أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء شوقي - غلبني الأرق














المزيد.....

غلبني الأرق


هناء شوقي

الحوار المتمدن-العدد: 6857 - 2021 / 4 / 2 - 21:48
المحور: الادب والفن
    


ٱلَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ، وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّـٰجِدِينَ}

غَلبني الأرقُ وكعادتي حينَ يهاجمُ الاضطرابُ منافذَ سكينَتي أراني أُنسحبُ عن غيرِ درايتي لرُكنِ التطَهُّرِ فكما تُغسلُ أطرافُ الجسدِ يَلفُّني رُكني فأغتسلُ وكأنني أولدُ من جديد والغرابةُ في كَونِ التطهُّرِ يُنسيكَ بعضًا من ملائكيتك فتُعاود طرقَ أبوابٍ تَخالُها جِنانًا على الأرضِ، وإذ بها فِخاخٌ تَرسُمُكَ خيطَ حريرٍ يتلوى ما بينَ جَنَّتِكَ ونارك!
يومَ قررتُ إستبدالَ أذنيَّ! كانَ القرارُ مبعوثًا كرسولٍ يحملُ بيديهِ وصايا الرَّب وكُنتُ آنذاك ذاك العبدَ الذي يخلعُ عن جسدهِ جلدَهُ ليرتدي سترةً ملائكيةً بيضاءَ شفيفةً من غير خيطانٍ وأزرار، طرَّزتُ ثوبي بركعتين جوفَ الليلِ وزركَشتُ أكمامي بأخريين وقت الفجرِ ولففتُ خَصري بزنّارٍ عند الضُحى فتراءى لي طنينٌ سَرقني من كلّ لحنٍ طالهُ الشجن.
غَرِقتُ في حُب المولى فتلاشى من صدري حُلمي القديم.
ذاتَ مساءٍ زَلَّ قيدي وأرخيتُ جناحي للقصيدة وما ترفقتُ! التَمَعَ بعينيكَ بريقٌ أثلَجَ قلبي، كُنتَ كجمرةٍ ترنو نحوي فاحترق وكُنتُ أهربُ بماءِ بعضي واستكين إلى أن أبقيتَ جمرَكَ يحرقُ ومضيت فأخذتُ الصباحاتِ مَحطةً لإيوائِكَ حتى أصبحتَ شريكَ أيامي اليتيمة.

{ الذي يَراكَ حينَ تقومُ* وتَقلّبَكَ في الساجدين}

أراكَ وحيدًا شاردًا كمّن لا صاحبَ له، أراني المعبأة بأحمالي، أخالُكَ الغارقَ في تيهك وأراني أُشذَِّبُ شُرودي فأصيرُ نجمةً مُضاءَةً على كَتِفك.
تقلَّبتْ مزاجاتنا تَقَلُّبَ الصُبح والمساء، فتَكَت بنا الهلاوسُ وافقدتنا صوابنا. حُفِرَ في ذاكِرَتنا ما قالتهُ عيونُنا
صارَ لا يُنسى...
ذاتَ انغماسٍ جَزِعَ الفؤاد فطَرقتُ بابَ المولى متوسلةً:
إلهٰي!
أضَعتُ طَريقي،
أعدني إلي!
رَميتُ بصري جوفَ السماءِ، كأنَّكَ إشتهاءٌ على غيرِ موسمِ لا طالَني حرُِّك ولا ثَمَرُك، دَمَعت عيناي واكتويتُ بنارِ ظُنوني فكتبتُ العِبارات.
انزويتُ في غُرفتي المُظلمةِ لعلّي التقطُ ما سقطَ من ضعفي أمام دلالي.
سِبحةٌ في يدي وغطاء رأسي وسجادة صلاة وتقلُبي في الساجدين!
وهو المولى يَرعى ويرى...
هـ . ش



#هناء_شوقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أمي-
- حبلى الفلك المسحور
- أحلام صفر اليدين
- كفاكَ بُعدًا
- لا تُطِلَّ عليَّ
- أحببتك ككاتبة
- في المقدمة إمرأة
- أنتَ لي
- -طائرٌ الأرض-
- -زقاق على الطريق-
- عصفورتي
- تراتيل الزمن
- على باب الجنة
- صانع الأطواق
- ليلتي
- عابرة مكدسة
- الغرفة الباردة
- شمس الرحيل
- أشباه حب( جزء جديد)
- الأزمة الأخيرة


المزيد.....




- مسرحية -طعم الجدران مالح-.. الألم السوري بين توثيق الحكايات ...
- مهرجان الأردن لأفلام الأطفال.. غزة وحكايا النزوح والصمود في ...
- -للسجن مذاق آخر-.. شهادة أسير فلسطيني عن الألم والأمل خلف ال ...
- المخرجة اللبنانية منية عقل تدخل عالم نتفليكس من خلال مسلسل - ...
- الذكاء الاصطناعي بين وهم الإبداع ومحاكاة الأدب.. قراءة في أط ...
- مخيم -حارة المغاربة- بطنجة يجمع أطفالا من القدس والمغرب
- بصمة الأدب العربيّ: الدّكتورة سناء الشّعلان (بنت النعيمة)
- باب كيسان.. البوابة التي حملت الأزمنة على أكتافها
- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...
- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء شوقي - غلبني الأرق