمات
الرياح كانت في ذاك اليوم أقوى مما اعتدنا عليه
جو الربيع البريء المرح كان يحمل صخب السكون بهدوئه الرومانسي
"اضطرمت شعلة من الأفكار في رأسي عند سماعي بكلمة-حب-
الحب له معان رقيقة ودروب قاسية
أفضّل أن أحبّ شخصا ما وأن أملا حياتي عوضا عن تلك الأفكار التائهة
والتي كنت أملأ بها ذهني وأطرح جوا من الغبطة والسرور على قلبي وعقلي
أحمل حقيبتي كل يوم لأذهب إلى المدرسة ، وكنت هذا اليوم أحمل شيئا وحيدا في قلبي ألا
وهو الحب
هذا اليوم لم أكن قادرة على الترحيب بالآخرين أو التلكؤ بالمشي كالعادة
وصلت هذا اليوم إلى المدرسة مبتسمة،كنت أبحث...........
فجأة قطبت حاجباي مستغربة ما الذي أقدم عليه؟
حتى حيطان المدرسة تغيرت لمساتها، تغيرت وجوه من فيها
لاحظت بأنني أول مرة أدخل المدرسة من غير تفكير، أرحب بزملائي مبتسمة
تغوص في ذهني كلمات الحب
بحثت طويلا ولم أجد شيئا، عدت إلى منزلي كما كنت أعود سابقا
ومرت الأيام كئيبة حزينة مسرعة، وكنت أخطو برجلي درج ذاك البيت، رحبوا بي وجلست
قطعت هذا اليوم تأملاتي لأمرح قليلا لكن باطني كان يدوي منشورا بغير ذلك
شرعت بفقدان الأشياء العالقة في ذهني لأخرج وتتركني أخيلة الفتيات وكبار السن
الذين جئت ألقاهم
لأنظر من النافذة وتقع عيناي على شخص ما
يميل رأسي قليلا وتبتسم روحي وأحب
كان كل شيء عدت به إلى المنزل هو الحب وزهرة الكاردينيا ومفاتيح بيتي التي لم أقدر على
نسيانها هناك .
نعم ركبت الحافلة إلى خارج الكوكب
نعم......مع أول قافلة كانت تغادر الناس يحملون حقائبهم المتنوعة الأشكال والألوان مع معدات غريبة
كنت أحمل صورة نثر شذاها الحب على قلبي لتخلع معطفها وتعلقه
مع زهرة الكاردينيا التي قمت بالاعتناء بها وأحببتها كثيرا .
الشتاء سرعان ما عاد عندما كنت أترقب سقوط آخر ورقة من ورقات تلك الزهرة
وابتدأت تلك القصة تتلاشى من قلبي وروحي
إلا من بعض النفحات التي تذكرني بها وبعض الأمنيات برؤية الربيع يطل من جديد
لتتفتح زهور الكاردينيا مرة أخرى



#حلا_عدي_رجب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصائد آخر الليل
- الانحدار مع الوطن
- فصول السنة
- ليست نساء سوريا غبيات بقدر رجالها
- في السكينة ج3
- في السكينة ج2
- كذبتي الصغيرة
- بقايا ضلوع متهتكة -الجزء الأخير
- بقايا ضلوع متهتكة ج4
- بقايا ضلوع متهتكة ج3
- بقايا ضلوع متهتكةج2
- بقايا ضلوع متهتكةج1
- أنا ووالدي وكؤوس الأصدقاء
- قطع البازل
- رسمت الحب
- ذكرى عشاق أمس
- يوم عطلة
- في السكينة


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حلا عدي رجب - يوم على أوراق مراهقة