أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مسلم البكاء - رؤية الكون بين العلم والدين















المزيد.....

رؤية الكون بين العلم والدين


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 6816 - 2021 / 2 / 16 - 00:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يظهر العلم كائنات الأرض وحيدة في هذا الكون المترامي ،فرغم ان مركباته الفضائية تنوعت والمناظير الفضائية أصبحت طائرة بدلا ً من تلك التي كانت على الأرض يشوبها تشويش الغلاف الجوي للارض ، فقد بقيت قدرته محدودة في كشف أغوار الفضاء المحيط بالارض ،فلم تكتشف سفنه ومركباته الفضائية أي كائن أو حياة بائنة خارج الأرض ،وبقينا ننظر الى صور جامدة ترسلها المركبات الفضائية ،أشبه ماتكون بالصحارى والصخورالغير مأهولة على الأرض ،وقد شغل العلم عقولنا بحركة الأجرام الفضائية وهي تدور بلا نهاية ولاحياة واضحة فيها رغم اعترافه بأن الكون واسع جدا ً بحيث لاتدركه عقولنا ،ولو كنا علميين حقا ً ، لتبين لنا قصور العلم ،وعدم قدرته على اكتشاف عوالم حياتية في اجزاء الكون الهائلة ،رغم الوجود الكثيف للحياة على الأرض !
اما الدين فقد ظهر بأفق واسع وشمولية لا تقارن، فلفت انظارنا الى ان هناك سماوات يتربع فيها عرش الجلالة الخالق سبحانه وتعالى عما يصفون ،و تسكنها كائنات تختلف عما عليه بني البشر ،مثل الملائكة والشياطين وسكنة السماوات الآخرين، وان هناك حيوات وليس حياة واحدة كما يقول العلم فأضافة الى حياتنا الدنيا هناك الحياة الآخرة والتي هي اوسع من الدنيا وهناك أوصاف لحياة مابينهما ، وبيان للجنة والنار ،وهناك عوالم خفية عن اعيننا كعوالم الجن والشياطين ، بل وبحسب النصوص القرآنية ، الحياة على الأرض جزء بسيط من الحياة التي يزخر بها الكون ، ووقت الرسالة المحمدية في صدر الأسلام كانت هناك حركة دؤوب للملائكة بين السماء والأرض ،وتصوير رائع لتواصل بين الكائنات الفضائية ،كالملائكة وتواصلها مع الأنسان ، وهو أمر لم يقتصر على الدين الأسلامي بل شمل جميع الأديان السماوية .
فمن يكون اوسع افقا ً العلم أم الدين ؟
اكتشف العلم أن هناك قوانين موضوعة تنظم عمل الكون وتحكم مساره ، ولايمكن التدخل فيها او تغييرها بل ان العلم اهتدى الى بعض مامعروف منها اليوم ، وأن فهمها وتسخير بعض قواها جلب المنفعة والفائدة لبني البشر ، فالظواهر الطبيعية،هي قوانين وجدها الإنسان تنظم علاقات الأشياء وخصائصها مثل الجاذبية والمغناطيسية والإحتكاك والتمدد ..الخ .
، ولا يمكن أن تكون هذه السنن وضعت نفسها بنفسها،ولايمكن لعقل سوي ان يقبل هذا ، كما ان هناك اعتقاد علمي راسخ على أن الكون المادي له بداية، ولم يكن موجودًا قبلها .
ومن هنا فأن الكثير من العلماء المتمكنين يجزمون ان لابد ان هناك خالق عظيم قد وضع هذه القوانين والموازنة المحكمة للكون،وانهم يلتقون بعد بحث وتعمق مع الدين .
والكثير من العلماء لا يدعون ان العلم يقاطع الدين ، بل ان العلم يوفر العديد من الفرص للبحث والتفكر في خلق الكون الذي يجزم به الدين .
"‏وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ" ‏ ... الزمر/67 .
والعلم يسير جنبا الى جنب مع الدين ويسنده ،فالدين بدون العلم لايعدو عن كونه تصورات صعبة الفهم ، والعلم بتخليه عن الدين سيقع في مادية لاحياة فيها .
"يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ " ... الرحمن /33
هناك من يفسر" لاتنفذون إلا ّ بسلطان " هو أنكم لاتنفذون إلا ّ بالعلم ، وهناك الكثير مما يؤيد دعوة الدين الى العلم واهمية العلم .
أي ان دعوة الدين للأيمان لا تعني أهمال العلم بأي حال ،فالعلم المتمكن سيدعم الدين وبسهل الوصول الى مجاهله .
هناك من يلصق فهمه للدين بنظرة قاصرة ،اذ يقرنها بتصرفات لأشخاص أو مؤسسات اتخذوا من الدين غطاء لتحقيق مصالح خاصة ،وفي الحقيقة هؤلاء يسيئون للدين وهم دخلاء وليس من الدين في شئ ، كما ان البعض يتفاخر بما توصل اليه الأنسان من تقنية علمية واختراعات ،مما يصور لهم ان هذا يعني عدم وجود الله سبحانه ،وقصور الدين .
ان أعلى درجات العلم ، هي العلم بالله، وهذا يجعل من هم في هذه الدرجة يعرفون الله تعالى بصفاته في الدنيا من غير أن رؤيته، لأن البشر جميعا يوم القيامة سيعرفونه حتما سواء من كان آمن به في الدنيا أم كفر، لهذا السبب فهو العلم الأسمى الذي تتحقق فيه المعرفة العليا من غير الحاجة إلى أدوات العلم الأدنى "الملاحظة الحسية والمقارنة والتجريب والإستنتاج " وبهذه المعرفة يرتقي العالم ويسمو كلما ازداد قربا من الله عز وجل لأنه سبحانه مصدر المعرفة والكمال المطلق .
اما معرفة الأوامر الآلهية فيأتي في المرتبة الثانية ،حيث انها طريق واضح للحياة وهداية للحياة الآخرة ،وما يلي ذلك فهو العلم بما خلق الله، وهذا هو العلم التطبيقي الذي يتعلمه عامة البشر ، وفيه تندرج كل القوانين الطبيعية والنواميس الكونية التي تضبط حياة الناس والكائنات والأجرام الكونية .
من المكن ان نعيش أفق الدين الواسع وعالمه اللا متناهي ولكن بعقلانية وايمان مدعوم بفهم لأسباب العلم الحقيقية ،وهي نواميس الكون ،والتي لادخل للأنسان في تكوينها ،بل هي المنظار العظيم الذي نرى ونحس من خلالها القدرة البديعة للخالق سبحانه،وان كل ماتوصل اليه الأنسان حتى الآن هو فهم بعض هذه النواميس وبعض صفاتها وحاول تسخيرها لخدمته .
فالعلم عندما يجند كل امكانياته لمواجهة الوباء اليوم ،وهب انه سيجد العلاج واللقاح المناسبين ، وقد وجد من قبل للكثير من الأوبئة الفتاكة ،لايأتي بشئ مستجد خارج القوانين التي تحكم الكون والتي يسرها الخالق للانسان ، انه تنمية العقل من أجل ان يكون أكثر تنويرا ً ،و الدين يرشده الى ان يظل سائرا ً في طريق الخير والأيمان لأن الشر نهايته معروفه ،وهي تدمير كل مايبنيه الأنسان في لحظات .
هل هناك عوالم سبقتنا ،في الأرض أو في الفضاء ،دمرت نفسها ؟
لايمكن ان يحسب صراع الكنيسة ضد المخترعين والعلماء في بداية النهضة العلمية، انه صراع بين الدين والعلم ،بل هو صراع بين بني البشر والذين لكل منهم اهدافه الخاصة ،فالكنيسة كانت تريد ابقاء نفوذها وسيطرتها على الناس بفرض افكارها المغطاة بلباس ديني ، والمفكرين وعلماء النهضة كانت أهدافهم ابراز حقائق علمية بدت واضحة لهم ككروية الأرض التي نادى بها كوبرنيكوس ودورانها حول الشمس ،غير اننا ندرك اليوم بجلاء ان هؤلاء الأفذاذ من العلماء كانوا سباقين لأيضاح نواميس وقوانين كونية وضعها الله تعالى منذ خلقت الأرض ولم يأتوا يشئ جديد ،ومن جانب آخر فأن الكنيسة كانت ابعد ماتكون عن الله تعالى في تمسكها بأفكارها البالية والعتيقة وفرضها بالقوة على الناس .
ان موقف الكنيسة ينسحب على كل متنطع يستغل الدين لأغراض كسب الناس لسلطانه مدعيا ً قربه أكثر من غيره الى الله ،ولايقدم في الواقع ماينفع الناس .
حاول فريق من العلماء الأمريكيين حساب احتمالات ظهور حياة ذكية خارج كوكب الأرض، وتحديد المكان الأكثر احتمالية لذلك.
ووجد الفريق أن معظم الحضارات الفضائية التي انتشرت في مجرتنا ربما تكون قتلت نفسها بالفعل، وفقا للنتائج التي نُشرت في مجلة arXiv..
واستخدم علماء الفلك االنمذجة الإحصائية لرسم خارطة لظهور وموت الحياة الذكية في الزمان والمكان عبر مجرة درب التبانة.وقد يكون فنائها عن طريق المحرقة النووية أو تغير المناخ الجامح أو غير ذلك ، وهذا يعني أن الغالبية العظمى من حضارات درب التبانة قد ولت بالفعل ، ممايعطي اشارة وتحذير شديد الى سكان الأرض الحاليين الذين يسيرون بنفس الطريق !



