أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي احمد - التمر ثمر النخل بين سومر وتدمر بالميرا















المزيد.....


التمر ثمر النخل بين سومر وتدمر بالميرا


علي احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6851 - 2021 / 3 / 27 - 19:19
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الميثولوجيا هي أساس انطلاقة الثقافة الزراعية وانفكاك عقدة اللسان وتطورهما، ولهذه الشجرة المقدسة التي أطلق عليها كثيرون من القدماء اوصافا واحاسيس كالبشر صلة بهذا التطور.
جسد المشرقي الربة الانثى في النخلة، وفي المعتقدات الاشورية كانت تمثل عشتار قمتها متصلة بالسماء وجذورها في الأرض. النخلة تمثل عشتار باعتبار تموز هو مؤبرها (ملقحها). انها ليست صدفة ان يرتبط رمز AN في السومرية والاشبه بنجم مشع بمرادف اكدي هو ilu وان ذات الرمز بذات اللفظ يعني أيضا القمة النامية للنخيل(الطلع والسعف).إنها الربة آن (عان ) AN في السومرية المرادفة لعشتار السامية بصورها عناة وتعنيت (تانيت)، وهي ما خلف لنا التراث اسمها ففي اللسان العَوَانَةُ النخلة، في لغة أَهل عُمانَ. نخلة عَوانٌ: طويلة، أَزْدِيَّة.
يعتقد عالم الاشوريات الألماني بينو لاندسبرغر Benno Landsberger ان ما قبل السومريين هم أصحاب كلمتي شجرة النخيل gešimmar ، والبلح او التمر 1 زلم zulum 2 .
يفترض القاموس السومري قراءة شجرة النخيل بصورة ĜEŠNIMBAR وGIŠIMMAR ، ولها ثلاث صور كتابته :
ĝeš/ĝešnimbar (geš/gešimmar, geš/gešnimbar)
ĝešnimbar (gešimmar, gešnimbar)

mu-nim-mar (ES)
واما المرادف الاكدي بذات المعنى gišimmaru ولها صور قراءة gišimmuru، gišgimmaru، gišnimmaru، mišimmaru، mišnimmaru.

تسمية النخل تضم ĜEŠ ( GEŠ): تعني شجر وخشب وترادف في الاكدية işu- انظر عضض وعصى وعضه وغيض و عيص وخضى -، وأيضا تضم التسمية رمزان مجتمعان يسميان sa6، اغلب المعاني الدائرة حوله لها صلة بالجودة والبهجة، والاهم في هذه الحالة الحلاوة سواء كانت طعما او شكلا. وهو ما يعني ذهنيا الشجرة الحلوة طعما وشكلا. ومن المعاني أيضا عندما يقرأ بصورة HUD4 ولكن غير محققة يفرك؟ بمرادف اكدي hadādu ويعني يشق عميقا -يخدد-. وكلاهما يقودنا الى عملية تخصيب النخل حيث تتطلب شق الكيس الذي يحتوي على حبوب اللقاح وفركها في ازاهير الانثى. وبصورة PA9 تعني سعفة او غصن او جناح.
امثلة الكتابة الثلاث المدرجة منها ما هو بدالة ĜEŠ التي لا تلفظ ومنها بدون هذه الدالة ولكن بذات اللفظ وليست استدلالية كما هو اغلب أسماء النباتات وهو ما يوحي بقدم التسمية التي تشمل لفظ الشجر، وهو ما احتفظت به جزيرة العرب ، حيث لا يزال العديد من انواع النخل في الجزيرة العربية يحمل اسماء جشفعر، قش حمد، قش ربيع، قش حبش. جش نغال، خشكار، جش ربيع ،خصاب، جش طبق، جش منحى، جش تريس، جش سويح، جش حنظل ابيض، جش شهلى. جش رملي. خشرم ..الخ.
