اشرف عتريس
الحوار المتمدن-العدد: 6811 - 2021 / 2 / 11 - 09:20
المحور:
المجتمع المدني
لن نكرر مقولات وتعريفات للعظيمين سارتر وألبير كامو
عن المثقف والتعريف به وما يملكه من وعى ولغات عديـدة
كى (يهضم ) ثقافات أخرى تليق بدوره الريادى فى أى مجتمع
يرغب فى النهضة والتطور ويهزم الجمود والثبات ..
لكن لابد أن نتعرض بشكل عام عن نماذج (بيننا)
تثير التفكير والحيرة والتساؤل والاستفهام حولها ،،
ماذا عن المثقف الخبيث الذى يفتعل الفتن والمشاغبات بغرض فى نفسه
ولا يفيد منها سوى (الفرجة) والابتسامة الشامتة فى غالب الأحايين ،
مجرد نفس مشوهة لاتسعد سوى بشقاء الآخرين ،
وهناك نموذجا آخرأكثر تشوها وهو المثقف المخبر الذى يؤيد
كل الأنظمة تحسبا وحيطة من الأذى والخوف من نفوذ كل السلطات .
أما المتثاقف الجهول فهو لايعرف سوى السطحية والتفاهة والزيف
بغية المنظرة والوجاهة الاجتماعية فقط ..
نعم تجده فى جميع المحافل لاتستره سوى القشرة ويفتضح أمره
بمجرد الخوض فى قضية أو نظرية أو موضوع واسع المجال
وفيه الجدال لم ينفض بعد ، فلا يعرف ماذا يقولون ولا يفهم ماذا يريدون
هو بينهم للمزاحمة عن نقيصة ومركب نفسى وعلّة حب الظهور ..
اللعنة الأزلية فى الأساطير اليونانية القديمة قد تصيب (المثقف الصدامى)
المشتبك والفاعل دائما ، المؤمن أبدا بالمبادئ والقيم الجمالية مع الخير والحقيقة
هو الناشط الإجتماعى الذى لايهدأ ولا يستكين ويؤثر فى محيطه بعزم جهيد
وقد يتهمونه بالحنجورية ويحددون وجوده بالظاهرة الصوتية لكنه لا يعبأ
بما يقال ويستمر مؤملا كل تغييرفى غد يحلم به ومشرق للجميع ، وتلك مثالية
أيضا قد يدفع ثمنها من عمره وحياته كلها نتيجة إيمانه الشديد بأيديولوجية
يتحول فيها إلى مثقف عضوى انفعالى وصادق لايهاب السلطة بكافة أشكالها
(سياسية ، اجتماعية ، دينية ) ويعلم موقعه والخطر الذى يحيط به ..
على النقيض (يتقوقع) المثقف المهزوم الانعزالى الذى لايؤذى أحد
المحبط من جراء تجارب سابقة كانت سببا فى أذاه بشكل (فردى)
وليست لديه رغبة فى الانتقام أو رد الأذى لغيره ..هو يؤذى نفسه
بالابتعاد والانعزال طواعية منه وكأنه (منفى اختيارى) كيما يعيش
فى سلام مطمئن البال كما يتوهم ..
النموذج الأخير ( المثقف الرمادى ) لاطعم ولا لون ولا رائحة
نظرية فيزيقية تثبت التصنيف لذلك الكائن الذى يتوارى خلف حجج بليدة
فلا موقف ولا رؤية ولاتحديد هدف فى الحياة العامة ولا الخاصة ..
كائن ( بين بين ) لايعتمد ولايؤخذ برأيه سوى انه (ميت) بين أحياء
اللعنة عليهم فهم كثر !!
#اشرف_عتريس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