أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي قاسم مهدي - السينما والتعامل مع الحقيقة















المزيد.....

السينما والتعامل مع الحقيقة


علي قاسم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 2205 - 2008 / 2 / 28 - 04:52
المحور: الادب والفن
    


الكل يعرف مدى خطورة السينما وحجم تحركها على ارض الواقع،وفق ما تملك من أدوات،استطاعت توظيفها بطرق فنية إبداعية عدة، مستفيدة من الحقائق،والتي تحاول الكثير من السياسات تظليل الرأي العام وإعطاءه تصورات مغايرة لها،حتى تتمكن من خداعه وجعله يعيش مطمئنا بعيدا عن ما تخطط له وتخفيه ، إلا أن السينما كشفت الكثير عن تلك الحقائق ورفعت النقاب عنها، كي يتمكن المشاهد من معرفة ما يدور من حوله،لهذا أبرزت السينما مخرجين وممثلين وكتاب ومنتجين يدافعون وبقوة عن إيصال وعرض الحقائق والبحث عنها مهما كلفهم الأمر.وهذا يؤكد جدية السينما،وأنها ليس أداة ترفيه كما يزعم البعض ،بل هي أداة من أدوات المعرفة والثقافة ،وصناعة متكاملة غايتها رفد المخيلة الإنسانية بطاقة أبداعية كباقي الفنون الأخرى ، لقد تمكنت السينما من طرح العديد من الحقائق دون خوف أو تردد. ورسمت ملامح مميزة في تاريخ الوعي الإنساني، جاعلةٌ منه متُسائلا باحثا للوقوف على ما تريد أن توصله إليه ، وهذا هو دور الفن ، إن السينما من الفنون الإنسانية التي تبنت نقل الحقيقة وعرضها ،بطرق درامية متكاملة،حيث قدمت أفلام تناولت أحداث الحروب والاغتيالات والصراعات السياسية ،ومتناولة جميع المراحل والحقب التاريخية دون استثناء، لهذا لمسنا ألتوجهه الإنساني والسياسي العادل في العديد من إنتاجها ، وهذا طبعا من النادر ملاحظته فـي السينما الأمريكية، التي أجبرتها المكارثية السياسية، لتكون بالضرورة ضد كل ما هو في صالح قضايا التحرر ومنع وصول المخفي من الحقائق ،والذي يلفت الانتباه حقا، إن بعض الأفلام تناولت وفرضت ما تريد طرحه على الرغم من تعرضها لمحاربة من تجار السينما الكبار الذين تحركهم مصالح مشتركة بينهم وبين جهات سياسية معروفة ومن هذه الأفلام، أفلام كيفين كوستنر التــــي تصب في صالح إظهار الحقائق ،ومن أفلامه المهمة في هذا الجانب وهي كثيرة منها (الراقص مع الذائب) الذي أنتجه وأخرجه وقام ببطولته ،وقام بإظهار الهنود الحمر بصورة لائقة جعلتنا نتعاطف معهم ونحترم طقوسهم وعاداتهم التي حاولت السينما الأمريكية في العديد من أفلامها أن ترسم لنا صورة مغايرة تماما عن ما شاهدناه في فيلمه الرائع حيث انتصر الهنود على الجنود البيض المتوحشين. أما فليمه روبن هود الذي أظهر فيه الحروب الصليبية كحروب غير عادلة، ورفع عنها قدسيتها المزيفة، كما أظهر العربي كإنسان ودود وشجاع، يحفظ المعروف وغير غدار، لا كما اعتادت أفلام غربية مشبوهة على تصويره ببشاعة. لقد وقع روبن هود في ضيم شديد، وشعر أنه هالك لا محالة، ولم يكن هناك من أمل في إنقاذ نفسه، وفجأة يظهر الصديق العربي المخلص ليرد الدين لصديقه الإفرنجي.... و فيلم ( ج ف ك) أو ( جون فيتزجيرالد كينيدي ). من إخراج المخرج الأمريكي أوليفر ستون ، صاحب فيلم ( الكتيبة ) ، الذي أدان فيه الحرب الفيتنامية وأظهر بشاعتها، وصور بشكل مثير للإعجاب عنفها، وضآلة وهلع الأمريكي في أدغال الهند الصينية. هنا، في هذا الفيلم، يجتمع الاثنان ليدينا من جديد، تورط الولايات المتحدة الأمريكية في حرب الفييتنام، وليسلطا الضوء على كثير من الأسرار التي صاحبت التورط الأميريكي في هذه الحرب، وارتباط أصحاب القرار السياسي بالاحتكارات الصناعية العسكرية، التي وجدت أنه من صالحها الانخراط في هذه الحرب لتجني الأرباح الطائلة، على