الكلمة Gišgimmaru احتفظت بها العربية باسقاط بادءة ĜEŠ، حيث ورد في اللسان تحت جمر يقال للخارص: قد أَجْمَرَ النخلَ إِذا خَرَصَها. والجُمَّارُ: معروف، شحم النخل، واحدته جُمَّارَةٌ. وجُمَّارَةُ النخل: شحمته التي في قِمَّةِ رأْسه تُقْطَعُ قمَّتُه ثم تُكْشَطُ عن جُمَّارَةٍ في جوفها بيضاء كأَنها قطعةُ سَنَامٍ ضَخْمَةٌ، وهي رَخْصَةٌ تؤكل بالعسل، والكافورُ يخرج من الجُمَّارَة بين مَشَقِّ السَّعَفَتَيْنِ وهي الكُفُرَّى. والجَامُورُ: كالجُمَّارِ. وجَمَرَ النخلة: قطع جُمَّارَها أَو جامُورَها. الجُمَّارَةُ: قلب النخلة وشحمتها، شبه ساقه ببياضها.
واما اقرب صيغة في العربية لتسمية النخل فهي جذمر: (البادءة جذ صورة قراءة اكثر حداثة من GEŠ)، الجِذْمارُ والجُذْمُورُ: أَصل الشيء، وقيل: هو إِذا قُطعت السَّعَفَةُ فبقيت منها قطعة من أَصل السعَفة في الجِذْعِ ، بزيادة الميم، وكذلك إِذا قطعت النَّبْعَةُ فبقيت منها قطعة، ومثله اليد إِذا قطعت إِلاَّ أَقَلَّها. التهذيب: وما بقي من يد الأَقطع عند رأْس الزَّنْدَيْنِ جُذْمُورٌ. ( قياس من شجرة النخيل فهي الشجرة التي تتطلب قطع السعف حتى ترتفع للاعلى وتتطلب إبقاء قطعة من السعفة حتى لا تموت الشجرة لاختلاف ارتباط السعف بالجذع عن ارتباط الاغصان بالاشجار الأخرى والتي يمكن قطعها عند التقاءها مع الجذع. وربما أطلقت التسمية قبل ذلك على الفسائل النامية التي تفصل عن جذر الام وتزرع في مناطق أخرى وهي بتقديري الطريقة التي اتبعت لتدجين النخل من اشجار برية. وعلى صلة بالنخل باسقاط االراء قشم: البسر الأبيض.
تسمية النخيل ĜEŠNIMBAR توحي بصلة مع جذر أبر الذي عماده في لسان العرب عن تأبير وتخصيب النخل ويوحي ضمنيا بانجاب الولد . وبخصوص nim فربما بالاصل كانت مستقلة قبل ان تدمج في الكلمة حيث تعني في السومرية يعلو ويرتفع. واما الابرة فهي قياس وليست اصيلة لأن اسمها الأصلي على صلة بالمغزل الذي في الاكدية pilaqqu وفي السومرية balak العربية احتفظ بالجذرين وصلتهما بالاستدارة ومنه الفلك. التَّفْلِيك أَن يجعل الراعي من الهُلْب مثلَ فَلْكة المِغْزل ثم يثقب لسان الفصيل فيجعله فيه لئلا يرضع أُمه.الليث: فَلَّكْتُ الجَدْيَ، وهو قَضِيب يُدارعلى لسانه لئلا يرضع.
وبافتراض ان تسمية النخل مركبة من شجر مضافا اليه * إمّر *IMMAR ، فأن ذلك يقودنا الى:
1- ان إمر او مر هي التسمية الأكثر بداءة للنخيل قبل ان تستخدم طريقة تلقيحه. وربما على قرابة مع الطعم الحلو للطلع ولكن لعدم ورود ما هو قريب لفظا يشير للحلاوة فنستثني ذلك حيث marruتعني مر في الاكدية ومقابلها في السومريةSES .
