أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - صراع الأمكنة في قصيدة -ماتزال اصباعي- يونس عطاري














المزيد.....

صراع الأمكنة في قصيدة -ماتزال اصباعي- يونس عطاري


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6830 - 2021 / 3 / 3 - 23:29
المحور: الادب والفن
    


صراع الأمكنة في قصيدة
"ماتزال اصباعي"
يونس عطاري

"ماتزال اصباعي في هواء غرفتك
تتعرفُ
على المجاز في ارتجال الموسيقا المنحدرة من الجبال في بلاد باردة

انت لاعبةٌ في اثينا
تجعلين هواءً صغيراً رطباً
ينتصرُ
على جفاف الشتاء في الشمال
فندخل كطيرين صغيرهما قتلته الانواء و الشدائد
نحن الذين نختلف على دمع الورقِ تحت سحاب الامنيات و ما وراء الذكريات
كما الاخرين
و ننام كما اناث الغزال الذي يركض كلما ضاع
في غابة كل ما فيها شجر يركض
فلا اثر لدودة القز
في الطمي
في الحجرة
على تلك الجزيرة

في ازقة قديمة يرتفع نداءٌ كانه اغنية ازدهرت
صوتٌ على حافة الانتظار يجتاح بيوتاً من نوافذها العالية
يسقط البَرَدٌ على اجنحة الوطاويط
على درب لم تعد صالحة
للمشي
للعربات التي تقدوها البغال القبرصية

