أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي احمد - فقه اللغة: كلمات عربية وسومرية واكدية مشتركة من بيئة مناخ العصر الجليدي الصغير















المزيد.....



فقه اللغة: كلمات عربية وسومرية واكدية مشتركة من بيئة مناخ العصر الجليدي الصغير


علي احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6798 - 2021 / 1 / 25 - 10:10
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مئات الكلمات في لسان العرب دون جدال تجد في السومرية تفسيرا لها، وايضا مئات الكلمات تتفق في القياس. سأناقش هنا امثلة على القياس، وهو المدخل الفعلي لفقه الترابط بين العربية والسومرية قبل انفصال اللسان الاشتقاقي السامي وتطوره بمعزل عن السومري الذي حافظ على تكلسه وبالتالي انقرض. والمشكلة لدينا ان تاريخنا اللغوي توقف عند الفترة العباسية حيث قام فقهاء اللغة وللأسف ان اغلبهم فارسي بوضع قواعدها وتفسيرها دون وعي للتواصل التاريخي مع الأمم السالفة ولهذا فإن أكبر الأخطاء التي وقع بها دارسونا هو الاعتماد على التصنيف القديم ومقاييس اللغة. والاجدر هو إعادة تصنيف المعاجم بصورة تتفق مع المقاييس الحديثة لإيجاد الصلة التاريخية التي تطورت بها اللغة.
البحث في اللغة السومرية كقالب مصمت لا يعطي نتيجة، الا اذا تعاطينا بمرونة في مخارج الحروف، وبحسب علماء السومرية فإن حروفها 21 حرفا وهي: A، B،D،E،G، Ĝ، H،I، K،L، M،N، P،R،S، شين Š، T،U،W،Y،Z. واما الاحرف الاكدية 22 حرفا وهي: ِA، B،D، E،G،H،I،K، L، M ،N،P،Q،R،S،Š شين ،T، Ţطاء ،U،W،Y،Z. فيما العربية 29 حرفا بضمنها الهمزة، حيث يقول ابن أبي مريم في الهداية "وحروف المعجم عند جميع النحويين تسعة وعشرون حرفا"، وبتقديري ان عدد حروف العربية لم يأت صدفة وله صلة ميثولوجيه فالرقم له صلة بعدد أيام الشهر القمري اخذا بعين الاعتبار ان فقهاء اللغة الأوائل تحدثوا عن 35 حرفا فقد ورد في المقتضب للمبرد وهو الوحيد الذي اعتمد 28 حرفا لما لها من صور فيما نصه " اعلم أن الحروف العربية خمسة وثلاثون حرفا، منها ثمانية وعشرون لها صور". وبتقديري ان هذه الإشكالية افقدتنا خيطا مهما في التواصل ما بين العربية وما احاطها من لغات قديمة. ولكن اذا ما أعاد باحثون جادون لدراسة المعاجم وجدولتها مقارنة باللغات القديمة في المنطقة فانهم سوف يقدمون خدمة عظيمة ليس للغة العربية فحسب وانما للإنسانية لأن اللغة تاريخ تسجيلي كما هي الوقائع التاريخية والوراثية.
بداية لم يأت أحد من الماضي لينطق بلسانه، ومثلا في الاكدية كانت هناك لهجات، ولا استبعد ان صور القراءة تختلف في بعض النواحي عما يكتب؛ وأقرب مثال لذلك هو تصور قراءة اللغة العربية بما وردنا من مصاحف بالخط الحجازي او الكوفي قبل التنقيط. ناهيك عن ان الأوروبيين قرأوا تاريخنا بمعزل عن القدرة على لفظ العديد من الحروف الاصيلة المرتبطة ببيئتنا كالعين والضاد والظاء وصعوبتهم في التمييز بين الهاء والحاء والخاء. وبحسبهم فإنه لا توجد في السومرية حروف الجيم والهاء والحاء والطاء والعين والغين والصاد والضاد والظاء والثاء والذال. واذا اعتبرنا ان احرف العلة في العربية هي الالف والواو والياء فإنها في السومرية AوEوUو WوY. واما حرف الفاء فهو باعتقادهم غير موجود وبديله الP. واغلب اللبس في السومرية الذي يجعلها مجهولة عن اللسان العربي هو حرف Ĝ الانفي الحلقي الذي يرمز له ŋالذي يلفظ بصورة نغ eng كما في KING، ولهذا فإنني اقترح لدى دراسة اللغة تسمية لحروف الحاء والعين والهاء هي شقائق احرف العلة. والتي تساعد على اكتشاف القرابة بين الجذور العربية والسومرية.
ومنوط بالباحث ان يدرك قوانين أساسية سواء من دراسته العربية واللغات الأخرى ظواهر الابدال والقلب. مثلا ابدال النون بالميم وبالعكس واللام والراء أحيانا، والفاء والثاء، والثاء والشين حيث ربما نتيجة تشوه في الفم اواقتلاع الاسنان ظهر حرف الثاء غير الموجود في اللغتين السومرية والاكدية ومثلا في السومرية šum [GARLIC] التي في الاكدية šūmū تعني ثوم وهناك امثلة في اللسان على ذلك وابدال بين الفاء والثاء مثل فومها بمعنى ثومها، في العامية البعض يقول ثُم بمعنى فم. ايضا الاخذ بعين الاعتبار الابدال بين الباء والميم. والدال والذال، والشين والذال، والجيم والقاف والكاف، والضاد والصاد، والضاد والزاي....الخ. وكذلك الابدال بين الشين والجيم، فمثلا تبدو أحيانا الجيم وكأنها مرت عبر لفظ حرف CH بالإنجليزية، وأيضا اخذ الاعتبار إبدال الجيم من الياء (العجعجة) الى غير ذلك.
استوقفتني ذروة الشتاء القارس قبل أيام ودفعتني لأنبش اوراقي بحثا عن الصلة مع البرد في ذهن انسان العصر الحجري اثناء العصر الجليدي الصغير قبل نحو 12 ألف سنة -ثمة اعتقاد ان نيزكا ضرب الأرض في تلك الفترة وكان السبب في تغير المناخ- وهي الفترة التي بدأ يدق جرس الحضارة في انحاء كوبكلي تبه Göbekli Tepe جنوب الاناضول وأدى التجمع ومحاولة تفسير ما يجري لتطور في الاعتقاد الميثولوجي والذي بدوره اعطى الضوء لانطلاق الثقافة الزراعية التي تطورت مع تحسن المناخ وانحسار البرد الشديد وذوبان الثلوج حيث انطلقت هجرات للشرق والجنوب منها من استقر عند مصاب الأنهار ومنها من استمر على حياة الصيد والرعي والقطاف.
الكلمات الواردة ادناه تعطي صورة عن مصطلحات مشتركة وقديمة تخص الشتاء ولكنها تطورت في استخداماتها واغتربت حتى عن الأصل الذي نشأت منه.
من خلال تجربتي مع اللغات القديمة وبالأخص السومرية وعلاقتها بغيرها أستطيع القول إن أساس البحث يعتمد على تمثل الباحث للبيئة البكرية للغة وافتراض معايشتها، ولذلك افترض ان ما في عقل البدائي إضافة لمسميات، قد لا يزيد عن ثلاثين مصطلحا منها تشعبت اللغات على القياس مثلا جذر gaz [KILL] بمعني يقتل الذي تطور في العربية لعشرات الجذور والتي اصلها من عهد الصيد، ومنها ما هو قوامها وحدة وصراع الاضداد مثل فوق وتحت، بعيد وقريب، طيب وضار، داخل وخارج.... الخ، كما في المثال المتعلق بالشتاء والصيف او البرد والحر والذي اغلب قوامه الشدة.

يرد في القاموس السومري لجامعة بنسلفانيا:
amagi [FROST]:[ amagi ؛ amagi2 ؛ amagi3 ] : صقيع، ثلج، جليد.
المقابل الاكدي:
1-: halpû: صقيع، ثلج، جليد.
2-: mammû: صقيع ثلج، جليد.
3-: šurīpu: صقيع ثلج، جليد.
يتكون الرمز amagi من ذات رموز الرمزamagi2مجتمعة وهو ما يوحي نية الاختصار لدى المدرسة التي اتبعت الرمز -كانت هناك مدارس مختلفة وتتباين في الكتابة أحيانا- ، واما amagi3 فقد استبدل رمز الماء a بـ za أي جوهرة(لؤلؤة). وذات الرمز amagi يعني الشتاء -انظر sed [COLD] وتماثل الرمز مع sed (še4, šed7). وذات الرموز الواردة أعلاه ترد بثلاث صورة قراءة halba [FROST] وهي halba2 ؛ halba6 ؛ halba .
اقرأه على الشكل التالي a تلفظ حاء وهو اسم الماء (حيا،حيان)، واعتقد أن هذا الرمز كانت له صور قراءة هاء وحاء واحيانا عين (شقائق احرف العلة المفتقدة في السومرية بحسب ما وصلت الينا عبر السومريولوجيين). الرمز الثاني يعني شتاء ويبرد، وله من صور قراءة sed6 (šed12) احتفظت به العربية في كلمة شتاء. والرمز الثالث di وتعني يذهب.
المعني في عقل البدائي احد احتمالين الأول هو ماء + شتاء باعتبار ان الرسمين الثاني والثالث كلمة واحدة من الصعب فهم اصل رابطها كأن تكون قديمة جدا، واحتفظت بها العربية في شتاء (ابدال الدال تاء في العربية لقرب المخارج مع أولوية الدال سواء لوجودها في السومرية او التشديد كناية عن البرد) نظرا لوجود sed6 (šed12) بمعنى يبرد بالصورة الفعلية وشتاء بالصورة الاسمية؛ والاحتمال الثاني وهو ضعيف ماء+ شتاء او بارد+ يذهب . أي ان الثلج هو الماء في الشتاء او البارد ويختفي (يذهب) كناية عن ذوبان الثلج او اختفاء (ذهاب) المطر بعد هطوله. واما الكلمة التي يستبدل بها الماء باللؤلؤة فهي كناية عن حب الثلج او البرد.
لم اعثر لكلمة amagi في العربية على مقاربة بأحرف العلة بديلا عن a بداية الكلمة، فانتقلت الى حرفين من شقائق أحرف العلة وهما الحاء والهاء، ولدينا ثلاثة جذور ربما على صلة وهي حمق وهمق وحمج. في لسان العرب ورد ما يلي:
حمق: المُحْمِقاتُ من الليالي: التي يَطلعُ القمر فيها ليلة كلَّه فيكون في السماء ومن دونه سَحاب، فترى ضَوءاً ولا ترى قمراً، فتظُنُّ أَنك قد أَصبحت وعليك ليل. ويقال سِرْنا في ليال مُحمِقات إِذا استتر القمر فيها بغيم أَبيض فيسير الراكب ويظن أَنه قد أَصبح حتى يَملَّ، قال: ومنه أُخذ اسم الأَحْمق. واعتقد ان ابن فارس زاغ عن الأصل في مقاييس اللغة الى مقياس ثانوي فبحسبه الحاء والميم والقاف أصلٌ واحدٌ يدلُّ على كَساد الشيء.
همق: كُلاٌ هَمِقٌ: هَشٌّ لين. الهَمْقاق والهُمقاق: حب يشبه حب القطن في جُمَّاحة مثل الخَشْخاش. وفي مقاييس اللغة الهاء والميم والقاف: كلمة واحدة. يقولون: كَلأٌ هَمِقٌ: هَشٌّ.
حمج: التَّحْمِيجُ: فتح العين وتحديد النظر كأَنه مَبْهُوتٌ. وعند ابن فارس "فحمج جنسٌ من التّشديد، نحو حَمّج الرّجلُ عينَيه إذا حَدَّق وأحَدَّ النّظَر". هذا الاحتمال ضعيف الا اذا كان على القياس من النظر للثلج والانبهات به، وبتقديري انه اقرب لصلته بالعين والانبهار بضوء الشمس الساطع خاصة صيفا، اخذا بعين الاعتبار ان اغلب الجذور بالاصل هي مضاف ومضاف اليه. واميل الى ان الجيم هي igi [EYE] السومرية التي تعني العين، وللاشارة فإن عشرات الأمثلة في العربية توضح ان igi كانت مصطلحا قبل سيادة مصطلح عين الموجود في كل اللغات السامية، وهي مصطلح قريب من okw- الهندواوروبية بمعنى يرى.
