أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي قاسم مهدي - اوراق قصة قصيرة














المزيد.....

اوراق قصة قصيرة


علي قاسم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 6837 - 2021 / 3 / 11 - 15:38
المحور: الادب والفن
    


أوراق
إلى عباس عبد الرحمن

الورقة الأولى
حين سقطت أول قطرة دم وتبعتها أخريات وأنا اصرخ من شدة الألم وأمي تضحك ..كان هذا أول العهر، تدرك حينها بان الجسد الذي يحتويك ليس ملكك.
عرفت إن توسلي بالقدير بان يعيدني إلى رحم أول أشجار الخلق مجرد هراء.
لا احد يستجيب لنداءاتك المتكررة ، غير هواجسك . عرفت كذلك إن أسوء شيء عدم كوني جزاء من أي شيء، لم أقابل لحد هذه اللحظة شخصا يمكن له سماع أفكاري، وان نتبادل الآراء. لا اعرف هل أنا شخص طبيعي، ساعدني يا الهي. كلما حاولت أن اصنع حياة لنفسي افشل. لم أكن سيدة أقداري، لم افهم معنى لحياتي، عاجزة، والعاجز يعبث طوال يومه دون هدف.
لماذا نتظاهر بأننا نعرف كل شيء - أي سخافة تلك-
نعيش لنجدَ ونخلق لنا قصص نتوهمها ،تعبث بنا وسط حياة متشابكة . تساءلت كثيرا ولم أجد جوابا كافيا، كيف للحب أن يجسد نفسه في فرجي، هذا ما قاله لي احدهم عندما ضاجعني بقوة.
- هذا هو الحب .
من منكم يعرف جواب أيها العقلاء.
متأكدة بان لا احد منكم يعرف جوابا لأنكم واحد متشابه يختلف بالشكل ويتساوى بالرغبات.
ورقة أخرى
ذات مساء تشريني، ريحه تحمل ذرات التراب والمطر، تلفح عيوني بعويلها المقرف، انطلقت من بعيد صفارات الإنذار الأخيرة، لنواري أجسادنا تحت شجرة أو موقف باص أو جسد رخيص يدفع مقابل لذة زائلة أو لعهر مقرف .
لذتَ تحت معطفي مواصلة سيري إلى اللاشيء، لعل يلمحني ذئب بشري يبطش بي ، ويمص رحيق دمي بشهوته ليزداد ضياعي . أو تصعقني اذرع السماء برعدها المخيف.
توقفت لحظة ،لملمت خصلات شعري المبللة ، شعرت بماء المطر النافذ ينسرح بهدوء ليختلط بمسامات جسدي محفزا رغبتي بالاحتماء. نظرت كثيرا لقطرات المطر النازل من السماء، كانت سماء موحشة تعرف الحقيقية ولا تجود بها .سماء صانعة لكل هذا الألم والخوف دون مبررات.
فجأة زمر احدهم، ذئب جائع للحم بشري ، توقف بسيارته ، تقدمت منسحبة باللاوعي فتحت الباب ، تبسم وظهرت أنيابه الصفر من وراء شاربه الكث.

ورقة أخرى
- ابنتي.
- نعم يأبي .
- سأذهب إلى الحرب . لقد تأخرت كثيرا في اختيار كلماتي.
- لا عليك يا أبي.
- تعالي لاضمك إلى حضني ،قد لا تجدين حضنا دافئا بعد اليوم.
في تلك اللحظة أدركت ضياعي ووحدتي.
ورقة أخرى
بالحرب
حاول أن تحتمي بالخنادق، لإنقاذ حياتيك بقدر ما تستطيع. إن إجبار نفسك على عيش هكذا حياة نابع من الحب . الحرب والحب ضدان لكن يجتمعا. أي معادلة صعبة تلك أن تتمنى الموت والحياة في لحظة واحدة، وتكتشف جمال روحك، للانبثاق منهما من جديد.
يبدو إن روحي ستخرج، أو خرجت مني ألان هذا ما اشعر به، غادرت بحب لترتدي ما يليق بها من أمان، لكنها حزينة لفراقك.
(نص الرسالة التي وجدت في جيب أبي، كتبها في آخر لحظاته )



ورقة أخرى
بسبب الحرب ،خسرت رجلين لطالما أحباني وأحببتهم كثير ، أبي وأخي. وها أنا وحيدة، عارية لا خندق كابي احتمي به، ولا حبا كأخي ألوذ إليه.. على الرغم من تكرار خسارتي كل يوم لا زلت أحاول.
لم أدرك بان للفقد اثر في إطفاء جذوة الحياة لكنني مستمرة. مرت سنوات كثيرة أنستني أن أعيش كما الآخرين، لان روحي لم ترتدي ما يليق بها. حزني يُغرق يومي وهكذا بلامعنى تُبحر أيامي.
الورقة الأخيرة
ذات يوم، تذكرت أخي، كان يملك وجها ملائكي، وابتسامة لا تتكرر.
- يا الهي هذا الشاب الذي عاكسني على الرغم من وجهي الذابل، وهندامي الرث يشبه أخي عندما لامس كتفي بالزحام.
أي قدر هذا، شعرت بان أقفال الحظ الموصدة تحطمت، لحظة انبثق من حزنها وألمها أمل للحياة أخرى لا اعرف عنها شيء، لكنني أريدها. صرخت باسم أخي .
- احمد.
لتفتَ مبتسما.
- أسف جدا.
تمنيت حينها أن ارتمي بحضنه ،أن أشم عطره ،عطر الحياة الدافق بالحب .
- ليس احمد.
- آسفة لكننكَ تشبهه كثيرا.
ابتسم ببراءة موحية بالصدق .
- أنا املكِ الجديد، امسكني من يدي، سرت رعشة منعشة في جسدي طهرتني من بؤسي، أعادتني لرحم أول أشجار الخلق كما تمنيت، انطلقت معه مفعمة بالحب والطمأنينة.
انتهت



#علي_قاسم_مهدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قفاز
- نجدت كوتاني
- قرض الفئران وقرض الانسان
- قصة قصيرة
- قصيدة نبي الصمت
- ابدا ما راهنت عليك
- التعامل مع التراث ومتغيرات الواقع
- السينما والتعامل مع الحقيقة
- تيوس التطهير والخلاص
- هشيم مرايا
- سهر الليالي هل اعادة للسينما العربية عافيتها
- الواقع السياسي وحال العراق
- قصيدة خارج حدود المرايا
- كتبتها كي تقراني
- التحديات وتنظيم المجتمع المدني
- ست حالات
- ازمة السينما المصرية
- السينما والترحيب بالجديد
- السينما لغة انسانية راقية
- الواقع العربي بين الركود والتغير


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي قاسم مهدي - اوراق قصة قصيرة