نرقص معاً على انفاس حطبٍ ينمو فيه الغيبُ كعتاباتِ صخرية سوداء
نعرفُ
و نغرفُ من اصداء البعيد حليب المعاعز
نصدق رائحة الريح فجراً"
الألفاظ المجردة تحمل بين ثناياها شيئا من الفكرة التي يُراد تقديمها، كما أنها تقدم ما يحمله (العقل الباطن) للشاعر/للكاتب، لهذا يمكن الوصول إلى ما يُراد طرحه من خلال التوقف عندها.
وعندما تفقد الطبيعة بريقها، وتأتي مقرونة بألفاظ قاسية، فهذه اشارة إلى حالة غير سوية، وإلى أن هناك معاناة، وعندما تأتي فاتحة القصيدة التي بدأت في "غرفك" فهذه اشارة إلى حالة (العزلة/الضيق)، كما أنها تعطي القارئ (لمحة) عن فكرة (الصراع/الاغتراب) التي تحملها القصيدة، وبما أن الشاعر يخاطب (ويستعين) بالمخلص/بالمرأة فهذا تأكيد إلى أن هناك معاناة.
سنتوقف قليلا عند ما جاء في قصيدة "ماتزال اصباعي" لنرى كيف يقدم الشاعر(حزنه) "في بلاد باردة"، ولنبدأ من المكان وما يتعلق به.
تنطلق القصيدة من: "غرفتك تتعرف"، الجبال، بلادة باردة أثينا، الشمال، غابة، الحجرة، الجزيرة، أزقة قديمة، بيوتا، درب، القبرصية، كعتبات صخرية" إذا ما توقفنا عند هذه الألفاظ يمكننا أن نجد حالة (صراع/تناقض) فيما بينها وعدم انسجام، واللافت أن الشاعر يقرن المكان بصفة/بفعل قاسي: "ضاع في غابة، بيوتا تجتاح، دروب لم تعد صالحة، كعتبات صخرية سوداء" وهذا ما يوصل فكرة (الصراع/المخاض) التي بدأت بعد فعل "تتعرف"، فالمكان في القصيدة لم يأتي بصورة حميمة كما هو الحال عندما يتناوله الفلسطيني، بل جاء بصورة اقرب إلى السواد، وهذا يعود إلى بُعد الشاعر عن مكانه الذي ينتمي إليه، والذي اشارة إلى بصورة ناعمة:
" في ازقة قديمة يرتفع نداءٌ كانه اغنية ازدهرت" فرغم أن لفظ "أزقة" يحمل شيئا من القسوة، ورغم أنه مكان يفتقد للجمال وقليل الآفق إلا أنه أقرن بصورة جميلة: "أغنية، ازدهرت" وهذا بسبب ما تحمله تلك الأزقة من ذكريات تأخذ الشاعر إلى مكان أحبه وأنتمى له.
وإذا ما قارنا جمال "ال/أزقة ال/قديمة" والحميمية التي قدمت بها مع كل ما هو متعلق ب"الجبال باردة" سنجده الهوة بينهما، فرغم أن الجبال تعطي آفاقا أوسع وجمالا، إلا أن الشاعر لا/لم ينسجم معها، وهذا ما أكده حينما قال:
" يسقط البَرَدٌ على اجنحة الوطاويط
على درب لم تعد صالحة
للمشي
للعربات التي تقدوها البغال القبرصية"
فالاغتراب حاضرة وبقوة، والذي نجده من خلال كثرة الألفاظ السوداء والقاسية: "يسقط، الوطاويط، لم، البغال" ونحن نعلم أنه، غالبا ما يأتي ذكر الحيوان ليعبر عن حالة الغضب والقسوة التي يعانيها الشاعر/الكاتب، وبهذا يكون الشاعر قد حسم أمره، واعترف بأنه لم يعد يقدر/"ي/صالح للمشي".
وهناك مكان آخر من المفترض أن يأتي بصورة جميلة:
" كعتاباتِ/(كعتبات)" إلا أنه قدم بصورة قتامة: "صخرية سوداء" لا حياة فيها ولا جمال، وهذا يؤكد على حالة اغتراب الشاعر عن المكان وعدم انسجامه معه، فبدا وكأنه في حالة عداء مع "الجبال الباردة".
اعتقد أن هذا يعود إلى (عدم قدرة) الشاعر على ذكر مكانه الطبيعي "سمخ/طبريا/فلسطين" فنعكس هذه الأمر على طريقة تناوله لأماكن الأخرى فقدمها بصورة قاسية سوداء.
فأصبحت تنطبق عليه الآية القرآنية " مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ (143)" هكذا هم الشعراء عندما يعيشون في مكان غير وطنهم، في مكان (فرض) عليهم أو أجبروا على التواجد فيه.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضور البعل في قصيدة “درب الانعتاق” للشاعر كميل أبو حنيش
- المرأة في رواية -ساقية- سميح فرج
- الدهشة في مجموعة -من الأعماق- هارون الصبيحي
- مجموعة -عنقود حامض- يوسف ضمرة
- حضور المرأة في قصيدة -أيّام كان الحبّ- كميل ابو حنيش
- كميل أبو حنيش قصيدة -طريق بمحض اختياري-
- أدب الومضة في كتاب نزار كربوط -أحمري يبتلعه السواد-
- فخري قعوار مجموعة البراميل
- كمال ابو حنيش -جدليّة الزّمان والمكان في الشّعر العربيّ
- السياسة الامريكية في المنطقة العربية
- تعدد اشكال التقديم في مجموعة عصافير المساء تأتي سّراً محمد ع ...
- النهاية في قصيدة -في البعيد البعيد- كميل أبو حنيش
- كميل أبو حنيش الحلقة الثانية عشرة وجعٌ بلا قرار
- الغلاء والإستغباء
- رواية لم يكن مجرد -هبو- وفاء عمران محامدة
- المرأة والتوازن في ومضة حسن قطوسة
- فساد المؤسسات المدنية في رواية -حين يعمى القلب- ل-وداد البرغ ...
- كميل أبو حنيش الكبسولة الكتابة والسجن الحلقة الحادية عشرة
- الحكاية الشعبية وطريقة تقديمها في قصيدة -نام أهل البيت- لطفي ...
- كميل أبو حنيش قصيدة -لا تَكُفَّ عَنِ المَجِيء-


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - صراع الأمكنة في قصيدة -ماتزال اصباعي- يونس عطاري