أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طاهر مسلم البكاء - لغز زيارة البابا الى بلاد سومر المملوءة بالألغاز















المزيد.....

لغز زيارة البابا الى بلاد سومر المملوءة بالألغاز


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 6835 - 2021 / 3 / 9 - 21:05
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بلاد سومر المملوءة بالألغاز التي لم يكشف النقاب عن الكثير من اسرارها المكنونة ،ولم يتم اظهار باطنها الذي يحوي آلاف الكنوز الأثرية التي لم يكشف نقابها الى اليوم ،اضافة الى انها كانت مهد التدين والتدوين وبلاد الآلهة ،اضافة الى ذلك فأنها ضمت بين جنباتها آثار ابو الأنبياء ابراهيم الخليل ، ولا عجب ان تكون محط اهتمام كل متابع من مختلف الأديان ودارسي التاريخ ،غير ان فترات عدم الأستقرار التي مرت بها بلاد النهرين قللت وحجمت من أعداد الزوار .
بلاد الرافدين ،مهد الحضارات، وبلد الأنبياء والرسل، والصالحين، والمفكرين والشعراء، والفنانين ،البلد الذي خط أول حرف، وسنَّ أول تشريعٍ يحفظ حقوق الإنسان ، يسوده اليوم التصارع الداخلي والتكالب الخارجي على اوسع نطاق بعد الهجمة الأطلسية التي نالت من جميع البنى التحتية فيه،واعتاد سكانه على صور المفخخات والموت ،حتى صارت اخبارها زاد يومي .
زيارة بابا الفاتيكان :
كانت زيارة البابا أياما ً مشوقة و حافلة بالأحداث والصور البهيجة وكان اعظم ما ميزها الأستقبال الشعبي المتسم بالعفوية والبساطة ،رغم الأجراءات الأمنية ،وجرت الأستعدادات لأستقباله على قدم وساق في العراق،والذي اصبح محط اهتمام الأعلام العالمي بمختلف صنوفه،كانت اسباب هذا الأهتمام عديدة فالبابا يغامر في اول زيارة له لبلاد الرافدين كونها اول خروج له بعد وباء كورونا ،ولايزال الوباء مخيفا ً وفتاكا ًخاصة لمن في سنه (84 )عام، كما ان العراق شهد احداث دراميتيكية أظهرته أبعد مايكون عن الأمان والأستقرار :
فقد اصيب أحد الشخصيات المحورية للتحضير للزيارة وهو ميتجا ليسكوفار،السفير البابوي في العراق بوباء كورونا ،وحصل تفجيران انتحاريان في وسط العاصمة بغداد سقط فيهما اعداد من الأبرياء ، كما سبقت الزيارة أحداث الناصرية العنيفة التي ادت الى تغيير محافظها ،وقد توقع الكثيرين بما فيهم بعض العراقيين الغاء الزيارة او في احسن الأحوال تأجيلها .
ولم يكن العراقيون يتوقعون ان الفرح يمكن ان يعود لبلادهم وتمتزج مراسم استقبال البابا بدبكة الجوبي العراقية ، وتلويح الأطفال وهم يرقصون في الشوارع بأزياء تشبه ملابس العيد، وزغاريد النسوة التي رافقت خطوات الحبر الأعظم أينما حلّ، وكان هذا يكشف أكبر لغز عراقي،حيث انه يظل قادرا ً دائما ًعلى النهوض من سبات الموت،والعودة للحياة .
ان سبب اصرار البابا على الزيارة ،رغم الصعوبات ، عوامل عديدة مشجعة منها :
- ماتحمله ارض الرافدين من عمق تاريخي وديني لاشك فيه ،يجعل زيارتها تحقيق لحلم روحي وثروة معنوية وتبشيرية ،وقد كان هذا حلم البابا الذي سبقه ولم يستطع تحقيقه .
- زيارته تحمل معاني رد الجميل للعراقيين ،الذين صدوا بمختلف مذاهبهم هجمة داعش الأرهابية ومن يقف خلفها ،مما حافظ على بقاء العدد الممكن من المسيحين داخل العراق ، وخير دليل على ذلك تقبيله للعلم العراقي المضمخ بدماء الشهادة والبطولة .
- اطمئنان البابا الى المسؤولين الحاليين في الدولة العراقية مما يوفر الحماية اللازمة رغم الظروف الأمنية المعقدة،كرئيس الوزراء الذي كان يبدو انه سعيد جدا في حصول هذه الزيارة ،وكذلك رئيس الجمهورية الذي ينقل عنه انه أجاد استغلال الرغبة البابوية في الزيارة ،فكان صاحب الدعوة .
