أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - البابا في الغراق. تقويم زيارة (2)














المزيد.....

البابا في الغراق. تقويم زيارة (2)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6835 - 2021 / 3 / 8 - 19:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اختتم البابا فرنسيس زيارته التاريخية للعراق (الأثنين 8 آذار 2021) مودعا العراقيين بعبارة مؤثرة (سيبقى العراق معي دائما وفي قلبي)..والتساؤل هنا: ما نتائج هذه الزيارة؟وما انعكاساتها على الداخل العراقي والمنطقة والعالم؟ وماذا بعدها؟.
لنبدا بانعكاساتها على العالم،ففي يومين فقط من زيارة البابا تغيرت صورة العراق في العالم من بلد أشبه بساحة حرب الى وطن حضارات وشعب مسالم استقبل البابا بحفاوة وفرح من كل اطيافة. ففي ملعب فرانسو حريري باربيل كان هناك اكثر من 400 فضائية واكثر من الف مراسل نقلوا للعالم لقاء البابا بالاف العراقيين من مختلف الاطياف ليفتح عيون سكان القارات الخمس على شعب محب للحياة.
ومن كنيسة (الطاهرة) في قراقوش..احدى اكبر واجمل كنائس المنطقة،ومن امام الكنائس المدمرة في الموصل،اوصل البابا رسالة الى العالم للمساهمة في اعادة اعمار نينوى، ثاني اكبر مدن العراق التي يمتد تاريخها الى ستة الاف سنة قبل الميلاد، وفيها كانت الامبراطورية الاشورية ومركز عبادة الاله عشتار..لأن يحذو حذو الأمارت التي تبرعت بخمسين مليون دولارا، تمّكن اهلها الذين هاجروا هربا من بطش داعش والمتطرفين والعمليات العسكرية للعودة الى مدنهم وقراهم في نينوى.
وعن المسيحيين،اعرب البابا عن قلقه من تناقص اعدادهم في الشرق الأوسط . وللتوضيح فأن نسبة المسيحيين الموجودين في العراق هي بحدود 2% ( الباقي منهم 400 الفا بعد ان كانوا مليونا ونصف قبل 2003).ونسبتهم في سوريا بحدود 6%، و 4% في الأردن ،فيما يبلغ عددهم في مصرعشرة ملايين من مجموع مئة مليون. وقد اوصى المسيحيين في العراق الى التشبث بأرض الوطن،ودعا المهاجرين منهم الى العودة بعد اعمار مدنهم وتأمين حياة كريمة لهم..مؤكدا من قراقوش أن الأعمار لن يتم الا من خلال المصالحة و اعادة علاقات الأخوة بين مكونات المجتمع العراقي. وكان اجمل مكسب سيكولوجي تحقق للمسيحيين في العراق أنهم شعروا برد اعتبار اجتماعي واستعادة كرامة انسانية.
والجميل،ان العراقيين..اكتشفوا انفسهم في هذه الزيارة..واكتشفوا حقيقتهم انهم ناس طيبون وشعب ذكي،بشهادة دراسات بريطانية، واستعادوا حقيقة اصالتهم يوم كان اجدادهم يعيشون في وئام وسلام وهم متنوعون في الثقافات والاديان والأقوام.
وكانت مبادرة ذكية من دولة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي باعلانه اعتماد يوم السادس من آذار من كل عام (لقاء البابا والسيستاني) يوما وطنيا للتسامح والتعايش في العراق.
وفيما يخص الطبقة السياسية في العراق،فان التساؤل هنا هو:
هل ستأخذ رسائل البابا التي تدعو للسلام والأخوة والعدالة والتعايش الديني والثقافي..الى التطبيق؟
لقد تابعنا اداء الطبقة السياسية منذ العام 2003 فوجدنا ان قيادات احزاب السلطة والكتل السياسية الطائفية،مصابة بجمود فكري وتصلب عقائدي و(دوغماتيةDogmatism ) يعدّها علماء النفس والاجتماع السبب الرئيس للخلافات السياسية،و(مرض)خالقي الأزمات من القادة السياسيين.ومشكلة الدوغماتية ان المصابين بها يرفضون الافكار الجديدة مهما كانت قوة الادلة التي تساندها، ويتشبثون بمعتقداتهم القديمة حتى ان ثبت خطؤها،و يفرضون اراءهم بقوة السلطة حتى لو تطلب الأمر قتل الآخر المخالف.ودليل ذلك ما حدث في انتفاضة تشرين/اكتوبر 2019 بقتل اكثر من ستمئة وجرح اكثر من عشرين الفا، والتعامل مع الشباب والشابات كما لو كانوا اعداء غزاة وليسوا متظاهرين سلميين يطالبون بحقوق مشروعة.
ولهذا فان اعتقادهم الجازم ويقينهم المطلق بصحة معتقداتهم لن يسمح لرسائل البابا بالدخول الى عقولهم،كقوله بالنص(نحن بحاجة الى ازالة الطمع من السلطة)، لأن نوافذها مغلقة بوجه أية افكار جديدة،فكيف اذا جاءت من رجل يعده المتطرفون منهم ..نصرانيا!.
ونخلص الى حقيقتين:
الأولى، ان الاصلاح لن يحدث من داخل الطبقة السياسية في العراق ،لأنها استضفعت الشعب ،ومتهمة بقتل وخطف الآف العراقيين،وانها تخاف العقاب..فتحالفت مع رجال دين يجمعهم دافع الثراء في توظيف الدين من اجل الاستفراد في السلطة والثروة..ولن تسّلم بفكرة فصل الدين عن الدولة ،ولن تفهم انه ليس من وظيفة الدولة ادخال الأنسان الى الجنة!
والثانية، لم تدرك انها فاقدة للشرعية منذ العام 2018 يوم عزف عن المشاركة في الانتخابات 80% من العراقيين ،وان دافع انتقام الجماهير المضطهدة قد يتحول في اية لحظة الى حدث كارثي..او يأتي بنخبة سياسية تعتمد أهم مبدئين في الديمقراطية: سيادة القانون والعدالة الأجتماعية.
وتبقى قضية اخرى أثارتها الزيارة.ففي اصبوحة لنا بالفيسبوك كانت بالنص: (اور لدى المسيحيين مثل الكعبة لدى المسلمين كلاهما قبلتان للحج، فلماذا لا نجعلها مصدر اقتصاد ومناسبة محبة وقد اصبح العالم مهيئا نفسيا وروحيا لزيارتها ).
فتوزعت آراء المستجيبين بينهم اكاديميون وأعلاميون على ثلاثة،الأول اعتبرها (اقتراحا وجيها وفيه حنكة عالية متبصرة ومخلصة للوطن )،والثاني قال عنها لن تكون (لأنه ليس لدينا قادة)، فيما فسرها الثالث بنظرية المؤامرة بأنها (سيناريو محكم للتطبيع مع اسرائيل لتمكينها من تحقيق هدفها باقامة دولتها من النيل الى الفرات).
ويبقى التساؤل الأخير:
هل ستأخذ رسائل البابا الأنسانية ونتائجها التي تسعد البشرية طريقها للتطبيق ،ام ستكون مثل نسمة ربيعية استمتع بها الناس اربعة ايام..ورحلت ؟!