ما اريد قوله هو أن الليالي المحمقات وصف دقيق لليالي الثلجية. واما همق فيحمل مواصفات هشاشة الثلج، واما حب القطن فهو شبيه بحبيبات الثلج والبرد، وهذا الأخير هو الأصل وهو سابق على معرفة او أهمية القطن او حبه الذي ارجح انه قياس، لأن علاقة الانسان البدائي بالثلج كانت قبل فجر الحضارة التي انطلقت ربما في كوبكلي تبه قرب الرها قبل نحو 11500 نتيجة ارتطام جرم سماوي بالأرض .
بتقديري انه اثناء انتقال بعض القبائل التي ظهرت تحت اسم عرب جنوبا الى اليمن تقديرا ما بين الالف الثانية والثالثة قبل الميلاد نتيجة تدجين الجمل الذي كان له الدور الحاسم في انتقال القبائل الرحل (العموريون ومنهم العرب) من الغزو للتجارة وما فرض ذلك من حروب في الفترة الاشورية وبعدها نتيجة احتكار الرحل التجارة ورفضهم دفع الضرائب للخزينة الاشورية-انظر معركة قرقر 853 قبل الميلاد شمال غرب سورية وامتداد الحرب بعد ذلك والاجتياحات الاشورية لجنوب بلاد الشام وشمال الجزيرة العربية. ما يهمنا هنا هو ان اصل الثلج اختفى نتيجة افتقاده في جزيرة العرب ولكن القياس استمر لأن الليالي المحمقات ليست سوى صورة قياسية لليالي الثلجية حيث يستطيع السائر ان يتدبر طريقه كما لو كان الوقت صباحا. وهو بحد ذاته أيضا تفسير للموطن الأصلي للعرب كما هو عموم القبائل السامية وهو جنوب الاناضول وللنظر الأبحاث الجينية حيث اغلب العرب من حملة الهابلوغروب J1 وJ2 وموطن نشأته الاناضول، وللنظر أيضا الأبحاث الوراثية على مومياءات الفراعنة وعدم اختلافها جينيا عن غيرها في الهلال الخصيب وان التبدل الجيني في مصر طرأ خلال الالفي سنة الماضية بزيادة الجينات الوافدة من جنوب الصحراء. وهو ما يعيدنا الى العصر الجليدي الصغير نحو 12 الف سنة الى الوراء وحينها كانت كل مناطق الجزيرة والعراق والشام متصحرة حسب الدراسات المناخية. بمعنى ان الأصل في جميع الاقوام التي نزحت جنوبا مع تحسن المناخ من اصل عرقي واحد وان اللغة السومرية (ergative-absolutive الفاعل المعدي المطلق)هي اللسان الأسبق على اللغات الاشتقاقية Agglutinative language كالافرواسيوية والهندواوروبية وهي اللغات الأكثر تطورا في العالم بحكم انها في المنطقة التي شهدت اكثر التبدلات الاقتصادية والسياسية والفكرية، ولذلك فقد انقرضت السومرية لكونها غير قابلة للتطور بحكم انزوائها في جنوب العراق مقارنة بما حدث من تطور على لسان الرحل نتيجة التنقل والصراعات.
وبالعودة الى حيث ابتدأنا تستوقفنا مجددا كلمة دمق، فهل على صلة بـ amagi مع الاخذ بعين الاعتبار ان وجود الدال يشط من تفكيرنا بالعلاقة، ولكننا نعرف ان أساس اغلب الكلمات هو مضاف ومضاف اليه وهو قوام اللغة السومرية ولكن المضاف والمضاف اليه في اللغة الاشتقاقية قُسِرَ اثناء عكف فقهاء اللغة عبر التاريخ على الاختصار فبات الجذر الثلاثي القسري غريبا عن الأصل.
في لسان العرب الدَمَقُ بالتحريك: ثلجٌ وريحٌ؛ فارسيٌّ معرّب. يومٌ داموقٌ: ذو وَعْكةٍ، فارسي معرب لأن «الدَّمَهْ» بالفارسية النفس فهو دَمَهْكِر أي آخذ بالنفس. وهو تفسير اراه ضعيفا، وحيث أن دمق تعطي الانطباع انها تعني أيضا الثلج العاصف، وهي ربما من أحد احتمالين اما مركبة من كلمتين احداها تضم الدال واما الثانية فهي حمق او amagi ومن الصعب الجزم بوجود الحاء في فجر اللغة من عدمه. والاحتمال الثاني هو القلب وهو وارد في العربية أي تقديم حروف الكلمة على بعضها وان يكون لفظ الدال (دي) انظر الرمز الثالث di وتعني يتكلم، يذهب، وربما المعنى الأخير هو المقصود في رسم كلمة amagi وكان ملفوظا لدى بعض القبائل في اخر كلمة amagi بمعنى amagid *، ولكنها تعرضت للقلب اثناء تطور اللغة بحيث وصلتنا بصورة دمق واذا شط بنا الاشتقاق وحيث ان الجيم من صور لفظ القاف ولكنها اكثرحداثة فبقلب amagid نخرج بكلمة جمد الذي يعني الجليد.
وبالعودة الى المقابل الاكدي لـ amagi الواردة في القاموس halpû، mammû ، šurīpu ، فإن المعنى الأول هو halpû وفي ذات القامومس السومري نجد:
halba [FROST]:[ halba2 ؛ halba6 ؛ halba ؛ halpi ]: تجمد، جمد، ثلج، جليد، طقس بارد، يبرد.
والمقابل الاكدي هو:
1- halpû: تجمد، جمد، جليد، ثلج.
2-: kuşşû: شتاء، شتوي.
3-: mammû: تجمد، جمد، جليد، ثلج.
4-: takşâtu: طقس بارد، تجمد.
5-: šurīpu: تجمد، جمد، جليد، ثلج.
كلمة halba السومرية التي ذاتها halpû الاكدية – حسب علماء اللغة h يلفظ خاء أي ان الكلمة تلفظ خلبا في السومرية وخَلْفُ في الاكدية، واما بخصوص الباء وال Pفإن الكثير من احرف الباء في السومرية تحولت في اللغات السامية الى حرف الفاء او p وهذا الأخير بتقديري شطبه فقهاء العربية وكان ملفوظا ولم يكن مكتوبا بالنظر عن حديثهم عن 35حرفا ابجديا في العربية.
المدى الذي وصله تطور هذا الجذر في العربية وهو شأنه ما يبين سر كون العربية تتسنم قمة تطور اللسان في المنطقة العربية نجده في جذور هلب وحلب خلب وكلب. حيث استخدمت القرابة اللفظية للحروف في استخراج كلمات جديدة، ولكنها احتفظت بمضمون الأصل. وهو ما يعطيني الانطباع بأن العلاقة بين العربية والسومرية في هذا الجذر لم تمر عبر الاكدية، واستمرت باستخدام المصطلح البدائي بحرف الباء دون الانتقال للفاء كما في الاكدية.
تحت بند هلب في لسان العرب نجد:
هُلْبَةُ الشِّتاءِ: شِدَّتُه. الـهَلاَّبةُ: الريح البارِدَةُ مع قَطْرٍ. والـهَلاَّبُ رِيحٌ باردة مع مَطَرٍ. الهَلاَّبةُ: الريح الباردةُ.هَلَبَتْهم السماءُ: بَلَّتْهم. السماءُ تَهْلُبني أَي تَبُلُّني وتُمْطِرُني. وقد هَلَبَتْنا السماءُ إِذا مَطَرَتْ بجَودٍ. التهذيب: يقال هَلَبَتْنا السماءُ إِذا بَلَّتْهم بشيءٍ من نَـدًى، أَو نحو ذلك. الـهَلُوبُ الصِّفَةُ المحمودةُ، أُخِذَتْ من اليوم الـهَلاَّبِ إِذا كان مَطَرُه سَهْلاً لَيِّناً دائِماً غَيرَ مُؤْذٍ؛ والصِّفةُ الـمَذْمُومة أُخِذَتْ من اليوم الـهَلاَّبِ إِذا كان مَطَرُه ذا رَعْدٍ، وبَرْقٍ، وأَهوالٍ، وهَدْم للمنازل.يومٌ هَلاَّبٌ، وعامٌ هَلاَّبٌ: كثير الـمَطَر والريح. يوم حَلاَّبٌ، ويوم هَلاَّبٌ، ويوم هَمَّامٌ، وصَفْوانُ، ومِلْحانُ، وشِـيبانُ؛ الـهَلاَّبُ: اليابِسُ بَرْداً، الـحَلاَّبُ: فيه نَـدًى، والـهَمَّام: الذي قد هَمً بالبَرْد. الـهَلْبُ تَتابُع القَطْر. أَتَيْتُه في هُلْبة الشِّتاءِ أَي في شِدَّة بَرْدِه. في الكانونِ الأَول الصِّنُّ والصِّنَّبْرُ والـمَرْقِـيُّ في القَبْر، وفي الكانون الثاني هَلاَّبٌ ومُهَلَّبٌ وهَلِـيبٌ يَكُنَّ في هُلْبةِ الشَّهْر أَي في آخره. ومن أَيام الشتاءِ: هالِبُ الشَّعَر ومُدَحْرِجُ البَعَرِ. قال غيره: يقال هُلْبةُ الشتاءِ وهُلُبَّتُه، بمعنى واحد. وامرأَةٌ هَلُوبٌ: تَتَقَرَّبُ من زَوجِها وتُحِـبُّه، وتُقْصِـي غيرَه وتَتَباعَدُ عنه؛ وقيل: تَتقرَّبُ مِن خِلِّها وتُحِـبُّه، وتُقْصِـي القيظ بالاقصاء- قارن kuš [SUMMER]-. واما مقاييس اللغة فقد اخذت القياس البدائي في إشارة لاكتساء الأرض بالثلج على مرمى البصر حيث الهاء واللام والباء: أصلٌ يدلُّ على سُبوغٍ في شيءٍ وسَعَة.
واما تحت بند خلب، وهو اللفظ البدائي المفترض في اللغة السومرية نجد انه انجرف عن المعنى الأصلي كثيرا او ان خلب لا صلة لها بالجذر سوى من الإشارة التي ترد تاليا -هو شيء ابيض رقيق، لازق بالكبد- او لون الجليد المائي اللالون له بالنظر الى الإشارة لحجاب القلب او الحجاب الحاجز. ولكن ذلك لا ينفي ان تكون الصلة مع لب في جذر مركب يشمل القلب حيث لب تعني في الاكدية كما العربية قلب وجوف.
الخلب، بالكسر: حجاب القلب. وقيل هو حجاب ما بين القلب والكبد. وقيل الخلب حجاب بين القلب وسواد البطن؛ وقيل: هو شيء ابيض، رقيق، لازق بالكبد. الخلب: حبل الليف والقطن اذا رق وصلب. الخلب حبل دقيق، صلب الفتل، من ليف أو قنب، او شيء صلب.
واما تحت بند حلب: الحلب: استخراج ما في الضرع من اللبن. وفي هذا الجذر ثمة مقاربة مع الثلج للونه الأبيض، وربما اخذت الاكدية والعربية القياس من الثلج للونه او ان يكون الأصل هو ح معنى ماء A (حيان وحيا) المضافة الى اللب أي الجوف اوالقلب بمعنى السائل (الماء الخارج من الجوف). وللاشارة فإن ثمة لغات سامية كالعبرية تستخدم كلمة لبن إشارة للون الأبيض، ولبنان اخذ تسميته من جبل الشيخ الأبيض. هذا الا اذا كان مركبا من ل بمعنى لاجل مضافا اليها بن بمعنى الولد أي الذي لاجل الولد.
ومن الصعب الجزم عما اذا كانت كلمة حلب هي الأصل وان الثلج قياس من الحليب للونه لان الحلب له اسبقية على الثلج في العلاقة الإنسانية. ففي الاكدية نجد هذا الجذر بصورتي كتابة الباء والـ P حيث ḫalābu، ḫalāpu : يحلب . ومما يوحي بالصلة مع الثلج ان ذات الجذر المتعلق بالحليب نجد من صيغه المستخدمة في العمليات الصناعية وربما قياسا من التدثر شتاء في الأيام الثلجية او الباردة
ḫalāpu: بمعنى ينزلق في او خلال، يتوشح، يلبس، يرتدي، يدلف في؛ يتغطى او يتغلف بطلاء او طبقة او غشاء معدني. الكسي او الستر بالطوب .