2-اعتمادا على طريقة كتابة الاسم mu-nim-mar (ES) والتي تشمل أداة التسمية mu، وnim يعلو و mar يذري وينثر 3 – ذاتها في الاكدية zarû – . أي التي + تعلو+ يذري وينثر. ويوضح الجذر ذري الذي هو أصل التسمية صلته بالتلقيح والدلالة ان من معاني zarû الاكدية ينمو من بذرة النخيل، يبذر (قارن المضاف ب+ المضاف اليه ذر او زر والبذر والبزر كاصل واحد له علاقة بالانبات والتلقيح).
اعتمادا على أن جذرmar الذي له صلة بتسمية الاموريين(العموريين) يرتبط في ذاكرة القوم الذي اطلق التسمية ربما قبل السومريين بالعواصف الترابية التي هي موطنهم غرب الرافدين حيث mermer3 تعني عاصفة ترابية. وتعني mir (mer) عاصفة، الشمال، الريح الشمالية. وهو ما يوحي ربما الى ان فكرة تلقيح النخل ارتبطت في الذاكرة بعصف الرياح او العواصف الترابية الغربية التي تهب ربيعا والتي تقود حبوب اللقاح الذكرية فتثمر الأشجار الانثى أي ذات فترة تلقيح النخيل. ومع الزمن اكتشف ان قطع الفحال الشبيه باليد وتذرية حبوب اللقاح الذكرية على ازهار الانثى يؤدي الى ولادة الثمر.
وعلى صلة بما سبق واحتفظت به العربية من الجذر mar . مور: مار الشيءُ: تَرَهْيَأَ أَي تحرّك وجاء وذهب كما تتكفأُ النخلة العَيْدانَةُ. ومارَ إِذا جعل يَذْهَبُ ويجيء ويَتَردّد. ومار الشيءُ مَوْراً: اضْطَرَب وتحرّك. والمور المَوْجُ. والمَوْرُ ترابٌ.والمَور أَنْ تَمُورَ به الرِّيحُ.والمُورُ، بالضم: الغُبارُ بالريح.والمُورُ الغُبارُ المُتَرَدِّدُ، وقيل: التراب تُثيرُه الريحُ.
مرا: المَرِيُّ الناقة التي تَدِرُّ على من يمسح ضُروعها، وقيل: هي الناقة الكثيرة اللبن. مَرَى الدمَ وأَمْراه إِذا استخرجه. مَرَى الشيءَ وامْتَراه استخرجه. مَرَت الريحُ السحابَ إِذا أَنزلت منه المطر. المُمْري: التي جَمَعَت ماءَ الفحل في رحمها. المارِيُّ: ولد البقرة الأَبيضُ الأَمْلَس. المري الرجل.
وما ورد تحت مرا ربما له صلة بتلقيح النخل بدءا من استخراج الطلع الشبيه باليد وجمعه (ربطه داخل كيس ازاهير الانثى). وأيضا تشبيه النخلة بالإنسان حيث المَرْءُ: الإِنسان. امْرَأَةٌ تأْنيث امْرِئٍ.
3- اذا شطحنا بعيدا عن الرموز واعتمدنا على وجود BARوMAR وبافتراض انهما من اصل واحد فهو ما يصلنا الى جذر AMAR في السومرية الذي يعني عجل؛ يافع، كتكوت؛ ابن، سليل. ومرادفاتها الاكدية māru و būru (pūru) ورغم أن هذه الأخيرة بالباء تقتصر على صغار الحيوان الا ان احتفاظ الارامية بكلمة بار ما يعني ان مار وبار بالاصل اطلقتا على الوليد. وفي هذه الحالة الشجرة التي تنجب او الشجرة المرء والأكثر ترجيحا المرأة، ففي الاكدية marratuتعني نوع من النخيل، وترد بين الكلمات الاكدية والسومرية الأكثر قدماlexical، ولا ادري لماذا وردت في قاموس اللغة الاكدية-العربية لـ د.علي ياسين الجبوري بصورة اسم شجرة النخيل. ولمزيد من الربط فقد ورد تحت جذر تمر: التَّمْرُ: حَمْلُ النخل. التامور: النَّفْسُ. التَّامُور:وعاء الولد. وما رأَيت تُومُرِيّاً أَحْسَنَ من هذه المرأَة أَي إِنسيّاً وخَلْقاً.- قارن في العامية دومري-. وورد تحت امر: التامور: الولدُ.
