أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - غازي الصوراني - إدموند هوسرل (1859 – 1938)















المزيد.....

إدموند هوسرل (1859 – 1938)


غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 6811 - 2021 / 2 / 11 - 19:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



فيلسوف ألماني، ولد في تشيكوسلوفاكيا، درس هوسرل الرياضيات في لايبزغ (1876) وبرلين (1878)، ثم ذهب إلى فيينا لدراسة الفلسفة عام 1881.
يعتبر هوسرل "مؤسس الفلسفة الظاهراتية([1]) أو فلسفة الماهية التي تعد في وقت واحد رؤية أو "مذهباً" فلسفيا ومنهجا للتفكير؛ وهو المنهج الذي اتسع تأثيره -على العديد من فلاسفة القرن العشرين- من هايدجر إلى سارتر وغيرهم، وفي عام 1900 أصدر هوسرل كتابه الكبير: "بحوث منطقية" – في مجلدين، الذي صار إنجيلا لعدد كبير من فلاسفة الغرب في مرحلة منتصف القرن (وخاصة الذين انتسبوا إلى مختلف التيارات الوجودية والنفسية)"([2]).
عمل "هوسرل" على تجسير الفجوة بين الفلسفة التجريبيه والفلسفة العقلانية، وقد سبق لكانط أن عالج هذه المسألة، إلا أن هوسرل يعالجها بصورة أكثر دقة، ساعده على ذلك طبيعة التطور العلمي وتقدمه في نهاية القرن 19 وبداية القرن العشرين، حيث تفوق العلم الطبيعي والتكنولوجيا([3]) على العلوم الإنسانية (علم الاجتماع والفلسفة .. إلخ) مما دفع العلوم الإنسانية إلى أن تتبع العلوم الفيزيائية والطبيعية، ومن ثم بدأت مناهج جديدة في العلوم الاجتماعية، وكان لهوسرل دوراً إيجابياً في هذا الجانب، وعلى هذا الأساس " يتمسك كثيرون بوجهة النظر التي تذهب إلى أن "هوسرل" أدخل ثورة في الفلسفة يمكن أن نقارنها في الأهمية بثورة كانط، بل وحتى بثورة ديكارت، وقد يبرهن كثيرون على أن عمل "هوسرل" يميز نهاية الفلسفة الحديثة، أو بداية نهايتها. يسعى هوسرل بنشاطه الفلسفي، بسلامة نية ملحوظة، إلى بيان الأساس الأوضح للعقلانية، لكي ينقذها من تأويلات الفيلسوف الوضعي الزائفة، والأنماط التاريخية للمذهب الشكي"([4]).
ذلك "إن الرؤية الأساسية لهوسرل هي أن كل التفسيرات السابقة للعقلانية مالت إلى نتيجة تقويض الذات (ويتضح لنا ذلك تماماً عند المذهب الشكي للحداثة المتأخرة)، من حيث إنها فشلت في ان تستوعب ان ماهية العقل هي الاستقلال الذاتي المطلق، ولكي يكشف هوسرل هذه الماهية "المختفية" للاستقلال الذاتي، فإنه شرع في فحص مقدمات تراث الفكر العلمي والفلسفي، فحصاً يوضح النشاط البناء المستقل للعقل في إنتاج هذه المقدمات" ([5]).