ḫallupu: متسلح، مدجج بالسلاح،مدرع، متدرع
šupālītu ḫalluptu: ترس(درع)، قميص للتترس او التدرع، سترة مدرعة
ḫalluptu: درع. (مترادفات: naḫlaptu, qurpissu, ša ḫallupti)
ḫalbu: غابة (ربما لان الغابة تستر من فيها قارن غيط والتي منها غائط والاستتار عند قضاء الحاجة).
واما تحت كلب وهوما يوحي بأن أصل اللفظ هو خلبا كما في السومرية، وللملاحظة كما في كثير من المواضع في لسان العرب هو حوم الكلمات حول الأصل مثلا ورود كلبة الشتاء وهلبته معا ونجد تحت هذا البند:
الْكُلْبَةُ: شِدَّةُ الْبَرْدِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: شِدَّةُ الشِّتَاءِ، وَجَهْدُهُ. وَالْكَلَبُ: أَنْفُ الشِّتَاءِ وَحِدَّتُهُ، وَبَقِيَتْ عَلَيْنَا كُلْبَةٌ مِنَ الشِّتَاءِ؛ وَكَلَبَةٌ أَيْ بَقِيَّةُ شِدَّةٍ، وَهُوَ مِنْ ذَلِك. الْكُلْبَةُ كُلُّ شِدَّةٍ مِنْ قِبَلِ الْقَحْطِ وَالسُّلْطَانِ وَغَيْرِهِ. كُلْبَةُ الشِّتَاءِ وَهُلْبَتُهُ: شِدَّتُهُ. وَيُقَالُ هُلْبَةٌ وَجُلْبَةٌ مِنَ الْحَرِّ وَالْقُرِّ. عَامٌ كَلِبٌ: جَدْبٌ، وَكُلُّهُ مِنَ الْكَلَبِ.
المعنى الاكدي الثاني kuşşû
نجد في القاموس الاشوري kūṣu وتعني في السومرية ثلاث كلمات [EN.TE.NA]؛ [EN.TE.EN.NA]؛[ ŠED7]: برودة، شتاء؛ طقس بارد؛ قشعريرة وارتجاف، قسوة الطقس. من صورها kuṣṣu، kuṣṣu. kaṣû: [ŠED7 ]: يبرد، يُبَرِّد.kaṣû : [ŠED7 ] بارد.
في العربية يرد العديد من الجذور تحت تصنيف الاضداد، ولهذا لا استبعد ان المصطلح البدائي للشتاء والبرودة تحول مع الانتقال التدريجي حيث بدأ العصر الجليدي المصغر بالانحسار ولهذا أطلقت العرب ذات المصطلح كناية عن النقيض، وهو الحر الشديد، والقاسم بينهما هو الشدة سواء بردا او حرارة. فمثلا في السومرية kuš [SUMMER]: kuෑ : الصيف،ويقابلها في الاكدية qēşu: الصيف. وكما هو واضح فإن الأصل في اللغتين واحد بإبدال الكاف قافا والشين صادا، وهذه الأخيرة باتت في العربية ظاءا.
وللمقارنة مصطلح رياح الكوس الشرقية والمرتبط اسمها بالصيف لدى السومرية، وهي الرياح المرتبطة بالمنطقة الممتدة من عمان الى البصرة. الرياح الشرقية صيفا ترتبط بالحر وشتاء بالمطر. واما الرياح الشمالية الشرقية فبالبرد القارس. وتأكيدا على الأصل الواحد فإن الرمز kuෑ ذات رمز sahar [DUST] بمعنى غبار وتربة بمقابل اكدي eperu واختصارا قارن عفر(ولما كانت العين والغين من اصل واحد في كثير من الجذور فإن غبر وعفر من اصل واحد) التي ذاتها في العربية وتعني تراب وفي الذاكرة الشعبية يرتبط العفر بغبار التربة والتراب الصحراوي الذي أصله يظهر في كلمة sahar المشار اليها انفا واذا كانت العربية استخدمته في مصطلح صحر الا انها احتفظت باللفظ الأصلي أيضا حيث شخر: الشَّخِيرُ: ما تَحَاتَّ من الجبل بالأَقدام والحوافر، وقياسا من الرمل بصورة حرف الحاء الشِّحْرَةُ الشَّطُّ الضَّيِّقُ، والشِّحْرُ الشط. ووجه الأرض بصورة حرف الهاء السَّاهرَةُ: الأَرضُ، وقيل: وَجْهُها. السَّاهِرَةُ الفلاة. الساهرة وجه الأَرض العريضة البسيطة. ولما كان الصيف مقرونا بالإضافة للغبار والرمل فإنه مقرون بالحر أيضا حيث الصَّهْرُ : الْحَارُّ. والمفارقة ان sahar [FROST] بذات الرمز تعني صقع ورعب بمقابل اكدي هو hurbāšu بذات المعنيين وهو ما يعيدنا الى الأصل المشترك في الذاكرة للحر والبرد الشديدين. وبخصوص hurbāšu لم يبق منه سوى صورة قياسية وهي انتفاش الشعر لدى التقاتل سواء بصورة حرفش او خرفش كما في الأمثلة الواردة لأن اصل الانتفاش هو زيادة افراز الغدة الكظرية.
وبالمناسبة تحضرني شاردة ذات صلة بالصيف، وهي الخيار والفقوس (مركب من جذرين ف؟ +قوس) المرتبط بهذا الفصل حيث ukuš [CUCUMBER]:[ uku෌ ]: خيار، شمام او بطيخ، قرع اويقطين- قارن اشتراك الرمزمع sahar . المقابل الاكدي qiššû ، وفي اللسان قثأ: القِثّاءُ: الخِيار. ولكن العربية احتفظت بكلمة كوسا وهو من القثائيات. وبتقديري ان فقوس مركب من جذرين الأول الأول يشمل الفاء مضافا اليه قث او كس اوقس. ويبدو ان القثائيات كانت تعني الصيفيات.
وفي اللسان قيظ: الْقَيْظُ صَمِيمُ الصَّيْفِ، وَهُوَ حَاقُّ الصَّيْفِ، وَهُوَ مِنْ طُلُوعِ النَّجْمِ إِلَى طُلُوعِ سُهَيْلٍ أَعْنِي بِالنَّجْمِ الثُّرَيَّا. وقد قاظ يومُنا: اشتد حَرُّه. والمَقِيظُ والمَصِيفُ واحد. - ربما عنى القيظ ايضا الصيف عامة. قارن خرف: الخَريفُ: أَحَدُ فُصُولِ السنةِ، وهي ثلاثة أَشْهر من آخر القَيْظِ وأَوَّل الشتاء. -
قوظ: الْقَوْظُ فِي مَعْنَى الْقَيْظِ.
ومن الجذور ذات الصلة قياسا من الصلابة والشدة المقرونة بالصقيع والبرد :
قسا؛ القَسْوَةُ الصَّلابةُ في كل شيء. أَرض قاسيةٌ: لا تُنبت شيئاً. التهذيب: عام قَسِيٌّ ذو قَحْط. العامُ القَسِيُّ الشديد لا مطَرَ فيه. عشية قَسِيَّةٌ: باردة. القَسِيَّةُ: الشديدة. ليلة قاسِيةٌ: شديدةُ الظُّلمة. المُقاساةُ: مكابدة الأَمر الشديد. قاساه أَي كابَده. قَرَبٌ قَسِيٌّ: شديد. – ذهنيا يرتبط البرد sed [COLD] بالشدة والقسوة والشتاء لما فيه من معاناة ومنها جمع الحطب بهدف الاستتار قارن و ĝeš [TREE].
قسس: القَسِّ، وهو الصَقيعُ لبَياضه. القَسْقاس: شدَّة الجوع والبَرْد. ليلة قَسْقاسَة: شديدة الظلمة. ليلة قَسْقاسة إِذا اشتد السير فيها إِلى الماء، وليست من معنى الظلمة في شيء. بتقديري ان ذلك لا ينفي احتمال الارتباط بالظلمة اذا اعتبرنا الظل ĝissu [SHADE] قياسا من الليل ĝi [NIGHT]. واما الظل في الاكدية şillu فمن شأنه ان يشير الى أن الظاء كما في كثير من الكلمات ما هو الا حرف حديث اصله اما الصاد او الضاد. واما لفظ ĝi [NIGHT] فربما ورد بصورة الغين لانه في اغلب كلماته يشير الى الغؤور وهو المرتبط بالضلال وبالعتمة الخ قياسا من الليل . وربما اعتقد الانسان ان الليل عبارة عن ستارة حيث الغَيايَة كل شيءٍ أَظَلَّ الإنسانَ فوق رَأَسِهِ مثلُ السّحابة والغَبَرة والظِّلِّ ونحوِه.
قزح:قوس قزح : طرائق متقوسة تبدو في السماء أيام الربيع . ربما لقزح صلة لأنه مرتبط بالشتاء نظرا لعدم وجوده في السومريةtirana [RAINBOW] او الاكدية بهذا الاسم.
قيس: القيس: الشدة.
قسح؛ قاسحه : يابسه . ورمح قاسح : صلب شديد ، والقسوح : اليبس . وقسح الشيء إذا صلب .
قشع: القشع: اليابس.
قطط: القِطْقِطُ، بالكسر: المطَر الصِّغار الذي كأَنه شَذْر، وقيل: هو صغار البَرَدِ.
قحط: القَحْط: احتِباس المطر. وللمقارنة مع قحط قارن ما ورد تحت بند شتا: العربُ تسمِّي القَحِطَ شِتاءً لأَنَّ المَجاعاتِ أَكثرُ ما تُصِيبهُم في الشِّتاء البارِدِ.
قعظ: اقعظني فلان اذا ادخل عليك مشقة في امر كنت عنه بمعزل. اقعظه: شق عليه.
اغلب المواصفات التالية تحت كزز ربما لها صلة او قياسا من البرد أو بالاصح الثلج.
كزز؛ جمل كز: صلب شديد. وذهب كز : صلب جدا . رجل كز : قليل المؤاتاة والخير بين الكزز. والكزاز : البخل. الكزازة والكزاز : اليبس والانقباض. الكزاز : داء يأخذ من شدة البرد وتعتري منه رعدة ، وهو مكزوز . وقد كز الرجل على صيغة ما لم يسم فاعله : زكم . وأكزه الله فهو مكزوز : مثل أحمه ، فهو محموم ، وهو تشنج يصيب الإنسان من البرد الشديد أو من خروج دم كثير . الكزاز الرعدة من البرد ، والعامة تقول الكزاز ، وقد كز : انقبض من البرد . وفي الحديث : أن رجلا اغتسل فكز فمات الكزاز : داء يتولد من شدة البرد ، وقيل : هو نفس البرد . واكلأز اكلئزازا : انقبض ، واللام زائدة .
قسط: الْقُسْطَانِيَّةُ وَالْقُسْطَانِيُّ : خُيُوطٌ كَخُيُوطِ قَوْسِ الْمُزْنِ تَخِيطُ بِالْقَمَرِ ، وَهِيَ مِنْ عَلَامَةِ الْمَطَرِ . وَالْقُسْطَانَةُ : قَوْسُ قُزَحَ. ربما اشتقاق القوس بالاصل نسبة لقوس قزح في الشتاء. وكلا الكلمتين قسط وقزح ربما على صلة ومن اصل واحد. واما قسطاني فربما مركبة من قس والطونة بمعنى كثرة الماء.
ما يرد تاليا تحت كصص احد احتمالين اما من الصوت الصادر عن الفم او الرجفة والقشعريرة نتيجة البرد.
كصص؛ الكصيص : الصوت عامة . كصيص الحرب أي صوتها ، وقيل : هو الصوت الرقيق الضعيف عند الفزع ونحوه ، وقيل : هو الهرب ، وقيل الرعدة . أفلت وله كصيص وأصيص وبصيص وهو الرعدة ونحوها ، وقيل : هو التحرك والالتواء من الجهد. وقيل : الكصيص الانقباض من الفرق. ويقال : له من فرقه أصيص وكصيص أي انقباض .
كظظ؛ الكظيظ : المغتاظ أشد الغيظ. الكظاظ : الشدة والتعب . والكظاظ : طول الملازمة على الشدة. الكظاظ في الحرب : الضيق عند المعركة . والمكاظة : الممارسة الشديدة في الحرب . وكاظ القوم بعضهم بعضا وتكاظوا : تضايقوا في المعركة عند الحرب- قياس من التزاحم والتلاصق بين أبناء العشيرة اثناء البرد الشديد في المغائر او الملاجئ لدرء البرد-. اكتظ المسيل بالماء : ضاق من كثرته ، وكظ المسيل أيضا . وفي حديث رقيقة : فاكتظ الوادي بثجيجه أي : امتلأ بالمطر والسيل ، ويروى : كظ الوادي بثجيجه . اكتظ الوادي بثجيج الماء أي امتلأ بالماء . والكظيظ : الزحام.