تدمر
ذكرت تدمر في نقوش ماري نحو القرن 18 قبل الميلاد بصورة Ta-ad-mi-ir، وفي Ta-ad-mar في النقوش الاشورية في القرن 11 قبل الميلاد- ورود mar يوحي بالغرب والعموريين-. واميل للاعتقاد انها نسبة للتمر لإحاطتها بالنخيل، وانها كانت واحة يؤمها الرعاة العموريين اسلاف العرب. ترد كتابتها بالتدمرية بصورتين TDMR و TDMWR وهو ما يوحي بأن مصطلح تمر وتمور كان واحد قبل ان يستخدم فقهاء اللغة تمور كصيغة للجمع. تفسير الباحثين للمرادف الاغريقيΠαλμύρα ( Palmera ) بمعنى نخيل بأنه قراءة تصحيفية لتدمر على درجة من الصحة بدءا من عدم وجود النبته في مناخهم، وانما في مناخ سواد العراق.
اقترح المشتشرق الهولندي ألبرتوس شولتنز Albert Schultens صورة قراءة مفترضة هي Talmura تحولت الى Palmura بتأثير palma اللاتينية حيث palm تعني تمر. واما مصطلح Palmyra فاستخدم لنسب التمر لشجره في المدينة. هذا الاقتراح استضعفه لوجود أرضية أكثر قربا لدى اخرين ربما تقود الى أصل التسمية.
بعض اللغويين مثل اللغوي جين ستاركي Jean Starcky, اعتقد ان palmera ترجمة لتدمر مفترضا انها تعني كف اليد palm التي بالاغريقية παλάμη -palame- وهو الى حد ما قارب الأصل دون ان يتمكن من تفسير اعتقاده و ما سنتوقف عليه في اخر المادة.
ويذهب ميشيل باتريك اوكوننر 1988 O Connor, Michael Patrick الى ما هو ابعد ليقول ان تدمر وبالميرا تسميتان حوريتان وان pal تعني يعرف، واما tad فتعني يحب. ويضيف ان pal ترادف edû الاكدية واما tad فترادف rāmu- ذات روم يروم في العربية- ويقول ان mVr صيغة ترتبط بالعديد من أسماء الأماكن. Dādu في الاكدية- ذات ودد بالعربية ومنها الود- تعني حب- في الاكدية ḫâbu ذاتها يحب بالعربية.
اخالف ما ذهب اليه اوكوننر لأن اقحام المعرفة في التسمية وحتى بالنسبة للاماكن فهو ضعيف جدا، والاصح ان الكلمة لها صلة بالبيئة التي دجنت النخيل البري في جنوب العراق وربما في شرق الجزيرة العربية، لأن النخيل على حد وصف جوف ساندرسن Geoff Sanderson في التاريخ الطبيعي للنخيل يحتاج لأن تكون"اقدامه في الماء الجاري ورأسه في نار السماء."
من المحتمل ان تكون تسمية تدمر مركبة من Dādu+ marratu(mar) تعني : يود ( يحب، يروم) النخيل، وبالتالي اثناء محاولات نشر زراعة النخيل وجدوا انها تنجح في تدمر التي كانت واحة فلذلك اطلق عليها التي تود النخيل بمعنى ينجح فيها. او ان اسم تدمر يعني انسة النخيل لأن للمشرقين حب وانسة بالنخيل اكثر من أي شجرة أخرى. يقول ابن الوحشية في الزراعة النبطية" واعلموا أن النخل للناس أنس كثير، حتى أنك لو أشرفت من علوّ يحجز بين مراحين، أحدهما فيه نخل والآخر فيه شجر، أو منابت صغار بالليل، لوجدت نفسك في تلك الظلمة إلى النخل أسكن وهن بها أنس كثيراً" والكثير يمكن ان يقال بخصوص العلاقة مع النخيل الأكثر ارتباطا بالميثولوجيا في المشرق العربي منذ العهد السومري، حتى ان من الاحاديث النبوية ما تصف النخلة بعمة البشر وانها "خُلِقَتْ مِنَ الطِّينِ الَّذِي خُلِقَ مِنْهُ آدَمُ " وهو ما قاله ابن وحشية ايضا.