ومن ثم فإن " كل كتابات هوسرل وتعاليمه بعد عام 1900 تتجه إلى حل الأزمة الموجودة في الفهم الذاتي للعلوم في الغرب الحديث، التي أصبحت، من وجهة نظره، أزمة في فهم الإنسان العادي لمهامه الخاصة، ومعاييره، وأغراضه، فالإنسان العادي لابد أن ينظر إلى حياته من وجهة نظر هوسرل، من حيث أن لها غاية أو غرض، أو معنى يقوم على العقل ومعايير مستمدة من العقل"([6]).
تتلخص أفكار هوسرل الفلسفية بما يلي([7]):
1)    لا علاقة للفلسفة بالعالم المحيط بنا، ولا بالعلوم، التي تدرسه، إن مهمتها تنحصر في دراسة ظواهر Phenomena الوعي فقط.
2)    هذه الظواهر ليست نفسية، وإنما هي ماهيات مطلقة، مستقلة عن الوعي الفردي، لها قيمتها الشاملة، لكنها – في الوقت ذاته- موجودة في هذا الوعي فقط، لا وجود لها خارجه.
3)    هذه الماهيات لا تدرك بالذهن والتفكير المجرد، وإنما يتم الوصول اليها بالمعاناة المباشرة، ثم توصف كما تبدو لنا حدسياً.
"جاء هوسرل ليؤكد على أن الفلسفة يجب أن تصبح علماً منطقياً، بالمعنى الدقيق للكلمة، وأن تكون مبادئها يقينية مطلقة، كقوانين المنطق والرياضيات.
وقف هوسرل ضد النسبية والريبية، اللتين أصبحتا موضة شائعة في أيامه، مؤكداً على وجود حقائق مطلقة"([8]).
ومع ذلك "يلاحظ هوسرل أن كثيرين في جيله، والجيل الذي تلاه، أظهروا عداء للعلم والعقل يقوم على تجربة إخفاق العلم والعقل في أن يقولا شيئاً عن الأهمية التي تخص مسألتى الحرية، ومعنى الحياة، ومن ثم فإن أوربا (أو الغرب) مهددة بفقدان غايتها الفريدة: فهي على وشك الإنهيار الروحي، و"الكراهية الهمجية للروح"، إن إحساس هوسرل برسالته الخاصة هو أن يتجنب هذا الانهيار عن طريق برهان مؤداه أن إخفاقات العقل ليست سوى إخفاقات سوء الفهم الحديث (أي ما بعد ديكارت ) للعقل"([9]) .
قالوا عنه([10]):
·     "إن هوسرل يسلك سلوك من ينأى بنفسه عن الشطط اللا أدري لفلسفة الحياة، ولكنه ما أن يطرق بنفسه المسائل الأساسية لنظرية المعرفة، حتى يتضح للعيان مدى قربه من الماخية" (جورج لوكاتش).
·     "لقد سعى هوسرل إلى تأسيس الفلسفة كعلم صارم بالاستناد إلى الوصف الدقيق لتلك الظاهرات التي ترينا نفسها من تلقاء نفسها والتي تعطى لنا حدسياص في البداهة المباشرة. والفينومينولوجيا المتعالية والوضعية المنطقية تتشاطران نيات واحدة، ولكنهما لا تسلكان طريقاً واحداً، فكلتاهما تقيم على وفائها للمبدأ الديكارتي في الشك الذي لا يشك أبداً في نفسه، لكن "الاشياء" التي يود هوسرل أن يتقدم نحوها ليست منطوقات اللغات الطبيعية أو اللغات العلمية، القابلة للتحليل دلالياً ونحوياً، بل عمليات الوعي التي تتكون بدءاً منها ترابطات معنى عالمنا المعاش" (يورغن هابرماس).
 