*



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البابا في العراق. تقويم زيارة (1)
- العراقيون..سلوكيات تتحكم بهم وهم لا يدرون!
- شيوخ العشائر و..التملق للحاكم
- مصطفى الكاظمي بعد سبعة أشهر - تقويم اداء
- رسالة من قادة أحزاب السلطة الى العراقيين
- الناصرية..حكاية الشجرة الخبيثة
- الشخصية العراقية بعد التغيير
- ترامب..تضخم الأنا الذي اطاح به
- الدوغماتية..مرض حكّام العراق
- محمد سعيد الصحاف.. شهادة منصف
- الانتخابات المبكرة اربعة محاور للصراع..فمن سيكسبها؟
- 2020..الأسوأ في تاريخ البشرية الحديث
- اللغة العربية..جمال وبلاغة وبيان
- بالرصاص نستقبل الأنتخابات المبكرة ..فكيف ستكون؟
- معركتي مع كوفيد 19 بمحبة الناس..هزمناه
- بيان تجمع عقول لمناسبة اليوم العالمي لحقوق الأنسان
- في العراق..الحاكم الديمقراطي توأم الدكتاتوري في الغطرسة وسطو ...
- قضية فكرية للمناقشة
- جبهة تشرين- خطوة لأستعادة وطن
- قتل الاباء والأمهات لأطفالهم! تحليل سيكولوجي


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - البابا في الغراق. تقويم زيارة (2)