أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - عيد الحب.. عيد الحياة..















المزيد.....

عيد الحب.. عيد الحياة..


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 6814 - 2021 / 2 / 14 - 23:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جرت العادة أن يتناول الثوار أعياد العمال والمحطات الثورية المشهودة وكل المناسبات التي تخلد تضحيات الشعوب المضطهدة. وكثيرا ما كانت هذه المناسبات بحارا من الآلام والمعاناة والدموع. ولذلك فقاموس الثوار مليء بالجدية والصرامة (الكاريزمية) والقساوة ومصطلحات التحريض والعنف الثوري.
قليلا ما نستحضر أن المناضل إنسان، له ما له وله ما عليه، قبل أن يكون مناضلا. فهذا الأخير، يصيب كما يمكن أن يخطئ؛ أما إذا فقد إنسانيته في خضم وهول الصراع والكبوات، فإنه فقد نضاليته. بدون شك، ينشغل المناضل كثيرا بالمتطلبات النضالية، وخاصة داخل السجن والحصار، حيث الحرمان من العديد من الحقوق الطبيعية، لكنه أقدر على إبداع آليات المقاومة والتصدي والصمود وعلى الحفاظ على حرارة قلبه وعمق أحاسيسه...
أذكر أياما قليلة بعد خروجي من السجن، حيث الزيارات العائلية متواصلة، عندما أخبرتني رفيقتي بسؤال طريف وتلقائي وُجه اليها من طرف شابة من بنات العائلة حول علاقتنا الجنسية؛ بمعنى هل المناضل او المعتقل السياسي يمارس حياته الحميمية بشكل طبيعي؟
قد يعتقد البعض، حالة الشابة المذكورة مثلا، أن المناضل آلة بدون قلب وبدون عواطف، وأن شغله الشاغل هو قضيته وما تستلزمه من تضحيات. وأستطيع أن أجزم أن قلب المناضل، بما يرمز اليه ذلك من حب، أرحب من كل القلوب، وأن إنسانيته تفوق كل الحدود. والدليل "البسيط" هو استعداد المناضل للاستشهاد من أجل كل القلوب ومن أجل الإنسان والإنسانية. والدليل "المعقد" هو جهر المناضل بالحقيقة (في نسبيتها) رغم مرارتها ورغم ما تُكبده من مُعاناة وحصار وتشويه وأحقاد من طرف أعداء المناضلين وأيضا المتشبهين بالمناضلين. ولأن قلب المناضل كبير ومشروعه السياسي أكبر، فلا يُرهبه ذلك كله؛ بل يُحفزه لمواصلة المشوار.. طبعا الصراع لا يرحم (أرفض مقولة "الحرب خدعة" لما تحمله من تمثلات ماكرة وخادعة)...
ويُطرح نفس السؤال على واجهة أخرى، هل "شراسة" النقد لدى المناضل تعني كونه شريرا أو وحشا؟ الأمر عكس ذلك تماما، فمن يحس تلك الشراسة يعترف بتورطه في ما يعمل بكل الأساليب الخبيثة نفيه أو دفعه بعيدا عن شخصه، سواء كان فردا أو إطارا سياسيا أو نقابيا أو جمعويا. وبدل أن يُتهم المناضل بالشراسة وحتى الوحشية، يجب أن يُطرح السؤال عن مدى ديمقراطية "الضحية" المفترض ومدى تقبله للنقد وللرأي الآخر.. وللدقة، فشراسة النقد تعبير عن حب القضية والاستماتة في حبها. وبمعنى آخر، كيف يُثار كل الحقد على المناضل، ويُتهم في نفس الآن بكونه متجاوزا ومعزولا وهامشيا (غير مسموع)، وأحيانا مريضا وخشبيا...؟
لا أنفي أن بعض الشراسة (الشراسة المغشوشة) عنوان عريض لتغيير الاتجاه ومعانقة النقيض، وفي كثير من الأحيان كان هذا النقيض النظام القائم (الرجوع هنا الى التاريخ)..
وحصل أكثر من مرة أن أخبرني/صارحني بعض الرفاق مشكورين بتساؤل يُطرح عليهم باستمرار: كيف تُرافقون (من الرفاقية) أحراث (أحراث الوحش)، وهو اللسان السليط والقلم الشرس، وهو من يسُب الجميع ولا يحترم أحدا...؟ لن أُجيب عن هذه الاتهامات المجانية، سواء في هذه المناسبة (عيد الحب) أو في أي مناسبة أخرى ("عيد" الحقد مثلا). فلا يجب أن نغفل أن للحاقدين أعيادهم، ومنها لحظات سقوطنا أو انهزامنا... وأترك الجواب مفتوحا.. لن أحقد على أحد، غير مصاصي دماء شعبنا والمتآمرين عليه.. وكثيرا ما يترك المناضل مساحات شاسعة لعودة من أساء اليه.. ويجب أن يدرك الجميع أن أسهل الطرق هي "المرونة" الفجة، وهي "رجل مع الله وأخرى مع الشيطان" وهي "الأكل مع الذئب والبكاء مع الراعي"، وهي قبول الشيء ونقيضه والتعايش مع الانتهازية المقيتة ومع الرداءة...