كيص؛ الكيص : اللئيم الشحيح.
كدأ: كَدَأَ النبتُ يَكْدَأُ كَدْءاً وكُدُوءاً، وكَدِئَ: أَصابَه البَرْدُ فَلبَّده في الأَرضِ، أَو أَصابَه العطَشُ فأَبْطَأَ نَبْتُه.
جَضَدَ : رَجُلٌ جَلْدٌ ، وَيُبْدِلُونَ اللَّامَ ضَادًا فَيَقُولُونَ : رَجُلٌ جَضْدٌ .-ربما الأصل هو*جصد -الملاحظ في العربية ان كثيرا من الضاد يمكن قراءتها بالصاد بمعنى ان الضاد احدث من الصاد - بمعنى القساوة قياسا من الجليد.
وكأضافة تحتمل الارتباط ان يكون šeg [FROST] السومري والاكدي kaṣû من اصل واحد تعرض احدهما للابدال، واما جذر جنس: الجَنَسُ المياه الجامدة. الذي يتقاطع مع اللاتينية glacies، فربما اما مقترض من هذه الأخيرة مع ابدال اللام نونا او ان النون تعرضت للقلب والاصل من جسأ .الجاسِياء: الصَّلابةُ والغِلَظُ. وحيث تحت الجسنة في القاموس المحيط اجْسأَنَّ: صَلُبَ. وتحت قسن القُسَأْنينة من اقْسَأَنَّ العودُ وغيره إِذا يبس واشتدّ وعَسِيَ. القاف والسين والنون كلمةٌ تدلُّ على شِدّة.
المعنى الاكدي الثالث mammû
يرد في السومرية : mabi [FROST]: mabi2 (mammi2) ؛ mabi: جمد، صقيع. ومقابلها الاكدي mammû:
من الصعب التأكيد عما اذا كان اللفظ البدئي بالباء في حين ان الباحثين يضعون أيضا صورة القراءة بالميم كما يتضح أعلاه، وقوام ذلك بتقديري هو القلب بين الميم والباء كما في مثل مكة وبكة. واما ما وصل الينا من هذا الجذر فهو على القياس وشط عن الأصل مما يوصف بالاضداد او قياسا من صفة الجليد والأرض الواسعة المكسوة ثلجا وهي البيئة القديمة قبل ان ينتقل او تتحول البيئة الجديدة الى صحراء -انظر بيئة شرق الفرات تاريخيا التي باتت صحراء وكانت بها حيوانات مختلفة ومنها الفيل السوري الذي انقرض مائة سنة قبل الميلاد وهو اكبر أنواع الفيلة وكان اسم فيل هانيبال السوري نسبة لموطنه- حيث الموماة المفازة الواسعة الملساء- قارن اكتساح الجليد للأرض-وقيل هي الفلاة التي لا ماء ولا أنيس بها . وقال أبو خَيْرة: هي المَوْماءُ والمَوْماةُ، وبعضهم يقول: الهَوْمةُ. والهَوْماةُ، وهو اسم يقع على جميع الفَلَواتِ. وقال المبرد: يقال لها
المَوْماةُ والبَوْباةُ، بالباء والميم. والمُومُ: الحُمَّى مع البِرْسامِ، وقيل: المُومُ البِرْسامُ. والمُومُ: الشَّمَعُ.
الإشارة للشمع توحي بصلة على القياس من شكل الثلج والصقيع واما البرسام الذي يقال له الموم فهي علة تصيب الصدر بحسب ما يفهم من الفارسية لكن الإشارة للحمى قد تعني إصابة بمرض نتيجة التعرض للبرد الشديد.
ولا يستبعد ان يكون على القياس من الصقيع، وصعوبة الحصول على الماء: الأوام بالضم العطش وقيل حره وقيل شدة العطش وأن يضج العطشان.
وربما كان يقرأ بصورة ممه لأن اغلب الجذور العربية ذات الصلة بها حرف الهاء وهي جذور تعرضت للاقلاب:
احتفظت العربية بالجذر وطورته قياسا من الصقيع وربما بالاصل ليس الصقيع وانما اللؤلؤ وملوسته ولكن الاكدية قصرته على الجليد، حيث المَهْوُ من السيوف: الرَّقِيق. الأَمْهاء السُّيوف الحادة. المَهْوُ البَرَدُ. المَهْو: حصًى أَبيض يقال له بُصاقُ القَمَر.المَهْوُ: اللُّؤْلُؤُ.ويقال للثغر النَّقِيِّ إِذا ابيضَّ وكثر ماؤه: مَهاً. المَهاة: الحِجارة البيض التي تَبْرُق، وهي البلَّوْرُ. المَهاةُ البلَّوْرة التي تَبِصُّ لشدَّة بياضها، وقيل: هي الدُّرَّةُ. والمَهاةُ بَقرةُ الوحش، سُمِّيت بذلك لبياضها على التشبيه بالبِلَّورْة والدُّرَّة.
والمثال التالي يوضح ادخال الهاء في الكلمة التي بالاصل الموماة واما الليونة فربما قياسا من ذوبان الثلج:
مَهِهْتُ: لِنْتُ. والمَهْمَهُ: الخَرْقُ الأَمْلَس الواسع. المَهْمَهُ الفَلاةُ بعينِها لا ماءَ بها ولا أَنيسَ.وأَرضٌ مَهامِهُ: بعيدةٌ.
عملية قلب موضع الهاء: الهَمُّ: الحُزْن. الانْهِمامُ في ذَوَبانِ الشيء واسْتِرْخائه بعد جُمودِه وصَلابتِه مثل الثلج إِذا ذابَ، تقول: انْهَمَّ. وهَمَّت الشمسُ الثلجَ: أَذابَتْه. وهُمامُ الثلج: ما سالَ منْ مائِه إِذا ذابَ. الهَمِيمةُ: المطرُ الضعيف، الهَمومُ: البئر الكثيرة الماء. سحابة هَمومٌ: صَبوبٌ للمطر. الهَماهِم: من أَصوات الرعد نحو الزَّمازِم.هَمْهَمَ الرَّعْدُ إِذا سمعتَ له دَوِيّاً. قَصَبٌ هُمْهوم: مُصوِّت عند تَهْزيز الريح. الهاءُ والميم: أصلٌ صحيح يدلُّ على ذَوْبٍ وجَرَيانٍ ودَبيبٍ وما أشبَهَ ذلك.
المعنى الاكدي الرابع takşâtu: طقس بارد، تجمد.
هذه الكلمة أدخلت تاء التفعيل على الجذر kuşşû وهي ما تدفعني بصورة قراءتها لنفي التفسير الدارج بين اللغويين من ان طقس كلمة اغريقية مقترضة كناية عن الترتيب والنظام الكنسي، وانها بالاصل رافدينية، وذات صلة قياسا بالمناخ كما هو معروف والاصل هو الطقس البارد.
المعنى الاكدي الخامس šurīpu
في العربية : الشُّرْفةُ أَعلى الشيء. أَشْرَفَ الشيءُ: علا وارتفع. الشُّرافيُّ: لَوْنٌ من الثياب أَبيض. شُرَيفٌ: أَطولُ جبل في بلاد العرب.الشُّرَيْف جبل تزعم العرب أَنه أَطول جبل في الأَرض. وشَرَفٌ جبل آخرُ يقرب منه.
ما ورد تحت شرف مما سبق والحسب والمجد على القياس من الشيخوخة لشيبها. وأن الاكادية احتفظت بالمعنى البدئي للثلج الذي يرتبط دوام وجوده في اعالى الجبال، وربط العربية شرف باطول جبل في الارض أو في بلاد العرب كناية عن اكتساء قمته بالثلوج في زمان ما.
تحت بند صرف وبالنظر لاختلاف العرب في تقدير وقت الصرفة. اخذنا ما قاله ابن بري لاتفاقه مع المعيار الاكادي. الصَّرْفةُ مَنْزِل من مَنازِلِ القمر. سميت بذلك لانْصراف الحرِّ وإقبال البرد. العرب تقول: الصَّرْفةُ نابُ الدَّهْرِ لأَنها تفْتَرُّ عن البرد أَو عن الحَرّ في الحالتين.
وبالنظر الى ان الراء تبدل في اللغات لاما نجد صلة تحت صلف.
الصَّلَفُ قلة النَّزَلِ والخير. قالوا أَصْلَفُ من ثَلْجٍ في ماء ومن ملحٍ في ماء. أَرض صَلِفةٌ: لا نَبات فيها. الصَّلْفاء والأَصْلَفُ ما اشتَدّ من الأَرض وصَلُبَ. الصاد واللام والفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على شِدّةٍ وكَزازة.
ولا استبعد ان جذر ذرف مع الجذور ذات الصلة وتعني ذوبان الثلج، حيث حرف الذال مفتقد في اللغتين السومرية والاكدية ولكن ما يوحي بصلة بالشين بالإبدال أن كلمة ša الاكدية تعني حرفيا اسم الإشارة ذا او الذي.
ذرف: الذَّرْفُ : صَبُّ الدَّمْعِ وَذَرَفَ الدَّمْعُ: سَالَ .
سرف: السَّرَفُ الضَّراوةُ. والأَسْرُفُّ الآنُكُ، فارسية معرَّبة. ربما على القياس من الجليد لشبهه بالرصاص او القصدير. وغير صحيح انه فارسي وانما سومري والمفارقة في العربية بصيغتين اسرب و حيث anna [METAL]:[ an-na (nagga) ]: قصدير أو رصاص. والمقابل بالاكدية : annaku: (annuku ) : القصدير؛ الرصاص. وفي العربية الْآنُكُ : الْأُسْرُبُّ ، وَهُوَ الرَّصَاصُ الْقَلْعِيُّ ، وَقَالَ كُرَاعٌ : هُوَ الْقَزْدِيرُ. قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ : وَأَحْسَبُهُ مُعَرَّبًا ، وَقِيلَ : هُوَ الرَّصَاصُ الْأَبْيَضُ ، وَقِيلَ الْأَسْوَدُ ، وَقِيلَ هُوَ الْخَالِصُ مِنْهُ.
بالنظر الى ان ما ورد تحت صفر تاليا ليس له صلة بالصفر أي النحاس او البرونز كما في الاكدية والسومرية فإنني أرى ان صفر ليس الا قلبا لصرف:
صفر: الصفرية من لدن طلوع سهيل إِلى سقوط الذراع حين يشتد البرد، وتسمى أَمطار هذا الوقت صَفَرِيَّةً.
صلف؛ الصَّلَفُ قلة النَّزَلِ والخير. قالوا أَصْلَفُ من ثَلْجٍ في ماء ومن ملحٍ في ماء. الصَّلْفَاءُ: الأرض الصلبة، والمكان أصْلَفُ. الصاد واللام والفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على شِدّةٍ وكَزازة.
وأخيرا لا استبعد ان يكون جذر شرب من هذا الجذر وربما سابقا عليه لفظا باعتبار اقدمية الباء على الـP.
واما رشف فعلى الأرجح على صلة وربما له علاقة بشرب الماء في البيئة المتجمدة مصا او قليلا قليلا لبرودته الفائقة، حيث في مقاييس اللغة الراء والشين والفاء أصلٌ واحد، وهو تَقَصِّي شُرب الشّيء.
الشتاء والبرودة
في السومرية sed [COLD]: sed4 (še17, šed10) ؛ sed (še4, šed7) ؛ sed6 (šed12) ؛ še12 ؛ še18 ؛ še11 ؛ še15 ؛ še5 ؛ šed5 : يَبْرُد؛ يُبَرِّد؛ شتاء
المعاني الاكدية:
1-kāşû: برودة
2-kuşu:kūṣu (kuṣṣu)) : [ EN.TE.NA ]؛ [ EN.TE.EN.NA ]؛ [ŠED7]: برودة، شتاء؛ طقس بارد، قشعريرة وارتجاف. برودة، طقس بارد، قشعريرة وارتجاف
انظر ما ورد بخصوص المعاني الاكدية سالفا تحت kuşşû
واما بخصوص الكلمة السومرية فهي ببساطة ليست سوى كلمة شتاء التي لا زلنا نتلفظ بها
وتاليا جذور ذات صلة:
شتا: الشتاء معروف أَحد أَرباعِ السنة، وهي الشَّتْوة.
