رائد مهدي
(Raed Mahdi)
الحوار المتمدن-العدد: 6843 - 2021 / 3 / 17 - 17:28
المحور:
الادب والفن
الصغيرة التي كانت ممسكة بيد أبيها
كي لا تضيع منه بين زحام المارة
وبين حشائش الحديقة الكبيرة
خشية ان تقفز احدى الحشرات بغتة
فتلوذ خلفه كعادتها كلما تخاف
وكلما ثارت عليها ثائرة أمها.
الصغيرة تكبر ،وتكبر الهموم بقلب أبيها
الأب يفقد نفسه تدريجيا
يقع بفخاخ الشبهات ،تتلاقفه أياد الآثمات...
بروح رياضية
الأب يحتضن موته الكبير بقلب تلك الصغيرة
التي غدت فتاة
الاب يدور في حلقة مفرغة لاتنتمي لقيد الحياة
ضاع الأب في الزحام
وتاه بين أبجديات المعاني قبل الكلام
الصغيرة أرخت يدها من كف ابيها
الصغيرة ضاعت بين الزحامات
تبحث بين الرجال عن ابيها .
الأب بعد الموت يعود لجادة الحياة
جسدا وروحا
كل شيء يجده حاضرا إلا ابنته
يراها بينما هي لاتراه
يسمعها ويحادثها
بينما ترد عليه ولاتعرفه
تسمعه ولا تفهمه
مازالت الصغيرة تبحث عن أبيها بين الرجال
ولن تجد أباها أبدا ولا من يشابهه حبا لها.
الاب في جهنم الندم والتأنيب
وتلك الصغيرة التي غدت كبيرة
لاهية في رحلة البحث التي
قد تقودها يوما الى هاوية الندم
ومع فارق الأزمنة
قد تجد الصغيرة أباها هناك
في هاوية الندم
ربما تجده صورة على قبر
او ذكرى تطرق بيد خجولة على ذاكرتها
أو قصيدة في كتاب.
كل الأشياء...
يمكن للمرء أن يقضيها بعد فوات الأوان
إلا الإحساس بالحب.
#رائد_مهدي (هاشتاغ)
Raed_Mahdi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