- تراجع اعداد المسيحيين في العراق بشكل مخيف وهذا عائد للظروف القاسية التي مر بها البلد من حروب امريكية غربية وحصار،ثم صفحة داعش، مقابل التسهيلات التي قدمت لهم للهجرة الى الدول الغربية .
مآخذ على منظمين الزيارة :
،وكان مما يؤخذ على القائمين على اعداد برنامج البابا هو عدم الأشارة الى الظروف الكارثية التي مر بها العراقييون وكان الأولى، في أور وامام بيت النبي ابراهيم ، ان تتم استضافة أناس ممن واجهوا الحروب الأطلسية والحصار الخانق الذي استمر بوحشية لثلاثة عشرة سنة ، بدلا ً عن أولئك الشباب الذين يروجون لتعايش بين دينين مختلفين والذي هو مسلمة لاغبار عليها في العراق ،حيث تعايشت مختلف الأديان والطوائف بسلام قبل التدخل الأمريكي الصهيوني الغربي في النسيج العراقي ،كما كان التحضير في أور ينقصه الروح الحقيقية وهم أهل ذي قار الذين كانوا مفقودين تماما ً ،اذ منعوا من قبل السلطات من الوصول الى موقع الزقورة حيث جرت مراسيم حج البابا ،باستثناء بضع اشخاص مهيأ لهم من لجان التحضير التي فشلت في أور بما نجحت فيه أربيل ،وهذا لايعود الى ذي قار بقدر مايعود الى الحكومة المركزية التي شددت الأجراءات ومنعت المشاركة المحلية ،كما انها اخفقت في بغداد عند دفعها بفرقة رقص تحمل السيوف وهذا لايليق بمقام رجل دين جاء من اجل السلام ،موضوع آخر مهم جدا ً ،لايعرف على وجها اليقين من المسبب به من القائمين على ترتيب الزيارة من الطرفين ،وهو عدم زيارة البابا لمرقد راهب الأسلام ،والمعروف جيدا ً لكل الأديان ،وهو علي بن ابي طالب ،والذي لايبعد عن بيت السيد السيستاني سوى بضع خطوات وهو من تشبه بزهده وبساطته السيد السيستاني ،وكان من الممكن تجنب الحساسيات في مثل هذه المواقف بجعل اللقاء بينه وبين السيد السيستاني داخل الضريح .
اهداف الزيارة :
اظهر لقاء السيد السيستاني بالبابا ،مقدار الألم الذي يعتصر قلوب القيادات الدينية الكبرى في العالم مما يجري من احتلال وقتل وتهجير للأبرياء ،لقاء تحقيق مصالح الأقوياء في ارضنا وثرواتنا
وقال البابا فرنسيس، مخاطبا الشعب العراقي في رسالة بالفيديو عشية رحلته : "أوافيكم حاجا تائبا لكي ألتمس من الرب المغفرة والمصالحة بعد سنين الحرب والإرهاب، ولأسأل الله عزاء القلوب وشفاء الجراح".
وفي كلام خاص بالمسيحيين العراقيين ،قال البابا : "أود أن أحمل لكم عناق الكنيسة بأسرها المفعم بالحنان، الكنيسة التي هي قريبة منكم ومن الشرق الأوسط المتألم، وأنا أشجعكم على المضي قدما".
وقال البابا في كلمته مع رئيس الجمهورية العراقية، برهم صالح، في قصر بغداد "إن التحديات المتزايدة تدعو الأسرة البشرية بأكملها إلى التعاون على نطاق عالمي لمواجهة عدم المساواة في مجال الاقتصاد، والتوترات الإقليمية التي تهدد استقرار هذه البلدان"
كما شجع الخطوات الإصلاحية المتخذة في العراق، ودعا إلى ضمان مشاركة جميع الفئات السياسية والاجتماعية، مؤكدا على ضرورة التصدي لآفة الفساد واستغلال السلطة .
وأضاف إن لقاءاته وزياراته إلى دول العالم والشخصيات المختلفة لا تأتي من أهواء شخصية، بل بعد صلاة وتفكير ونقاش، مشدداً على أهمية الحوار بين الأديان، ومفاهيم الأخوة.
وشدد البابا على أهمية أن يعيش الناس حياتهم ويمارسوا الأخوة بشكل ينسجم مع إيمانهم .
وخلال لقائه بأهل ضحايا المجازر، شدد على أهمية المغفرة، ونبذ الانتقام، كقيمة أساسية لإعادة اللحمة للمجتمع.
صلّى البابا فرنسيس في ساحة حوش البيعة في مدينة الموصل، على تقاطع حي دمره تنظيم ما يعرف داعش ،بين ركام جامع النوري وكنيسة الساعة وكنيسة الطاهرة، تحدث عن أنّ افراغ العراق من مواطنيه المسيحيين ضرر جسيم ليس عليهم فقط، بل على النسيج الاجتماعي بكامله،وقد نقلت هذه الزيارة الى العالم حجم الدمار الذي لحق بمدينة الموصل مماحمل الكثير من الدول عرض استعدادها للمساهمة في أعادة اعمارها .