واما الصلابة فالقاسم المشترك بين التسمية السومرية sed والاكدية kuşşû تكمن في القياس من شدة او قسوة الموسم البارد واللافت تحت الجذور ذات الصلة هوالربط بالجوع أيضا والذي اخذته العربية بمناخها الحار قياسا من الشتاء في فجر موطنها جنوب الاناضول.
شدد: الشِّدَّةُ: الصَّلابةُ، وهي نَقِيضُ اللِّينِ تكون في الجواهر والأَعراض. الشِّدَّة: المَجاعة. الشِّدَّة: صعوبة الزمن.
شيد: الشِّيدُ، بالكسر: كلُّ ما طُليَ به الحائطُ من جِصٍّ أَو بَلاط، وبالفتح: المصدر، تقول: شاده: جَصَّحَه.- قارن القياس من الثلج للونه وربما لاستخدامه كملجأ وبالمقابل قارن جصص: مكان جصائص ابيض مستو والتي ربما اصلها من eš [COLD] واما الجيم فهي مبدلة من الياء ففي الاسبانية yeso تعني جبس او جص وهو ما لا ينفي أيضا الصلة مع kāşû حيث القَصّةُ والقِصّة والقَصُّ: الجَصُّ. واما بخصوص الاكدية hašašu بمعنى يجصص حائطا او يطين ما يوحي بأن لفظا ربما بصورة الحاء ورد قبل ذلك.
ثأد: الثأْدُ النَّدَى والقُرُّ. رجل ثَئِدٌ أَي مَقْرورٌ. الثاء والهمزة والدال كلمةٌ واحدة يشتقّ منها، وهي النَّدَى وما أشبَهَه. فالثَّأْدُ النَّدى. -يَوْمٌ مَقْرُورٌ وقَرٌّ: باردٌ. وللاشارة فإن القر بمعنى البرد على صلة بجذر قرح وربما هذا الأخير اكثر قدما بوصف تطور اللغة يميل للاختصار من الالصاقية لقسر الجذور في احرف ثلاثة. في الاكدية qarḫu تاتي بمعنى جليد و ثلج واما العربية فقد اخذت القياس لكونها نزحت حيث يغيب الثلج. الأَقْرَحُ الصبحُ، لأَنه بياض في سواد. روضة قَرْحاءُ: في وَسَطها نَوْرٌ أَبيضُ. القُرْحانُ ضَرْبٌ من الكَمْأَةِ بيضٌ صِغارٌ ذواتُ رؤُوس كرؤُوس الفُطْرِ.-
ثدي: يُقَالُ : ثَدِيَ يَثْدَى إِذَا ابْتَلَّ .
ولأن اسهل التبدلات في اللسان ترد من خلال احرف العلة او شقائقها كالعين والحاء والهاء فإنني لا استبعد ان ثطع على صلة وتطور من خلال ثأد لأن الندى ابتلال وكذلك الزكام وكلاهما على صلة بالاصل بالماء او الثلج وسيلانه كما ان الإصابة به مرتبطة بالبرد.
الثَّطْعُ : الزُّكَامُ ، وَقِيلَ : هُوَ مِثْلُ الزُّكَامِ وَالسُّعَالِ .
سدا: السَّدْى: نَدى الليل، وهو حياةُ الزَّرْعِ.
جدا : الْجَدَا - مَقْصُورٌ - : الْمَطَرُ الْعَامُّ .جود: مَطَرٌ جَوْدٌ : بَيِّنُ الْجَوْدِ غَزِيرٌ ، وَفِي الْمُحَكَمِ يَرْوِي كُلَّ شَيْءٍ . وَقِيلَ : الْجُودُ مِنَ الْمَطَرِ الَّذِي لَا مَطَرَ فَوْقَهُ الْبَتَّةَ . وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ : وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَّا حَدَّثَ بِالْجَوْدِ ، وَهُوَ الْمَطَرُ الْوَاسِعُ الْغَزِيرُ .
واثناء تطور اللسان الذي عكفت عليه مراكز خاصة لقولبة الالسنة كما هو عهد المدارس السومرية والاكدية والارامية في جنوب العراق على طول نهر الفرات واخرها في الحيرة والكوفة على العربية، فإن الفقهاء اثناء الاشتقاق ربما استخدموا افعالا لاشتقاق الأسماء دون دراية ان الفعل بصيغته ليس الا اسما كما هو الحال في مصد لان الأصل على الارجح صد< شد(شت).
مصد: المَصْدُ البَرْد؛ وما وجدنا لها العامَ مَصْدةً ومَزْدةً، على البدل، تبدل الصاد زاياً، يعني البرد. والمَصْد الرَّعْد. المَصْد المطر. الميم والصاد والدال أصلٌ صحيح فيه كلمتان غيرُ متقايستين.فالأولى المَصْد، يقال هو الرَّضاع، ويقال هو الجِماع، مَصَدَها مَصْداً.والأخرى المُصْدان: أعالي الجِبال، الواحد مَصَاد. قال:قال ابن دريد: والمَصْد: البرد. وأصابَتْنا العامَ مَصْدَةٌ، أي مطر.
الاشارة للجبال في مقاييس اللغة توحي بصلة بالنظر لارتباطها بالمطر والبرد والرياح القادمة من سلسلتي زاغروس والاناضول، ومن غير المستبعد ان البدائي ربط اسم الجبال بالمطر والثلج كما في بعض الأمثلة التوضيحية السابقة وللاشارة القرابة اللفظية بين الجبل šadû في الاكدية وفي العربية الصَّدُّ والصُّدُّ: الجبل مع الشتاء في السومرية satu [MOUNTAIN]. وأيضا تعني gabiri [MOUNTAIN] جبل ولكن العربية ابدلت الراء لاما.
مزد: ما وجَدْنا لها العامَ مَزْدةً كَمَصْدةٍ أَي لم نَجِدْ لها بَرْداً، أُبْدِل الزاي من الصاد.
والاشارة للجبال وربطها بالثلج والمطر ربما أيضا تجد تفسيرها في الاغريقية حيث πᾰ́γος (págos ) تعني جليد وقمة جبل ويبدو لي ان الأصل هو šeg [FROST]حيث الـ P مبدلة الشين كما هو الحال في العربية فوم بمعنى ثوم الذي بالأصل هو شوم.
وفي السومرية šeg [FROST]:[ šeg9 ؛ šeg4 ]:ثلج؛ ثلج مخلوط بالمطر؛ طقس بارد؛ جماد، تجمد، صقيع، حليت؛ لذع، حرق، رماد؛ قشعريرة، ارتجاف.
هذا الجذر تحول بصورة رئيسية في العربية الى صقع وربما من الأصل سقى وهذا الأخير انفصل ليرتبط بالماء انظر لاحقا šeĝ [RAIN].
صقع: الصقِيعُ: الجلِيدُ. والصقِيعُ: الذي يَسْقُطُ من السماء بالليل شَبيهٌ بالثلج.
المعاني في الاكدية:
1-šalgu: ثلج، ثلج مخلوط بالمطر. šalāgu: تهطل ثلجا.šalgu: مطر مخلوط بالثلج، طبقة جليدية رقيقة.
2-šurpu، šuruppû، šurīpu: ثلج، برد، تجمد، جماد، صقيع، حليت.

يوحي المصطلح السومري šeg [FROST] بصلة مع جذر سقى، وذلك اذا افترضنا رغم اختلاف صيغة الكتابة ان ما وصلت اليه الاكدية والسومرية من تطوير للجذر احفتظت به العربية بالاصل وبالمعنى الاقدم ففي الاكدية šāqû: الساقي؛ كبير الخدم، وصيف وتعني في السومرية šagia [CUP-BEARER]. وفي العربية السَّقْيُ : مَعْرُوفٌ وَالِاسْمُ السُّقْيَا ، بِالضَّمِّ ، وَسَقَاهُ اللَّهُ الْغَيْثَ أَسْقَاهُ . السَّقِيُّ والرَّمِيُّ، على فعيل، سَحابَتان عظيمتا القَطْر شَدِيدتا الوقع. السين والقاف والحرف المعتل أصلٌ واحدٌ، وهو إشراب الشيء الماء وما أشبَهَه.
وللتوضيح وباعتبار ان العديد من الفاظĝ هي g فإن šeĝ [RAIN] :[ šeଥ (šeg3) ؛ šeĝx(|IM.A.A|) ؛ šeĝx(|IM.A.AN|) ]: (يتساقط كما) الطل، الندى؛ يمطر،يهطل؛ مطر.
المعاني الاكدية:
1-nalāšu:(يسقط،يتساقط كما) الطل او الندى. (nalšu: ندى او طل.)
2-zanānu: يمطر، يهطل
3- [[šeଥ]] = = = sar-bu-um
من الكلمات التي وردت في العربية إضافة الى سقى بما له صلة بـ šeg [FROST]:
صقع: كل صاد وسين تجيءُ قبل القاف فللعرب فيها لغتان: منهم من يجعلها سيناً، ومنهم من يجعلها صاداً، لا يبالون متصلة كانت بالقاف أَو منفصلة، بعد أَن تكونا في كلمة واحدة، إِلاَّ أَنَّ الصاد في بعض أَحْسَنُ والسين في بعض أَحسن.الصَّقَعِيُّ الذي يُولَدُ في الصَّفَرِيَّة. ابن دريد: الصَّقَعِيُّ الحُوار الذي يُنْتَجُ في الصَّقِيعِ وهو من خير النِّتاجِ. الصَّقَعِيُّ أَوَّلُ النِّتاج، وذلك حين تَصْقَعُ الشمسُ فيه رؤُوسَ البَهْمِ صَقْعاً، قال: وبعض العرب تسميه الشَّمْسِيّ والقَيْظِيَّ ثم الصَّفَرِيُّ بعد الصَّقَعِيّ. والصَّقْعاءُ: الشمس.
ما ورد تحت صقع سابقا يوضح الصلة مع صفر كما اسلفت سابقا حيث صفر ليست سوى قلبا لصرف.
وباعتبار أن الذال مبدلة من السين(الشين):
ذجج: ذَجَّ إِذَا شَرِبَ .
ذأج: الذَّأْجُ : الشُّرْبُ.
ذوج : ذَاجَ الْمَاءَ ذَوْجًا : جَرَعَهُ جَرْعًا شَدِيدًا .
وباعتبار ان الثاء مبدلة من السين(الشين):
ثاج: ثَأَجَ يَثْأَجُ : شَرِبَ شَرَبَاتٍ.
ثعجح: اثْعَنْجَحَ الْمَطَرُ بِمَعْنَى اثْعَنْجَرَ إِذَا سَالَ وَكَثُرَ وَرَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضًا .
ثجج: الثج: الصب الكثير، وخص بعضهم به صب الماء الكثير. الثج السيلان. مطر مثج وثجاج وثجيج. ثجيج الماء: صوت انصبابه. امتلأ الوادي بثجيجه أي امتلأ بسيله. وفي التنزيل : وانزلنا من المعصرات ماء ثجاجا. مكر ثجاج: شديد الانصباب جدا.
وبالحاق الميم الى الجذر الأصلي- انظر أيضا سجم لاحقا-:
ثجم: أَثْجَمَتِ السَّمَاءُ : دَامَ مَطَرُهَا
وقياسا من السيولة واعتدال الجو وذوبان الثلوج، وسلح الطيور قياسا من سقوط الامطار:
سجج: سج بسلحه: القاه رقيقا. اخذ في بطنه سج إذا لان بطنه. سج الطائر: حذف بذرقه. السجسج: الهواء المعتدل بين الحر والبرد. يوم سجسج: لا حر مؤذ، ولا قر.
سقق: سَقَّ العصفورُ وسَقْسَقَ الطائرُ: ذَرَقَ. ويقال سَقَّ وزَقَّ وزَخَّ وتَرَّ وهَكَّ إذا حذف به.
ورغم ما يبدو ان الجذر التالي على القياس مما يصنعه المطر الشديد بالأرض الا انه لا ينفي الأصل بجذر سقى حيث أدخلت الحاء من شقائق العلة:
سحق: من الامطار السحائق، وهو المطر العظيم القطر الشديد الوقع القليل العرم.
