أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عبد العظيم - الحرب الباردة بين إيران وإسرائيل















المزيد.....

الحرب الباردة بين إيران وإسرائيل


جمال عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 6808 - 2021 / 2 / 7 - 17:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ الكشف عن الجوانب السرية للبرنامج النووي الإيراني 2002 رأت إسرائيل أنه يمثل خطر على وجودها .
وهددت مراراً باستعمال القوة العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية ، كوسيلة للضغط على المجتمع ً الدولي للتحرك لفرض مزيد من العقوبات عليها وتعميق عزلتها الدولية. واختلفت مع الإدارة الأميركية ورفضت علناً سياستها الرامية إلى إيجاد حل سياسي لأزمة البرنامج النووي الإيراني ، الأمر الذي وتر علاقات إسرائيل مع واشنطن بشكل غير معهود. إذ سعى نتنياهو إلى فرض رؤيته المتمثلة بإزالة البنية التحتية للمشروع النووي الإيراني كليةً ، إما بواسطة ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية تقوم بها الولايات المتحدة ، وإما بفرض المزيد من العقوبات الإقتصادية الخانقة على إيران لإرغامها على تفكيك مجمل مشروعها النووي. لذلك عارضت حكومة نتنياهو بشدة اتفاق جنيف التمهيدي الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 ،واتفاق الإطار الذي أبرم في نيسان/ أبريل من 2015 ، واستتباعا الإتفاق النهائي الذي تم التوصل إليه . ولم تفلح معارضتها فانتظرت مجئ ترامب وحرضته على الخروج من الإتفاق .
سبب معارضة إسرائيل :
لا يمثل البرنامج النووي الإيراني أي خطورة على إسرائيل التي تمتلك ترسانة كبيرة من القنابل النووية والهيدروجينية والنيوترونية . فضلاً عن وسائل إطلاقها من طائرات وصواريخ قادرة على الوصول إلى أهداف تبعد عنها آلاف الكيلومترات . ولها أيضاً قدرات ردع نووي تتمثل في قدرتها على توجيه الضربة النووية الثانية بواسطة الغواصات التي زودتها بها ألمانيا في العقد الأخير، والتي بمقدورها تدمير المدن الإيرانية تدميراً كاملاً . وهي تمتلك كذلك مركز قيادة و سيطرة محصناً ومحمياً من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى لإدارة حرب نووية .
والحالة هذه فالمشروع النووي الإيراني لا يمثل خطراً على وجود إسرائيل حتى لو امتلكت إيران ترسانة من الأسلحة النووية. فالجهد الذي تبذله إسرائيل لإحباط المشروع النووي الإيراني لا يستهدف الدفاع عن وجودها كما يدعي نتنياهو والقادة الإسرائيليون عموماً . وانما يسعى إلى الحفاظ على احتكار إسرائيل للسلاح النووي في الشرق الأوسط ، ومنع إيران وأي دولة أخرى من الحصول عليه. وقد بات إحتكار إسرائيل السلاح النووي في الشرق الأوسط جزءً من نظرية الأمن القومي الإسرائيلي ، وهو أحد أهم أسباب سياسة الإستقواء وبسط النفوذ والتوسع في المنطقة لإعلان إسرائيل التوراتية من النيل إلى الفرات .
وفي سبيل إعلان هذه الدولة العظمى قفزت إسرائيل قفزة هائلة بإتفاق التطبيع مع الإمارات وهو ما أخل تماما بموازين القوى في المنطقة لصالح إسرائيل . فقد كان الإتفاق هدفه تهديد إيران بالدرجة الأولى حيث أتى إليها بإسرائيل لتتواجد عسكرياً في الخليج . وهو ما يضع الجيش الإسرائيلي على بعد كيلومترات معدودة من العاصمة الإيرانية . وبهذا فقد بلغ التمدد الإسرائيلي مستويات غير مسبوقة غيرت كل الحسابات الإستراتيجية والجيوسياسية أمام القيادة الإيرانية . فتقليدياً كانت إيران تعتمد على خنق العدو الصهيوني من جنوب لبنان وغزة وسوريا ، فينشغل بنفسه وبأمنه المهدد من ثلاث جبهات ، فيما تبقى إيران بعيدة عن التهديد الصهيوني . والآن بعد وصول العدو الصهيوني إلى مياه الخليج نشأت جبهة حول رقبة إيران ، وفقدت إيران بهذا أمنها بعد أن أصبح العدو على الباب وهو ما يدعو الجمهورية الإسلامية في طهران لإعادة صياغة العقيدة العسكرية وخطط الدفاع الإستراتيجي للتعايش مع الوضع الجديد . والذي يمثل موقفاً جيوسياسياً وعسكرياً دقيقاً للغاية خلقته الإمارات للجمهورية الإيرانية .
الموقف الإيراني : -
** خسائر إيرانية على كل المستويات:
خسائر إيران نتيجة هذا الإتفاق لا تتوقف وإمتدت بعد العسكرية والأمن القومي إلى مجالات أخرى كالإقتصاد وطرق التجارة .. حيث بات ممكناً لتل أبيب أن تعطل التبادل التجاري الإيراني الإماراتي والذي يصل إلى 13,5مليار دولار وفقاً لما ذكرته منظمة الجمارك الإيرانية في إبريل 2020 . حيث تعد الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لإيران بعد الصين . وستواجه إيران تهديداً تجارياً إذا إنتهت شراكتها التجارية مع الإمارات ، حيث يوجد أكثر من 3000 شركة إيرانية .
ومن ناحية السيطرة الإقليمية تناول موقع نيتسف الإسرائيلي مؤخراً ما قالته مصادر يمنية من أن : "وفداً من ضباط الإستخبارات الإسرائيلية زار مؤخراً جزيرة سقطرى برفقة ضباط من المخابرات الإماراتية لفحص مواقع مختلفة لتأسيس قواعد إستخباراتية . وبحسب المصادر فإن الإختيار قد وقع على منطقتي "مومي" و "قطنان" شرقي وغربي الجزيرة . كما يوجد بهما سلاسل جبلية عالية تسمح بالتحكم في طرق الملاحة الدولية التي تمر عبر المنطقة . وتتميز المنطقتان طبوغرافياً بسهولة جمع المعلومات الإليكترونية عن جنوب اليمن والخليج العربي وخليج عدن ومضيق باب المندب والقرن الإفريقي . وفي ذات السياق قال موقع "ساوث فرونت" الذي يهتم بالشئون الإستخباراتية وتحليل المعلومات أن الإمارات وإسرائيل تعتزمان إنشاء بنية تحتية إستخباراتية في جزيرة سقطرى . وعلى موقع N12 كتب "إيهود يعاري" المحلل الإسرائيلي المتخصص في الشئون العربية أن سقطرى تعد حلقة من سلسلة القواعد العسكرية التي يؤسسها في البحر الأحمر : القاعدة العسكرية في ميناء المكلا اليمني المطل على بحر العرب ، وقاعدة بربرة في صومال لاند ، وقاعدة عصب في أريتريا .
والواضح أن التعاون الأمني بين الإمارات وإسرائيل قد جعل من الأخيرة شرطي المنطقة . وبذلك فإن إسرائيل قد أنهت الصراع العربي الصهيوني ، وأصبحت على بعد خطوة من إعلان إسرائيل التوراتية من النيل إلى الفرات .
وليس أمام إيران لإستعادة التوازن الذي إختل سوى إنتاج السلاح النووي ، ولهذا أيضاً تركزت عملية إغتيال العلماء الإيرانيين خلال فترة ترامب .
** تجديد الإتفاق النووي :
من يطالبون إيران بالموافقة على تغيير بنود الإتفاق وعقد إتفاقً جديداً يعتمدون على أن الحالة النووية لإيران قد تغيرت . فهي لم تعد على بعد عقدين من إنتاج السلاح النووي كما كانت في 2015 بل أصبحت على بعد أشهر معدودات ، ومن هنا يجب إيقاف ذلك بإتفاق جديد يلائم الحالة النووية الجديدة . والرد عليه ببساطة يتخلص في أن الحالة الإسرائيلية قد تغيرت هي الآخرى من الناحية الإستراتيجية والجيوسياسية ، حيث أصبحت العاصمة الإيرانية الآن تحت رحمة الجيش الإسرائيلي . وهو ما يحتاج إلى الردع النووي إن أرادت إيران الإستمرار في الصراع . حتى وإن إقتضى ذلك عدم رجوعها للإتفاق النووي . في حالة إستمرار الموقف الأمريكي الحالي المتشدد تجاه إيران .