حساب ( دافع الضرائب الأمريكي ،لقد جاء الفيلم بقراءة جديدة وجريئة لحدث طالما شغل الناس في أمريكا وخارجها على السواء ألا وهو اغتيال الرئيس الأمريكي السابق جون كينيدي. وكل من شاهده لمس جديته وفنيته العالية، فقد اعتمد على الحركة السريعة للكاميرا ، وعلى ديناميكية عالية في تدفق الأحداث ومتابعتها، وتداخل الأرشيف مع الفيلم بصورة بارعة جدا، وأخيرا على سيل من الحوار الذكي الذي يجعل المشاهد ينشد إلى الشاشة، لا ينفك عنها إلا بعد نهاية الفيلم. إنه من أبرع ما أخرجه أوليفر ستون ، أما كيفين كوستنر فقد أثبت، بلا أي شك، في هذا الفيلم، أنه من أعظم الممثلين في وقتنا الحاضر. يتم اغتيال الرئيس كينيدي في مدينة دالاس، ويقوم قاضي التحقيق في المدينة، قام بالدور كوستنر، بالتحقيق في الاغتيال. توجهت أصابع الاتهام نحو (أوزوالد) ، وتم توجيه المحقق بواسطة لعبة ذكية من بعض الأوساط نحو هذا المتهم. كان أوزوالد مرتبطا بجهاز السي آي إيه وبجماعة من المهاجرين الكوبيين، هذه الجماعة كانت تكره كينيدي لأنه وقف في طريقهم ومنعهم من الاستمرار في محاربة كوبا، بسبب الاتفاق الشهير بين موسكو وواشنطن بعد أزمة خليج الخنازير. إلا أن المحقق يصطدم بحقائق مغايرة تماما، فأوزوالد ليس له علاقة بعملية الاغتيال، وتم اتخاذ الكوبيين كذريعة وتغطية، والذي أطلق النار على كينيدي ليس شخصا واحدا، كما كان يظن والمفروض أنه أوزوالد، بل عديدا من الأشخاص قاموا بالتصويب على الرئيس وأطلقوا النار من ثلاثة أمكنة وفي وقت واحد، وأن كثيرا من إفادات الشهود قد اختفت، وأنه قد دبر مقتل أوزوالد على يد جاك روبي، للتخلص من إنسان بريء قد يكشف المؤامرة كلها، وأن هناك من يحاول إيقافه عن متابعة التحقيق بسبب احتمال توصله إلى حقيقة ما جرى. يوقف المحقق عن التحقيق، إلا أن هذا الإنسان النظيف والشجاع، يستمر في جمع الحقائق حتى يتوصل إلى الهدف الحقيقي للاغتيال، والجهة التي قامت بذلك. كان السبب في اغتيال كينيدي هو إبعاده بعد أن قرر نهائيا إيقاف الحرب الفيتنامية، وإيقاف تورط أمريكا فيها. من له المصلحة الأساسية في ذلك ؟ إنه المجمع الصناعي العسكري. من صمم العملية وأشرف على تنفيذها ؟ إنها السي آي إيه... من قام بها ؟ إنهم العملاء الكوبيون. وطبعا يفشل المحقق في إدانة الجرمين الحقيقيين، لأنهم ما يزالون في موقع القرار، ومع ذلك فقد أحدث الفيلم ضجة هائلة في الولايات المتحدة، فتم للمحقق ما أراده، عندما أدان الفيلم الجريمة ودوافعها وأغراضها. هذا هو كيفين كوستنر، الفنان الذي يجعل من الفن رسالة ووسيلة للدفاع عن العدالة والإنسانية والحقيقة، الفنان الذي يسخر الفن السينمائي الخطير ليشير إلى المجرم على أنه مجرم، وإلى الضحية على أنها ضحية، ولا يخلط، عن عمد، بين الاثنين. فشكرا للسينما التي منحتنا إبطالا رائعين مثل كيفين كوستنر ....



#علي_قاسم_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تيوس التطهير والخلاص
- هشيم مرايا
- سهر الليالي هل اعادة للسينما العربية عافيتها
- الواقع السياسي وحال العراق
- قصيدة خارج حدود المرايا
- كتبتها كي تقراني
- التحديات وتنظيم المجتمع المدني
- ست حالات
- ازمة السينما المصرية
- السينما والترحيب بالجديد
- السينما لغة انسانية راقية
- الواقع العربي بين الركود والتغير
- ديون العراق وصندوق النقد الدولي
- الشاعر بين النقد والابداع
- جابي
- هم وانا والشعر
- من جديد الحقد يثبت فشله
- قصص قصيرة جدا
- ذكرى بلا حلم
- الى روح الشهيد عثمان العبيدي


المزيد.....




- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي قاسم مهدي - السينما والتعامل مع الحقيقة