وباضافة الذال:
شجذ؛ الشَّجْذَة: المَطرةُ الضعيفة، وهي فوق البَغْشَةِ. أَشجذت السماء: سكن مطرها وضعف. الشين والجيم والذال كلمةٌ واحدة. يقال أشْجَذَت السماء، إِذا سَكَنَ مطرُها.
وباضافة الميم:
سجم: اختصارا نشير هنا الى مقاييس اللغة وللاستزادة العودة للمعاجم واما الربط بالعين بالامثلة فربما له صلة لكون الجيم كناية عن العين igi. السين والجيم والميم أصلٌ واحدٌ، وهو صبُّ الشّيء من الماء والدَّمعِ.
والراجح ان zīqu: الاكدية من ذات اصل šeĝ [RAIN] وتعني تيار هوائي، نسيم، هبة او موجة من الريح، عاصفة، ريح عاصف، مطر عاصف وشديد. وتعني bāb zīqi فتحة(باب) تهوية، ziqziqqu: عاصفة. قارن في العربية الزِّقّ: السِّقاءُ. ولكن في هذه الحالة أبقت العربية على الصيغة السومرية ولجهل فقهاء اللغة ادرجوا الجذر وكثير غيره تحت بند شقق الذي يحمل أيضا جذر الرأس في السومرية ومنه الشقيقة نسبة للرأس saĝ [HEAD] ، واما ما له صلة بالمطر الشَّقائِقُ سَحائبُ تَبَعَّجتْ بالأمطار الغَدِقة. الشَّقائِقُ والشَّقِيقةُ: المَطرةُ المُتَّسعة لأن الغيم انْشَقَّ عنها- التفسير غير صحيح-.
واما المثال التالي فهو ربما على صلة بدئية قوامها صعوبة التمييز بين خرير جداول المياه وشقشقة العصافير عند الهجوع، وأن صوت الانسان قياس من صوت الماء، ومن الصعب الجزم باولوية اللفظ، وعما اذا كان ابدالا بين الدال من جهة و (السين/الشين/ وما اشتق منهما كالثاء/ الذال). ويلتقي السقي والتكلم DUG في ثأج وثجج وزقق وشقق.
a dug [IRRIGATE]:[ a dug4 ]: يسقي من قناة. ( ماء + يتكلم)
الصورة الوحيدة للماء بقراءة الالف والذال اما مبدلة من الذال او من السين، واما الجيم على اعتبار انه اكثر حداثة من القاف.
اذج: أَذَجَ إِذَا أَكْثَرَ مِنَ الشَّرَابِ .
باعتبار لفظ الماء A حا (حيان) في هذه الحالة:
حدق: الحَدِيقةُ حُفرة تكون في الوادي تَحْبِسُ الماء، وكلُّ وَطِيءٍ يَحْبس الماء في الوادي وإِن لم يكن الماء في بطنه، فهو حديقةٌ. الحدِيقةُ: أَعْمقُ من الغَديِر.
وباعتبار لفظ الماء A تحول لحرف علة
ودق: الوَدْقُ المطر كله شديدهُ وهيّنُه. وَدَقَ أي قَطَر. فلا مُزْنة ودَقَتْ وَدْقَها. وَدَقَتْ سُرّته تَدِقُ وَدْقاً إذا سالت واسترخت. الواو والدال والقاف: كلمةٌ تدلُّ على إتيانٍ وأنَسَة. الوَدْق المَطَر، لأنَّه يَدِقُّ، أي يجيء من السَّماء.
ومن الاشتقاقات العربية من هذا الأصل:
حضج: الْحِضَاجُ : الزِّقُّ الضَّخْمُ الْمُسْنَدُ. ( قارن سقى a dug [IRRIGATE] مع حضج بصورة قراء Aبشقيق احرف العلة الحاء )
وبابدال A لشقيق احرف العلة العين:
عدق: عَدَقَ: أَدْخَلَ يَدَهُ فِي نَوَاحِي الْبِئْرِ وَالْحَوْضِ كَأَنَّهُ يَطْلُبُ شَيْئًا. َالْعَوْدَقُ وَالْعَوْدَقَةُ : حَدِيدَةٌ ذَاتُ ثَلَاثِ شُعَبٍ يُسْتَخْرَجُ بِهَا الدَّلْوُ مِنْ الْبِئْرِ. الْعَوْدَقَةُ وَالْعَدْوَقَةُ لِخُطَّافِ الْبِئْرِ . الْعَدَقُ الْخَطَاطِيفُ الَّتِي تُخْرَجُ الدِّلَاءُ بِهَا(قياس من السقي).
عتق: العَتيقُ: الماء، وقيل: الطِّلاء والخمر، وقيل: اللبن.
عثج: عَثَجَ: أَدْمَنَ الشُّرْبَ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ.الْعُثْجَةُ : كَالْجُرْعَةِ. اثْعَنْجَجَ الْمَاءُ وَالدَّمْعُ : سَالَا
عذج: الْعَذْجُ : الشُّرْبُ. عَذَجَ الْمَاءَ: جَرَعَهُ.عَذَجَ: شَرِبَ
عسق: .الْعَسَقُ : الشَّرَابُ الرَّدِيءُ الْكَثِيرُ الْمَاءِ.
وباعتبار ان الغين من صور العين:
غدق: الْغَدَقُ : الْمَطَرُ الْكَثِيرُ الْعَامُّ . َالْغَدَقُ أَيْضًا : الْمَاءُ الْكَثِيرُ وَإِنْ لَمْ يَكُ مَطَرًا. وَأَرْضٌ غَدِقَةٌ : فِي غَايَةِ الرِّيِّ وَهِيَ النَّدِيَّةُ الْمُبْتَلَّةُ الرُّبَى الْكَثِيرَةُ الْمَاءِ.
غذج: الْعَذْجُ : الشُّرْبُ.عَذَجَ الْمَاءَ: جَرَعَهُ. غَذَجَ الْمَاءَ: جَرَعَهُ.
غسق: غسق: الْغَسَقَانُ : الِانْصِبَابُ. غَسَقَتِ السَّمَاءُ: انْصَبَّتْ وَأَرَشَّتْ. ومنه قول عمر، رضي الله عنه: حين غَسَق الليل على الظِّراب أي انصب الليل على الجبال. وأَنشد شمر في الغاسق بمعنى السائل: أَبْكِي لفَقْدِهُم بعَينٍ ثَرَّة، تَجْري مَساربُها بعينٍ غاسِق أي سائل وليس من الظلمة في شيء. الغين والسين والقاف أصلٌ صحيح يدل على ظُلْمة. ( القياس اعتمد على وجود غين الغؤور حيث gi تعني ليل. الارجح ان أصل ما له علاقة بالانصباب اقرب للفظ العين او الهمزة والحاء.)
وبالقلب:
دهق: دَهَق الماءَ: أفْرَغه إفراغاً شديداً. أدهق الكأسَ: شدَّ ملأَها. كأسٌ دِهاق: مُتْرعة ممتلئة. وقيل: معنى قوله دِهاقاً مُتتابعة على شارِبِيها من الدهْق الذي هو متابعة الشدّ.
دقى : دَقى الفَصيلُ، إذا شرب اللبن وأَكثر حتى يَتَخَثَّرَ بَطْنُه ويَفْسُدَ ويَبْشَمَ ويَكْثُرَ سَلْحُه.
توق: التأق : شدة الامتلاء.
ومن الجذور المركبة:
اللَّسَقُ مِثْلُ اللَّصَقِ : لُزُوقُ الرِّئَةِ بِالْجَنْبِ مِنَ الْعَطَشِ. اللَّسَقُ عِنْدَ الْعَرَبِ هُوَ الظَّمَأُ، سُمِّيَ لَسَقًا لِلُزُوقِ الرِّئَةِ بِالْجَنْبِ وَأَصْلُهُ اللَّزَقُ. (ربما عبارة عن أداة النفي لا الداخلة على سقى).
المعنى الاكدي šaqû ša eqli: يسقي الحقل. ويكمن ابداع العربية في ابدال šaاداة التعريف الاكدية ذا بال التعريف وللاشارة فإن lu [PERSON] السومرية تعني أيضا الذي بمعنى ان العربية كانت على صلة بالسومرية وطورت منها أداة التعريف ذاتها.
المعاني الاكدية مقابل السومرية šeg [FROST]:
šalgu:ثلج: الثَّلْجُ: الذي يسقط من السماء.
ربما وردت صورة قراءة šalgu في البداءة بصورة šeĝ [RAIN] وابدلت النون في السامية باللام حيث يوحي هذا الجذر بمفهوم الثلج بصلة بدائية مشتركة مع الهندو-اوروبية حيث *sneygʷʰ. تعني ثلج والتي احتفظت بها السلافية فيما سقط لفظ الجيم في snow. وتكمن الصلة في كون الابدال بين النون واللام وارد في اللغة وشائع في العربية، ومن الصعب الجزم بأولوية اللفظ أهو باللام ام بالنون سواء في هذه الكلمة او في أدوات النفي الاوروبية NO والسامية لا، ولكنني اميل الى ان النون سابقة لفظا بحكم وجودها في السومرية، وان صح هذا الافتراض فإن ذلك يفسر كون السومرية انتشرت في جنوب العراق فيما استمرت القبائل شمالا على احتكاك واحتفظت بالتسمية القديمة التي حولتها السومرية الى صفة المطر لانعدام الثلج جنوب العراق وانحاء الخليج العربي حيث الموطن السومري. ويبدو ان المهاجرين جنوبا استخدموا اللام بدلا من النون وذلك من خلال المقاربة بين zalag [SHINE] السومرية التي تعني يصفو ويضيء ويلمع وينصع والعربية والاساس هو الثلج او الصقيع šalgu من الذاكرة القديمة، وللمقارنة بما له صلة في العربية زلق وزلج وزحلق ..الخ.
وللاشارة فيما يتعلق بالنون واللام فإن:
NU:[ nu ]:اداة نفي؛ لا، بدون، ليس (ما) ، لن.
انظر šurīpu: فيما ورد سابقا تحت halba، وإمكانية الصلة بين جذري شرب وسقى كمصطلحين بدئيين.
المعاني الاكدية الواردة مقابل šeĝ [RAIN]:
1-[[šeଥ]] = = = sar-bu-um وهو ما يؤكد على الصلة بجذر سقى الموجود في الاكدية والسومرية وأيضا أكد على وجود شرب (سرب). والسراب أيضا له صلة بالماء وبالشرب وان تحول في معناه الى الاعتقاد بوجود الماء في البيئة الصحراوية مع انتقال القبائل جنوبا مع تحسن المناخ وتاليا عودته للتصحر. وفي اللسان سرب: السَّرابُ الذي يكونُ نِصفَ النهارِ لاطِئاً بالأَرضِ، لاصقاً بها، كأَنه ماءٌ جارٍ. السَّرَب: الماءُ السائِلُ. سَرِبَ إِذا سَالَ. السَّرَبُ الماءُ يُصَبُّ في القِرْبة الجديدة، أو الـمَزادةِ، ليَبْتَلَّ السَّيْرُ حتى يَنْتَفِـخَ، فتَسْتَدَّ مواضع الخَرْزِ. (رشح الندى) . السين والراء والباء أصلٌ مطرد، وهو يدلُّ على الاتّساع والذهاب في الأرض.(قياس غير صحيح)
زرب: الزِّرْبُ مَسِـيلُ الماء. الزاء والراء والباء أصلٌ يدلُّ على بعض المأْوَى.(قياس غير صحيح في هذه الحال)
2-nalāšu:
حرف النون ومنه التنوين في العربية يعد لغزا وبفك جوهره يستطيع الباحث ان يفقه تطور اللسان العربي بصورة علمية، لان الطريقة التقليدية في القواعد لا تجد تفسيرا علميا له، ولكن يمكنني القول انه مر بمراحل منها كفعل مساعد كما هو الحال في اللغات الهندو أوروبية مثل is بالانجليزية، وبالتالي فإن أنا وانت تشمل الفعل المساعد، وايضا كاداة مصدرية وللملكية كما في السومرية NIĜ ، وبتقديري لم يكن يلفظ سوى نونا مشددة لان Ĝ كما يرى الباحث انه يلفظ أحيانا قافا اوجيما اونغ اونغ او نونا واحيانا يسقط لفظا. ومثالا على ذلك انظر دخول البادءة المصدرية على تركيب يختلف عن كلمة شتاء ولكنه يوحي به لاستخدام رمز القلب إشارة للشعور بالبرد فيه Niĝšate:[ niତ-ša3-te (nig2-ša3-te) ]: بارد؛ طقس او شعيرة ما.