تدجين النخل البري جرى في انحاء الخليج العربي سواء المنطقة المسماة تاريخيا بالبحرين او الاحواز. وبحسب ابن وحشية النبطي الذي وصف النخلة في تراث اسلافه الكلدانيين (الكسدانيين) باخت ادم فإن منشأها جزيرة خارج(خاركان) بحسب رأي ماسي السوراني . ولكنه لا يستثني اصلهما من جزيرة العرب لقوله إن الشهريز والبرني- ارجح ان التسمية المصرية القديمة للبلح بنر bnr او برنت bnrt والتي تعني الحلاوة نسبة للبرني الذي يوحي بالبر نسبة لمناطق الجزيرة النائية-- وجدا في وسط الجزيرة في أبعد موضع منها الماء، ووجدوا النوعين الآخرين على حافة الجزيرة وبقرب الماء. وقد يجوز أن يكون كثرة الري إحالتهما عن ذينك البعيدين من الماء، وهذان هما الصرفان والطبرزد. وقد حكى غير ماسي في أصل وجود النخل ومبدأ كونه حكاية مخالفة لحكاية ماسى السوراني. ويضيف: قال قوثامى: وجدته في كتاب لبعض قدماء الكسدانيين، ألفه في النخل والكروم فقط، مجهول لم يذكر اسمه على الكتاب، فقال فيه: إن أصل وجوده النخل في جميع الأرض إنما كان من بلدة يقال لها اليمامة، قال وهي البلدان التي غلب عليها العرب على قديم الدهر فسكنوها بعد فناء أمه كانت تسكنها، يقال لهم البابانيون. فهناك، في بعض ما يحيط اليمامة” من البقاع”، وجد النخل، وقد نبت لنفسه بعد سيول تتابعت على البلاد كثيرة دايمة، عليه سنون، فنشأ وكبر وحمل فأكلوا حمله، فلما ذاقوه وعرفوا موقعه اتخذوه وافلحوه، وانتشر في البلدان.
سومر وبالميرا
فتح شولتنز Schultens بافتراضه ان بالميرا مشتقة من اليد (الكف) palm احتمالا أخيرا اميل اليه قوامه أن اليد هي القاسم المشترك بين لفظ سومر وتدمر وبالميرا وأن التسميات الثلاث تتكون من اليد(الكف)+ mVr (م ر) تذري، تنثر. افترض ان الهندو-اوروبيين ترجموا التسمية للسانهم من المشارقة في زمن كان من السهل معرفة انها تعني يد و*مرmVr أي الشجرة ذات الايدي او يد المرأة أو الوليد؟- استمرت الكتابة بالسومرية حتى العهد السلوقي.-
افترض ان)(م ر) اسم التمر في البداءة لدى القوم الذي اكتشفه في البيئة المشار اليها سابقة، وربما كلمة تمر بالاصل كانت تطلق على النخل وهي مركبة من ت؟الداخلة على (م ر). التاء في هذه الحالة ربما تصحيف لـ يد.
اليد في السومرية šu ورمزها كف اليد باصابعه، واما da والتي رمزها اليد مع الذراع فلا تعني اليد وانما مركب لغوي. ولكن بالعودة الى a2 التي تعني ذراع فان مرادفها الاكدي idu، وما يوحي بصلة ان رمز a2 ورمز da قريبان باستثناء ان a2 تضم ما اشبه بحزمة الشعير كناية عن القوة. وباعتقادي ان مرحلة مرت استخدمت فيها صورة دا بمعنى اليد قبل ان تتطور لصيغة يد.
