أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - نهى نعيم الطوباسي - القطاع الصحي وثقة المواطن الفلسطيني















المزيد.....

القطاع الصحي وثقة المواطن الفلسطيني


نهى نعيم الطوباسي

الحوار المتمدن-العدد: 6840 - 2021 / 3 / 14 - 13:35
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


سلطت جائحة كورونا الأنظار على القطاع الصحي في فلسطين، فاستجابة القطاع الصحي للجائحة حتى في دول العالم لم يكن سهلا. ولكن في فلسطين يبدو أن الأمر أكثر تعقيدا، حيث أن هذا القطاع يعاني أساسا من الضعف، ويعود السبب الرئيسي لذلك إلى سياسات الإحتلال الإسرائيلي العنصرية والجائرة، وعدوانه المتكرر على شعبنا ومؤسساته، وسياسة التهجير والاعتداءات على الطواقم الطبية والمستشفيات، وعرقلة وصول المعدات الطبية والأدوية الى المراكز الصحية في كافة المدن، والتي فاقمت من مشكلة القطاع الصحي الفلسطيني.
رغم كل جهود المؤسسات والمراكز الصحية، وعلى رأسها وزارة الصحة للنهوض بالقطاع الصحي، إلا أن هذا القطاع ما زال يعاني من نقص وتدني جودة الخدمات الصحية، بدليل أن الحكومة أوجدت نظام التحويلات الطبية لتعويض النقص الموجود لدى المؤسسات الصحية الحكومية، من حيث نقص التخصصات، والخبرات الطبية، والأجهزة، والمعدات، أو المرافق الطبية، وقدرتها على استيعاب أعداد المرضىى. وبالتالي يتم سد هذا النقص من خلال شراء الخدمات الطبية من جهات طبية محلية من خارج وزارة الصحة، سواء القطاع الخاص أو المؤسسات الأهلية والخيرية، أو شراء الخدمة الطبية من دول أخرى.
وتشير المصادر الرسمية إلى أن عدد تحويلات شراء الخدمة من خارج مرافق وزارة الصحة لعام 2019 بلغ 104.881 تحويلة بانخفاض مقداره 4.5% عن العام 2018، وبلغت التكلفة الإجمالية التقديرية لجميع التحويلات قرابة مليار شيكل. ولكن ورغم نسبة الإنخفاض بالتحويلات، ما زالت تكلفة شراء الخدمة كبيرة.
ومما فاقم الأزمة، وزاد مشكلة القدرة الاستيعابية للمرضى، تحويل أقسام عديدة من المستشفيات إلى أقسام لمعالجة مرضى الكورونا، وهذا بحد ذاته شكل خطورة في نشر الوباء في باقي أقسام المستشفيات، وعرّض حياة المرضى الآخرين وصحتهم النفسية للخطر، وهذا مؤشر أن النظام الصحي الفلسطيني ليس معدا إعدادا جيدا ويفتقد إلى المباني المجهزة، لمواجهة الزيادة الطبيعية، والأزمات الطارئة والمفاجئة كما حدث في ازمة كورونا.
وعلى الرغم من أن الجيش الأبيض والطواقم العاملة بالمؤسسات الصحية الفلسطينية أثبتت تفانيها، وقدم أفرادها تضحيات سامية لأجل المرضى، إلا أنه ما زالت هناك أزمة ثقة بين المواطن والمؤسسات الصحية العامة، ويمثل تصنيف الأمم المتحدة للرعاية الصحية في فلسطين، فرصة لإعادة النظر بهذا القطاع و تقييمه وتحليل جذور المشكلة ومكامن الضعف، فوفقا للتصنيف تحتل فلسطين المرتبة 113 في الخدمات الصحية على مستوى العالم ، وهي نسبة تشير إلى أن الخدمات الصحية في فلسطين أقل من المستوى المطلوب.
وقد يكون ذلك سببا رئيسيا في رفع مستوى التحويلات الطبية، علما أن أهم مستشفيات العالم وأكثرها تقدما هي مؤسسات عامة تتبع الدولة، وعنصر المنافسة الأهم في تلك المستشفيات هو ثقة المواطن ورضاه، ومهم لتشكيل الصورة الذهنية المجتمعية الإيجابية وتعزيز ثقة المواطن بالمؤسسات والمراكز الصحية الحكومية وتغيير نمط الفكر السائد، عن أسلوب الأداء وجودة الخدمات في تلك المراكز. فشعار المركز الطبي العالمي والمتميز كليفلاند كلينيك في الولايات المتحدة الامريكية "إرع المريض وكأنه عضو في عائلتك"، هو أحد أسباب تفوق ذلك المركز بتقديم خدمة صحية عالية الجودة. فثقة المواطن مهمة بالرعاية الصحية العامة، ومهمة أيضا لخفض التحويلات الطبية الخارجية.