واما المثال التالي فيشتمل على ما نوقش سابقا بمعنى البرد والشتاء.
Niĝsed:[ niତ-sed (nig2-sed, nig2-šed4) ]: برد. ومقابلها الاكدي kaşû: برد.
وليس صعبا على الباحث ان يكتشف في اللغتين العربية والاكدية ان كثيرا من الجذور ببادءة النون تبدو زائدة. ولذلك اتناول هنا الأفعال العربية بدون النون والتي بتقديري سابقة على الاكدية لعدم اشتمالها على النون، واما بخصوص الجذور ببادءة نل فلا يوجد سوى جذران هما نلك ونلل. والنون في هذا الحالة ليست اصلية والجذر هو لثث.
لثث: لُثَّ الشَّجَرُ: أَصَابَهُ النَّدَى . وَأَلَثَّ الْمَطَرُ إِلْثَاثًا أَيْ دَامَ أَيَّامًا لَا يُقْلِعُ . وَأَلَثَّتِ السَّحَابَةُ : دَامَتْ أَيَّامًا ، فَلَمْ تُقْلِعْ .انظر أيضا جذري لثأ ولثي وعلاقتها كقياس من سيلان المطر او الندى حيث اغلب الأمثلة لها بما يسيل من الشجر من سوائل ومع ذلك لم يغفل امثلة مثل َأَلْثَتِ الشَّجَرَةُ مَا حَوْلَهَا إِذَا كَانَتْ يَقْطُرُ مِنْهَا مَاءٌ .اللَّثَى أَيْضًا : شَبِيهٌ بِالنَّدَى ، وَقِيلَ : هُوَ النَّدَى نَفْسُهُ . وَلَثِيَتِ الشَّجَرَةُ : نَدِيَتْ . وَأَلْثَتِ الشَّجَرَةُ مَا حَوْلَهَا لَثًى شَدِيدًا : نَدَّتْهُ .
ويبدو لي ان هذا الجذر ومنه ما له صلة بالذوق (لذذ ولسس ولوس) تطور في مرحلة سابقة على العربية واخذ يخص ما له صلة بسوائل الشجر الحلوة والمعروف ان الخمور نتيجة تخمر هذه السوائل حيث لثن : شَيْءٌ لَثِنٌ أَيْ حُلْوٌ. و لذن : اللَّاذَنُ وَاللَّاذَنَةُ : مِنَ الْعُلُوكِ ، وَقِيلَ : هُوَ دَوَاءٌ بِالْفَارِسِيَّةِ ، وَقِيلَ : هُوَ نَدًى يَسْقُطُ عَلَى الْغَنَمِ فِي بَعْضِ جَزَائِرِ الْبَحْرِ .وفي السومرية والاكدية فإن ulušin [BEER] التي تقابل ulušinnu تعني جعة إمّر حلوة من التمر.
3- zanānu:
ذنن: ذَنَّ الشيءُ: سال. والذَّنِينُ والذُّنانُ: المخاط الرقيق الذي يسيل من الأَنف، وقيل: هو المخاط ما كان؛ عن اللحياني، وقيل: هو الماء الرقيق الذي يسيل من الأَنف، عنه أَيضاً؛ وقال مرة: هو كل ما سال من الأَنف. والذَّنَنُ سَيَلان العين. والذَّنَّاء: المرأَة لا ينقطع حيضها، وامرأَة ذَنَّاء من ذلك. وأَصل الذَّنين في الأَنف إذا سال. والذَّنينُ: ماء الفحل والحمار والرجل.
نظرا لان بيئة الجزيرة العربية قاحلة وكثير من السحاب غير ماطر فقد تحول جذر يمطر الى التشكك فيه.
زنن: ماءٌ زَنَنٌ أَي ضيق قليل. الماءُ الزَّنَنُ الظَّنُونُ الذي لا يُدْرَى أَفيه ماءٌ أَم لا.
ظنن: الظَّنُونُ كُلُّ مَا لَا يُوثَقُ بِهِ مِنْ مَاءٍ أَوْ غَيْرِهِ . وَالْمَاءُ الظَّنُونُ : الَّذِي تَتَوَهَّمُهُ وَلَسْتُ عَلَى ثِقَةٍ مِنْهُ . وَالظِّنَّةُ : الْقَلِيلُ مِنَ الشَّيْءِ ، وَمِنْهُ بِئْرٌ ظَنُونٌ : قَلِيلَةُ الْمَاءِ. وَفِي الْمُحْكَمِ : بِئْرٌ ظَنُونٌ قَلِيلَةُ الْمَاءِ لَا يُوثَقُ بِمَائِهَا . وَقَالَ الْأَعْشَى فِي الظَّنُونِ ، وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي لَا يُدْرَى أَفِيهَا مَاءٌ أَوْ لَا.
ومن الأمثلة على تبلبل الاشتقاقات واخطائها مزن بعد ان تحول الاسم الى فعل، فقد اعيدت صياغة الفعل الى اسم بإدخال الميم المصدرية او ان تكون ميم البادءة بمعنى الماء المضافة الى ذنن بمعنى يسيل- قارن السحاب ذو الماء- ولكن الواضح ان اصل الجذر زنن كما هو في الاكدية.
مزن: المُزْنُ السحاب عامةٌ، وقيل: السحاب ذو الماء. وقيل: المُزْنَةُ السحابة البيضاء. المُزْنَةُ المَطْرَةُ. البَرَدُ حَبُّ المُزْنِ. الميم والزاء والنون أصلٌ صحيح فيه ثلاث كلمات متباينةِ القياس:فالأولى: المُزْن: السَّحاب.
وباضافة الحاء:
زنح : إِذَا شَرِبَ الرَّجُلُ الْمَاءَ فِي سُرْعَةِ إِسَاغَةٍ. تَزَنَّحْتُ الْمَاءَ تَزَنُّحًا إِذَا شَرِبْتَهُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى .
وبابدال الزاي شينا: شَنّاً: صَبَّه صَبّاً وفرّقه، وقيل: هو صَبٌّ شبيه بالنَّضْحِ. وسَنَّ الماءَ على وجهه أَي صبه عليه صبّاً سهلاً.الشَّنُّ: الصَّبُّ المُتَقَطِّع، والسَّنُّ: الصَّبُّ المتصل. وفي حديث بول الأَعرابي في المسجد: فدعا بدلو من ماء فشَنَّه عليه أَي صبها، ويروى بالسين. وشَنَّ عليهم الغارةَ يَشُنُّها: صَبَّها وبَثَّها وفَرَّقها من كل وجه. الشَّانَّةُ من المسايل: كالرَّحَبَةِ، وقيل: هي مَدْفَعُ الوادي الصغير. الشُّنانُ: الماء البارد. والماء الذي يقطر من قربة أَو شجرة شُنَانة أَيضاً. الشين والنون أصلٌ واحد يدلُّ على إخلاقٍ ويُبْس-قياس لجذور أخرى - والشنين: قَطَرانُ الماء من الشَـنّة. وأمّا إِشْنانُ الغارةِ فإنما هو مشتقٌّ من الشَّنين، وهو قَطَران الماء من الشَّنَّة، كأنهم تفرَّقوا عليهم فأتَوْهم من كلِّ وجه. ويقال شننت الماءَ، إذا صَبَبْته متفرِّقاً-قارن šīnātu بمعنى بول في الاكدية والتي ربما لها صلة تطويرا في اللفظ وعلى القياس أيضا بالصِنُّ: بول الوَبْرِ، وهو مُنْتنٌ جدّاً.-
ويرد في السومرية: ašru [SHIVERING] :[ ašru ]: ارتجاف. ومقابلها الاكدي šuruppû:
ثلج، برد، تجمد، جماد، صقيع، حليت.
المقابل الاكدي بالإضافة الى ما سبق أعلاه تفسيرا لـ šuruppû فلا يستثنى ان يكون على صلة برجف، بالقلب وابدال الشين جيما. مع عدم استثناء ان يكون سرف: السَّرَفُ الضَّراوةُ قياسا من الارتجاف وحيث أن مقابل الكلمة السومرية العسْر: ضد اليُسْر، وهو الضّيق والشدَّة والصعوبة.
الإِعْصارُ: الريح تُثِير السحاب. العُصْرُ : المَلْجَأُ. عَصَرَ بالشيء واعْتَصَرَ به: لجأَ إِليه. (الاصل في اعصار هو بيئة باردة مصحوبة بالرياح. والاحساس بالرجفة يكون مصحوبا بالبرد الذي يدفع للبحث عن ملجأ. لعل هذا الجذر يعود الى العصر الجليدي الاخير. قارن اسر بمعنى التقيد والانحباس نتيجة ظروف خارجة عن الارادة. وهذا يدفعنا أيضا للتساؤل عما اذا كانت توجد صلة مع asiri [PRISONER]التي تقابل بالاكدية asiru، وأيضا šudu a [CAPTIVE] بمعنى معتقل او اسير قارن بمشدود وشتاء بـ sed [COLD]، وأيضا kasû الاكدية بمعنى معتقل او اسير وعما اذا كانت على علاقة بـ kaṣû : [ŠED7 ] بارد.(
وبالقلب:
الرَّعْسُ: الانْتِفاض. والإِرْعاسُ: الارْتِجافُ.
الرعَشُ: الرِّعْدة.
وبابدال حرف العلة او العين خاء
الخَصَرُ، بالتحريك: البَرْدُ يجده الإِنسان في أَطرافه. أَبو عبيد: الخَصِرُ الذي يجد البرد، فإِذا كان معه جوع فهو خَرِصٌ..الخاء والصاد والراء أصلان: أحدهما البَرْد، والآخر وسَط الشَّيء.

enten [WINTER]: en-te-en ؛ en-te-na ؛ enten : الشتاء. المقابل الاكدي kuşşû: شتوي.
طون : الطُّونَةُ كَثْرَةُ الْمَاءِ .
في السومرية eš [COLD]:[ e觱 ]: َيبْرُد. المقابل الاكدي kuşşû: شتاء، شتوي
والمفارقة ان الرمز الثالث لقراءة enten [WINTER] هو ذات e觱 والذي يشتمل دالة الخشب التي تشمل ماء بالاضافة لشكل كما اراه مستوحى من المجمرة في كل المواقع التي يستخدم بها في اللغة السومرية وهو ما اقرأه بمعنى الموقد عندما يكون الخشب (الحطب) مبلول.
ربما الكلمة السومرية eš اكثر بداءة من sed بمعنى الشتاء لسهولة لفظها، والمقابل العربي ربما بابدال الشين ذالا وقلب الكلمة. ذيا : قَالَ الْكِلَابِيُّ : يَقُولُ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ : هَذَا يَوْمُ قُرٍّ ، فَيَقُولُ الْآخَرُ : وَاللَّهِ مَا أَصْبَحَتْ بِهَا ذِيَّةٌ ، أَيْ : لَا قُرَّ بِهَا .
وبافتراض ان بادءة eتلفظ حاء:
حسس: الحس: اضرار البرد بالاشياء، ويقال اصابتهم حاسة من البرد. الحس: برد يحرق الكلأ، وهو اسم. ويقال إن البرد محسة لللنبات والكلأ، أي يحسه وييحرقه. اصابت الارض حاسة؛ أي برد.
حصص: يوم أَحَصُّ: شديد البرد لا سحاب فيه؛ وقيل لرجل من العرب: أَيُّ الأَيّام أَبْرَدُ؟ فقال: الأَحَصُّ الأَزَبّ، يعني بالأَحَصِّ الذي تَصْفُو شَمالُه ويَحْمَرُّ فيه الأُفُق وتَطْلُع شَمسُه ولا يوجد لها مَسٌّ من البَرْدِ، وهو الذي لا سحاب فيه ولا يَنْكسِر خَصرُه، والأَزَبُّ يومٌ تَهُبُّه النَّكْباءُ وتَسُوق الجَهَامَ والصُّرّاد ولا تطلع له شمس ولا يكون فيه مَطَرٌ؛ قوله تَهُبُّه أَي تَهُبّ فيه. حَصَّ الجَلِيدُ النَّبْتَ يَحُصُّه: أَحْرَقَه، لغة في حَسّه. انْحَصَّ ورَقُ الشجر وانْحَتّ إِذا تناثر.