سومر
في مادة نشرتها في موقع الحوار المتمدن بتاريخ 16 أيار 2019 تحت عنوان مصطلح سومر(شومر): -ارض- ثمر (النخيل)، ربطت المصطلح الاكدي سوميرو أو شوميرو او( ثوميرو)، بكونه لسان المنطقة الجنوبية من العراق قديما او حاليا. وان اطلاق مصطلح السواد على جنوب العراق ليس صدفة ففي اللسان السواد جماعةُ النخلِ والشجرِ لِخُضْرَته واسْوِدادِه. وتطرقت للاتفاق الصوتي بين مصطلح سومر والسمرة لغلبتها على لون النخيل والظلة. وان مصطلح ثمر ليس الا من ذات الكلمة التي تعني النخيل.
كلمة شمر على صلة وثيقة أيضا الشَّمْرُ: تَقْليصُ الشيءِ،كالتَّشْميرِ، وصِرامُ النَّخْلِ. شَمْرَخَ النخلةَ: خَرَط بُسْرَها. الشِّمْراخُ والشُّمْروخ: العِثْكالُ الذي عليه البُسْرُ، وأَصله في العِذْق وقد يكون في العنب.
في ويكيبيديا التي لا تعتبر مصدرا وثيقا وضع احدهم تحت sumer رمز الكلمة واحسبها من عنده او مقاربة مع الرموز الاكدية دون ورود ما يؤكد على وجودها او مصدرها بهذه الرموز الثلاثة šu+ me [BEING] + ru
Šu تعني يد ورمزها كف اليد مع الأصابع
Me لها عدة معان: يَكُون، طقوس وشعائر دينية، فروض وارادات ربانية، معركة، رغبة، صمت، تشنج، يغسل وينقي.
Ruشكل هندسي
من الصعب الوصول لتفسير مصطلح شوميرو على اعتبار انها سومرية وبطريقة الكتابة المذكورة الا باعتبار ان Šu تعني يد وفي هذه الحالة تتصل كلمة سومر مع بالميرا وتدمر وتمر. واما meru في هذه الحالة لا تفضي لخلاصة منطقية الا اذا كان للنخل علاقة روحانية قوامها ان تلقيح النخل باليد من الطقوس. وأخيرا استوقفني من أسماء الاناث في بعض الدول العربية والإسلامية وهو اشميرا والذي يعني يعني زهرة الجنة وهو ما يوحي بأن جينات الثقافة المشرقية لم تمت فالزهرة هي عشتار التي رأسها في الجنة واقدامها في الأرض.
حاشية
1التمر بالانجليزية Dates وهي بحسب الباحثين مشتقة من الاغريقية dáktulos بمعنى اصبع وتمر. - قارن القرابة بين شكل البلح والاصبع-. ارجح ان التسمية الاغريقية مقترضة من السامية، ففي العربية الدَّقَلُ مِنَ التَّمْرِ : مَعْرُوفٌ ، قِيلَ : هُوَ أَرْدَأُ أَنْوَاعِهِ. وَالدَّقَلُ : مَا لَمْ يَكُنْ مِنَ التَّمْرِ أَجْنَاسًا مَعْرُوفَةً . وَالدَّقَلُ أَيْضًا : ضَرْبٌ مِنَ النَّخْلِ، وَالْجَمْعُ أَدْقَالٌ ، وَقِيلَ : وَالدَّقَلُ جِنْسٌ مِنَ النَّخْلِ الْخِصَابِ . وَتَمْرُ الدَّقَلِ رَدِيءٌ إِلَّا أَنَّ الدَّقَلَ يَكُونُ مِيقَارًا ، وَمِنَ الدَّقَلِ مَا يَكُونُ تَمْرُهُ أَحْمَرَ ، وَمِنْهُ مَا تَمْرُهُ أَسْوَدُ وَجِرْمُ تَمْرِهِ صَغِيرٌ وَنَوَاهُ كَبِيرٌ . الدَّقَلِ هُوَ رَدِيءُ التَّمْرِ وَيَابِسُهُ وَمَا لَيْسَ لَهُ اسْمٌ خَاصٌّ فَتَرَاهُ لِيُبْسِهِ وَرَدَاءَتِهِ لَا يَجْتَمِعُ وَيَكُونُ مَنْثُورًا .