حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 6838 - 2021 / 3 / 12 - 14:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اليمين الشعبوي يعيد تنظيم صفوفه في أمريكا ، وترامب خطب أمام مؤتمر العمل السياسي المحافظ الذي انعقد أمس وأعلن باسم اليمين أنهم سيخوضون صراع شرس من أجل بقاء أمريكا (كمانعرفها) وهو صراع رهيب ومريع ومؤلم ولكن الرحلة المذهلة التي بدأناها معاً لم تنته بعد وسنفوز في نهاية الصراع (في إشارة له ولأنصاره من اليمين الشعبوي)
هذا ما ورد في نص كلمته في المؤتمر المشار إليه ..
، والمؤشرات تؤكد أن تيار ترامب يفضل حتي الآن خيار التقدم نحو الهيمنة علي الحزب الجمهوري وهذه معركة لن تكلف الترامبيون وحلفائهم الجهد الهادر للطاقة مقارنة بتوجيه الجهد نحو تأسيس حزب جديد ..
أكرر أن ترامب ليس مجرد مرشح خاسر أو رئيس سابق وانما هو تعبير عن صعود اليمين الشعبوي في أمريكا والعالم .
، وبايدن ماهو إلا رئيس أمريكي تقليدي مهمته إدارة أزمة تراجع هيمنة الولايات المتحدة علي العالم وهو التراجع الذي تدل عليه مؤشرات كثيرة منذ 2008 أهمها علي الإطلاق انتهاء حقبة القطب العالمي الوحيد والصعود الصيني ودخول العالم في حقبة تعدد الأقطاب ..
تصاعد اليمين الشعبوي في أمريكا والعالم سيعني أيضاً تزايد فرص تصاعد تيارات اليسار في العالم في ظل الأزمة الإقتصادية الناتجة عن الأزمات العميقة التي تتسبب فيها سياسات الرأسمالية في نسختها النيوليبرالية القبيحة وتصاعد رفض شعوب العالم لها ..
وبروز تيارات اليسار الأمريكي مؤشر مهم وإن كان هذا لايعني أن اليسار الأمريكي قد تصاعد بالقدر الذي يجعله ذو تأثير مركزي في الصراع الدائر في أمريكا حتي الآن ..
لكن خبرة التاريخ ترشدنا إلي أن تيارات اليمين الشعبوي إن دانت لها الهيمنة فلن تسقط إلا بوصول التيارات اليسارية إلي القدر من التجذر بين الشعوب والتوحد والقوة ، علي النحو الذي يجعلها تلعب دوراً رئيسياً في إسقاط الهيمنات اليمينية الشعبوية ذات الطابع الفاشي ، ويدلل علي هذا ماحدث في الحرب العالمية الثانية ودور قوي اليسار العالمي في هزيمة هتلر وموسوليني ..
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