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين زيارة البابا وواقع مدينة الناصرية
- حكومة العراق تحاصر شعب العراق اقتصاديا ً !
- بايدن أم ترامب، ماذا يجني العرب ؟
- ميناء الفاو يوحد العراقيين
- ميناء الفاو الكبير، نفط العراق الدائم ..سينجز بأرادة وطنية
- هل تخطئ ايران وحلفائها بالأستسلام لحصار مدمر ؟
- الحروب المجهولة
- التباكي على الملكية في العراق ضياع
- عن كورونا ومابعد بعد كورونا .. ( 2 )
- عن كورونا ومابعد بعد كورونا .. ( 1 )
- لكي لاننسى ..لم تكن ثورة تشرين هي الأولى
- ثوار تشرين جيل ثوري رائع
- لو تصاحب خوش صاحب لو تظل من دون صاحب !
- أمريكا لاتجيد العلاقات الدولية الحسنة !
- هل فعلا ًهي الحرب العالمية الثالثة ؟
- من كامب ديفيد الى سد النهضة ..سياسة مصر وبال عليها !
- الحرب البايلوجية ..هل وصلت حقارة البشر الى هذا المستوى ؟
- بين نفاق العالم وجبن العرب
- ابو ناجي واحتلال العراق والجنسية البريطانية
- من السبب في تدهور العرب ؟


المزيد.....




- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مسلم البكاء - رؤية الكون بين العلم والدين