أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - المسألة الفلسطينية من الصراع المفتوح إلى العجز الكامل ...















المزيد.....

المسألة الفلسطينية من الصراع المفتوح إلى العجز الكامل ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6826 - 2021 / 2 / 27 - 11:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ بادئ ذي بدء ، يوماً ما قال قائد الطريقة الابداعية المتنبي ( حلاوةُ الدنيا لجاهِلها ..ومرارةُ الدنيا لمن عقَلها ) إذنً في المقام الأول، باتت المطالبة بحل السلطة أمر غير قابل للتنفيذ ، أو ذاك السجال الدائر حول الفائدة من الانتخابات القادمة ، هو أمر محصور بين الطرشان ، لأن الحل لم يعد بيد من وضع اللبنة الأساسية للسلطة ، وايضاً ، في الجانب الانتخابي ، لم يعد مجدياً فقط أن يلوم المرء السلطة الفلسطينية لأنها ذاهبة لصناديق الاقتراع 🗳--- تحت حكم الجيش الاحتلال ، بل الفكرة باتت في واقع أمرها متأخرةُ كثيراً ، لأن ببساطة البديل جاهز على الدوام ، لكن ايضاً عندما تجري الانتخابات في حدود الاراضي السلطة ، الممنوحة من دولة الاحتلال ، فإن من الطبيعي أن تعيد إنتاج سلطة وفصائل متشابكين بالجهة التى منحت لهم تشكيلها ، والحق يقال ، وهذا له بعد تاريخي يتعلق بالعمل الوطني الفلسطيني المعاصر ، لم يكن اتفاق اسلو هو الانتحار الجماعي للقوى الفلسطينية ، والذي بدوره فكك البرنامج الكفاحي الفلسطيني ، بل كان المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في القاهرة عام 1974 م قد تبنى برنامج الجبهة الديموقراطية المسمى بالنقاط العشر ، الملفت أن الجبهة اياها صاحبة المبادرة ، كان بعض قيادتها انشقوا من الجبهة الشعبية ( الام ) والتى رفضت الأخيرة بشكل قاطع البرنامح بشكل خاص والصلح عموماً مع إسرائيل 🇮---🇱--- ، لكنها ايضاً في المقابل ، كانت قد قبلت بحل تنظيمها السري بقيادة وديع حداد الذي جعلها تفقد جوهر تأسيسها واستمراريتها ، وبالتالي منذ ذاك اليوم ، تحول المجلس الوطني في القاهر إلى نقطة فاصلة بين من يرغب باستكمال المشروع التحريري وآخرين أرادوا خوض مفاوضات سلمية متفائلين باسترداد الأرض.

خلاصة أولية ، بالطبع نتيجة ممارسات فواحش القوى الكبرى الكونية ، وصلت الأمور إلى هذا الحد ، وفي نظر الآلاف ، وربما الملايين من ضحايا الاحتلال أو ضحايا النهج السياسيين ، سوف يستمرون الضحايا بالحياة وبحلمهم المخطوف ، بل يوجد مسألة من الجدير ذكرها ، على الرغم من صعوبة تقبلها ، لكن الفلسطيني بات في حقيقة أمره واينما كان ، تحديداً بعد تجربة بناء 🔨--- السلطة المريرة والغنية بالإخفاقات ، لم يعد تعنيهم السلطة كما كان بادئ الأمر ، إذ ما كان مصيرها الدفن أو الحياة أو التحجيم ، بل نقلوا علاقتهم مع المواطن الاعزل بشكلٍ مباشر ، لأن المسألة الفلسطينية بالنسبة لهم لم تتعرض للحصار وقتل زعيمها في مقر المقاطعة برام الله ، بل كانت حوصرت اولاً واخيراً في بيروت عام 1982م وقد تم إعدام الثورة والثوار بالكامل ، وتحديداً أبوعمار عندما صعد إلى الباخرة التى نقلته إلى الجمهورية التونسية في شمال افريقيا ، هنا لا بد من كلمة تُسجل في هذا السياق ، كان أبوعمار بالنسبة للأغلبية الساحقة من الشعب الفلسطيني حالة مقدسة ممنوع المساس به ، تماما كصلاح الدين الايوبي ، حتى قرر الشروع في الحل السلمي ، وهذه الخطوة نقلته من مكان التقديس إلى رجل عادي ، يخضع كالآخرين للتشريح ، وما حصار المقاطعة في رام الله وقتل ياسر عرفات رئيس السلطة الأسبق سوى تنفيذ لشهادتين كانتا تم إصدارهما عام 82 من القرن الماضي ، لكن مع وقف التنفيذ ، تم تأجيلهما إلى اليوم المعلوم ، إذنً الفلسطيني في واقع الأمر، غير قادر على تقديم مبادرات أو بدائل تجبر الاطراف الدولية والإقليمية على التعامل معه بطريقة التي تؤمن له الوصول لأهدافه ، تحرير الإنسان والأرض معاً ، وبالتالي خلاصة العمل الوطني وعلى مدار عقد ونيف ، أخفقت جميع الثورات المسلحة في تحرير الأرض وايضاً فشلت الانتفاضتين في صنع سلام 👋--- وبناء دولة يجتمع فيها الشتات مع من تبقى في الاراضي الفلسطينية.