من خلال لقائه بالشخصيات السياسية العراقية ، أعطى البابا دفعاً معنوياً كبيراً للقيادات الكنسية العراقية التي سعت منذ سنوات لتحقيق حلم زيارته إلى بلادها.
قال الصحافيون الذين رافقوا البابا في رحلته إلى بغداد، إنه اطلع قبل وصوله على تقارير حول كيفية "المتاجرة" بالنساء قبل سنوات، خلال سيطرة داعش على جزء من المدن العراقية، ما أثّر به كثيراً.
المسيحيون في العراق :
يقدر عدد المسيحيون في العراق ب 250 ألف مسيحي ،في ماكان يقدر عددهم قبل عام 2003 بحوالي مليوني مسيحي ، ويعيش نحو 200 ألف منهم، في سهل نينوى وإقليم كردستان شمالي البلاد .
• يقدر 67 في المئة منهم من الكلدان الكاثوليك، الذين تحتفظ كنيستهم ذات الطقوس الشرقية بطقوس دينية وتقاليد خاصة بها لكنها تعترف بسلطة البابا في روما، بينما ينتمي 20 في المئة إلى كنيسة المشرق الآشورية التي يُعتقد أنها أقدم الكنائس في العراق.
• البقية ينتمون إلى السريان الأرثوذكس، والسريان الكاثوليك، والأرمن الكاثوليك، والأرمن الرسوليين، فضلا عن الأنجليكان والإنجيليين والبروتستانت.
كيف رأى البابا السيد السيستاني ؟
في طريق العودة الى روما،وبعد ان سأل من الصحفيين عن لقاءه بالسيد السيستاني ،تحدث البابا بعفوية :
شعرت بواجب القيام بحج الأيمان والتكفير عن الذنب ،وان أذهب وأجد رجلا ً عظيما ً وحكيما ً ، رجل الله ، فقط بالأستماع اليه يمكن ادراك ذلك ،هو شخص يتمتع بالحكمة والحلم أيضا ً ..
قال لي :
منذ 10 سنوات لم استقبل اشخاصا ً يأتون لزيارتي لأغراض سياسية وثقافية أخرى .. لأغراض دينية فقط .
كان محترما ً جدا ً ..محترما ً جدا ً في الأجتماع شعرت بالفخر .
حتى في لحظة التحية لم يتعالى أبدا ً ،نهض ليحييني مرتيين .
رجل متواضع وحكيم .
هذا الأجتماع أفادني روحيا ً ..أنه نور .
هؤلاء الحكماء موجودون في كل مكان ، لأن حكمة الله قد انتشرت في كل مكان .
زيارة البابا الى مدينة أور الأثرية ،مهد سومر، الذي لايزال محمل بالألغازالتي لم تفك طلاسمها لحد الأن ،سيكون لها أثر كبير وفعال، في احياء و تنشيط السياحة في العراق بشكل عام ومحافظة ذي قار بشكل خاص، سيما وأنه زار محافظات أخرى من العراق ،كما انها ستكون دافع لأعمال الحفر والتنقيب النظامية ،التي ستكشف عن وجه المزيد من اسرار سومر .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تمثل المرأة للرجل ؟..بمناسبة عيد المرأة
- لايريدون لزيارة البابا للعراق ان تتم !
- رؤية الكون بين العلم والدين
- بين زيارة البابا وواقع مدينة الناصرية
- حكومة العراق تحاصر شعب العراق اقتصاديا ً !
- بايدن أم ترامب، ماذا يجني العرب ؟
- ميناء الفاو يوحد العراقيين
- ميناء الفاو الكبير، نفط العراق الدائم ..سينجز بأرادة وطنية
- هل تخطئ ايران وحلفائها بالأستسلام لحصار مدمر ؟
- الحروب المجهولة
- التباكي على الملكية في العراق ضياع
- عن كورونا ومابعد بعد كورونا .. ( 2 )
- عن كورونا ومابعد بعد كورونا .. ( 1 )
- لكي لاننسى ..لم تكن ثورة تشرين هي الأولى
- ثوار تشرين جيل ثوري رائع
- لو تصاحب خوش صاحب لو تظل من دون صاحب !
- أمريكا لاتجيد العلاقات الدولية الحسنة !
- هل فعلا ًهي الحرب العالمية الثالثة ؟
- من كامب ديفيد الى سد النهضة ..سياسة مصر وبال عليها !
- الحرب البايلوجية ..هل وصلت حقارة البشر الى هذا المستوى ؟


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طاهر مسلم البكاء - لغز زيارة البابا الى بلاد سومر المملوءة بالألغاز