 


([1]) الظاهراتيه أو الظواهريه تعني استيعاب وفهم الشيء كما يظهر.
([2])سامى خشبة – مفكرون من عصرنا – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة – 2008- ص916
([3])" التكنولوجيا لغة تعنى دراسة الحرفة، وكلمة  technology مشتقة من الكلمة اليونانية وتتألف من مقطعين هماτέχνη  tékhnē  وتعني فن أو حرفة أو مهارة، وتعني علم أو دراسة، والتكنولوجيا اصطلاحًا هي فرع من المعرفة يتعامل مع العلم الطبيعي والهندسة والفنون الصناعية، وهناك من يرى أنها تركيب الأدوات والآلات، وهناك من يرى أنها المعرفة المتخصصة المستخدمة في صنع الأشياء بمساعدة العلم، وهناك أنواع مختلفة من التكنولوجيات، ومجموعة منوعة من المداخل الإبستمولوجية، والعلمية في الفيزياء والطب والفضاء، والعلم الطبيعي، وعلم النفس، وعلوم الهندسة، وتكنولوجيا النانو" . (صلاح إسماعيل – فلسفة التكنولوجيا – الانترنت -  8 سبتمبر 2019.)
ولدينا اليوم أنواع مختلفة من التكنولوجيا(: (أ) تكنولوجيـا وسائل النقل.  (ب)تكنولوجيـا مصادر الطاقة. (ج)­ تكنولوجيا الفضاء. (د)­ التكنولوجيـا الحياتية: التي هي إمتداد للحواس والقدرات والوظائف البشرية, لذلك فمن الطبيعي أن تتوجه التكنولوجيا نحو أجهزة الجسم البشري: الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي أو الجهاز العصبي أو غيرها. (د. فالح طه – التكنولوجيا والعولمة: سلطة المعلومات- الانترنت – تموز 2001.)
([4]) ريتشارد فلكلى – مقال بعنوان: هوسرل-  تاريخ الفلسفة السياسية (مجموعة مؤلفين) - تحرير: ليوشتراوس و جوزيف كروبسي – ترجمة: محمود سيد أحمد – المجلس الأعلى للثقافة – القاهرة – الجزء الثاني– 2005  – ص 560
([5]) المرجع نفسه – ص 560
([6])  المرجع نفسه - ص 563
([7]) موجز تاريخ الفلسفة - جماعة من الأساتذة السوفيات – تعريب: توفيق ابراهيم سلوم –دار الفارابي – طبعة ثالثة (1979 م) – ص963
([8]) المرجع نفسه – ص963
([9])  ريتشارد فلكلى - مرجع سبق ذكره - تاريخ الفلسفة السياسية  – ص 563
([10])  جورج طرابيشي – معجم الفلاسفة – دار الطليعة – بيروت – ط1 – أيار (مايو) 1987 – ص 713



#غازي_الصوراني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جون ديوي (1859 – 1952 )
- إميل دوركايم (1858 - 1917)
- عن الفلسفة والانقطاع المعرفي في الفلسفة العربية وسبل مجابهة ...
- سيغموند فرويد (1856 – 1939)
- جورجي بليخانوف (1856 – 1918)
- جورج سوريل (1847 – 1922 م)
- فردريك نيتشه (1844 - 1900)
- انطونيو لابريولا ( 1843 – 1904)
- ريتشارد أفيناريوس (1843 - 1896)
- وليم جيمس (1842 – 1910)
- تشارلز بيرس (1839 – 1914)
- في ذكرى الرفيق القائد الخالد جورج حبش
- إرنست ماخ (1838 – 1916)
- هربرت سبنسر (1820 - 1903)
- فريدريك انجلز (1820 – 1895)
- ميخائيل باكونين (1814 – 1876 )
- سورين كيركيغارد (1813 - 1855)
- تشارلز داروين (1809 – 1882)
- دافيد فريدريك شتراوس (1808 - 1874)
- بوضوح وصراحة... عن المطلوب


المزيد.....




- حاكم خيرسون الروسية: 7 قتلى وأكثر من 20 جريحا بهجوم مسيرات أ ...
- مكتب زيلينسكي يصدر تصريحا غريبا حول الحرب بين الهند وباكستان ...
- أربعة سيناريوهات لمستقبل سوريا
- الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية يقدم استقالته
- وداع غير تقليدي.. ترامب لماسك: -كنت مذهلا!-
- مدفيديف: ترامب -يحطم نهائيا- عناد نظام كييف حول التسديد بواس ...
- مقتل 7 أشخاص وإصابة آخرين في قصف القوات الإسرائيلية على مناط ...
- طفل في حالة حرجة و6 مصابين بحادث دهس في اليابان
- حاكم خيرسون الروسية: 7 قتلى وأكثر من 20 جريحا بهجوم مسيرات أ ...
- العنف الطائفي في سوريا، بين تحديات الداخل ومطامع الخارج


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - غازي الصوراني - إدموند هوسرل (1859 – 1938)