من جانبي ، وهكذا أرى ، المصلحة الوطنية تفرض على الجميع الوحدة ، حتى لو كانت شكلية ، وأهم ما في الانتخابات القادمة ليست الديمقراطية الهشة أو تجديد شرعية الحركتين أو تجديد شرعية الاشخاص أبداً ، بل الأهم عندي هو إنهاء الانقسام الوطني حتى لو جاء ضمن تفاهمات صريحة ومكشوفة ، لقد كان الانقسام حقاً رذيلاً وفاضحاً في تاريخ الشعب ، طويل ومتسخ وغير رابح لاحد ، بل أشير هنا 👈--- إلى مسألة قد تكون غائبة عن كثير من النخب وتحديداً كُتاب المقالات ، جميع الاشخاص الذين يرغبون في الترشح للانتخابات الرئاسة أو للمجلس التشريعي ( البرلمان ) كبدلاء للرئيس ابومازن أو للبرلمان المعطل ، لا يختلفوا في الجوهر عن بعضهم البعض ، على الرغم أنهم مختلفون في الظاهر ، وبالتالي ، النخب العربية انزلقوا في فخ الذي وقع به العامة ، لأنهم لم يعتمدوا بالشرح على البحث العلمي ، إذنً ليكن معلوماً ، بأن جميع من استمروا في العمل الوطني بعد اعتماد النقاط العشر في المؤتمر الوطني الشهير في القاهرة في عام 1974م ، تساوا سياسياً ووطنياً على طاولة واحدة ☝--- ، لقد قبلوا بما قبل به ياسر عرفات ، وايضاً لقد سكتوا على جميع الممارسات السلبية والمخزية التى ساهمت في تعزيز المنطق الذي يردده البعض في الغرب ، بأن الشعب الفلسطيني لا يستحق قيادة نفسه ، بل ايضاً شعبياً وهنا المفارقة التاريخية ، لقد فقد الشعب ثقته في الضفة الغربية وقطاع غزة بالبرلمان الأول والاطول ، ومجلسه الوطني ولجنته التنفيذية التى من المفروض أن فصائلها تمثل أغلبية الشعب ، لأنهم مارسوا ما مارسه أهل الكهف ، نعم عاشوا عيشة الكهف أمام الفساد وبناء المستوطنات والجدار العازل الذي تم تمويله من بعض كبار رموز السلطة ورجل الأعمال والعمال الفلسطينين .

نعم 🙌--- ، لقد حاول البعض الهروب إلى الأمام ، خوفاً من العواصف القادمة من الخارج أو تلك التى تعصف في الداخل ، لكن التحركات في عمقها الورائية لم تكن خافية ولا يسهو عنها صاحب منطق ، ابداً ، فمنذ عام 1973م ، بدأت CAI وكالة الاستخبارات الأمريكية ، عبر رجال الأعمال من الأصول الفلسطينية بالمشاركة في تأسيس النظام الفلسطيني الأمني والسياسي والدبلوماسي ، بهدف تفكيك الثورة وتحويلها إلى سلطة بغرض القيام بمهام المنوط بها ، في المقابل ، واقفت فئة من ركائز الثورة على تنفيذ المشروع إياه بهدف أن يصلوا إلى هدفهم في بناء 🔨--- الدولة المستقلة ، لكن كما كان العرب والمسلمون غير مؤهلين عسكرياً لمواجهة إسرائيل 🇮---🇱--- ومن يقف خلفها ، ايضاً أظهروا القائمين على تأسيس السلطة ، عدم قدرتهم على ذلك ، بل توسعت الفجوة بين الطرفين المتصارعين ، والآن تحولت المسألة بينهما ، الأول مازال يسكن في واقع قد اختفى واقعياً ، تماماً ، والآخر يصنع واقعاً جديداً ، بل تمكنت إسرائيل من إحداث اختراق عالمي في جرّ الأغلبية في هذا العالم لكي يتماهوا معها في الخطاب الديني والذي نقل المسألة الفلسطينية من رمزيتها كمشروع تحريري وكقضية شتات ولاجئون إلى تميز عنصري ، وكل ذلك محصور داخل حدود إسرائيل ، وهنا تكمن أصل الحكاية ، لقد فرغت إسرائيل المسألة الفلسطينية 🇵---🇸--- عالمياً ، وحلت مكانها كثابت أساسي في التاريخ والحاضر والمستقبل ، أي أن إدارة الاحتلال لم تُبقي لخصمها سوى سلطة لا سلطة لها ، بل انتجت مواطناً سيئاً ، أو على الأقل في توصيف ملطف ، مجموعة كل ما لديهم فقط المطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية داخل الدولة العبرية .

