أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الامين - سيرة بلد:السودان والدكتور منصور خالد















المزيد.....

سيرة بلد:السودان والدكتور منصور خالد


عادل الامين


الحوار المتمدن-العدد: 6806 - 2021 / 2 / 4 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هكذا تكلم دكتور منصور خالد

قال ابن المقري:
سبحان من قسم الحظوظ *** فلا عتاب ولا ملامة
أعمى وأعشى ثم ذو *** بصر وزرقاء اليمامة
ومسدد أو جائر *** أو حائر يشكو ظلامه
فالعيش في الدنيا الدنيـ *** ـة غير مرجو الإدامة
من أرضعته ثٌدَيَّها *** في سرعة تبدأ فطامه
ومن الذي وهبته وصـ *** ـلاً ثم لم يخش انصرامه
ومن الذي مدت له *** حبلاً فلم يخف انفصامه
أين الذين تفيأوا *** ظل السيادة والزعامة
بل أين أرباب العلوم *** أولو التصدر والإمامة
وذوو الوزارة والحجابة *** والكتابة والعلامة
والعمر مثل الضيف أو *** كالطيف ليس له إقامة
والموت حتم ثم بعد *** الموت أهوال القيامة
من قصيدة رائعة للمقري التلمساني في مقدمة كتابه: نفح الطيب
*****
دائما قبل مجيء التتار..ينفرط عقد الدولة يختلط الحابل بالنابل ويضحي الأمر شحاً مطاعاً وهواً متبع وهذا هو الحال الذي عليه ما تبقى من السودان الآن..بعد ان باعت فيه الايدولجيات المصرية السقيمة واشترت عبر أكثر من خمسين عاما من إدمان الفشل والفاشلين..ولازال البعض يمارس الإسقاط السياسي المخزي ويترك لنا "جمر عقبة" واحدة نرجمها هي الحزب القائم "المؤتمر الوطني" ورئيسه الذي غوى عمر البشير ويستمر في سياسة "حقي سميح وحق الناس ليه شتيح"..ونحن عل مشارف عام 2015 والناس تبحث عن شخصيات تصلح رمز للعام الجديد..وهذا الأمر في السودان يحاكي حال الذي يريد ان يبحث عن ابره في قوم قش في بلد كان جل سياسيه نجوم في بواكير الاستقلال وأسهموا في بناء كثير من الدول سياسيا وإداريا واجتماعيا أيضا بروحهم الليبرالية الاشتراكية المحضة والسودان دول لا تنتج ايدولجيات ولا تصدرها ..واليوم البلد في الحضيض..اذا كنا نملك وعي سياسي حقيقي وأخلاق ايضا .اخلاق الفرسان...نجد ان الدكتور منصور خالد هو الآن وبدون منازع شخصية عام 2015 وحتى نقفل الباب والذرائع على الذين يدعون انهم يمثلون والشعب وهم يمثلون عليه من "النخبة وإدمان الفشل..ويعودوا الى سيرة مايو الأولى بإبهام ويدمغون بها الدكتور منصور خالد والجمهوريين أيضا بدون حياء والحياء شعبة من شعب الإيمان.هذه هي مايو تفصيلا وليس إجمالا
ثورة مايو الاشتراكية
1969-1985

أخذت تجربة الرئيس نميري أخذت منحى متطور في الشكل الإداري للسودان على ضوء اتفاقية أديس أبابا 1972 ودستور 1973وكانت تجربة الحكم الإقليمي اللامركزي من انجح التجارب في حينها،حيث استقر كافة السودان ومنح أبناء الجنوب الحكم الذاتي الإقليمي داخل إطار السودان الموحد واستعان نميري بأبناء الجنوب والتكنوقراط الشمالي في قيادة اكبر نهضة اقتصادية وتنموية يشهدها السودان بعد رحيل الانجليز ولا زالت أثاراها ماثلة حتى ألان ولكنه افسد عصره الذهبي بتمكينه للإخوان المسلمين ومشروعهم المدمر وغير العلمي بعد المصالحة الوطنية1978 والذي قاد إلى انتفاضة شعبية أسقطت حكمه الإسلامي في ابريل 1985 وجاءت حكومة انتقالية قادت الى انتخابات حرة في 1987 استمر إعادة تدوير المسلسل المكسيكي المدبلج مع الجبهة الوطنية 2015بعد إجهاض اتفاقية نيفاشا بواسطة المهرولين في انتخابات 2010 وانفصال الجنوب لاحقا..وعدم جدوى الانفصال حاليا في 2015 وتظل بضاعة خان الخليلي الوافدة"الناصريين+ الشيوعيين+ الأخوان المسلمين" ونخبها المأزومة هم مصدر تعاسة السودان والسودانيين حتى الآن...