الدَّقَلُ وَالدَّوْقَلُ : خَشَبَةٌ طَوِيلَةٌ تُشَدُّ فِي وَسَطِ السَّفِينَةِ يُمَدُّ عَلَيْهَا الشِّرَاعُ . وَفِي الْحَدِيثِ : فَصَعِدَ الْقِرْدُ الدَّقَلَ ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ ، وَتُسَمِّيهِ الْبَحْرِيَّةُ الصَّارِيَ ، وَقِيلَ : الدَّقَلُ سَهْمُ السَّفِينَةِ ، وَأَصْلُهُ مِنْ ذَلِكَ الْأَوَّلُ الَّذِي هُوَ ضَرْبٌ مِنَ النَّخْلِ . وَالدَّوْقَلُ : مِنْ أَسْمَاءِ رَأْسِ الذَّكَرِ . وَالدَّوْقَلَةُ : الْكَمَرَةُ الضَّخْمَةُ . وَيُقَالُ : كَمَرَةٌ دَوْقَلَةٌ ضَخْمَةٌ .
ربما كان للنخلة العديد من الأسماء ومنها دقل – توحي بأنها مركبة من يد و يعلو- ومنه السارية على القياس لاستقامة شجرة النخيل. وعن عبادة الكنعانيين لعشتار بصورة نخلة فقد ورد في سفر التثنية 21:16 لا تنصب لنفسك سارية من شجرة ما بجانب مذبح الرب الهك الذي تصنعه لك. ورغم هذا التجنب لعبادة الكنعانيين الا انهم اتخذوا من ذات هذه العبادة المينوراه التي يعتقد بعض الباحثين بأنها ذات عشتار التي تتجسد في النخلة.
2البلح او التمر في السومرية zu2-lum (su11-lum) وفي الاكدية suluppu . افترض ان التسمية الاكدية تصحيف من السومرية.
ربما احتفظت العربية بالاصل الاقدم باعتبار ان زلم بمعنى البلح قياس من مصطلح معرفي سابق، وهو الزائدة اللحمية في رقبة الماعز باعتبار ان علاقة الانسان بالحيوان سابقة على ثمر النخيل. قارن البلح وزلمتا المعزى؛ ويبدو ان قداح الجاهلية كانت اشبه بالبلح المتطاول، ولا يعقل ان تكون عصيا طويلة ما دامت تخفى في وعاء.
الزَّلَمَةُ : هَنَةٌ مُعَلَّقَةٌ فِي حَلْقِ الشَّاةِ ، فَإِذَا كَانَتْ فِي الْأُذُنِ فَهِيَ زَنَمَةٌ. الزَّلَمَةُ تَكُونُ لِلْمِعْزَى فِي حُلُوقِهَا مُتَعَلِّقَةٌ كَالْقُرْطِ وَلَهَا زَلَمَتَانِ ، وَإِذَا كَانَتْ فِي الْأُذُنِ فَهِيَ زَنَمَةٌ. وَالزَّنَمُ : لُغَةٌ فِي الزَّلَمِ الَّذِي يَكُونُ خَلْفَ الظِّلْفِ. وَالزَّنَمَةُ أَيْضًا : اللَّحْمَةُ الْمُتَدَلِّيَةُ فِي الْحَلْقِ تُسَمَّى مَلَادَهْ . وَالزَّنَمَتَانِ : الْمُعَلَّقَتَانِ عِنْدَ حُلُوقِ الْمِعْزَى.
