أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عبد العظيم - العرب أحق من اليهود في الإحتفال بعيد المساخر














المزيد.....

العرب أحق من اليهود في الإحتفال بعيد المساخر


جمال عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 6510 - 2020 / 3 / 10 - 08:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد منتصف ليل العاشر من مارس - آذار من كل عام تبدأ إحتفالات عيد المساخر أو المسخرة عند اليهود ، وحسب القصة التوراتية فقد شهد هذا التاريخ نجاة وخلاص اليهود من الإبادة . إذ قالت الأية 8 من الإصحاح الثالث في سفر إستير أن هامان كبير الوزراء في الإمبراطورية الفارسية حرض الملك الفارسي ضد اليهود لأنهم لا يقيمون قوانينه وسننه . فأصدر الملك الفارسي أمرا بذبح كل اليهود في الإمبراطورية الفارسية . و نجحت فتاة يهودية تدعى إستير في إنقاذ اليهود وإثناء الملك عن قراره . ويقول الكاتب جاري جرينبرج في كتابه "أسطورة توراتية" أن قصة إستير لا علاقة لها بيهود فارس ، فهي تدور حول خلاف قديم بين البابليون والعيلاميون . وأن عيد المساخر (بوريم) في الأصل عيدا بابليا وثنيا نقله اليهود العائدين من الأسر البابلي . وتبدأ قصة إستير بإرتكاب الملكة "ووشي" زوجة الملك الفارسي "أحشويروش" خطأً كبيراً بأن عصت أوامر زوجها ، وبسبب وجود بعض الضيوف فقد تحول الأمر إلى فضيحة كبيرة . وكان لابد من طلاقها حتى لا تقلدها المرأة الفارسية وتعصي أوامر زوجها . وأمر الملك بالبحث عن زوجة جديدة ، وكان في القصر رجل يهودي إسمه موردخاي إبن يائير إبن شمعي إبن قيس ، وقد نجا من الأسر البابلي مع يكنيا ملك يهوذا الذي سباه نبوخذ نصر . وكان يرعى ويكفل هداسه أو إستير إبنة عمه يتيمة الأبوين ، وتنافست إستير مع الفتيات وتفوقت عليهن بجمالها وحسنها فأصبحت ملكة للبلاد . وكان الوزير هامان محبوبا من الملك فجعل كرسيه فوق كرسي جميع المرؤسين ، وجعل كل العبيد بباب الملك يركعون ويسجدون لهامان الوزير . لكن موردخاي لم يركع ولم يسجد للوزير ، فإستشاط هامان غضبا وقرر أن ينتقم من جميع اليهود في المملكة . وقال للملك أن هناك شعبا مفرقا في أنحاء مملكته مغايرين لباقي الرعية ، ولا يحترمون قوانين الملك وسننه .
وإقترح على الملك إبادتهم في اليوم الثالث عشر من الشهر الأخير أي شهر آذار – مارس . ونجحت إستير في إنقاذ الشعب فيما صلب هامان عدو اليهود . والقصة قريبة جدا من قصة شهرزاد التي تمكنت من إنقاذ بنات جنسها بزواجها من الملك شهريار . ويوضح جاري جرينبرج في كتابه أن القصة بها رمزية تعبر عن حربا أسطورية بين آلهة بلاد ما بين النهرين . فالإسمان مردوخ وإستير يرمزان لإثنان من الآلهة البابلية مردوخ وعشتار . أما الشرير هامان والملكة المارقة ووشتي فيرمزان لآلهة مدينة عيلام هومان و موشتي . ولعدة قرون كان البابليون والعيلاميون على عداء تام إلى أن أخضعهما الفرس لسلطانهم وإستمر العداء بينهما قائما .
وهذا العيد يسمى عيد البوريم ومصدرها كلمة بور الفارسية وتعني "قرعة" ، ويحتفل اليهود به في 14 آذار بأن يسرفوا في الشراب ، ولذا سماه العرب عيد المسخرة أو عيد المساخر . أما في إسرائيل فيسمى حرفيا "عيد حتى لا تميز شيئا" ومن مظاهر الإحتفال به تلاوة قصة إستير في الإذاعة وصيام اليوم السابق عليه وتبادل الهدايا . ويسميه العلمانيون اليهود كرنفال بوريم حيث يتنكر اليهود ويتقمصون شخصيات مختلفة .
وأعتقد أن اليهود الآن يحق لهم أن يحتفلوا وأن يسرفوا في الشراب ، حيث أصبح لدي إسرائيل أكثر من إستير عربية تتنافسن على الخدمة في حظيرة الخنازير من بني إسرائيل . ومن سوء حظنا في مصر أن لدينا إستير حيزبون إسمها عبد الفتاح السيسي وتعمل رئيس جمهورية . وقد إعتاد اليهود على يد الصحفي إيدى كوهين تذكير المصريين من وقت لأخر بأن السيسي صهيونيا أكثر من الصهاينة . وتلك هي المسخرة الحقيقية التي أصبحنا نعيشها في مصر والمنطقة ، والتي تجعلنا أحق من الصهاينة في الإحتفال بعيد المساخر . وقد بلغت درجة الوقاحة والبجاحة بالسيدة إستير المصرية أن تستقدم سياحا من الصين !! في الوقت قرر فيه العالم أجمع إيقاف الرحلات مع الصين . وهكذا يصل بنا الرئيس المسخرة أو رئيس المساخر إلى حد إرتكاب جريمة إبادة جماعية في حق المصريين علنا . والجميع صامتون ، نخبة ، نواب برلمان ، صحافيين ، إلى جانب الشريحة البسيطة المؤيدة للسيسي كرجال الأعمال ، لم ينطق أحد بكلمة يرفض بها هذا القتل المتعمد . وكأنهم يعلمون أن عبد الفتاح في مهمة قومية إسرائيلية هي إبادة شعب مصر .
والملاحظ أننا في مصر نعيش أكبر قدر من المساخر بوصول الرئيس المسخرة عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم . ليجسد إنتصار إسرائيل على مصر إنتصارا مخابراتيا نهائيا ، مكنها من هدم نظام مبارك والإتيان بعميل نجس يدنس أرض مصر .
ورغم وجود أكثر من إستير في المنطقة مثل إستير آل زايد وإستير آل سعود ، إلا أن حقارة السيدة إستير المصرية تجعلها تقتل شعبها علنا . إعتمادا على أنها في حماية اليهود والأمريكان وعلى أن الشعب المصري كله مكبل . والحقيقة التي يعرفها علماء بني إسرائيل أن الفجر الجديد على وشك أن يولد وأن الحرب المقدسة توشك أن تبدأ . ويعد إلقاء القبض على السيدة إستير المصرية الشهيرة بعبد الفتاح السيسي هو عشية إنهاء العلو الثاني والأخير لبني إسرائيل . لنتبر ما علوا تتبيرا ونعيد الهدوء إلى كوكب الأرض ، ولنسئ وجوههم ، ولندخل المسجد كما دخلناه أول مرة .



