أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق أبو شومر - طبيب الفقرار في بغداد














المزيد.....

طبيب الفقرار في بغداد


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 24 - 10:35
المحور: حقوق الانسان
    


توفيَ استشاري جراحة العظام، د. ظاهر فؤاد إلياهو، يوم 15-3-2021م في بغداد بالسكتة الدماغية، هو واحدٌ من ثلاثة يهود باقين في العراق لم يَرحلوا إلى إسرائيل، دُفن في مقبرة الحبيبية العامة في بغداد، بلغ من العمر اثنتين وستين سنة، كان يعمل جراحا واستشاريا للعظام في مستشفى الواسطي التعليمي في بغداد، كان يُردد دائما: "أريد أن أعيش إنسانا، وليس تابعا لإسرائيل"
كان محبوبا للجميع، أسماه جميعُ من عرفوه، (السيد)، ورث عن والدته مهنة الطب، كان يرفض العمل لأجل النقود، ظلَّ يرفض تحويل المرضى إلى العيادات الخاصة، حتى لا يدفعوا النقود! قال عنه الأكاديمي العراقي، علي بارود: "توفي آخر يهود العراق، أصر على البقاء فيها، لم يترك مكانه رغم التحديات والإغراءات، كان محاربا قويا"
أما لماذا تجاهلتْ وفاتَه معظم وسائل الإعلام في إسرائيل، حتى أن خبر الوفاة نقلته صحفٌ إسرائيلية قليلة في زوايا داخلية، منقولا عن فضائية الحرة العراقية؟
ولماذا لم تُطالب إسرائيل بجثمان المتوفى، وتركته يُدفن في مقبرة الحبيبية، مقبرة الجميع في بغداد؟ أجابت عن ذلك صحيفةُ، جورسلم بوست التي نقلت الخبر، يوم 18-3-2021م:
"رفض، ظافر فؤاد إلياهو، أن يُهاجر إلى إسرائيل أو غيرها من بلدان العالم، قدموا له عروضا كثيرة، ولكنه رفضها جميعَها، حتى في أسوأ الظروف"،
أما الحقيقة التي بسببها تجاهلته البربوغندا الإسرائيلية، فهي أن بقاءه في العراق طوال هذه المدة، سيُضعف الدعاية الصهيونية المركزية عن اضطهاد اليهود في بلاد العرب، ولا سيما في العراق، لأن الإعلام والدعاية الإسرائيلية رسَّخت في أذهان العالم؛ بأن أبشع مجزرة قُتل فيها اليهود جرتْ في بغداد في اليوم الأول والثاني من شهر يونيو 1941م، وأطلقوا عليها، مجزرة الفرهود، أي مجزرة البلطجية، واتهموا العرب كلَّهم بالنازية، وأنهم شاركوا السفاح هتلر، وان الحاج أمين الحسيني هو المحرض الرئيس على تلك المجزرة!
كل ذلك على الرغم من أن مؤرخين يهودا أقروا بأن المجزرة وقعت بوجود المستعمر البريطاني، وأن عراقيين كثيرين ضحوا بأنفسهم من أجل جيرانهم اليهود، كما قال الشاعر اليهودي العراقي، عزرا مُراد وغيره!
رصدتُ في مذكرات، موشيه شاريت، رئيس وزراء إسرائيل، وهي مذكرات شخصية، بخط يده من عام 1953 إلى عام 1957م، انتقد، شاريت وزيرَ الجيش الإسرائيلي، بنحاس لافون، وانتقد أيضا رئيس هيئة الأركان، موشيه دايان، وبنيامين جبلي، رئيس جهاز المخابرات العسكرية(أمان)، لأن الثلاثة خططوا لعملية، (لافون) الفاشلة في مصر، عام 1954م، وقتل اللورد البريطاني، موين، بدون علم رئيس الوزراء، موشيه شاريت.
عملية لافون هي خلية إسرائيلية كُلِّفتْ بزرع متفجرات في دور السينما والمراكز البريطانية في مصر، لتوتير العلاقة بين مصر وبريطانيا، وتهجير يهود مصر! اكتُشفت هذه الخلية عندما اشتعلت عبوة ناسفة صغيرة في جيب أحد العملاء قبل زرعها، وعندما حاول المارة إسعافه، وجدوا في جيبه قنبلة أخرى، اعترف العميل بالخطة، أُعدم جاسوسان إسرائيليان، بعد رفض الرئيس عبد الناصر، طلب الرئيس الأمريكي، أيرنهاور، ورئيس وزراء بريطانيا، ونستون تشرشل بالعفو عن خلية الجواسيس، وسميت هذه العملية باسم، (فضيحة لافون)!
ورد في الصفحة 252 من مذكرات، موشيه شاريت خبرٌ آخر، له علاقة بتجاهل إعلام إسرائيل لوفاة طبيب الفقراء، ظاهر فؤاد إلياهو، قال شاريت في اجتماع مجلس الخارجية والأمن: "إذا أَعدم عبدُ الناصر عملاءنا في قضية لافون، فإننا سنحتج، ولكننا لن نذهب إلى حرب، فقد شُنق في بغداد يهوديان، يوم19-1-1951م، هما، يوسف بصري، وشالوم صالح، بتهمة إلقاء قنبلة بأمرٍ من الحكومة الإسرائيلية، لهدف إثارة اضطرابات، ودفع يهود العراق للهجرة، ولم نذهب لحرب"!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص نسائنا في عيد النساء
- حلب الأزمات
- أيهما توفيق الحكيم؟!
- حكومة الطوارئ الإسرائيلية !
- من أدب عشق الأوطان.
- كلاب تَشمُّ الُّلعاب!
- الكورونا وبعير طرفة!
- الجلجامش الأمريكي!
- قذائف الكورونا !
- الداعون بهلاك الصين !
- هل ألكورونا فايروس رقمي؟
- المصارع، ترامب!
- قصة البطل البدوي
- صفقة القرن!
- الترامبيَّة
- ظرفاء البخلاء
- اغتيال سليماني
- سفرٌ على حصان
- المخدرات أفضل من المتفجرات!!
- إلى منقبي العقول !!


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق أبو شومر - طبيب الفقرار في بغداد