ومن ما ذكر أعلاه يمكننا أن نقول "ثورة مايو كانت ثلاثة مراحل"
1-مايو الأولى :_ وهذه مايو الناصريين +الشيوعيين بضاعة خان الخليلي المصرية ومخازيها كثيرة جدا"مسخ العلم والشعار والتعليم والخدمة المدنية والاقتصاد والأمن والقوات النظامية وتشريد الكفاءات وقتل شخصيات وطنية بأساليب خسيسة لا تشبه السودان وحضارة السودان " وموجودة في كتاب السودان في النفق المظلم-د.منصور خالد
2- مايو" الثانية" وما يسميه السودانيين العاديين "العصر الذهبي للسودان بعد الاستقلال" ودي جسدتها اتفاقية أديس أبابا وهي ثاني مشروع ((سوداني ))بعد مشروع العبقري الأستاذ محمود محمد طه –أسس دستور السودان 1955- الذي لم يهتم به أهل الغفلة آن ذاك ودخلوا بنا في جحر ضب خرب لم نخرج منه حتى الآن و مايو الثانية أفضل مرحلة تمت في السودان بعد الاستقلال أدارها أفضل الكفاءات مع الجنوبيين الأذكياء وجاءت بالحكم الإقليمي اللامركزي الرشيد ويتعامي عنها النخبة السودانية وإدمان الفشل حتى الآن..لأنهم أبدا لم يكونوا يوما جزء من حقبة ناجحة في تاريخ السودان المعاصر .. فقط سجل طويل ومشين ومجلل بالعار الموثق ..
3- مايو الثالثة": مرحلة الأخوان المسلمين "بتاعين الفلاشا.".ودي جاءت بعد المصالحة الوطنية 1978وجاء رموز الجبهة الوطنية الترابي للتمكين الاقتصادي -بنك فيصل الإسلامي- والتمكين السياسي قوانين سبتمبر وفقا لمخطط الأخوان المسلمين الدولي وليس نميري بل الترابي والصادق المهدي هم من أوعز لنميري بإفساد اتفاقية أديس ابابا1972 وكتاب ابيل الير كتاب قيم في هذا الشأن(التمادي في نقض المواثيق والعهود وبالوثائق الدور المشين للإمام وصهره) واسوا ما في الأمر أننا في 2015 ولا يريد احد أن يواجه الأمام وصهره الترابي بي كل المخازي و ما حاق بأبناء جنوب السودان القديم والجديد من شعوب السودان من قتل وإبادة وتشريد من مترفين يسار المركز أو ما تبقى من قومجية وشيوعيين مايو الأولى حتى الآن ..
*****
***
والدروس والعبر من ما سبق
إن البرنامج السياسية السودانية هي التي توفر الاستقرار في السودان(أديس أبابا 1972 ونيفاشا 2005) إذا كان التزم بها الحاكم بأمر الله المبتذل نصا وروحا وان الجبهة الوطنية واليسار الوافد من مصر "بضاعة خان الخليلي" هم سبب مسخ وتشويه السودان أرضاً وإنساناً...عبر العصور..."وتاني ما في زول برقص ويغطي دقنو في السودان.".... المهرولون من انتخابات 2010 الذين أدخلونا في جحر الضب الخرب أصبحوا مولولون...الآن.. ويشبهون نادبات الأجرة في الأفلام المصرية القديمة "روتانا زمان "واللائي يولولن ويلطمن الخدود ويشققن الجيوب لإضافة أجواء فجائعية على المشهد السوداني كلما ارتكب المؤتمر الوطني عمل مخزي دون البحث عن مخارج حقيقية للشعب السوداني مقنعة للشعب او المجتمع الدولي ودول الجوار.....