#جمال_عبد_العظيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإستعمار العثماني أوقف العقل العربي
- لن ينتصر الإسلام بتركيا ولا إيران
- الخلافة الإسلامية الحديثة
- الفيل الأزرق يتوعد الإخوان بالسجن
- هذا هو حكم العسكر
- معاقبة ليبيا بسبب تهريب تركيا من السجن
- الليبرالية هي الطريق الأوحد للتحرر
- الاعلام المصري في عهد عبد الفتاح السيسي
- فيلم الممر دعوة للتنازل عن سيناء
- عبد الفتاح السيسي رئيس تحت التمرين
- ضد من اطلقت امريكا المارد الايراني من القمقم
- لماذ يحاول بعض الاقباط قتل فاطمة ناعوت
- كيف خرج النمر الاسود من الدين والوطن واللغة الى احضان اسرائي ...
- يوتوبيا احمد خالد توفيق .. عودة الى اللامعقول
- هذه هي صفقة القرن : تنازل العرب عن الارض والسيادة لصالح اسرا ...
- لماذا اطلقت امريكا المارد الايراني من القمقم
- مظاهر العبودية في المجتمع المصري
- هل يكتفي العسكر ب67 سنة هزيمة
- هل ينجح ترامب فى اعادة الاخوان الى مزرعة الشيطان
- مصير الطبقة العاملة فى زمن المحافظين الجدد


المزيد.....




- ريانا تُحوّل السجادة الزرقاء إلى عرض أزياء عائلي وتستعرض حمل ...
- فضيحة محرقة الجثث.. رماد مزيف وجثث متعفنة تشعل حالة صدمة بال ...
- مصر.. أول تعليق من السيسي على تصريحات ترامب حول أزمة سد النه ...
- الجيش السوري يدخل مدينة السويداء وإسرائيل تستهدفه
- أعلى محكمة ألمانية ترفض شكوى بشأن هجوم مسيرة أميركية باليمن ...
- المغرب: فرصة ثانية.. عودة الشباب الى مقاعد الدراسة
- هل دخلت قوات الأمن السورية إلى مدينة السويداء؟
- العراق.. مريض يعزف على العود خلال عملية جراحية!
- الجيش الإسرائيلي يقصف القوات الحكومية السورية في السويداء وا ...
- ما تأثير انسحاب حزب يهدوت هتوراه من الائتلاف الحاكم في إسرائ ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عبد العظيم - العرب أحق من اليهود في الإحتفال بعيد المساخر