صلم: الصَّلَامُ وَالصُّلَامُ : لُبُّ نَوَى النَّبِقِ. التَّهْذِيبُ : الصُّلَامُ الَّذِي فِي دَاخِلِ نَوَاةِ النَّبِقَةِ يُؤْكَلُ ، وَهُوَ الْأُلْبُوبُ .- ربما التسمية البدائية لحبوب اللقاح قبل ان تتعمم على البلح مع معرفة التلقيح-
واما الكلمة الاكدية فقد ابدلت العربية اللام بالراء. صرف: الصَّرفان: هو ضرب من أَجود التمر وأَوْزَنه. الصَّرفانةُ تمرة حمراء مثل البَرْنِيّةِ إلا أَنها صُلْبةُ المَمْضَغَةِ عَلِكةٌ، وهي أَرْزَن التمر كله. وفي الروايات أن الزباء الملكة لم يكن يهدى لها شيء أَحَبّ إليها من التمر الصرَفان. وَالصَّرِيفُ : السَّعَفُ الْيَابِسُ.
احتفظت العربية بالخمر قياسا من التمر التامور والتامورة الخمر نفسها. واحتفظت بالكلمة الاكدية في
سلف: السُّلافةُ من الخمر أَخْلَصُها وأَفْضَلُها، وذلك إذا تَحَلَّب من العنب بلا عَصْرٍ ولا مَرْثٍ، وكذلك من التمر والزبيب ما لم يُعَدْ عليه الماء بعد تَحَلُّب أَوَّله. وسُلافةُ كلِّ شيء عصرْتَه: أَوَّلُه، وقيل: السلافُ والسلافةُ من كل شيء خالِصُه.
ففي الاكدية mê suluppi: عصير التمر، شراب التمر. قارن ماء السلافة. šikār suluppi: خمر التمر(قارن السلافة المسكرة)
صلف: الصَّلْفُ خَوَافِي قَلْبِ النَّخْلَةِ. (قياس من البلح الذي يخرج من قلب النخلة كما هو الجنين)

3 قارن النون الزائدة في الاكدية والعربية او التي توصف باتجاه حركة الفعل للخارج (الثاء تصحيف من الزاي -الزاي> الثاء وربما لها صلة بتشوه لفظ الزاي لدى البعض ما انتج لفظا جديدا)



#علي_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقه الغاز اللغة السومرية والاكدية والعربية- اليد مثالا.4
- فقه الغاز اللغة السومرية والاكدية والعربية- اليد مثالا.3
- فقه الغاز اللغة السومرية والاكدية والعربية- اليد مثالا. 2
- فقه الغاز اللغة السومرية والاكدية والعربية- اليد مثالا.1
- فقه اللغة: كلمات عربية وسومرية واكدية مشتركة من بيئة مناخ ال ...
- الحناء والاصباغ الحمراء وعلاقتها بالخصب والانبعاث بعد ممات
- الزبانية في القرآن والقراطب السومرية
- اسطورة قصر الخورنق وبرس النمرود(برج بابل) والمعتقد الصابئي ا ...
- ادريس رسول المعرفة الالهية الخالد وتناسل اسطورته في الانبياء ...
- ادريس رسول المعرفة الالهية الخالد وتناسل اسطورته في الانبياء ...
- الانسان عجينة خميرتها الاسطورة -الاله عنك (عنق) ENKI الذي شي ...
- مصطلح أكد وبغداد (بيت اغادة)
- مصطلح سومر(شومر): -ارض- ثمر (النخيل)
- ميثولوجيا أسماء أيام الأسبوع في الجاهلية -يوم الجمعة
- ميثولوجيا أسماء أيام الأسبوع في الجاهلية -يوم السبت
- ميثولوجيا أسماء أيام الأسبوع في الجاهلية -يوم الاربعاء
- ميثولوجيا أسماء أيام الأسبوع في الجاهلية -يوم الخميس
- ميثولوجيا أسماء أيام الأسبوع في الجاهلية -يوم الثلاثاء
- ميثولوجيا أسماء أيام الأسبوع في الجاهلية -يوم الاثنين
- ميثولوجيا أسماء أيام الأسبوع في الجاهلية -يوم الاحد


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي احمد - التمر ثمر النخل بين سومر وتدمر بالميرا