من يتوقع من أحزاب المركز والسودان القديم ورموزه المتخشبة تنهض وتعود بالسودان إلى سابق عهده المجيد ..كباسط كفيه بالماء ليبلغ فيه مع العلم ان الأخوان مسلمين ليست هم الحثالة السياسية الوحيدة التي جاءتنا من مصر والسودان مأزوم منذ استقلاله 1956...عندما رفضنا نصيحة السيد عبدا لرحمن المهدي وتركنا السائس"الانجليز" واتبعنا الحصان"مصر" حتى وقف حصان الشيخ في عقبة رابعة العدوية في 30 يونيو 2013 ولم يعد لمصر شيء تقدمه للعرب وللسودان بعد كسدت بضاعتها من أخوان مسلمين وناصريين في كل مكان ونهضت تونس من رمادها برؤيتها الذاتية عبر" نداء تونس.".. ويضع سره في اصغر خلقه...ونجحت تونس في ربيعها الذي بدأته وتعثر الجميع
ونحن مع الرهان الخاسر للنخبة السودانية وإدمان الفشل... وليس هناك داعي للإسقاط السياسي المخزي ضد الحزب الحاكم لأهل اليسار الشيوعي والقومي وحزب الأمة كلهم ينطبق عليه المثل السوداني "غلفا وشايلة موسا تتطهر"...ويراهنون على ذاكرة الوطن الضعيفة...
وهسة والليلة ولي بكره و ولي .......بعده حل مشكلة السودان في حل مشكلة المركز ومشكلة المركز انه وصل مرحلة "التعفن" وافتراس الذات..... the phagosytosis
*****
إمعانا منهم في تضليل الناس والإساءة لهذا العلم السوداني وأفضل شاهد على العصر عبر كتبه التي تعبر مرجعية حقيقية ونموذج في الأدب السياسي الرفيع لمستوى من بداية كتاب "لا خير فينا ان لم نقلها" مرورا "بالوعد الحق والفجر والكاذب" و "النخبة السودانية وإدمان الفشل "الى شهادته في كتابه الأخير - "السودان تكاثر الزعازع وتناقص الأوتاد " الذي جعل عنوان الكتاب نفسه دعوة للتبصر في عواقب الأمور..ولدكتور منصور خالد عبقرية سودانية جديرة بالاحتفاء لانه احتفى برموز الفكر والانجاز الحقيقيين في السودان والقم أدعياء الفكر من اواسيج الخديوية من مايو الأولى والأخيرة حجرا عندما تحدث عن نفسه قائلا:"نقول لرهط الشامتين أن السودانيين الجدد سيبقون إن انفصل الجنوب تحت خيمة ما تبقى من السودان، لا يقتلعون منه إلا يوم أن تقتلع الخيمة واجبهم المباشر هو العمل الدائب على أن يتم الطلاق بين شقي القطر بإحسان حتى تتحقق الوحدة على وجه جديد بعد أن عرقل مسيرتها الذين يفرحون في الأرض بغير حق وواجبهم الدائم هو مواصلة السعي لبناء سودان جديد((فلا تكن في مرية منه)) بين هؤلاء إن أمد الله في العمر سأكون ،لا من خلف ولا قدام ،أما موقعي في الفضاء السوداني الذي يتمنى البعض من باب الفضول أو الشماتة فسأحدده لنفسي بنفسي فوق الزمان والمكان هو كموقع ابن السقاء الكوفي أمير الشعراء المتنبي
وأقف تحت أخمص قدر نفسي
ولا أقف تحت أخمص الأنام
وذلك موقع لن يحظى به إلا من تصالح مع نفسه،وما فتيء يتمنع عن وضع خطامه على أيدي الآخرين،كبرو أم صغروا حتى لا يستسيدوا به أو شاء الشامتون بلا جدوى الرد على السؤال بتعبير آخر نقول:أن موقفنا سيكون هاملتياً"لئن تحدد موقفي داخل قشرة صلبة لثمرة جوز ،فساعد نفسي ملكاً لمكان بلا حدود"..I could be bounded in a nut shell and count myself king of infinite space"
كتاب السودان تكاثر الزعازع تناقص الأوتاد - صفحة 230
****
هذا هو الدكتور منصور خالد واحد من اكبر محطات الإنذار المبكر السودانية ومهندس اتفاقيتين كانتا كافيتين لصناعة دولة سودانية حقيقية بعيدا عن خزعبلات النظام العربي القديم الذي نقوده مصر تهاوى الآن وأضحى "عميانة وقايداها مجنونة " ..ومن يحتفل معي بالدكتور منصور خالد شخصية العام 2015 فقد استمسك بالعروة الوثقى وكتبت له براءة من النفاق السياسي المستشري في السودان الآن .. والحديث ذو شجون
*****
ملحوظة:هذا المقال من 2015 ورحل حكيم السودان د منصور خالد منصور خالد محمد عبد الماجد (17 يناير 1931 – 22 أبريل 2020) دبلوماسي وكاتب وسياسي ومفكر سوداني.
ونحن في فبراير2021 مع نفس الناس ونفس الفشل



#عادل_الامين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقالات سودانية/ اليهود بين أرضي النوبة وأورشليم
- الوعي الجمعي ضد طاقة الظلام
- المكتبة السودانية:تأبين الذاكرة السودانية
- بالسوداني : ما حدث في ساحة الاعتصام !!
- وحيد القرن...زيارة اخرى
- ام الشهيد.. اهداء الى الامهات في اليمن
- السودان وسباق الفئران !!!
- السودان واهدار 52 عاما من الانقلابات
- وثيقة الاستقلال الجديد في السودان 2019
- كنت معلما في اليمن
- صخرة سيزيف
- حكاية عطا ود عشمانة
- الثورة السودانية واشكاليات التغيير
- مقالات سودانية (1) هم بشوفو لكن ما بسمعو !!
- السودان والحاجة الي العزلة المجيدة
- متلازمة مصر ام الدنيا والسودان
- الشعب السوداني بين تفاهة المعارضة ووضاعة النظام
- نظام -االكعوك- العالمي الجديد
- بالسوداني الفصيح: السودان وعودة الباش بذق
- السودان..التتار على الابواب..


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الامين - سيرة بلد:السودان والدكتور منصور خالد