هنا مرة ثانية ، لا جدوى ترجى من تحديد من هو المسؤول ، بل لا يمكن أن أختتم هذا المقال دون وضع حقائق صلبة لا مفر من وضعها ، هذه الخلاصة تفسر لنا لماذا منظمة التحرير والقوى الفلسطينية عامةً ، فقدوا تدريجياً الالتفاف الشعبي من حولهم بعد ما كانوا يحلمون بفكرة كبيرة حتى وجدوا أنفسهم أمام دولة جغرافيتها تماماً كما كان ومازال الرئيس ابومازن يوصفها ، ( كالجبنة ) التى رسمها الفأر والتى اسنانه لا تتوقف عن القرض كل شيء أمامه ، وبالتالي ما قاله ذات مرة الشاعر محمود درويش ، كان التشخيص المبكر للمرحلة القادمة ( ما أكبر الفكرة وما أصغر الدولة ) ، ومن جانب أخر ، فقدوا أيضاً الامتداد العربي الإسلامي ، لقد تمكنت واشنطن تحويل مصطلحي الكفاح المسلح والمقاومة إلى مصطلح عنفاً منبوذاً ، وايضاً باتوا الاطراف الفلسطينية والمشتغلين في المجال الوطني ، يطالبون بدولة على حدود ال 67 ، وهنا نضع تحت كلمة مطالبة ألف خط ، بل هناك من يتطلع بقليل من تحسين ظروف حياته أو دمجه في الدولة العبرية وبالتالي الانتخابات تدور مطاحنها هنا 👉--- ، وهذا تحديداً ، ما لا تعرفه النخب العربية ، فالصراع الداخلي دوائره تدور هنا بين هاذين التيارين ، إذن خلاصة الخلاصات ، أي مشروع لا يواكب التطور العلمي والاقتصادي والثقافي والتربوي والتعبوي والعسكري ، سيستمر بالتنقل من تنازل إلى أخر . والسلام
✍---



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسألة الفرنسية الجزائري ، من المعقد إلى المركب ...
- إدارة بايدن إزدواجية التعامل ...
- إدارة بايدن ازدواجية التعامل ...
- من كان السباق في أبتكار الرقص / البشرية أم الطيور ...
- الثورجيون السابقون واللاحقيًن ، أتباع روبسبيار ...
- المعنى الحقيقي للسيادة عند رسول الاستقلال ( خوسيه مارتي ) .. ...
- الحزن العراقي / انعكس ذلك على الشعر والحنجرة .
- شريكة الحكم والدم / ميانمار الجغرافيا العصية على الإتحاد .
- الصراع المتواصل بين الديمقراطية الليبرالية والاستقراطية اليم ...
- تونس الجديدة / صراع بين الاخوة الديمقراطيون على مراكز القوى ...
- ماذا يريد نتنياهو من الهند ... بعد الشرق الاوسط والمغرب العر ...
- بعد الشرق الاوسط والمغرب العربي وصولاً لافريقيا ، ماذا يريد ...
- بين القديم والحديث ، عالم يتغير لا يعترف باللبوث ...
- اختيارات الرئيس الأمريكي بايدن دلالة على إستراتيجيته الخارجي ...
- خمسمائة عاماً حتى تمكنت إمبراطورية التاج إقامة دولة اسرائيل ...
- إذا وجد المخرج الجيد يمكن ايجاد عمل مميز ..
- بعد يهودية الدولة تخطو الصهيونية بخطى ثابتة إلى المملكة السل ...
- الربيع الأسود أي زمن هذا ...
- الجميع يتجسس على الجميع ...
- التاريخ فن قبل أن يكون علم / المغرب الأقصى والارتباط التاريخ ...


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - المسألة الفلسطينية من الصراع المفتوح إلى العجز الكامل ...