وتتضح الصلة بين شتاء او شتوي السومرية eš والنار او المجمرة izi بخلاف ان دالة الخشب ليس بها ماء واما لفظيا فهما قريبان وهو ما يوحي ان اصل فكرة النار مرتبطة بالبرد في ذهن البدائي وان الحر والبرد الشديدين وكأنهما من اصل واحد، كالاشارة سابقا حص الجليد بمعنى احرقه.

izi [FIRE] :[ izi ؛ izi2 ]: نار؛ مجمرة.
1- išātu:نار .
أزز:الازيز الالتهاب والحركة كالتهاب النار في الحطب.يقال: أز قدرك أي الهب النار تحتها. الازيز: صوت الرعد من بعيد ازت السحابة تئز ازا وازيزا. غادة ذات ازيز اي برد، وعم ابن الاعرابي به البرد فقال: الازيز البرد ولم يخص برد غادة ولا غيرها فقال : وقيل لاعرابي لبس جوربين: لم تلبسهما؟فقال: اذا وجدت ازيزا لبستهما. ويوم ازيز: بارد. ازت القدر إذا اشتد غليانها. أو بها ازا: اوقد النار تحتها لتغلي. أز يؤز أزا، وهو الحركة الشديدة. الازيز: النشيش- مثال على النون زائدة-. اززت القدر إذا جمعت تحتها الحطب حتى تلتهب النار.الأَزيزُ:البَرْدُ والجَلِـيدُ.(كما هو حال بعض الجذور العربية التي بها ادخال العين الزائدة فإن كلمة حب عزيز أي البرد ليست سوى أزيز والاصل في ذلك البرد الشديد العِزُّ: المطر الغَزير، وقيل: مطر عِزٌّ شديد كثير لا يمتنع منه سهل ولا جبل إِلا أَساله.العَزَّاءُ: المطر الشديد الوابل.العَزَّاءُ: الشِّدَّةُ.)
واما المقابل العربي للاكدي išātu
أَشَّت الشَّحْمة ونَشَّت، قال: أَشَّت إِذا أَخذَت تَحَلَّبُ، ونَشَّت إِذا قَطَرت. (نشش مثال على النون الزائدة). وللاشارة فعلى صلة بهذا الجذر أيضا مرض النخل الوارد في القاموس الاشوري išātiu: [IZI ]: نار، مجمرة؛ (مرض) التهاب؛ (مرض يصيب النخيل). انظر لسان العرب الشيص والشيشاء .
سوأ: وقيل في قوله تعالى: ثم كان عاقبةَ الذين أَساؤُوا السُّوأَى، قال: هي جهنمُ أَعاذنا اللّهُ منها. السَّوْأَةُ السَّوْآءُ: الخَلّةُ القَبِيحةُ. السُّوأَى النارُ.
شيع: شيع النار في الحطب: اضرمها. الشيوع والشياع: ما اوقدت به النار، وقيل: هو دق الحطب تشيع به النار، كما يقال شباب للنار وجلاء للعين. شيع الرجل بالنار: أحرقهن وقيل: كل ما احرق فقد شيع. يقال شيعت النار إذا القيت عليها حطبا تذكيها به.
شوا: الشي: مصدر شويت، والشواء الاسم. شويت اللحم فانشوى.
شعا: اشعى القوم الغارة: اشعلوها.
شعع: الشعاع: ضوء الشمس الذي تراه عند ذرورها كأنه الحبال أو القضبان مقبلة عليك إذا نظرت اليها. وقيل الشعاع انتشار ضوئها.
شعث: الشعث: المغبر الرأس المنتتف الشعر، الحاف الذي لم يدهن. يقال للبهمى إذا يبس سفاه: اشعث. تشعث الشيء: تفرق.
عشا: العُشْوة والعِشْوة: النارُ يُسْتَضاءُ بها. العُشْوة كالشُّعْلة من النارِ.
عسا: الْعَسْو: الشَّمَعُ.
أجج: الاجيج: تلهب النار. الاجة والأجيج صوت النار. الأجوج المضيء.
وفي عقل الانسان البدائي فإن الصباح الباكر مقرون ذهنيا بالبرد لأن تركيب الكلمة كما يبدو من شتاء مضاعف-السومرية تعتمد التكرار إشارة للتضعيف فيما العربية بسطته بالتشديد الذي هو فعليا تكرار هذا بالإضافة لغير ذلك من الصيغ- حيث:
sedsedam [MORNING]: sed-sed-dam : الصباح الباكر ومقابلها الاكدي:
kaşâtam: في الصباح الباكر.
شدد: شَدَّ النهارُ أَي ارتفع.وشَدُّ النهار: ارتفاعُه، وكذلك شَدُّ الضُّحَى. يقال: جئتك شَدَّ النهارِ وفي شَدِّ النهارِ، وشَدَّ الضُّحَى وفي شَدِّ الضحى.ويقال: لقِيتُه شَدَّ النهار وهو حين يرتفع، وكذلك امتدَّ. الشين والدال أصلٌ واحدٌ يدلُّ على قوةٍ في الشيءِ، وفُروعُه ترجِع إليه. شَدُّ النّهارِ: ارتفاعه.
شود: قال الأَصمعي: كلُّ شيء رفَعْتَ به صَوْتَك، فقد أَشدتَ به، ضالة كانت أَو غير ذلك.وقال الليث: التَّشْويدُ طلوع الشمس وارتفاعُها. الصحاح: الإِشادة رَفْعُ الصوت بالشيءِ.وشَوَّدَتِ الشمسُ: ارتفعت. قال أَبو منصور: وهذا تصحيف، والصواب بالذال المعجمة، من المِشْوَذ وهو العمامة.
وعلى صلة بهذا الجذر سدف: السَّدَفُ، بالتحريك: ظُلْمة الليل. السُّدْفةُ والسَّدْفةُ في لغة نجد الظلمة، وفي لغة غيرهم الضَّوْء، وهو من الأَضْداد. والسَّدْفةُ: الضوء، وقيل: اختِلاطُ الضوء والظلمةِ جميعاً كوقت ما بين صلاة الفجر إلى أَوّل الإسْفار. وفي حديث أَبي هريرة: فَصَلِّ الفجر إلى السَّدَفِ أَي إلى بياض النهار.
واما المقابل الاكدي kaşâtam وكما أرى فإنه ليس سوى من ذات جذر البرد المشار اليه في أكثر من مكان سابقا. من الصعب الجزم بوجود هذا الجذر بالمعنى الاكدي ولكنني لا استثني ان يكون قصد هو ما وصل اليه لسان العرب لأن القصد له صلة بالتحرك من مكان الى هدف ما وفي البداءة كان التحرك لقطف الثمار او الصيد او السعي للرزق عامة قبيل طلوع الشمس ولدرء حر الظهيرة.
قصد: الْقَصْدُ : الِاعْتِمَادُ وَالْأَمُّ . قَصَدْتُ قَصْدَهُ : نَحَوْتُ نَحْوَهُ .الْقَاصِدُ : الْقَرِيبُ ، يُقَالُ : بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمَاءِ لَيْلَةٌ قَاصِدَةٌ ، أَيْ : هَيِّنَةُ السَّيْرِ لَا تَعَبَ وَلَا بُطْءَ. وَالْقَصِيدُ أَيْضًا وَالْقَصْدُ : اللَّحْمُ الْيَابِسُ- في المناطق الباردة عمد الانسان لتبريد وتجميد اللحوم وفي الحارة التجفيف المسمى بالتشريق ومنه أيام التشريق حيث كانوا يجففون اللحم بعد التضحية-. الْقِصَدُ وَالْقَصَدُ وَالْقَصْدُ: كُلُّ ذَلِكَ مَشْرَةُ الْعِضَاهِ وَهِيَ بَرَاعِيمُهَا وَمَا لَانَ قَبْلَ أَنْ يَعْسُوَ، وَقَدْ أَقَصَدَتِ الْعِضَاهُ وَقَصَّدَتْ – واما الأمثلة التالية فربما قياس من الابكار صباحا. الْقَصْدُ يَنْبُتُ فِي الْخَرِيفِ إِذَا بَرَدَ اللَّيْلُ مِنْ غَيْرِ مَطَرٍ. وَالْقَصِيدُ : الْمَشْرَةُ. الْقَصَدُ مَشْرَةُ الْعِضَاهِ أَيَّامَ الْخَرِيفِ تُخْرِجُ بَعْدَ الْقَيْظِ الْوَرَقَ فِي الْعِضَاهِ أَغْصَانٌ رَطْبَةٌ غَضَّةٌ رِخَاصٌ ، فَسَمَّى كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا قَصَدَةً . وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : الْقَصَدَةُ مِنْ كُلِّ شَجَرَةٍ ذَاتِ شَوْكٍ أَنْ يَظْهَرَ نَبَاتُهَا أَوَّلَ مَا يَنْبُتُ .
وتاليا قارن الصباح الباكر وما ورد تحت جشا مع الاية " والصبح اذا تنفس". جشأ: جَشَأَت الـمَعِدةُ وتجَشَّأَت: تَنَفَّسَت، والاسم الجُشاء. وكان عليُّ بن حَمْزَة يقول ذلك، وقال: إِنما الجُشْأَةُ هُبوبُ الرِّيحِ عند الفَجْر.
قال الراجز: في جُشْأَةٍ مِنْ جُشَآتِ الفَجْرِ قال ابن بَرِّي: والذي ذكره أَبو زيد: جُشْأَة، بتسكين الشين، وهذا مستعار للفجر من الجُشْأَة عن الطَّعام؛ وقال علي بن حمزة: إِنما الجُشْأَةُ هُبُوبُ الرِّيحِ عند الفَجْر.
قصع: قَصَّعَ الزَّرْعُ تَقْصِيعًا ، أَيْ : خَرَجَ مِنَ الْأَرْضِ ، قَالَ : وَإِذَا صَارَ لَهُ شُعَبٌ قِيلَ : قَدْ شَعَّبَ . وَقَصَّعَ أَوَّلُ الْقَوْمِ مِنْ نَقْبِ الْجَبَلِ إِذَا طَلَعُوا.
ونظرا لتكرار كلمة جليد آنفا فقد استوقفتني أخيرا الإشارة الى الاصل ربما له صلة بالتواصل بين الرعاة الذين انطلقوا جنوبا والسلاف البدائيين الا اذا كانت مقترضة من اللاتينية حيث лед التي تعني جليد ومنها gelato وhelado بالاسبانية على صلة وان الجيم سواء بالعربية او الإيطالية ربما بالاصل ياء كما هو حال الكثير من بادءات الجيم في العربية ولهذا فإن كلمة حليت ربما كانت فيها الحاء من تطويرات حرف العلة الياء helado.



#علي_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحناء والاصباغ الحمراء وعلاقتها بالخصب والانبعاث بعد ممات
- الزبانية في القرآن والقراطب السومرية
- اسطورة قصر الخورنق وبرس النمرود(برج بابل) والمعتقد الصابئي ا ...
- ادريس رسول المعرفة الالهية الخالد وتناسل اسطورته في الانبياء ...
- ادريس رسول المعرفة الالهية الخالد وتناسل اسطورته في الانبياء ...
- الانسان عجينة خميرتها الاسطورة -الاله عنك (عنق) ENKI الذي شي ...
- مصطلح أكد وبغداد (بيت اغادة)
- مصطلح سومر(شومر): -ارض- ثمر (النخيل)
- ميثولوجيا أسماء أيام الأسبوع في الجاهلية -يوم الجمعة
- ميثولوجيا أسماء أيام الأسبوع في الجاهلية -يوم السبت
- ميثولوجيا أسماء أيام الأسبوع في الجاهلية -يوم الاربعاء
- ميثولوجيا أسماء أيام الأسبوع في الجاهلية -يوم الخميس
- ميثولوجيا أسماء أيام الأسبوع في الجاهلية -يوم الثلاثاء
- ميثولوجيا أسماء أيام الأسبوع في الجاهلية -يوم الاثنين
- ميثولوجيا أسماء أيام الأسبوع في الجاهلية -يوم الاحد
- اسم الشمس في السومرية خنس وكسف
- فقه اللغة: تشرين الثاني- حرث واشباع للمخازن
- فقه اللغة: تشرين الاول/ربيع الاول : سرعة في البدء والجمع وال ...
- فقه اللغة: شهر ايلول وربته عشتار
- فقه اللغة-شهر آب اللهاب


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي احمد - فقه اللغة: كلمات عربية وسومرية واكدية مشتركة من بيئة مناخ العصر الجليدي الصغير