والراجح أن إدارة بايدن ستعود للإتفاق . فالمبعوث الأمريكي لإيران والذي سيدير هذا الملف هو أحد مهندسي الإتفاق النووي في ربيع 2015 . كما أن الخروج من الإتفاق هو سلوك الجمهوريين وهم أكثر حرصاً على إرضاء إسرائيل من الديمقراطيين . وأن إدارة أوباما وهي ديمقراطية هي من عقدت هذا الإتفاق وكان بايدن هو أحد أفرادها . وأخيراً فإن لأمريكا مصالح و دوائر أخرى تنشغل بها غير الشرق الأوسط وأبرزها آسيا . وهي تريد تسكين الوضع في الشرق الأوسط لتتفرغ لدوائر أخرى . كما أن أمريكا ليست مستعدة لتحمل تبعات تحول إسرائيل إلى دولة عظمى تسيطر على الشرق الأوسط ، وتتحكم في مداخله ومخارجه وممراته الدولية ، وتسيطر على بتروله بدءً من التنقيب عنه مروراً بتكريره وتصنيعه وإنتهاءً بنقله وتسويقه وتدوير عوائده إلى خزائنه .



#جمال_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحترس من لقاحات كورونا
- الفن المصري يتجه لصناعة حرب أهلية
- حلف خليجي تركي إسرائيلي لتدشين إسرائيل الكبرى
- هل إختارت إسرائيل الإسلام التركي
- لواء أركان حرب / آدم عليه السلام
- مصر الخامسة الغضباء ومزرعة الشيطان الصهيوني
- السادات أطلق الحملة الصليبية الثامنة
- قصة مسلم إفترسه الصليبيين في مصر
- سرير الملك أحمد فؤاد الثاني
- إنتظروا فرعنا القادم في تل أبيب
- عودة المقاول وعملية تقسيم مصر
- اللاهوت والناسوت عند جمال عبد الناصر
- البيان التأسيسي ل حزب 25 يناير
- رسائل إلى الموساد الإسرائيلي
- هل إنضممت إلى الحزب الإشتراكي الديمقراطي
- الجيش المصري في عهد عبد الفتاح السيسي
- مواجهة بين كاتب مصري وكاتب إسرائيلي
- الحملة الصليبية التي تمكنت من مصر 1997
- أمهات في السجن
- العرب أحق من اليهود في الإحتفال بعيد المساخر


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عبد العظيم - الحرب الباردة بين إيران وإسرائيل