ولا أخفي أني أتلقى مكالمات هاتفية من حين الى آخر، وخاصة بعد نشر بعض المقالات التي تبدو "قاسية"، تُسجل تفاوت تقديراتنا وتحمل الكثير من اللوم والعتاب؛ لكنها بالمقابل تُسجل تقديرها واحترامها لحق الاختلاف في وجهات النظر، بل وترقى الى مستوى تقديم مُقترحات وبدائل ترى أنها مُفيدة وإيجابية.. وهنا يصدق على أصحاب هذه الاتصالات الحميدة كونهم ديمقراطيين فعلا وليس فقط قولا.. فأن يضيق صدر لموقف مبدئي أو لتعليق بسيط، أو حتى جارح، فهو صدر منهزم وغير مُجرب/مُحنك؛ فحتى العدو صار أكثر "تقبلا" لشغبنا وشراستنا، من منطلق هامشيتنا وضعفنا. وأعترف أننا في بداية المشوار، ورحلة ألف ميل تبتدئ بقدم واحدة، ورُب شرارة أحرقت سهلا..
وباختصار، لا حب بدون صدق؛ والصدق لا يحتمل أكثر من وجه (لا أقول قناع)؛ علما أنه ليس سهلا أن تمتلك قلبا يُحب ويعشق "كُل جميل"..
عموما، ليس في الأمر "تبرجُزا"، كما يُمكن أن "تتحدلق" بعض الألسنة المريضة والأقلام الرخيصة مختبئة وراء بؤس اللحظة السياسية في ظل إجرام النظام وتنزيل مخططاته الطبقية المدمرة.. قد يُطرح السؤال، هل العامل المطرود مثلا يحتفل بعيد الحب؟ هل الطفل المحروم من أبسط وسائل العيش الكريم يحتفل بعيد الحب؟
أسئلة مشروعة ومؤرقة.. والجواب عنها لا يكمن في إعلان الحب أو في الاحتفاء به. الأمر هنا يُسائلنا بشأن التزامنا النضالي وبرنامجنا السياسي والتحامنا بهموم العمال وأوسع الجماهير الشعبية، نساء ورجالا، وشيوخا وأطفالا.. وضمنه حب القضية، فإنه عُمق إنساني يُميز المناضل الثوري الذي يسع قلبه الجميع، سواء كان عاملا أو فلاحا فقيرا أو طالبا أو معطلا أو مشردا.. وإنه شكل من أشكال مقاومة النظام وأزلام النظام التي تستهدف شموخنا وإنسانيتنا وتسعى الى تطويعنا/تركيعنا وتدمير هويتنا الثورية وقتل الفرح في دواخلنا.. لنفرح ولنُحب الحياة الكريمة والسعيدة ولنُواجه كافة أشكال الإجرام والترهيب بكل عنفوان وبكل تحد وإصرار...
من لا يُحب ليس إنسانا، وبالتأكيد ليس مناضلا. إن الحب قيمة إنسانية راقية لا تخبو ولا تموت لدى المناضل ولو في أحلك الظروف وأقساها، مثل ظلمة الزنازن والدهاليز وتحت حصص التعذيب وسياط الجلاد..
أُحب بإخلاص شعبي وقضية العمال، وأُحب رفاقي ورفيقاتي وكل المناضلات والمناضلين وكل صديقاتي وأصدقائي وعائلتي وأُسرتي، وسأبقى أُحب اليوم وغدا ودائما؛ وذلك من بين أسرار صُمودي وتفاؤلي، و"جُنوني" إذا شئتم/تن...
ودائما، كل الحُب للمعتقلين السياسيين وعائلاتهم.. ولنُترجم حُبنا نضالا مُنظما ومُنتظما من أجل إطلاق سراحهم..



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجبهة الاجتماعية المغربية عنوان رديء لمرحلة صعبة
- انتصار معركة عمال امانور نقطة ضوء في زمن الهزائم..
- يتحدثون عن -الوحدة-..
- هدية غالية من رفيق عزيز ضمن مجموعة مراكش 1984
- التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية
- انتفاضة يناير 1984
- على رؤوس الأشهاد وللتاريخ
- في الذكرى 12 للشهيد عبد الرزاق الكاديري
- تفسير الواضحات من المُفضحات
- فلسطين حبيبتي..
- التطبيع القديم/الجديد، وماذا بعد؟
- الشهيد زروال، هل سألت الرفاق؟
- التوجيه -التربوي- القسري
- رسالة -مشفرة- من رفيق..
- اليوم العالمي للمدرس: كذبة سوداء..
- عيد مولدي: لحظة فرح..
- -المناضل- المنشار
- عمال امانور: شموخ في زمن الرضوخ..
- صلادي ومبروم.. فارسان ترجلا قبل الأوان
- رسالة مفتوحة الى مجهول


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - عيد الحب.. عيد الحياة..