من الممكن الإطلاع على تجارب دول العالم المتقدمة، والسعي نحو النهوض بهذا القطاع نحو الأفضل، وعلى سبيل المثال يمكن الإستفادة من التجربة السنغافورية في إصلاح القطاع الصحي و نظام الرعاية الصحية في المستشقيات العامة، حيث اعتمدت آلية الإصلاح للنظام الصحي على عدة أمور أهمها التخطيط الجيد وتحسين البنية التحيتة، واعطاء مساحة من الإستقلالية للمستشفيات العامة عن الحكومة، واكتفاء الحكومة بوضع الإستراتيجيات ومراقبة تنفيذها، كما فتحت هذه الدولة المجال للمؤسسات الصحية العامة بالتنافس الإيجابي ومنح نظام المكافآت للمؤسسات المتفوقة، بجودة الخدمة وفرض رسوم بسيطة جدا على الخدمة، وركزت سنغافورة على رفع كفاءة الكادر الطبي من خلال ابتعاثهم الى أهم المستشفيات في العالم، للاستفادة من خبرات تلك الدول، والعودة إلى بلدهم محملين بتجارب وخبرات تلك الدول. بالإضافة إلى أن سنغافورة أنشأت نوعين من المستشفيات، الأول عام يعنى بالأمراض العارضة والجراحة العامة والعيادات المتخصصة والطوارئ والتي تعمل على مدار الساعة، أما الأمراض المعقدة مثل السرطان والقلب وأمراض الجهاز العصبي وغيرها، فقد قامت بإنشاء مراكز متخصصة لها. ويعتبر مستشفى سنغافورة العام والذي تأسس عام 1821، أكبر نظام صحي بالدولة الجزيرة، ويخدم أكثر من مليون مريض سنويا، وصنف من أهم مستشفيات العالم المتقدمة. وهناك دول عديدة تتصدر فيها الرعاية الصحية أولوياتها، و تنافس العالم في الخدمات الصحية. فعندما تتصدر مجموعة مايو كلينيك الأميركية، ومستشفى تورونتو قي كندا، ومستشفى شاريتي في برلين، ومستشفى كارولينسكا السويدي، ومعظمها مستشفيات عامة. فالمراكز الصحية الحكومية في تلك الدول تعتبر واجهة حضارية، وعلمية ومظهرا من مظاهر قوة الدول، ويجب ألا نشعر بالإحباط عند المقارنة بهذه المراكز، التي لم تنشأ إلا بعد تخطيط وتراكم الإنجازات والخبرات، ما يحتم أن يسعى نظامنا الصحي لتحويل المراكز الصحية الحكومية، إلى مظهر من مظاهر التنمية الفلسطينية الرائدة.
لا بد أن يسعى القطاع الصحي إلى التميز بالخدمة، والارتقاء بها، ولا بد من التواصل مع الكفاءات الطبية الفلسطينية خارح فلسطين، وتشجيعها عودتها للوطن، وجمع التبرعات من المستثمرين، ورجال الأعمال، وقد تكون قصة نجاح تأسيس مستشفى المقاصد الذي تأسس بأيد فلسطينية اتحدت وصنعت فرقا رغم المعاناة والقهر، قصة ملهمة للشراكة والتعاون من أجل التميز، فصمود القطاع الصحي هو جزء لا يتجزأ من صمود الشعب الفلسطيني، في معركته مع الإحتلال الإسرائيلي ، والجميع يجب أن يشارك في هذا النهوض وهذا الصمود.
ماجستير حل صراعات وتنمية



#نهى_نعيم_الطوباسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة في خدمة الاستيطان
- الانتخابات وإنهاء الانقسام الفلسطيني
- القدس والخناق الاقتصادي
- عمالنا في الداخل ونمط العبودية الحديثة
- تقصير الأمم المتحدة في تحقيق العدالة والسلام للفلسطينيين
- العشوائبات ومواجهة خطط التطهير العرقي في القدس
- ملح هذه الأرض: عن الوجود المسيحي الأصيل في فلسطين
- وفاء للمتقاعدين وكبار السن
- كورونا بنظرة تفاؤل
- في يوم الطفل العالمي: العدالة لأطفال فلسطين
- ماذا بعد الانتخابات الأميركية
- الجريمة في ظل انعدام تقدير الذات العربية


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - نهى نعيم الطوباسي - القطاع الصحي وثقة المواطن الفلسطيني